إدانات واسعة لمأساة «دوار النابلسي» في غزة.. واجتماع مغلق لمجلس الأمن
تاريخ النشر: 1st, March 2024 GMT
في ظل تراجع الآمال في التوصل إلى هدنة في غزة قبل بداية شهر رمضان، يجتمع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة خلف الأبواب المغلقة، إذ أعلنت الجزائر أنها طلبت عقد اجتماع عاجل مغلق لمجلس الأمن الدولي بخصوص آخر التطورات في قطاع غزة، وذكرت الإذاعة الجزائرية أن الاجتماع سيعقد مساء اليوم، دون ذكر مزيد من التفاصيل.
يأتي ذلك بعدما أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة اليوم مقتل أكثر من 100 وإصابة المئات جراء استهداف إسرائيلي لفلسطينيين كانوا ينتظرون شاحنات مساعدات في شمال قطاع غزة، بينما قال الجيش الإسرائيلي إن ما حدث كان نتيجة «تزاحم وتدافع» على الشاحنات!.
وفي ردود الفعل، عبر كل من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ومسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل عن صدمتهما، لمقتل أكثر من 110 فلسطينيين خلال عملية توزيع مساعدات في “دوار النابلسي” شمال غزة وقال غوتيريش، إنها مسألة تتطلب تحقيقا مستقلا وفعالا.
وتعليقاً على الواقعة، قال مسؤول الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة مارتن غريفيث إن “الحياة في غزة تلفظ أنفاسها الأخيرة على نحو يثير الرعب”.
واتهمت حركة “حماس” الجنود الإسرائيليين بفتح النار على الحشد قرب “دوار النابلسي” في شمال غزة خلال عملية توزيع مساعدات.
من جهته، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على لسان المتحدث باسمه “لا نعرف تحديداً ما حدث. ولكن سواء قتل هؤلاء الأشخاص بنيران إسرائيلية، أو سحقتهم الحشود، أو دهستهم الشاحنات، فهذه أعمال عنف مرتبطة بطريقة ما بهذا النزاع”، مضيفاً أن الواقعة جرت في “ظروف مروعة”.
وأضاف أنه “مصدوم” من أحدث تطورات الحرب مع إسرائيل التي تقول سلطات فلسطينية إن أكثر من 30 ألف مدني قتلوا فيها منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول).
أما الولايات المتحدة فقالت إنها تدرس “الروايات المتضاربة” بشأن ما حدث، وأوضحت أنها “تضغط للحصول أجوبة” بشأن ما وقع، وحثت في الآن نفسه إسرائيل على ضمان الوصول “الآمن” للمساعدات في غزة.
ودانت الرئاسة الفلسطينية “المجزرة البشعة” التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي، واتهمت إسرائيل بالسعي إلى “ذبح الشعب الفلسطيني وتهجيره من أرضه”.
وأعربت وزارة الخارجية السعودية عن إدانة واستنكار المملكة الشديدين استهداف المدنيين العزل شمال قطاع غزة، بحسب وكالة الأنباء السعودية.
وطالبت بالفتح الفوري للممرات الإنسانية الآمنة، والسماح بإجلاء المصابين، وتمكين إيصال المساعدات الإغاثية والمعدات الطبية بدون قيود، للتخفيف من الكارثة الإنسانية والحيلولة دون تفاقمها، وضرورة التوصل لوقف فوري لإطلاق النار يمنع سقوط المزيد من الضحايا المدنيين الأبرياء.
وأعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن “أشد إدانة”، مطالباً بجلاء “حقيقة” ما جرى وتحقيق “العدالة” للضحايا. وقال في منشور على منصة إكس للتواصل الاجتماعي “سخط عميق إزاء الصور الآتية من غزة حيث استُهدف مدنيون من قبل جنود إسرائيليين”.
وندد منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل على منصة إكس بـ”المجزرة الجديدة” بين المدنيين في غزة الذين هم في حاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية”.
وأشارت وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي إلى أن مقتل عشرات الأشخاص الذين كانوا ينتظرون قافلة مساعدات في غزة “كابوس” ودعت إلى إنهاء القتال في القطاع.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: إسرائيل الولايات المتحدة الامم المتحدة غزة مساعدات فی قطاع غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
عودة إلى الرماد.. مأساة النازحين في شمال غزة بعد أكثر من عام من الحرب
وسط أنقاض المنازل المدمرة والذكريات التي اختلطت بالغبار، عاد النازحون إلى شمال غزة بعد أكثر من عام من التهجير القسري، ليجدوا أن ما كان يومًا وطنًا لهم قد تحول إلى خراب، فالعودة إلى الديار لم تكن كما تمنوها، بل حملت معها صدمة الفقدان وألم الفراق، حيث لا مأوى ولا حياة، فقط بقايا ذكريات وأشلاء ماضٍ تحطمت تحت القصف.
رحلة البحث عن المفقودين
الدمار في الشمال كان هائلًا، حيث تشير إحصائيات المكتب الإعلامي في غزة إلى أن 500 ألف فلسطيني عادوا إلى مناطقهم خلال 72 ساعة من فتح ممر نتساريم، ليجدوا أن شمال القطاع أصبح شبه خالٍ من الحياة.
الطريق إلى الدمار
قطع النازحون مسافات طويلة سيرًا على الأقدام، في ظل انعدام وسائل النقل، وسط مشاهد مأساوية من جثث متحللة وطرق مدمرة.
لا ماء.. لا مأوى.. لا حياة
الوضع الإنساني في الشمال كارثي. مدير مستشفى العودة في تل الزعتر، محمد صالحة، أكد أنه لا توجد حتى الآن مخيمات لإيواء العائدين، وأن كثيرين يحاولون ترميم منازلهم المتضررة رغم الدمار الشامل.
من جانبها، أروى المصري، التي نزحت من بيت حانون، تحدثت عن رحلة أقاربها إلى الشمال، قائلة: "عندما عادوا، صُدموا بحجم الدمار.. لا ماء، لا طعام، لا حياة".
الحصار الإسرائيلي على القطاع عمّق الأزمة، خاصة مع منع الأونروا من العمل، مما يهدد آلاف النازحين بالجوع والتشرد في غياب أي بدائل للسكن أو الإغاثة.
لم يبقَ أحد مأساة عائلة عمارة
بينما كان خميس وأحمد يتفقدان ما تبقى من منزلهما، كانا يعيدان حسابات الفقدان، حيث نجا 11 فردًا فقط من أصل 60 من عائلتهم، وأجبرتهم الأوامر العسكرية الإسرائيلية على الفرار إلى جنوب غزة، وحين عادوا وجدوا أن كل شيء قد انتهى.
ويروي خميس اللحظات الأخيرة التي جمعته بزوجته وطفلته حديثة الولادة، قائلًا: "انتظرتُ طويلًا حتى أنجب طفلتي، لكنها اختفت مع والدتها في غارة جوية.. حتى القبور التي دفناهم فيها لم تسلم من التدمير".
عودة بطعم الخيبة
العودة إلى شمال غزة لم تكن نهاية رحلة العذاب، بل بداية فصل جديد من الألم، حيث وجد النازحون أنفسهم وسط مدينة أشباح، بلا مأوى، بلا ماء، بلا مستقبل واضح.