دراسة علمية: خلل وظائف الكلى الأكثر شيوعًا لدى الأطفال في سلطنة عمان
تاريخ النشر: 1st, March 2024 GMT
"عمان": دعت دراسة علمية جاءت بعنوان "خزعات كلى الأطفال في سلطنة عمان" إلى ضرورة مساعدة الأطباء وأخصائيي أمراض الكلى على إدراك مجموعة من أمراض الكلى بين الأطفال في المنطقة، وتقييم نتائج ومضاعفات خزعة الكلى لديهم من خلال إجراء المزيد من الدراسات المستقبلية، وأظهرت الدراسة أن خلل وظائف الكلى الأكثر شيوعًا لدى الأطفال في سلطنة عمان.
وقد أظهرت الدراسات في بعض الدول أن أكثر المؤشرات شيوعًا لخزعة الكلى لدى المراهقين أكبر من 16عامًا كانت متلازمة كلوية مع بيلة دموية / أو فشل كلوي، كما كشفت مراجعة منهجية لـ 17 دراسة من 7 دول عربية، أن النوع الأكثر شيوعًا من مرض الكبيبات الأولي بين الأطفال في المنطقة هو مرض التغير الأدنى (29.25٪)، يليه مرض تصلُّب الكبيبات البؤري (22.34٪).
وفي سلطنة عمان، أظهرت دراسة تستند إلى الفحص المجهري الضوئي والتألق المناعي والتي أجريت في مستشفى من الدرجة الثالثة بين جميع الفئات العمرية أن مرض تصلب الكبيبات البؤري (21.1 ٪) كان من أكثر أمراض الكبيبات الأولية شيوعًا،وبسبب نسبة القرابة العالية بين السكان أدى ذلك إلى زيادة الإصابة بأمراض الكلى الموروثة.
وبما أنه لم يتم إجراء أي دراسة في سلطنة عمان تركز على المؤشرات السريرية ونتائج خزعات الكلى للأطفال، نشرت مجلة عمان الطبية عام 2023 دراسة بعنوان "خزعات كلى الأطفال في عمان.. دراسة بأثر رجعي" بقيادة الدكتور محمد الريامي من وحدة أمراض الكلى للأطفال بقسم صحة الطفل في المستشفى السلطاني ومدرب في برنامج تدريب الأطباء المقيمين في طب الأطفال بالمجلس العماني للاختصاصات الطبية.
هدفت الدراسة إلى تحديد طيف أمراض الكلى لدى الأطفال دون سن 13عامًا في سلطنة عمان وتقييم نتائج ومضاعفات خزعة الكلى بينهم. حيث أجريت الدراسة بأثر رجعي في وحدة أمراض الكلى للأطفال بقسم صحة الطفل في المستشفى السلطاني.
وأظهرت نتائج الدراسة أن متوسط عمر الأطفال بلغ 8.0 سنوات (0-13 سنة). وقد أظهر علم التشريح المرضي أن التشخيص الأكثر شيوعًا المستند إلى الخزعة في المرضى كان مرض التغير الأدنى في 15 طفلًا (19.2٪)، ويعد مرض التغير الأدنى هو السبب الأكثر شيوعًا لإصابة الأطفال بالمتلازمة الكلائية، وينتج عن مرض التغير الأدنى الخلل في وظيفة الكلى، يليه التهاب الكلية الذئبي في 13طفلا (16.7٪)، وتصلب كبيبات مقطعي بؤري في 13طفلًا (16.7٪). كانت المضاعفات الأكثر شيوعًا بعد الخزعة هي الألم الذي يتطلب تسكينًا في 38 طفلا ( 49.4٪) يليه إجمالي البول الدومي 10 أطفال ( 13.0٪).
وقد توصلت الدراسة إلى أن معظم الأطفال المرضى من هم في عمر أكبر من ست سنوات، ويمكن تفسير ذلك من خلال حقيقة أن أمراض الكلى الثانوية مثل الذئبة و تصلب كبيبات المقطعي البؤري -بسبب خلل التنظيم المناعي- أكثر شيوعًا عند الأطفال الأكبر سنًا. ومن المحتمل أن يصاب الأطفال الأصغر سنًا بأمراض الكلى الخلقية والوراثية والتي يمكن تشخيصها عن طريق التصوير والدراسات الجينية.
كما أن البيلة البروتينية غير الكلوية والمتلازمة الكلوية هي المؤشرات الأكثر شيوعًا لخزعة الكلى بين المرضى. وفي جميع الحالات، تم إجراء الخزعة الكلوية بأمان وفعالية حيث لم تذكر السجلات أي مضاعفات كبيرة بعد إجراء خزعة الكلى، ولم تكن هناك الحاجة لأي مريض إلى نقل دم أو تدخل جراحي.
وتأتي أهمية الدراسة أنها تعد الأولى من نوعها في سلطنة عمان التي تتناول حالات خزعات الكلى لدى الأطفال. لذا فإن النتائج التي تم التوصل إليها قد تكون مفيدة أيضًا لمقدمي الرعاية الصحية المعينين لتقديم المشورة للأطفال والآباء قبل خزعة الكلى.
دعت الدراسة إلى أهمية أن تتضمن الدراسات المستقبلية حجم عينة أكبر يشمل مراكز أخرى في عمان، بالإضافة إلى تغطية دول الخليج العربي المجاورة ذات الأعراق المماثلة، وأن تغطي هذه الدراسات حالات خزعة الكلى على فترات أطول.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الأکثر شیوع ا فی سلطنة عمان أمراض الکلى لدى الأطفال الأطفال فی
إقرأ أيضاً:
العلاقات العمانية الروسية.. آفاق واعدة
زيارة الدولة التي قام بها جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- إلى روسيا الاتحادية ولقاؤه المهم مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يكتسبان أهمية كبيرة على صعيد تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية وفي المجال السياحي والمتحفي أو على صعيد القضايا الدولية.
منذ انطلاق العلاقات العمانية الروسية في السادس والعشرين من سبتمبر ١٩٨٥ وهي تشهد تطورا إيجابيا على كل المستويات، ومن هنا تأتي زيارة الدولة التي اختتمها سلطان البلاد إلى موسكو أمس لتعطي دفعة وزخما سياسيا واقتصاديا وثقافيا مهما، من خلال التوافق السياسي على جملة من القضايا التي تشهدها المنطقة والعالم، ولعل الحرب الروسية الأوكرانية هي إحدى القضايا التي كانت مدار بحث بين قيادتي البلدين علاوة على الجهود الدبلوماسية المكثفة التي تبذلها سلطنة عمان على صعيد تخفيض التصعيد في المنطقة والعالم من خلال ضرورة إيجاد حلول سياسية بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والولايات المتحدة الأمريكية خاصة وأن جولتي مسقط وروما واللتين تمتا بوساطة عمانية قد شهدتا نتائج إيجابية، وهناك الفرق الفنية والتي سوف تجتمع قريبا في مسقط.
روسيا الاتحادية وسلطنة عمان يجمع بينهما تاريخ بحري منذ ٥٠٠ عام من خلال زيارة السفن الروسية إلى ميناء مسقط، كما أن التدفق السياحي بين البلدين يشهد نموا ملموسا، خاصة وأن الطيران المباشر يواصل جهوده لنقل آلاف السياح بين البلدين، كما أن تسهيلات التأشيرات أصبحت عاملا مساعدا لنمو قطاع الطيران والسياحة بين سلطنة عمان وروسيا الاتحادية.
زيارة الدولة لعاهل البلاد المفدى -حفظه الله ورعاه- إلى روسيا الاتحادية سوف تفتح مجالات التعاون بشكل أكبر خاصة في مجال الطاقة والتبادل التجاري وفي مجال الاستثمار المشترك وقطاع المعادن والرياضة والثقافة والمتاحف وهذا الأخير يحظى بتعاون كبير.
إن توقيع عدد من مذكرات التعاون في المجالات المختلفة بين مسقط وموسكو سوف يعزز رؤية البلدين نحو خلق شراكة اقتصادية وتجارية وفي كل المجالات خاصة وأن روسيا الاتحادية تعد من الأسواق الكبيرة على صعيد العالم.
كما أن سلطنة عمان تحظى بميزات مهمة على صعيد الفرص الاستثمارية وفي قطاع السياحة وفي مجال الموانئ والقطاع اللوجستي، وهناك عدد من الشركات الروسية التي تعمل في سلطنة عمان في عدد من المجالات الحيوية، وعلى ضوء ذلك فإن العلاقات العمانية الروسية سوف تشهد المزيد من التطور وآفاقا واعدة في المستقبل القريب على كل المستويات.
اللقاء التاريخي بين جلالة السلطان هيثم بن طارق -حفظه الله ورعاه- والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو يعد على قدر كبير م
ن الأهمية حيث دارت المباحثات حول عدد من القضايا الحيوية، أولا على صعيد تطوير علاقات البلدين الصديقين وثانيا استعراض مجمل القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك بما يعزز علاقات الصداقة التاريخية بين البلدين والشعبين الصديقين.
إن الزيارات السلطانية التي قام بها سلطان البلاد المفدى إلى الدول المختلفة تهدف كما نشير دوما إلى تعزير أواصر التعاون وتعزيز الشراكات الاقتصادية بشكل خاص، كما أن جلالته -حفظه الله- حريص ويبذل جهودا كبيرة لوضع الاقتصاد الوطني في مصاف الدول المتقدمة من خلال وجود اقتصاد مستدام ديناميكي لا يعتمد على مصدر وحيد كالنفط على سبيل المثال.
ومن هنا فإن ترسيخ مبدأ الشراكات الاقتصادية مع الدول الشقيقة والصديقة هو خطوة على الطريق الصحيح وسوف تكون له نتائج ملموسة في المرحلة القادمة، خاصة وأن رؤية سلطنة عمان ٢٠٤٠ ترتكز على محاور أساسية تحتاج إلى وجود تلك الشراكات الاقتصادية وتنوع الاقتصاد والاتجاه إلى صناعات رقمية والتركيز على التقنية والابتكار والطاقة المتجددة وهي مجالات تنطلق من خلالها بلادنا نحو تحقيق الأهداف الوطنية واستثمار طاقات الشباب العماني المبدع في كل المجالات.
على الصعيد الدولي فإن سلطنة عمان تقدم رؤية سياسية تهدف إلى خفض التصعيد وإيجاد حلول واقعية للمشكلات والصراعات بين الفرقاء في اليمن وعلى صعيد المفاوضات الأمريكية الإيرانية، ومن هنا تمتد يد الخير العمانية في كل العواصم هذه الأيام من أمستردام إلى روما وإلى موسكو ومن القلب منها عاصمة الوطن مسقط التي أصبحت خلال الفترة الماضية محط أنظار العالم والشبكات الإخبارية ووكالات الأنباء العالمية حيث تصدرت المشهد السياسي والإعلامي لجهودها الكبيرة في إيجاد حلول سياسية عادلة وملزمة بين الفرقاء من إيران والولايات المتحدة الأمريكية، وعلى ضوء تلك الجهود تنطلق رؤية جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- إلى توسيع نطاق التعاون والشراكات الاقتصادية والتنسيق السياسي مع دول العالم وإقامة عالم بلا صراعات، عالم يتسم بالاستقرار والسلام والتعاون وحل الخلافات والصراعات بالطرق السلمية ومناصرة القضايا العادلة وفقا للقانون الدولي.
ومن هنا يواصل جلالته -حفظه الله ورعاه- مساعيه الخيّرة نحو وضع بلادنا سلطنة عمان في المكانة المميزة التي تستحقها كدولة حضارية راسخة كان لها إسهام كبير على صعيد الحضارة الإنسانية. حفظ الله سلطان البلاد في حله وترحاله.