شاهد المقال التالي من صحافة عُمان عن أهمية قياس الإسهام الاقتصادي للمنظمات الأهلية، تولَد المنظَّمات الأهليَّة من رحم المُجتمعات، فهي وليدة لاحتياجات اجتماعيَّة، سواء في مجال الرعاية أو التأهيل أو التنمية المُجتمعيَّة، .،بحسب ما نشر جريدة الوطن، تستمر تغطيتنا حيث نتابع معكم تفاصيل ومعلومات أهمية قياس الإسهام الاقتصادي للمنظمات الأهلية، حيث يهتم الكثير بهذا الموضوع والان إلى التفاصيل فتابعونا.

أهمية قياس الإسهام الاقتصادي للمنظمات الأهلية
تولَد المنظَّمات الأهليَّة من رحم المُجتمعات، فهي وليدة لاحتياجات اجتماعيَّة، سواء في مجال الرعاية أو التأهيل أو التنمية المُجتمعيَّة، حيث يتجمع مجموعة من أفراد المُجتمع لتشكيل تجمُّع يقدِّمون من خلاله خدمات اجتماعيَّة لأفراد المُجتمع لسدِّ احتياج معيَّن، كأن تنشأ منظَّمات أهليَّة للرعاية مِثل رعاية المُسنِّين، والأيتام، والأرامل أو للتأهيل مِثل تأهيل المعوقين، والمتعافين من الأمراض المستعصية، والمتعافين من المخدرات، والخارجين من السجون، أو لتنمية فئات في المُجتمع كتنمية الشَّباب من خلال دعم التعليم، وبرامج تدريب الشَّباب لإعدادهم لسُوق العمل، وبرامج بناء القيادات الشَّبابيَّة، وجمعيَّات تنمية المرأة من خلال دعمها لإعالة أُسرتها، وتربية الأبناء، ودعمها لتمكينها في مناصب قياديَّة. وعمومًا فإنَّ المنظَّمات الأهليَّة في مجملها تُشكِّل قِطاعًا مُهمًّا وهو القِطاع الأهلي، وهو يعمل بشراكة جنبًا إلى جنب مع القِطاع العامِّ، والقِطاع الخاصِّ بهدف تحقيق أهداف التنمية المستدامة، والإسهام في تنمية الاقتصاد الوطني. وتُشكِّل المنظَّمات الأهليَّة الرئيسة للقِطاع الأهلي فلها قوَّة اقتصاديَّة حيث إنَّها تُشكِّل وعاء لأموال المسؤوليَّة الاجتماعيَّة بأنواعها، كما أنَّ لها الحقَّ في إيجاد مصادر تمويل مختلفة نذكر مِنها: • أموال العبادات مِثل الزكاة، والصَّدقات، وكفَّارات النُّذور وغيرها. • أموال التبرُّعات من مؤسَّسات القِطاع الخاصِّ. • الدَّعم المقدَّم من القِطاع الحكومي. • استقطاب دعم المنظَّمات الدوليَّة مِثل منظَّمات الأُمم المُتَّحدة بأنواعها كبرنامج الأُمم المُتَّحدة، واليونيدو، واليونب، والأسكوا وغيرها. • إيجاد سُبل استثمار لتكونَ المنظَّمة الأهليَّة قادرة على تمويل ذاتها بذاتها كإيجار العقارات التابعة لها، أو محالَّ تجاريَّة أو غيرها. وتلك الموارد الماليَّة تجعل للمنظَّمات الأهليَّة قوَّة اقتصاديَّة، بحيث يكُونُ لها دَوْر في الاقتصاد الوطني، وبالتَّالي لا بُدَّ من إيجاد الأدوات التي تقيس مدى إسهام القِطاع الأهلي في الاقتصاد الوطني. والواقع إنَّ عمليَّة القياس والتقييم في هذا المجال عمليَّة معقَّدة، فلا بُدَّ من إيجاد مجموعة مؤشِّرات تكشف لنَا مدى إسهام القِطاع الأهلي في عمليَّة التنمية البَشَريَّة. ووضع آليَّة لدَوْريَّة عمليَّة القياس والتقييم بشكلٍ منتظم، وتحليل ا

المصدر: صحافة العرب

كلمات دلالية: موعد عاجل الدولار الامريكي اليوم اسعار الذهب اسعار النفط مباريات اليوم جدول ترتيب حالة الطقس

إقرأ أيضاً:

عن الحروب الأهلية العربية: من هنا يدخل العدو إلى بلادنا

أحيا لبنان واللبنانيون في الأيام القليلة الماضية الذكرى الخمسين لاندلاع الحرب الأهلية اللبنانية، والتي بدأت في 13 نيسان/ أبريل 1975 ولا تزال آثارها وتداعياتها إلى اليوم، رغم أنها انتهت عمليا في العام 1989 من خلال اتفاق الطائف والذي تم التوصل إليه في المملكة العربية السعودية في أيلول/ سبتمبر 1989، وبرعاية عربية ودولية.

وشكّلت الاحتفالات بالذكرى الخمسين لاندلاع الحرب الأهلية اللبنانية فرصة لدراسة أسباب هذه الحرب ونتائجها وانعكاساتها الخطيرة على الوضع اللبناني، وقد كانت أحد أهم الأسباب لزيادة التدخلات الخارجية في الواقع اللبناني، ولا سيما التدخل الإسرائيلي حيث استعان بعض الأطراف اللبنانية بالعدو الإسرائيلي لمواجهة القوى الوطنية والفلسطينية، وشهدنا خلال هذه الحرب حربين إسرائيليتين على لبنان، الحرب الاولى في آذار/ مارس 1978 والتي سميت بعملية سلامة الجليل وأدت إلى احتلال العدو الإسرائيلي الشريط الحدودي من الجنوب اللبناني، ولم يخرج منه إلا في العام 2000 رغم صدور العديد من القرارات الدولية آنذاك، والحرب الثانية تمت في حزيران/ يونيو 1982 والتي أدت إلى احتلال الجيش الإسرائيلي مدينة بيروت وقسما كبيرا من الأراضي اللبنانية، ولم يخرج العدو من هذه الأراضي إلا بفضل المقاومة الوطنية واللبنانية والإسلامية في العام 2000.

الحرب الأهلية اللبنانية هي نموذج للكثير من الحروب الأهلية العربية والإسلامية والتي عانت ولا تزال منها الكثير من الدول العربية والإسلامية، وكانت سببا لخسائر كبيرة وأتاحت للأعداء وفي مقدمتهم العدو الإسرائيلي المدعوم أمريكيا وغربيا للدخول
هذه الحرب الأهلية اللبنانية هي نموذج للكثير من الحروب الأهلية العربية والإسلامية والتي عانت ولا تزال منها الكثير من الدول العربية والإسلامية، وكانت سببا لخسائر كبيرة وأتاحت للأعداء وفي مقدمتهم العدو الإسرائيلي المدعوم أمريكيا وغربيا للدخول إلى الوطن العربي والعالم الإسلامي، للعبث في مصائر هذه الدول والتحكم فيها وبهدف القضاء على قوى المقاومة وحماية الكيان الصهيوني.

وكي لا نعود إلى التاريخ القديم ونستعرض كل الحروب والفتن الداخلية في العالم العربي والإسلامي وما أدت إليه من نتائج خطيرة، سنتوقف فقط عند بعض المحطات البارزة منذ بداية السبيعينيات إلى اليوم، وأبرز بعض هذه الحروب الأهلية العربية والإسلامية التي كانت سببا لزيادة التدخلات الغربية في عالمنا وخدمة للعدو الصهيوني، الذي يسعى اليوم لتمزيق الدول العربية والإسلامية وتفتيتها إلى دويلات مذهبية وطائفية، وتهجير الشعب الفلسطيني وفرض سيطرته على كل العالم العربي والإسلامي.

وأولى الصراعات الداخلية العربية كانت حرب أيلول/ سبتمبر في العام 1970 في الأردن، والتي جاءت بعد توسع دور المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها حركة فتح وبعد سنتين من معركة الكرامة في مواجهة العدو الصهيوني، والتي خاضها مقاتلو المقاومة الفلسطينية بدعم من الجيش الأردني وكانت سببا للإقبال الكبير على قوى المقاومة. لكن للأسف وبسبب تزايد التدخل من قبل قوى المقاومة في الشان الأردني الداخلي اندلعت المواجهات بين هذه القوى والجيش الأردني وأدت إلى خروج قوى المقاومة من الأردن. وطبعا هذه الأحداث تحتاج إلى مراجعة شاملة لمعرفة أسبابها، لكن الأهم أنها كانت سببا لخروج المقاومة من الأردن وخروج هذا البد العربي من المواجهة المباشرة في الصراع مع العدو الصهيوني.

أن نعيد دراسة كل أسباب هذه الحروب والصراعات كي نأخذ منها العبر ونستفيد من ذلك؛ كي نضع خارطة طريق للمستقبل من أجل إعادة تنظيم صفوفنا والخروج من هذه الحروب والصراعات، والبحث عن آليات عملية للتعاون والتكامل، وكي لا تبقى بلادنا مسرحا لصراعات الأعداء
وتتالت الحروب والصراعات العربية والإسلامية في العديد من الدول وبين هذه الدول، بدءا من الحرب الأهلية اللبنانية، وصولا للصراعات الداخلية في سوريا والعراق، ومن ثم الحرب العراقية-الإيرانية، ولاحقا الدخول العراقي إلى الكويت، ومن ثم العشرية السوداء في الجزائر بعد الانتصار الانتخابي الكبير الذي حققته جبهة الإنقاذ الإسلامية والانقلاب العسكري عليها، والصراعات التي شهدتها مصر بين الجماعات الإسلامية والنظام، والحروب اليمنية الداخلية، والصراع الذي استمر لسنوات بين حزبي البعث في سوريا والعراق،و الصراعات الداخلية بين الفصائل الفلسطينية، والحرب الأهلية في السودان وصولا لتقسيم السودان بين الشمال والجنوب، وحاليا الصراعات في كل من الجنوب والشمال، والصراعات في العراق وسوريا واليمن وليبيا، والصراعات المستمرة بين المغرب والجزائر حول الصحراء الغربية، و الصراع الإيراني- السعودي، والصراعات في أفغانستان والتي استمرت لسنوات طويلة، إلى غير ذلك من صراعات مذهبية وقومية وطائفية التي شهدنها وتشهدها الكثير من الدول العربية والإسلامية، والتي كلّفت عالمنا العربي والإسلامي خسائر مالية ضخمة وأدت إلى تدمير المقدرات العربية والإسلامية، والتي لو صرفت في مجال التنمية والعلم لكانت حوّلت عالمنا العربي والإسلامي إلى أفضل الدول.

وهناك إحصائيات أعدها منتدى التكامل الإقليمي والباحث العربي سعد محيو حول خسائر الحروب الأهلية والداخلية العربية والإسلامية، ونشرها في كتابه بعنوان: "نحو حوار عربي إيراني تركي كردي". وتصل الخسائر إلى حوالي 20 تريليون دولار على الأقل، وطبعا هناك خسائر ضخمة مادية وبشرية، ويصل عدد ضحايا الحروب الأهلية العربية والإسلامية إلى عشرات الملايين.

كل هذه الحروب كانت سببا أساسا لتدخل الأعداء في بلادنا وإقامة القواعد العسكرية الغربية، ولانتصار العدو الصهيوني علينا، وهي تؤكد النظرية التي تحدث عنها المفكر الجزائري مالك بن نبي بعنوان: قابلية الاستعمار، والتي تعتبر أن الانقسامات الداخلية في أي بلد وما يواجهه من أزمات داخلية وضعف؛ هي السبب الأساسي لدخول الاستعمار إلى بلادنا. وطبعا النظرية الغربية التي نعرفها جميعا بعنوان: فرّق تسد، حيث تعمد الدول الاستعمارية إلى تفريقنا وتقسيمنا وإثارة الخلافات فيما بيننا كي تسيطر على بلادنا وتحقق ما تريد.

والكتاب الشهير عن دور التبشير والاستعمار قي بلادنا للدكتور عمر فروخ مهم جدا، وهناك كتب كثيرة حول النتائج الخطيرة للحروب الأهلية والانقسامات والصراعات في بلادنا.

وما نحتاجه اليوم ونحن نحيي الذكرى الخمسين للحرب الأهلية في لبنان، كما أننا نعيش صراعات وحروب أهلية في العديد من الدول العربية والإسلامية، أن نعيد دراسة كل أسباب هذه الحروب والصراعات كي نأخذ منها العبر ونستفيد من ذلك؛ كي نضع خارطة طريق للمستقبل من أجل إعادة تنظيم صفوفنا والخروج من هذه الحروب والصراعات، والبحث عن آليات عملية للتعاون والتكامل، وكي لا تبقى بلادنا مسرحا لصراعات الأعداء وكي لا تشكّل هذه الحروب مرة أخرى الباب الذي يدخل منه الأعداء إلى بلادنا.

x.com/kassirkassem

مقالات مشابهة

  • إيجاد حل بسيط للوقاية من النوبات القلبية!
  • عن الحروب الأهلية العربية: من هنا يدخل العدو إلى بلادنا
  • جوتيريش: على المجتمع الدولي إيجاد سبل لمساعدة الشعب السوداني وخروجه من الكارثة
  • الرئيس السيسي وأمير الكويت يؤكدان على ضرورة إيجاد تسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية
  • “السبتي” يؤكد أهمية دور “هيئة تقويم التعليم” في التنمية الوطنية والازدهار الاقتصادي
  • حكيلي معرض من ذاكرة الحرب الأهلية اللبنانية
  • 50 عامًا على الحرب الأهلية.. هل تعلّم اللبنانيون الدروس فعلاً؟!
  • أمن عدن يؤكد التزامه بتذليل العقبات وتوفير الحماية للمنظمات الدولية
  • عامان على الحرب الأهلية في السودان: مأساة إنسانية مستمرة ونزوح جماعي مريع
  • بعد 50 عاماً على اندلاعها.. هل انتهت حرب لبنان الأهلية حقاً؟