الجزيرة:
2025-01-25@00:34:04 GMT

محمد اشتية.. اقتصادي قاد الحكومة الفلسطينية

تاريخ النشر: 1st, March 2024 GMT

محمد اشتية.. اقتصادي قاد الحكومة الفلسطينية

سياسي واقتصادي فلسطيني، ولد في بلدة تل بمحافظة نابلس في الضفة الغربية عام 1958، حصل على شهادة الدكتوراه في التنمية الاقتصادية من إحدى جامعات بريطانيا.

انضم في المرحلة الجامعية إلى حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، وتدرج فيها إلى أن انتخب عضوا في لجنتها المركزية عام 2009، شغل عددا من المناصب وتقلد مهام في هيئات ومؤسسات ذات طابع اقتصادي وتنموي، وعيّن وزيرا للأشغال العامة والإسكان في حكومتي أحمد قريع وسلام فياض (2006/2005) و(2009/2008).

بعد استقالة حكومة الوفاق الوطني -التي كان يقودها رامي الحمد الله عام 2019- تولى محمد اشتية رئاسة الحكومة بتوصية من اللجنة المركزية لحركة فتح، وهو ما اعتبر انقلابا على الاتفاقيات الموقعة بين فتح وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) وتعميقا لحالة الانقسام الداخلي.

واجهت حكومته عددا من التحديات والإكراهات، من بينها حجز إسرائيل أموال الضرائب الفلسطينية، وما عرفت بصفقة القرن، وتداعيات جائحة كورونا، والاقتحامات المتواصلة للمسجد الأقصى، ثم العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023، والذي أسفر عن استشهاد آلاف الفلسطينيين وتهجير مئات الآلاف.

قدم استقالة حكومته في 26 فبراير/شباط 2024 بدعوى الحاجة إلى ترتيبات حكومية وسياسية جديدة، وإلى وحدة الصف الفلسطيني في ظل حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة والتصعيد في الضفة الغربية والقدس.

المولد والنشأة

ولد محمد إبراهيم محمد اشتية في 17 يناير/كانون الثاني 1958 ببلدة تل في محافظة نابلس، كان في التاسعة من عمره عندما احتلت إسرائيل في 5 يونيو/حزيران 1967 البلدة التي يقيم فيها، وبقيت تحت الاحتلال إلى عام 1993 عند توقيع اتفاق أوسلو بين الاحتلال والسلطة الوطنية الفلسطينية.

ومحمد اشتية متزوج وأب لـ3 أبناء: ولد وبنتان.

المسار الدراسي

تلقى تعليمه الأساسي في مدرسة تل والثانوي في مدارس مدينة نابلس، ومنها حصل على الثانوية العامة عام 1977.

حصل على شهادة البكالوريوس في الاقتصاد والإدارة العامة من جامعة بيرزيت عام 1981، ثم دبلوم في الدراسات التنموية من معهد الدراسات التنموية بجامعة ساسيكس في مدينة برايتون ببريطانيا عام 1985، فالدكتوراه عام 1989 في دراسات التنمية الاقتصادية من الجامعة ذاتها.

محمد اشتية قاد الحكومة الفلسطينية منذ 2019 وفي 2024 قدم استقالته (رويترز) المسار الإداري والعملي

بدأ مساره المهني صحفيا في جريدة الشعب في الفترة بين عامي 1980 و1981، ثم باحثا مساعدا في مركز أبحاث جامعة بيرزيت، وبعد حصوله على الدكتوراه من بريطانيا وعودته إلى فلسطين عيّن فيها أستاذا مساعدا.

ساهم في تأسيس المجلس الاقتصادي الفلسطيني للتنمية والإعمار "بكدار" عام 1994، وهو مؤسسة تنموية تعمل في مجال الإعمار ومشاريع البنية التحتية ورسم السياسة الاقتصادية وجذب وتنسيق مساعدات المانحين والتنسيق مع المنظمات غير الحكومية ووكالات الأمم المتحدة، وكذلك تقديم المساعدة التقنية والتدريب في فلسطين.

شغل منصب رئيس الدائرة الإدارية والمالية في هذا المجلس، قبل أن يعينه الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات رئيسا له عام 1996، وعيّن في السنة نفسها محاضرا في برنامج الدراسات العربية المعاصرة (ماجستير) في جامعة بيرزيت.

ساهم في تأسيس عدد من الهيئات والمؤسسات التنموية، من بينها المعهد الوطني لتكنولوجيا المعلومات في رام الله، وهو مؤسسة أكاديمية تركز على تطوير قطاع تكنولوجيا المعلومات في فلسطين.

كما شارك في تأسيس المعهد الوطني للإدارة الذي يشرف على تدريب كوادر السلطة الفلسطينية، والمركز الفلسطيني للدراسات الإقليمية برام الله، وهو مؤسسة دراسية تعنى بالشؤون الإقليمية وشؤون الشرق الأوسط، وفي عام 2006 عيّن محافظا للبنك الإسلامي للتنمية عن فلسطين.

المسار السياسي

انضم اشتية إلى حركة فتح في مرحلة الدراسة الجامعية، وشارك في أنشطتها الطلابية والوطنية، وكان ضمن وفد منظمة التحرير الفلسطينية إلى مؤتمر مدريد للسلام عام 1991 وعضوا في اللجنة التوجيهية المشرفة على المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية حول قضايا الحل النهائي، مما أكسبه خبرة مهمة في العمل الدولي والدبلوماسي.

انتخب عضوا في اللجنة المركزية لحركة فتح مرتين على التوالي في مؤتمري الحركة السادس عام 2009 والسابع عام 2016، وشغل فيها منصب المفوض المالي والاقتصادي، حصل على عضوية المجلسين الوطني والمركزي لمنظمة التحرير عام 2014.

مناصب في الحكومة

شغل اشتية منصب وزير الأشغال العامة والإسكان في الحكومة التاسعة التي كان يرأسها أحمد قريع بين عامي 2005 و2006، وعاد إلى المنصب نفسه في الحكومة الفلسطينية الـ13 برئاسة سلام فياض بين عامي 2008 و2009.

في 10 مارس/آذار 2019 عينه الرئيس الفلسطيني محمود عباس رئيسا للحكومة خلفا لرامي الحمد الله الذي قاد منذ عام 2004 حكومة الوفاق الوطني بموجب اتفاق بين حركتي فتح وحماس.

تم اختياره لهذا المنصب بتوصية من اللجنة المركزية لحركة فتح، قبل أن يكلفه الرئيس الفلسطيني بمهمة تشكيل الحكومة الفلسطينية الـ18، لذلك وصفها مراقبون بأنها حكومة سياسية تسيطر عليها حركة فتح عكس الحكومات السابقة التي قادتها كفاءات وطنية مستقلة.

واعتُبر اختيار اشتية لهذا المنصب تخليا عن المصالحة بين حركتي فتح وحماس وإغلاق المجال أمام الحل السياسي لحالة الانقسام الداخلي.

محمد اشتية يتحدث في مؤتمر ميونخ للأمن يوم 18 فبراير/شباط 2024 (الفرنسية)

وأعلنت حركة حماس رفضها هذه الخطوة، ورأت فيها انقلابا على الاتفاقيات الموقعة وتكريسا لسياسة الاستبداد، وصرحت بعدم اعترافها بهذه الحكومة التي وصفتها بالانفصالية.

في 13 أبريل/نيسان 2019 أدى محمد اشتية اليمين الدستورية رئيسا جديدا للحكومة الفلسطينية التي تشكلت من 26 وزيرا، بينهم 3 وزيرات.

واجهت هذه الحكومة خلال فترة ولايتها عددا من التحديات المحلية والدولية، من بينها حجز إسرائيل أموال المقاصة، مما أثر على الخدمات الحكومية الموجهة إلى الشعب الفلسطيني، خاصة في قطاعي التعليم والصحة.

وتجمع إسرائيل نيابة عن السلطة الضرائب على الواردات والصادرات الفلسطينية، وتحول الأموال إليها شهريا بمتوسط 750 مليون شيكل (190 مليون دولار)، وتعتمد السلطة الفلسطينية على هذه الأموال لدفع رواتب موظفيها.

وأقر الكنيست الإسرائيلي قانونا في 8 يوليو/تموز 2018 ينص على اقتطاع جزء من أموال المقاصة بما يعادل ما تدفعه السلطة الفلسطينية من مستحقات شهرية لعائلات الأسرى والشهداء والجرحى، وهو ما اعتبرته الحكومة الفلسطينية قرصنة وعقابا للشعب الفلسطيني.

ومن التحديات التي واجهتها هذه الحكومة ما عرفت بـ"صفقة القرن" عام 2020، وجائحة كورونا والتداعيات الاقتصادية للحرب الروسية على أوكرانيا والاستيطان، واقتحامات المسجد الأقصى، ثم العدوان الإسرائيلي على غزة في 7 أكتوبر/تشرين 2023، والذي أسفر إلى غاية يوم استقالة اشتية عن استشهاد 29 ألفا و782 فلسطينيا وإصابة 70 ألفا و43 آخرين، معظمهم أطفال ونساء، إلى جانب تدمير البنية التحتية والمآثر التاريخية والمساجد، وغيرها.

الاستقالة من الحكومة

أعلن محمد اشتية استقالته رسميا من رئاسة الحكومة الفلسطينية في 26 فبراير/شباط 2024، وأرجع هذا القرار إلى المستجدات السياسية والأمنية والاقتصادية المتعقلة بالعدوان على غزة والتصعيد في الضفة الغربية ومدينة القدس، والهجمة الشرسة التي يواجهها الشعب الفلسطيني ونظامه السياسي، مما يستدعي بحسبه ترتيبات حكومية وسياسية جديدة ووحدة الصف الفلسطيني.

وقال اشتية في بداية الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء "إنني أرى أن المرحلة القادمة وتحدياتها تحتاج إلى ترتيبات حكومية وسياسية جديدة تأخذ بالاعتبار الواقع المستجد في قطاع غزة، ومحادثات الوحدة الوطنية والحاجة الملحة إلى توافق فلسطيني فلسطيني مستند إلى أساس وطني، ومشاركة واسعة، ووحدة الصف، وإلى بسط سلطة السلطة على كامل أرض فلسطين".

بالمقابل، رأى مراقبون أن استقالته جاءت استجابة لضغوط دولية لتحقيق مطلب "تجديد السلطة".

وأعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس قبول استقالة اشتية في اليوم ذاته، وكلفه بتسيير أعمال الحكومة الفلسطينية إلى حين تشكيل أخرى.

المؤلفات

صدرت له العديد من الكتب والدراسات في المجالات الاقتصادية والتنموية والسياسية والأدبية، من بينها:

"مرض الشهادة الجامعية" عام 1983 (باللغة العربية). "إسرائيل في المنطقة.. صراع توافق أم تعاون؟" عام 1998 (باللغة الإنجليزية). "القطاع الخاص.. مساعدات المانحين" عام 1998 (باللغة الإنجليزية). "فلسطين.. بناء أسس النمو الاقتصادي" في عامي 1987 و1988 (الجزءان الأول والثاني) (باللغة الإنجليزية). "مستقبل المستوطنات الإسرائيلية" عام 2000 (باللغة الإنجليزية). "جغرافيا التنمية وإعادة الإعمار في فلسطين" عام 2003 (باللغة العربية). "إكليل من شوك" عام 2004 (مجموعة قصص قصيرة باللغة العربية). "موسوعة المصطلحات والمفاهيم الفلسطينية" عام 2008 (باللغة العربية). "الاقتصاد لغير الاقتصاديين" عام 2010 (باللغة العربية). "المختصر في تاريخ فلسطين" عام 2015 (باللغتين العربية والإنجليزية). "المستعمرات الإسرائيلية وتآكل حل الدولتين" عام 2017 (باللغتين العربية والإنجليزية). "الاقتصاد الفلسطيني: حصار عوامل الإنتاج" عام 2018 (باللغة العربية). "فلسطين.. منظور تنموي جديد" عام 2018 (باللغة العربية). أوسمة

وشحه الرئيس الفرنسي الراحل جاك شيراك بوسام فارس من الدرجة الأولى في 31 مايو/أيار 1997.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الحکومة الفلسطینیة باللغة الإنجلیزیة الرئیس الفلسطینی باللغة العربیة محمد اشتیة حرکة فتح من بینها حصل على

إقرأ أيضاً:

ما أبرز الإنجازات والمكتسبات التي حققها طوفان الأقصى للقضية الفلسطينية؟

رغم تسبب حرب الإبادة الإسرائيلية ضد قطاع غزة بأكثر من 158 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، وهي إحصائية مرشحة للزيادة بشكل يومي، إلا أن طوفان الأقصى الذي انطلق في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، حقق العديد الإنجازات التي ربما لم يتم تحقيقها عبر عقود سابقة من السياسات المختلفة.

وجذبت غزة خلال الشهور الـ15 الماضية حالة غير مسبوقة من التضامن الدولي مع فلسطين، وعملت على تسليط الضوء على مكاسب استراتيجية والفشل الأمني الإسرائيلي، وكشفت حقيقة محاولات تجميل وجه الاحتلال الذي استغل مختلف المجلات لـ"تبييض" جرائمه، إضافة إلى الإجازات التي تم تحقيقها من خلال الاعتراف بفلسطين دوليا وجهود المقاطعة الكبيرة.

محاولات "الغسيل"
يمارس الاحتلال الإسرائيلي منذ سنوات طويلة مختلف أنواع "الغسيل" من أجل تحسين صورته أمام العالم وتقديم "إسرائيل" سياسيا على أنها الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط، واقتصاديا أنها "أمة الشركات الناشئة - Start-up Nation"، ورياضيا من خلال مشاريع مختلفة، وحتى أنها تحافظ على "حقوق الحيوان" وأنها تضمن أكبر عدد من "الجنود النباتيين" حول العالم.

ومصطلح "الغسيل" بشكل عام يتم استخدامه لوصف مجموعة متنوعة من الاستراتيجيات التسويقية والسياسية التي تهدف إلى ترويج المنتجات أو سياسات البلدان أو الأشخاص أو الكيانات من خلال إظهار مساندة بعض القيم والقضايا بهدف تسويق صورة تقدمية وحداثية متسامحة تعترف بحقوق الأقليات المضطهدة.

خلال الأولمبياد التي أقيمت في باريس في منتصف العام الماضي، ومن بين الرياضيين الإسرائيليين الثمانية والثمانين المشاركين، أيد ما لا يقل عن ثلاثين منهم علنا الحرب وجيش الاحتلال، وقد عمل بعضهم كدعاة ومتحدثين باسم الجيش، الأمر الذي أكد على مكانتهم كـ"رموز للقوة الصارمة التي تتمتع بها إسرائيل على الساحة العالمية".

ويذكر أن كل إسرائيلي يخدم في جيش الاحتلال الإسرائيلي، والرياضيون المتميزون، رغم أنهم في بعض الأحيان قادرون على تأجيل الخدمة، إلا أنهم ليسوا معفيين منها، وفقا لتقرير نشرته مجلة "ذي نيشين" الأمريكية.


وأكد المقال أن وجود "إسرائيل" هو مثال رئيسي على "غسيل الرياضة"، وهو عندما تستخدم الكيانات السياسية الرياضة والمسابقات الرياضية الدولية مثل الألعاب الأولمبية للتغطية على الجرائم، وهذا يساعد في إضفاء الشرعية على انتهاكات حقوق الإنسان، بل وحتى تمجيدها. 

وفي تشرين الثاني/ نوفمبر 2024، عمل الاحتلال على الإضرار بمحاولاته لـ"الغسيل الرياضي" بنفسه بعدما اعتدى مشجعون لفريق "مكابي تل أبيب" الإسرائيلي لكرة القدم، على رمزية العلم الفلسطيني في قلب شوارع العاصمة الهولندية أمستردام، وترديد هتافات مُعادية للعرب والمسلمين، وهو أثار موجة من الغضب والاستياء، ووثّّقته جُملة من المقاطع التي جابت مُختلف مواقع التواصل الاجتماعي.

فضيحة إعلاميه كبيره لقناة Skynews
.
" قامت بنشر فيديو يصف بدقه ما حدث في امستردام
ويصف العنف الذي قام به مشجعوا فريق مكابي وعنصريتهم البشعه
.
" لكن ما حدث هو أن القناه قامت بعد فتره قصيره من نشر الفيديو بحذفه فورا
.
" ويبدوا أن الحقائق التي اظهرها هذا الفيديو غير ملائمه
للروايه… pic.twitter.com/TGdutpGwld — Dr.mehmet canbekli (@Mehmetcanbekli1) November 10, 2024
وعقب مباراة جرت في 7 تشرين الثاني/ نوفمبر، جمعت بين  فريقي "مكابي تل أبيب" الإسرائيلي، و"أياكس أمستردام" الهولندي، انتهت بنتيجة 5-0 لصالح الأخير، حصلت توتّرات فجّرتها هتافات عنصرية ونابية صدرت عن مشجعي الفريق الإسرائيلي ضد فلسطين والعرب، بالإضافة إلى الاعتداء على العلم الفلسطيني وتمزيقه.

ولم تكن أحداث أمستردام سوى جزء صغير من فشل الغسيل الرياضي بعدما تسببت الحرب ضد قطاع غزة، باستشهاد أكثر من 715 شهيدا من الرياضيين، بينهم 95 طفلا، بالإضافة إلى تدمير 273 منشأة رياضية في القطاع، وهي أعداد ليست نهائية في ظل كثرة المفقودين، وقلّة مصادر المعلومات.

وعن فكرة "أمة الشركات الناشئة"، صدرت حركة المقاطعة ضمن متابعتها تحوّل أمّة "الشركات الناشئة"، كما شاع وصف "إسرائيل"، إلى أمّة "الشركات المُغلقة"، سلسلة جديدة من #ShutDownNation، وهذه المرّة تحت عنوان: إسرائيل على وشك الدخول في "دوامة الانهيار".

ضمن متابعتها لتحوّل أمّة "الشركات الناشئة"، كما شاع وصف إسرائيل، إلى أمّة "الشركات المُغلقة"، تصدر حركة المقاطعة (BDS) سلسلة جديدة من #ShutDownNation، وهذه المرّة تحت عنوان: إسرائيل على وشك الدخول في "دوامة الانهيار". pic.twitter.com/L72tcy7Pfr — حركة مقاطعة إسرائيل (BDS) (@BDS_Arabic) December 4, 2024
وقالت الحركة إنه "إلى جانب التصاعد الحاد في هروب رأس المال وجفاف الاستثمارات الأجنبية في التكنولوجيا المتقدّمة الإسرائيلية، أرسل 130 من أبرز الاقتصاديين الإسرائيليين في أيار/ مايو 2024 إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي "تحذيرًا واضحًا وحاسمًا من الاحتمال الكبير لسقوط الاقتصاد والمجتمع الإسرائيلي في دوامة الانهيار".

وتستخدم أيضا "إسرائيل" الغسيل النباتي أو الخضري لتحسين صورة جنودها وجيشها أمام العالم، باعتبار أنه الأكثر إنسانية، وفي عام 2018، ذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" أن جيش الاحتلال هو "أكثر جيش خضري في العالم"، وقامت بتسليط الضوء على خضرية جنود الاحتلال وحرصهم على احترام النبات والحيوان، لم تقم بالإشارة إلى الانتهاكات الإسرائيلية ضد الفلسطيني وأرضه. 

“The IDF is also issuing leather-free combat boots and wool-free berets to soldiers who register as vegan, so they can march into battle knowing that no living creature has been harmed in their provisioning.”https://t.co/ZmW6hYctQq pic.twitter.com/vcfTsfdEyV — Jehad Abusalim جهاد أبو سليم (@JehadAbusalim) December 11, 2024
وخلال شهور الحرب انشرت العديد من الانتقادات الدولية لجرائم الاحتلال الموثقة من قبل كبرى منظمات حقوق الإنسان، ومن أبرزها منظمة العفو الدولية، التي أكدت أن "إسرائيل" ترتكب جرمية إبادة جماعية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة.

حالة المقاطعة
ولعل من أبرز نتائج طوفان الأقصى هو خلق فكرة الوعي بالمقاطعة وتأثيرها في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي والجهات الداعمة له اقتصاديا، من خلال مقاطعة المنتجات والشركات وبعض الخدمات التي تدعم "إسرائيل" والإبادة الجماعية بشكل أو بآخر.

ونجحت المقاطعة الشعبية للمنتجات والشركات الداعمة لـ"إسرائيل" على نطاق واسع في الإضرار بهذه العلامات التجارية، ويظهر ذلك في التراجع الكبير لتلك العلامات التجارية خلال شهور الحرب، وهو ما أظهرته النتائج المالية المختلفة لها خلال السنة الماضية.

وانطلقت حملات شعبية واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي وانتقلت إلى أرض الواقع لمقاطعة المنتجات والشركات التي يُعتقد أنها تدعم "إسرائيل" في حربها ضد قطاع غزة.

ونجحت جهود المقاطعة مثلا في إغلاق العديد من المتاجر والمقاهي الأمريكية، مثلما حدث مع عشرات فروع شركة ستاربكس حول العالم وخاصة في ماليزيا، وإزالة اسم "كارفور" بشكل نهائي وتوقف عملها في الأردن بعد حملة مقاطعة واسعة.

ومنذ إعلان وقف إطلاق النار في قطاع غزة، أطلقت العديد من الدعوات عبر وسائل التواصل الاجتماعي من قبل النشطاء حملات واسعة تدعو لاستمرارية مقاطعة المنتجات الداعمة للاحتلال، بعدما أصبحت المقاطعة وسيلة فعالة لدى العديد من للتعبير عن تضامنهم مع الفلسطينيين، وتحولت إلى جزء أساسي من أساليب محاربة الاحتلال الإسرائيلي وداعميه.

????????????????
4️⃣6️⃣8️⃣????
المقاطعة شعار دائم لن يتوقف بتوقف الحرب ..

إستمرار المقاطعة ..
واجب وأمر مفروغ منه …

إياكم العودة عن قرار المقاطعة …
حتى لا يلتقطوا أنفاسهم وتعويض خسائرهم … ومن ثم دعم العدو …

الآن العدو بحاجة لكل دولار فلا تبخلوا عليه بالمقاطعة ..

فاستمروا يحفظكم الله pic.twitter.com/qhYIzc5Shj — د.أيسر Ayser (@aysardm) January 16, 2025
وبهذا تجاوزت فكرة المقاطعة كونها مجرد رد فعل وموقف عاطفي مما يحدث يحدث في قطاع غزة، لتصبح لدى الكثير من المواطنين العرب فكرة مستمرة ترفض العودة لدعم الاحتلال بعد توقف الحرب على غزة.

الاعتراف بفلسطين 
دفعت حرب الإبادة غير المسبوقة ضد قطاع غزة دول أيرلندا وإسبانيا والنرويج رسميا الاعتراف بدولة فلسطين، في حين أبدت دول أخرى مثل سلوفينيا ومالطا اعتزامهما اتخاذ خطوة مماثلة، وهو ما اعتبر ثغرة في جدار الصد الأوروبي للحقوق الفلسطينية ولو بحدها الأدنى.

ورغم استخدام الولايات المتحدة الفيتو في مجلس الأمن الدولي في نيسان، أبريل 2024 لمنع صدور قرار يفتح الباب أمام منح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة فإن الجمعية اعتمدت في 10 أيار/ مايو قرارا بأحقية فلسطين لهذه العضوية في الأمم المتحدة صوتت لصالحه 143 دولة وامتنعت 25 عن التصويت.

وجاءت خطوة إعادة وضع موضوع الدولة على الطاولة بعد أن رفعت عملية طوفان الأقصى شأن القضية التي كادت أن تذوب في ظل مسار التطبيع والتعاون الأمني بين الاحتلال والدول العربية ومع استمرار الاستيطان وقضم الأراضي الفلسطينية وتهويد القدس.


ويعد اعتراف 3 دول أوروبية بالدولة الفلسطينية مؤشرا على بداية تفكك الموقف الأوروبي الداعم لـ"إسرائيل"، وهو الذي تمثل أيضا بمطالبة عدد من هذه الدول بوقف الحرب على غزة، على عكس الموقف الذي تشكل إثر 7 تشرين الأول/ أكتوبر وأن عدد الدول التي ستعترف بفلسطين مرشح للارتفاع.

#تغطية | في بيان له صدر منذ قليل قال وزير خارجية الاحتـلال قال أنه وجه خطابا شديد اللهجة لسفراء دول #إسبانيا، و #أيرلندا، و #النرويج في إسرائيل بعد القرار الذي اتخذته حكوماتهم بمنح ميدالية ذهبية لإرهابيي حمــ ـاس الذين اختطفوا بناتنا وأحرقوا الأطفال الرضع.

قال كاتس" سيشاهد… pic.twitter.com/B5KW9fsTH5 — عربي21 (@Arabi21News) May 22, 2024
وكانت السويد الدولة الأوروبية الوحيدة في الاتحاد الأوروبي التي اعترفت بفلسطين عام 2014، فضلا عن اعتراف 8 دول أخرى قبل انضمامها إلى الاتحاد، وهي بلغاريا وقبرص وجمهورية التشيك والمجر وبولندا ورومانيا وسلوفاكيا ومالطا، في حين اعترفت آيسلندا والفاتيكان أيضا، وهما من خارج إطار الاتحاد.

وهذا يعني أنه خلال فترة قصيرة ستكون 13 دولة أوروبية قد اعترفت بالدولة الفلسطينية من أصل 27 دولة يضمها الاتحاد الأوروبي، وهذا بحد ذاته يعد مكسبا مهما لفلسطين وللقضية الفلسطينية، حيث يبلغ الآن العدد الإجمالي للدول التي تعترف بفلسطين 146 دولة من أصل 193 دولة عضوة في الأمم المتحدة.

التضامن الدولي وتصدير القضية 
بدءا بحراك الجامعات الواسع في مختلف أنحاء العالم وخاصة في الولايات المتحدة الذي انطلق في نيسان/ أبريل 2024، حصلت حالة من التضخم الهائل في الضغوط العالمية تركت الحكومة الإسرائيلية ورئيس وزرائها بنيامين نتنياهو في عزلة شديدة، وحالة دعم غير مسبوقة لحقوق الفلسطينيين.

وخلال شهور الحرب الأولى من عام 2024، واجهت "إسرائيل" قطيعة نادرة مع واشنطن، وعممت إدارة بايدن حينها، مشروع قرار في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ‏يحذر جيش الاحتلال من شن هجوم بري في رفح، بالقرب من مصر، حيث نزح أكثر من مليون فلسطيني".

 ورغم أن هذا المشروع لم ينجح وربما لم يكن ضغطا حقيقيا، إلا أنه مشكلة كبيرة للحكومة الإسرائيلية لأنها كانت قادرة في ‏السابق على الاختباء خلف حماية الولايات المتحدة، لكن نتنياهو بعدها لم يعد قادرا على اعتبار هذه الحماية ‏أمرا مفروغا منه، بحسب ما جاء في مقال لمدير مكتب صحيفة "نيويورك تايمز " في لندن مارك لاندلر.

وقال إنديك في ذلك المقال حينها: "هناك سياق أوسع من الإدانة من قبل الرأي العام الدولي، وهو أمر غير مسبوق من حيث الاتساع والعمق، ‏الذي امتد إلى الولايات المتحدة. لقد أصبحت الدوائر الانتخابية التقدمية والشبابية والعرب الأمريكيين في الحزب الديمقراطي، ‏غاضبة وتنتقد بشدة بايدن لدعمه لإسرائيل".‏

وأضاف أنه بينما تتعرض "إسرائيل" لضغوط شديدة منذ الأيام الأولى لهجومها على غزة، فإن جوقة الأصوات من العواصم الأجنبية ‏أصبحت مدوية في الأيام الأخيرة، وذلك في دول أوروبية عديدة على سبيل المثال.

ولعل العرض الأكثر إثارة للانتباه لعزلة "إسرائيل"، هو ما حدث بعد ذلك في الأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية في لاهاي، متمثلا بقرار مجلس الأمن الدولي بإنهاء الحرب على غزة فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.

وبعد ذلك في 20 أيار/ مايو 2024 طلب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان، إصدار مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت لمسؤوليتهما عن "جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية" ارتكبها جيش الاحتلال بغزة.

وتحقق ذلك في تشرين الثاني/ نوفمبر من نفس العام بإصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال دوليتين بحق نتنياهو وغالانت، بتهم تتعلق بـ"ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية"، وهو ما فتح الباب حاليا إلى ملاحقة الجنود الإسرائيليين من محتلف دول العالم.

مكاسب استراتيجية 
أظهرت عملية طوفان عزما وتصميما وتخطيطا وتنفيذا فاق كل التوقعات من جانب المقاومة الفلسطينية، وأنها كانت في حالة إعداد منذ مدة طويلة، وقد استطاعت الأخيرة تحقيق منجزات أثرت على الحكومة الإسرائيلية الحالية، وستؤثر كما يبدو على أي حكومة مقبلة مضطرة للتعامل مع تبعاتها ونتائج التحقيق في الفشل الأمني الواسع.


ورأى الكاتب والباحث الفلسطيني سعيد الحاج أن عملية طوفان الأقصى عملت على "كسر هيبة دولة الاحتلال ومؤسساتها العسكرية والأمنية بشكل غير مسبوق وكسر أسطورة الجيش الذي لا يقهر والجندي المدجج بالسلاح المتفوق على الآخرين.. ومباغتة كتائب القسام وتفوقها الملحوظ وإنجازاتها البادية ولا سيما العدد الكبير من القتلى والأسرى الإسرائيليين ومشاهد المواجهات المباشرة بين المقاومين والجنود قد أنتجت صورة من الصعب ترميمها بالنسبة لدولة الاحتلال في السنوات القليلة القادمة".

وأضاف الحاج في مقال له أن هذه الصورة المتضعضعة لقوات الاحتلال سيكون لها أثرها الكبير على معنويات كل من المقاومة الفلسطينية وجمهورها من جهة وجيش الاحتلال وجبهته الداخلية من جهة ثانية بشكلين متعاكسين بطبيعة الحال. فضلا عن أن كسر صورة "إسرائيل" كقوة عسكرية وأمنية كبيرة في المنطقة قد يكون له أثره السلبي على مسار تطبيع علاقاتها مع عدد من الدول العربية والإسلامية.

وفيما يتعلق بملف الأسرى، أكد الحاج أن المقاومة الفلسطينية عرضت مرارا عقد صفقة تبادل أسرى مع الاحتلال عبر وسطاء دون أن تجد تجاوبا، والآن وفي يد المقاومة الفلسطينية عشرات الأسرى لم يعد ممكناُ لأي حكومة إسرائيلية تجنب عقد الصفقة وبما يرضي المقاومة الفلسطينية وتنازلات صعبة على الاحتلال، إذ إنه لن يكون بمقدورها تجنب الضغوط الداخلية عليها لاسترداد هذا العدد الكبير من الأسرى.

ويحدث هذا حاليا مع دخول صفقة التبادل ووقف إطلاق النار حيز التنفيذ من المرحلة الأولى والإفراج عن ثلاث أسيرات إسرائيليات حتى الأن مقال 90 من الأسرى الفلسطينيين، وهو أول عملية تبادل من عمليات عديدة مرتقبة خلال مراحل الاتفاق المرتقبة.



وسلمت المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة الأسيرات الإسرائيليات المفرج عنهن ضمن صفقة التبادل شهادات تتضمن قرارات بالإفراج، وهو ما يعكس الموقف الذي أكدته كتائب القسام طوال شهور الإبادة بأن أسرى الاحتلال لن يفرج عنهم تحت النار وأن ذلك لن يتم سوى بقرار منها.

مقالات مشابهة

  • مش ناقصة افتكاسات.. عمرو أديب يعلق على تدريس مناهج كلية الطب باللغة العربية
  • ما أبرز الإنجازات والمكتسبات التي حققها طوفان الأقصى للقضية الفلسطينية؟
  • «أكاديمية الشارقة» تحصل على اعتماد برامجها المقدمة باللغة العربية
  • أمين الجامعة العربية: إهدار الحق الفلسطيني يهدد السلم الدولي
  • أمين مجمع اللغة العربية: تعريب العلوم الطبية يعيد «العربية» إلى مكانتها (حوار(
  • هل تطبق جامعة الأزهر مقترح تدريس الطب باللغة العربية (شاهد)
  • هل تطبق جامعة الأزهر مقترح تدريس الطب باللغة العربية؟.. اعرف الإجابة
  • بيان الأزهر بخصوص الدراسة باللغة العربية في مجالات الطب والصيدلة
  • جامعة الأزهر: نبحث إمكانية دراسة العلوم الطبية باللغة العربية 
  • محلل اقتصادي: تحديات كبيرة تواجه الحكومة اليمنية في استعادة ثقة المانحين