وزير الأوقاف: التكافل المجتمعي واجب الوقت وأفضل ما نستقبل به رمضان
تاريخ النشر: 1st, March 2024 GMT
ألقى الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، خطبة الجمعة اليوم 1 مارس 2024م بمسجد عمر بن عبد العزيز بمحافظة بني سويف، بعنوان: "الاستعداد لرمضان بالتكافل ومجالس العلم وتلاوة القرآن"، مشاركة لأبناء محافظة بني سويف احتفالهم بالعيد القومي للمحافظة.
جاء ذلك بحضور الدكتور محمد هاني غنيم محافظ بني سويف، والدكتور عاصم سلامة نائب محافظ بني سويف، وبلال حبش نائب محافظ بني سويف، والعميد محمد سمير عمار المستشار العسكري لمحافظة بني سويف، والدكتور عبد الله حسن مساعد وزير الأوقاف للشئون الإدارية، واللواء حازم عزت سكرتير عام محافظة بني سويف، والدكتور عبد الرحمن نصر أحمد نصار مدير مديرية أوقاف بني سويف، والدكتور هاني الجويري رئيس مدينة بني سويف، والشيخ سعيد عبد الواحد مدير الدعوة بمديرية أوقاف بني سويف، وعدد كبير من السادة النواب القيادات الشعبية بالمحافظة.
وفي خطبته أكد وزير الأوقاف، أن ديننا الحنيف دعانا إلى التكافل، حيث يقول الحق سبحانه وتعالى: مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ"، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) فيما يرويه عن رب العزة تبارك وتعالى في الحديث القدسي: "قالَ اللَّهُ تَبارَكَ وتَعالَى: يا ابْنَ آدَمَ أنْفِقْ أُنْفِقْ عَلَيْكَ"، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "ما من يومٍ يصبح العباد فيه إلَّا وينادي مَلَكانِ: يَقولُ أحَدُهُما: اللَّهُمَّ أعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا، ويقولُ الآخَرُ: اللَّهُمَّ أعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا"، وفي هذه الأيام نستعد لاستقبال شهر رمضان، بل الأحرى بنا أن نستعد للقاء الله (عز وجل)، فرمضان وسيلة، وهو سبيلنا إلى الله، وطريقنا إليه، ووسيلتنا عنده، يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "الصيامُ والقرآنُ يَشْفَعانِ للعبدِ، يقولُ الصيامُ: أَيْ رَبِّ! إني مَنَعْتُهُ الطعامَ والشهواتِ بالنهارِ، فشَفِّعْنِي فيه، ويقولُ القرآنُ: مَنَعْتُهُ النومَ بالليلِ، فشَفِّعْنِي فيه ؛ فيَشْفَعَانِ"، وكان الصالحون يحسنون الاستعداد لهذا الشهر الفضيل، وكانوا يسألون الله عز وجل أن يبلغهم إياه، ويدعو بعضهم لبعض : بلغك الله رمضان، لما في هذا الشهر من الخير العميم، فكيف نستقبله ونستعد له؟ وكيف نهيئ أنفسنا لاستقبال أيامه ولياليه؟ نستعد له من الآن بقيام ما تيسر من الليل، فقيام ركعتين في جوف الليل خير من الدنيا وما فيها، ونستعد له بمجالس العلم وقراءة القرآن الكريم.
التكافل الاجتماعي والتراحم فيما بيننا وجبر خواطر الفقراء والمحتاجينوأكد جمعة، أن واجب الوقت في الاستعداد لهذا الشهر الفضيل هو في التكافل الاجتماعي والتراحم فيما بيننا وفي جبر خواطر الفقراء والمحتاجين، وفي سعة الإنفاق في سبيل الله، وفي أن يأخذ غنينا بيد فقيرنا، و أن يأخذ قوينا بيد ضعيفنا، يقول الحق سبحانه: "لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ مَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ"، ويقول سبحانه: "وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ" أي يعوضه، ويقول سبحانه: "مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِندَ اللَّهِ بَاقٍ"، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "حصِّنوا أموالَكم بالزَّكاةِ وداووا مَرضاكم بالصدقةِ وأعدُّوا للبلاءِ الدُّعاءَ"، ويقول (صلى الله عليه وسلم): "مَن ستَر أخاه المسلمَ ستَره اللهُ في الدُّنيا والآخرةِ ومَن فرَّج عن مسلمٍ كُربةً فرَّج اللهُ عنه كُربةً مِن كُرَبِ يومِ القيامةِ واللهُ في عونِ العبدِ ما كان العبدُ في عونِ أخيه"، ومن سار بين الناس جابرًا للخواطر أدركه لطف الله في جوف المخاطر، يقول الإمام الشافعي (رحمه الله):
الناس للناس مادام الوفاء بهم
والعسر واليسر أوقات وساعات
لا تقطعن يد المعروف عن أحد
ما دمت تقدر والأيام تارات
وأكرم الناس ما بين الورى رجل
تقضى على يده للناس حاجات
واذكر فضيلة صنع الله إذ جعلت
إليك لا لك عند الناس حاجات
قد مات قوم وما ماتت فضائلهم
وعاش قوم وهم في الناس أموات
وقد قالوا ما استحق أن يولد من عاش لنفسه فقط.
وأكد وزير الأوقاف أن الإنسان ليس له إلا ما قدم وعمَّر به آخرته، فقد ورثنا أرض من سبقونا ونسكن منازلهم ولم نتعظ بما رحلوا إليه، وغدًَا سنلحق بهم وسيرث أرضنا من بعدنا وسيسكن بيوتنا غيرنا، ونقدم جميعًا على الله عز وجل ، ليس لنا إلا ما قدمنا بين يديه، يقول سبحانه: "يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ"، فالدنيا قد أدبرت وآذنت بانتهاء، وإن الآخرة قد أقبلت وآذنت بابتداء، فلا يغتر شاب بشبابه وحيويته، فكم من شاب قضى نحبه لم يحجز شبابه ملك الموت عنه، وإياك أن تغتر بمالك وأبنائك وإنما تذكر قول الله تعالى: "قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ"، فهذه ثمانية، والنجاة في ثمانية، حيث يقول سبحانه: "إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ"، ويقول سبحانه: "هَا أَنتُمْ هَؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَاءُ وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُم".
وتابع: ويؤتى يوم القيامة بالفقراء والضعفاء والأيتام والغارمين والمكروبين، فيقولون يا رب عبدك هذا أطعمنا يوم كذا، يا رب عبدك هذا سقانا يوم كذا، وهذا كسانا يوم كذا، فيقول سبحانه ليأخذ كل منكم بيد صاحبه ويدخل الجنة، نسأل الله سبحانه أن نكون منهم وأن يحشرنا في زمرتهم.
واختتم بتهنئة أبناء محافظة بني سويف بعيدهم القومي الذي شكَّل فيه أبناء المحافظة ملحمة وطنية في مقاومة المحتل آنذاك، سائلين الله (عز وجل) أن يبارك في أهلها جميعًا وفي أهل مصر جميعًا، وأن يبلغنا جميعا رمضان بكل خير وأن ينفعنا بما سمعنا وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل، وأن يجعل رزق مصر واسعًا رغدًا.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الأوقاف وزير الأوقاف مختار جمعة خطبة الجمعة الاستعداد لرمضان مجالس العلم محافظة بني سويف صلى الله علیه وسلم وزیر الأوقاف یقول سبحانه یقول نبینا ف ی س ب یل بنی سویف عز وجل
إقرأ أيضاً:
رزق الفكرة
عندما يمنحك الرزاق فكرة مشروع، فهو لا ينظر إلى رصيدك في البنك أو إمكانياتك المادية، بل ينظر إلى يقينك وإيمانك. فالرب الذي وهبك هذه الرؤية سيرسل الموارد، ويرسل العملاء والفرص. ليس عليك أن تعرف كيف سيحدث هذا، بل عليك أن تثق بمن ألهمك هذه الرؤية. فنحن مأمورون بالسعي، ولسنا مسؤولين عن النتيجة، ذلك أن معالم الطريق لا يعلمها إلا عالم الغيب.
مدبِّر الأمر لا يرسل أفكارًا دون أن يدبّر سبل تنفيذها. بما أنه زرع الفكرة في عقلك وقلبك، فهو قد وجد لك السبل بالفعل لتحقيقها على أرض الواقع. وظيفتك ليست أن تشغل نفسك بالتفكير في كيفية تحقيقها، وإنما تكمن وظيفتك في أن تؤمن بها، أن تبدأ، وأن تتوكل على الله.
البداية قد تكون مخيفة بلا شك، خاصة عندما لا تملك كل الإجابات، ولا ترى معالم الطريق أمامك، لكن تذكر أن تثق بمن وضعك على هذا الطريق فالحقيقة أنه ليس مقدرًا لك أن تنفذ الفكرة أو الإلهام بمفردك، فالله جلّت قدرته سيرسل لك الأشخاص المناسبين في الوقت المناسب، كما سيرسل لك الفرص المناسبة، والتي هي بالفعل في طريقها إليك منذ اللحظة التي وصلك فيها الإلهام. كما قال الله تعالى: «لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا» (البقرة: 286) لو لم يعلم العليم الخبير أنك قادر على هذا المشروع وعلى تحقيق هذا الحلم، لما اختارك له. لذا، إذا كنت لا تزال تنتظر رأس المال لتبدأ مشروعك، أو تنتظر الإشارة، أو الوقت المناسب، أو الدعم، أو المهارات التي تحتاجها للبدء، فهذه هي لحظتك. تقدَّم بيقين، وانظر كيف يدبّر الله الأمر.
هذا كان مضمون موضوع مر بي منذ فترة قريبة على صفحتي في «أنستجرام»، وشعرت أنه يخاطبني، وذكرني بالكثير من الأشخاص الذين مروا بي وبحوزتهم أفكار لمشاريع جميلة، لكنها مؤجلة لحين حصولهم على رأس المال أو الدعم الذي انتظروه طويلًا. كل الأعذار التي وردت أعلاه مرت بي أيضًا، فكم من الخطط المؤجلة يمتلئ بها حاسوبي الآلي، في انتظار الوقت المناسب لتنفيذها. وقد غفلت عن أنه وحده مسبب الأسباب سبحانه.
حمدة بنت سعيد الشامسية