العدالة الدولي يدين مذبحة شارع الرشيد بغزة وينتقد التجاهل الصارخ للقانون
تاريخ النشر: 1st, March 2024 GMT
قال مدير مركز العدالة الدولي للفلسطينيين طيب علي: "اليوم هو يوم أسود للإنسانية، ليس ملطخا بالدماء الفلسطينية فحسب، بل ملطخا بعارنا الجماعي، لأننا خذلنا عشرات الآلاف من الضحايا الفلسطينيين الذين فقدوا أرواحهم على أيدي العدوان الإسرائيلي والانتهاكات الواضحة للقانون الدولي".
وأضاف علي في تعليق له على مجزرة شارع الرشيد بدوار النابلس شمال قطاع غزة التي راح ضحيتها أكثر من 112 شهيدا ونحو 800 جريح: "لا يمكننا أن نسمح للمعاهدات الدولية التي أبرمت منذ الحرب العالمية الثانية بأن تصبح كلاما لا معنى له، بل يجب بدلا من ذلك أن تستخدم على الفور لمنع مثل هذه الخسائر الفادحة في الأرواح والقتل غير المبرر الذي يستمر في أنحاء غزة".
وأكد أن "إسرائيل مع حلفائها، بما في ذلك الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وألمانيا، إظهار التجاهل الدنيء لقيمة الحياة البشرية. وهم الآن يواجهون خيارا بسيطا. ويجب عليهم أن يقرروا ما إذا كانوا سيمنعون على الفور المزيد من الخسائر في الأرواح في غزة، أو ما إذا كانوا سيستمرون في التواطؤ في قتل آلاف الفلسطينيين."
وانتقد مركز العدالة الدولي للفلسطينيين، في بيان له، أرسل نسخة منه لـ "عربي21"، بشدة مجزرة شارع الرشيد بدوار النابلسي شمال غزة أمس الخميس.
وقال البيان: "لا نملك الكلمات الكافية، إذ لا توجد كلمات تصف ما رأيناه هذا الصباح. وحتى في سياق العدد الكبير من انتهاكات القانون الدولي التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية خلال الأشهر القليلة الماضية، فإن أحداث اليوم تمثل مستوى متدنيًا جديدًا".
وأضاف البيان: "في واحدة من أكثر الأحداث دموية في الأشهر القليلة الماضية، ورد أن المجزرة وقعت في شارع الرشيد غرب مدينة غزة. وتظهر الروايات أن حشداً من الناس كانوا ينتظرون تسليم المساعدات الغذائية على شكل أكياس طحين، عندما تم استهدافهم بقصف الدبابات ونيران القناصة. وتظهر اللقطات المتداولة عبر الإنترنت شاحنة كان من المفترض أن تحمل مساعدات إنسانية بدلاً من نقل القتلى والجرحى من المجزرة".
وأشار المركز إلى أن المذبحة وقعت على خلفية التقييد المتعمد للمساعدات وتدمير البنية التحتية الصحية في غزة.
وقال البيان: "لقد تم فرض قيود صارمة وغير ملائمة على المساعدات في غزة. وسحبت 16 دولة تمويلها من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين التابعة للأمم المتحدة (الأونروا)، بما في ذلك المملكة المتحدة. وكان ذلك بسبب ادعاءات إسرائيل بأن موظفي الأونروا كان من بينهم نشطاء حماس. وفي الأسبوع الماضي شكك تقرير للمخابرات الأمريكية في هذه المزاعم. ومع ذلك، لا يزال التمويل مسحوبًا، الأمر الذي أعاق قدرة الأونروا على العمل".
وذكر بيان مركز العدالة الدولية للفلسطينيين، أن تقرير لمنظمة هيومن رايتس ووتش الذي صدر في 26 فبراير/شباط خلص إلى أن إسرائيل عرقلت دخول وتوزيع المساعدات إلى غزة. وفي هذا السياق، فإن نقص المساعدات يعني أن المجاعة تشكل خطراً متزايداً. في غضون ذلك، قال المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بالحق في الغذاء، مايكل فخري، إن إسرائيل تتعمد تجويع الفلسطينيين وتشكل "حالة إبادة جماعية".
وأضاف: "ستؤدي هذه الخسائر أيضًا إلى زيادة العبء على البنية التحتية الصحية في غزة، والتي واجهت بالفعل شبه الدمار. وقالت منظمة الصحة العالمية إن مستشفى ناصر في خان يونس لم يعد يعمل، مما يعني أن البنية التحتية الصحية أصبحت الآن على حافة الانهيار".
والخميس، أطلقت القوات الإسرائيلية النار تجاه تجمع للفلسطينيين كانوا ينتظرون وصول شاحنات تحمل مساعدات في منطقة "دوار النابلسي" جنوب مدينة غزة، وأسفر ذلك عن مقتل 112 فلسطينيا، وإصابة 760 آخرين، وفق وزارة الصحة في القطاع.
يأتي ذلك بينما تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة "الإبادة الجماعية".
ومركز العدالة الدولي للفلسطينيين هو منظمة مستقلة مقرها العاصمة البريطانية لندن وتضم محامين وسياسيين وأكاديميين يدعمون حقوق الفلسطينيين ويهدفون إلى حماية حقوقهم من خلال القانون.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الفلسطينية غزة بريطانيا احتلال فلسطين غزة المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة العدالة الدولی شارع الرشید فی غزة
إقرأ أيضاً:
الأونروا: الشتاء يفاقم الأزمة الإنسانية بغزة وسط شح المساعدات
صفا
قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، الاثنين، إن دخول فصل الشتاء يزيد من تعقيد الأزمة الإنسانية التي يعيشها النازحون في قطاع غزة الذي يتعرض لإبادة جماعية إسرائيلية منذ 14 شهرا.
وأضافت مسؤولة الإعلام في الأونروا إيناس حمدان: "يواجه النازحون أوضاعًا مأساوية في ظل الأمطار الغزيرة، والرياح الشديدة، وارتفاع أمواج البحر، مع استمرار النقص الحاد في المساعدات الإنسانية".
وأوضحت أن الكثير من النازحين الذين هُجروا من ديارهم قسرا بفعل الإبادة الجماعية التي ترتكبها "إسرائيل"، تضررت خيامهم بفعل الأمطار والرياح وأمواج البحر.
وأضافت: "نحن نتحدث عن ظروف إنسانية مأساوية يعاني منها النازحون من شح المساعدات وغياب مستلزمات الشتاء الأساسية".
وذكرت حمدان أن المواد الأساسية مثل أكياس الدقيق والمواد الغذائية تكاد تكون غير كافية، لافتةً إلى تزايد تردي الأوضاع الإنسانية مع النقص الحاد في القماش المقوى والنايلون التي تستخدم لتوفير مأوى بدائي (خيام) للعائلات النازحة.
وقالت: "خلال الفترة الماضية، وزعنا مستلزمات الشتاء جنوب ووسط القطاع، لكنها لا تلبي سوى جزء بسيط من الاحتياجات الضخمة".
وأشارت إلى أن الأزمة لا تقتصر على المأوى فقط، بل تمتد إلى الجانب الصحي مع النقص الحاد في المستلزمات الطبية والأدوية الضرورية.
وأضافت: "مع وجود قرابة مليون و800 ألف نازح يعيشون في مناطق مزدحمة وغير مؤهلة، يزداد خطر انتشار الأمراض بسبب الظروف المعيشية السيئة ونقص الخدمات الصحية".
ووصفت متحدثة الأونروا المشهد الإنساني في غزة بـ"السوداوي جدًا"، مشددة على الحاجة الملحة لتحرك دولي عاجل لتلبية احتياجات الناس وتخفيف معاناتهم.
ودعت إلى زيادة الضغط على الجهات المسؤولة للسماح بتدفق المساعدات الإنسانية بشكل أكبر، مؤكدة أن الأوضاع الحالية تتطلب استجابة طارئة وشاملة لتجنب كارثة إنسانية أكبر.
وحول ما يتم إدخاله للقطاع من مساعدات، قالت حمدان: "ما يدخل لغزة ولا يزيد عن 30 شاحنة يوميا تعد كمية متواضعة جدًا مقارنة بحجم الاحتياجات الهائل".
وتضيف: "هذه المساعدات الواصلة نقطة في بحر احتياج الفلسطينيين وسط أزمة إنسانية خانقة".
ومع استمرار الإبادة الإسرائيلية على غزة، تتضاعف معاناة النازحين البالغ عددهم نحو 2 مليون نسمة وفق تقديرات فلسطينية، والذين أثقل كواهلهم ثلاثية الحرب والشتاء والجوع.
ومنذ أسابيع، حذرت بلديات قطاع من المشهد المأساوي، إلا أن الإبادة المستمرة والحصار المطبق وانعدام الموارد جعلت من المستحيل تدارك الأزمة.
وفي وقت سابق الاثنين، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي بغزة أن نحو 10 آلاف خيمة تأوي نازحين تعرضت للتلف وجرفتها أمواج البحر خلال اليومين الماضيين جراء منخفض جوي يضرب القطاع.
وبدعم أمريكي ترتكب "إسرائيل" منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، خلفت نحو 149 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.