الملك: يواصل نشامى القوات المسلحة بذل كل ما بوسعهم للوقوف إلى جانب أشقائهم في غزة

أشاد جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين، بنشامى القوات المسلحة الأردنية - الجيش العربي، وذلك في ذكرى تعريب قيادة الجيش.

اقرأ أيضاً : الأردنيون يحتفون بذكرى تعريب قيادة الجيش الثامنة والستين

وقال جلالته في منشور عبر حسابه على منصة "إكس": "جيشنا العربي ما زال يخط صفحات جديدة في كتاب العروبة والتفاني والإخلاص، واليوم، في ذكرى تعريب قيادة الجيش، يواصل نشامى القوات المسلحة بذل كل ما بوسعهم للوقوف إلى جانب أشقائهم في غزة.

بوركت هذه الجهود".

ويحتفل الأردنيون، بذكرى تعريب قيادة الجيش العربي، التي تصادف الأول من آذار/مارس.

وفي الأول من آذار عام 1956، اتخذ المغفور له بإذن الله جلالة الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه، قراره التاريخي بتعريب قيادة الجيش وإعفاء الجنرال كلوب من منصبه بالإضافة إلى بقية القيادات الانجليزية.

وفي 29 شباط/ فبراير 1956 وصل جلالة الملك الحسين طيب الله ثراه إلى الديوان الملكي في ساعة مبكرة مرتدياً بزته العسكرية وفي عينيه تأهب وتحفز وتحد للزمن ليلتقي يومها رئيس الأركان، وبدأ جلالته حديثه مستوضحاً منه عن رأيه في تعريب قيادة الجيش العربي الأردني، وكان رد كلوب أن هذه المسألة ليست بالسهولة.

ومع صباح الخميس الأول من آذار/ مارس عام 1956 أصدر جلالة المغفور له بإذن الله الملك الحسين طيب الله ثراه أمره لرئيس الديوان الملكي، ورغبته في عقد جلسة لمجلس الوزراء يرأسها بنفسه، ونفذ الأمر الملكي في الحال لتنتهي جلسة مجلس الوزراء الملكية بإصدار قرار يحمل الرقم (198) تقرر فيه إنهاء خدمة الفريق كلوب من منصب رئاسة أركان حرب الجيش العربي الأردني وترفيع الزعيم راضي حسن عناب من أبناء الجيش العربي الأردني لرتبة أمير لواء وتعيينه في منصب رئاسة أركان حرب الجيش العربي الأردني ليكون أول قائد عسكري أردني يتسلم قيادة أركان الجيش العربي الأردني بعد عزل الجنرال الإنجليزي كلوب.

وفي تمام الساعة السابعة والنصف من صباح الجمعة الموافق 2 آذار/ مارس 1956 نقلت الإذاعة الأردنية أنباء الخطوة الجريئة لجلالة الملك الحسين، والتي لم يكن يتوقعها أحد، وحمل الأثير صوت المغفور له الملك الحسين وهو يحمل البشرى بنبرات قوية واضحة في خطاب قصير هذا نصه: "أيها الضباط والجنود البواسل أحييكم أينما كنتم وحيثما وجدتم ضباطاً وحرساً وجنوداً وبعد، فقد رأينا نفعاً لجيشنا وخدمة لبلدنا ووطننا أن نجري بعض الإجراءات الضرورية في مناصب الجيش، اتخذناها متكلين على الله العلي القدير ومتوخين مصلحة أمتنا وإعلاء كلمتنا، وإنني آمل فيكم كما هو عهدي بكم النظام والطاعة، وأنت أيها الشعب الوفي، هنيئا لك جيشك المظفر الذي وهب نفسه في سبيل الوطن ونذر روحه لدفع العاديات عنك مستمداً من تاريخنا روح التضحية والفداء ومترسماً نهج الألى في جعل كلمة الله هي العليا، إن ينصركم الله فلا غالب لكم، والسلام عليكم".

المصدر: رؤيا الأخباري

كلمات دلالية: الملك عبد الله الثاني الجيش العربي القوات المسلحة الأردنية تعريب قيادة الجيش الجیش العربی الأردنی تعریب قیادة الجیش الملک الحسین جلالة الملک

إقرأ أيضاً:

مسارات جديدة للتبادل الحضاري بين الصين والعالم العربي

 

 

ووي وي يانغ **

مُنذ إطلاق مبادرة "الحزام والطريق"، شهدت العلاقات والتعاون بين الصين والدول العربية فرصًا جديدة غير مسبوقة.

تاريخيًا.. تواصلت الحضارتان الصينية والعربية وتأثرت بعضهما من البعض عبر طريق الحرير القديم، لتنسجا معًا ملحمة ثقافية تجاوزت حدود الجغرافيا والزمن. واليوم، في ظل العصر الجديد، يواصل الجانبان توسيع مجالات التعاون، وتنويع أشكال التبادل، وتعميق الحوار الحضاري على نحو أشمل وأعمق. إن هذا التفاعل الحضاري لا يُعدّ استمرارًا للتقاليد القديمة فحسب؛ بل يُمثل أيضًا ممارسة فعّالة لبناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية.

الأساس التاريخي.. التقاء الحضارات عبر طريق الحرير القديم

تستند جذور التبادل الحضاري بين الصين والدول العربية إلى شبكة التجارة والثقافة التي نشأت عبر طريق الحرير القديم. فمنذ القرن السابع الميلادي، نقل التجار العرب الحرير والخزف والشاي من الصين إلى غرب آسيا وشمال إفريقيا عبر طرق الحرير البرية والبحرية، في حين أدخلوا إلى الصين التوابل والأواني الزجاجية والعلوم الفلكية والتقويم. لم يكن هذا التبادل مقتصرًا على الجانب المادي؛ بل أدى أيضًا إلى اندماج ثقافي عميق. ولا يزال المثل العربي القائل: "اطلب العلم ولو في الصين" متداولًا حتى اليوم، مما يعكس إعجاب العالم العربي القديم بالحضارة الصينية واحترامه لها. كما تُرجمت كتب صينية كلاسيكية مثل "رحلة إلى الغرب" و"زوانغ زي" و"منغ زي" إلى اللغة العربية، مما عمّق التفاهم الفكري بين الجانبين.

وقد وفَّرت الاكتشافات الأثرية أدلة مادية على ذلك. ففي منطقة جلفار الأثرية برأس الخيمة في الإمارات، اكتشفت بعثة أثرية مشتركة عددًا كبيرًا من قطع الخزف المُصدَّرة من الصين، بما في ذلك خزف يويه الأخضر، وخزف لونغتشوان، وخزف جينغدهتشن الأزرق والأبيض، والتي تعود لفترات تتراوح بين القرنين الثامن والسابع عشر، مما يدل على ازدهار طريق الحرير البحري في العصور القديمة. لم تكن هذه القطع الخزفية مجرد سلع تجارية؛ بل كانت أيضًا حوامل لتبادل الخبرات الفنية والتقنية. على سبيل المثال، استلهم الحرفيون العرب من تقنية الطلاء الأزرق الكوبالتية المستخدمة في الخزف الصيني، وطوّروا فنونًا خزفية تتميز بالأسلوب الإسلامي الفريد.

وفي عام 2024، نظّم متحف شنغهاي معرضًا بعنوان "على قمة الأهرام: معرض الحضارة المصرية القديمة"، استقطب نحو 15 ألف زائر في اليوم الواحد. ومن بين أكثر من 400 قطعة أثرية معروضة، برزت نتائج التنقيب المشترك بين الصين ومصر، مثل تابوت مومياء بوجه أخضر وكنوز معبد الإلهة القطة. وقد ساهمت هذه المعارض في تحويل الاكتشافات الأثرية إلى منتجات ثقافية عامة، مما قرّب الشعب من التاريخ.

الشباب والتعليم.. بناء جسور التفاهم بين الشعوب

يُعدّ الشباب سفراء طبيعيين للتبادل الحضاري بين الصين والدول العربية. ففي ديسمبر 2023، عُقد منتدى التنمية الشبابية الأول بين الصين والدول العربية في هاينان، برعاية الاتحاد الوطني للشباب الصيني. شارك في المنتدى أكثر من 200 شخص، من بينهم دبلوماسيون من 22 دولة عربية لدى الصين وممثلون شباب من مختلف القطاعات؛ حيث ناقشوا قضايا مثل الذكاء الاصطناعي والطاقة المتجددة، بهدف تعزيز التعاون بين شباب الجانبين في مجال الابتكار العلمي والتكنولوجي. وفي عام 2023، زار طلاب من جامعة تسينغهوا السعودية، وأجروا تفاعلات عميقة مع طلاب من جامعة الملك سعود وجامعة الملك عبد العزيز. وقد أعرب الطلاب السعوديون عن اهتمامهم العميق بالثقافة الصينية من خلال استخدامهم الطليق للغة الصينية، كما ساهمت الندوات والأنشطة الثقافية والرياضية في تعميق التفاهم المتبادل وتوطيد الصداقة بين الطرفين.

أما التعليم، فيُعدّ حلقة وصل مهمة أخرى في التبادل الحضاري بين الصين والدول العربية. فقد أنشأت العشرات من الجامعات الصينية أقسامًا لتعليم اللغة العربية. وفي عام 2023، أعلنت المملكة العربية السعودية إدراج اللغة الصينية ضمن المناهج الدراسية للمرحلة الثانوية، وفي عام 2024 استقبلت الدفعة الأولى من 175 معلمًا صينيًا، الذين بدأوا التدريس في مناطق مختلفة من المملكة، مما جعل اللغة الصينية خيارًا رسميًا لتعلم اللغات الأجنبية لدى الطلاب السعوديين. ومنذ عام 2019، بدأت الإمارات العربية المتحدة بتدريس اللغة الصينية في 100 مدرسة من المستوى الابتدائي وحتى الثانوي، ووصل عدد المدارس التي تدرّس اللغة الصينية بحلول عام 2022 إلى 158 مدرسة حكومية، تضم أكثر من 54 ألف طالب. كما بدأت مصر وتونس في إدراج اللغة الصينية ضمن أنظمتها التعليمية الوطنية؛ حيث أدرجت تونس اللغة الصينية ضمن المناهج الدراسية للمرحلة الثانوية وامتحانات البكالوريا منذ عام 2003.

التعاون الاقتصادي والتجاري.. دعامة اقتصادية للتبادل الحضاري

يُشكّل التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين والدول العربية في إطار مبادرة "الحزام والطريق" دعامة قوية للتبادل الحضاري بين الجانبين. فقد أصبح مركز دبي المالي العالمي (DIFC) محورًا للتعاون المالي بين الصين والدول العربية؛ حيث تمثل أصول البنوك الصينية العاملة فيه نحو 30% من إجمالي أصول القطاع المصرفي في دبي، كما تجاوزت قيمة السندات التي أصدرتها المؤسسات الصينية في بورصة ناسداك دبي 22 مليار دولار أمريكي. لا يقتصر هذا التعاون على تدفق رؤوس الأموال فحسب؛ بل يشمل أيضًا نقل المعرفة في مجالات مثل التمويل الأخضر والذكاء الاصطناعي. فعلى سبيل المثال، ساهمت التكنولوجيا الصينية في مجال الطاقة الشمسية في إنشاء أكبر محطة طاقة شمسية مستقلة في العالم بالإمارات، في حين قدّمت الخبرات الزراعية الصحراوية الإماراتية نموذجًا يُحتذى به في جهود الصين لإعادة تأهيل المناطق القاحلة في شمال غربي الصين.

ومُنذ تأسيس منتدى التعاون الصيني العربي (CASCF) عام 2004، شهدت العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الجانبين تطورًا كبيرًا. ووفقًا لإدارة الجمارك الصينية؛ بلغ حجم التجارة بين الصين والدول العربية في عام 2023 نحو 2.8 تريليون يوان صيني (ما يعادل حوالي 393.75 مليار دولار أمريكي)، بزيادة قدرها 820.9% مقارنة بعام 2004 الذي بلغ فيه حجم التبادل التجاري 303.81 مليار يوان. وخلال الأشهر الأربعة الأولى من عام 2024؛ بلغ إجمالي قيمة التجارة بين الجانبين 946.17 مليار يوان، بزيادة نسبتها 3.8% مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق، وهو ما يمثل 6.9% من إجمالي قيمة التجارة الخارجية الصينية.

أما من حيث تكوينات التجارة، فقد أصبحت الصين أكبر مصدر للسيارات والمنسوجات والملابس إلى الدول العربية. ففي الأشهر الأربعة الأولى من عام 2024، زادت صادرات الصين من السيارات إلى الدول العربية بنسبة 66.3% على أساس سنوي، كما ارتفعت صادرات المنسوجات والملابس بنسبة 3.2%.

من ناحية أخرى، تُعد الدول العربية أكبر مصدر للواردات الصينية من منتجات الطاقة؛ حيث بلغت قيمة واردات الصين من منتجات الطاقة من الدول العربية خلال الفترة ذاتها 397.29 مليار يوان، وهو ما يمثل 38% من إجمالي واردات الصين من الطاقة.

الفنون والعلوم الإنسانية.. رسم لوحة جديدة لاندماج الحضارات

تُعدّ الفنون وسيطًا ثقافيًا يتجاوز الحدود اللغوية. فمنذ عام 2009، جذبت فعالية "الفنون على طريق الحرير.. زيارات الفنانين العرب البارزين إلى الصين" أكثر من 170 فنانًا من 22 دولة عربية. وقد أبدع الرسام المصري أحمد أكثر من 30 لوحة فنية بعد جولة في شينجيانغ، عكَست بدقة ملامح الناس والأشياء والمدن والريف في تلك المنطقة. أما الفنانة التونسية ليلى، فقد استلهمت من زرقة بحر في جزر تشوشان في مقاطعة تشجيانغ وأدمجت عناصر من الحبر الصيني التقليدي في لوحتها "السلام"، لتعكس رؤى الانسجام في مبادرة "الحزام والطريق". وقد جابت هذه الأعمال عدة دول عربية، لتصبح رموزًا بصرية لـ"طريق الحرير الثقافي".

وفي مجال السينما والأدب، أثمر التعاون بين الصين والدول العربية نتائج بارزة. ففي نوفمبر 2024، أُقيمت الدورة السادسة من "أسبوع الأفلام الصينية في الإمارات" في أبوظبي؛ حيث عُرضت مجموعة من الأفلام الصينية، كما شارك صناع الأفلام من الجانبين في فعاليات حوارية عميقة، مما عزز التعاون السينمائي بين البلدين. وفي يونيو 2018، عُقد المنتدى الأول للأدب بين الصين والدول العربية في القاهرة؛ حيث تبادل الكتّاب من الجانبين الآراء حول موضوع "طريق الحرير الأدبي الجديد"، وأسهم هذا الحدث في تعزيز الترجمة المتبادلة ونشر الأعمال الأدبية الصينية والعربية.

تتألّق الحضارات من خلال التبادل، وتزداد ثراءً من خلال التفاهم المتبادل. إن التفاعل والاندماج بين الحضارتين الصينية والعربية في إطار مبادرة "الحزام والطريق" في العصر الجديد، لا يجسّد فقط الاحترام المتبادل والتسامح بين الجانبين؛ بل يقدّم أيضًا نموذجًا يُحتذى به لتعايش وازدهار الحضارات المتعدّدة في العالم. فمن التراث التاريخي إلى تواصل الشباب، ومن التعاون الاقتصادي والتجاري إلى التبادل الفني، تمضي العلاقات الصينية العربية بخطى ثابتة نحو مرحلة جديدة أكثر تلاحمًا وبراغماتية وتحقيقًا للمنفعة المتبادلة.

وفي المستقبل، ما دامت الصين والدول العربية تواصلان تعميق التعاون بروح المساواة والمنفعة المتبادلة والتفاهم والتقارب، فلا شك أنهما ستنسجان معًا لوحة حضارية أكثر روعة، ويفتحان فصلًا جديدًا في بناء مجتمع صيني-عربي ذي مستقبل مشترك.

** باحث في مركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة "صون يات صن"

** يُنشر بالتعاون مع مركز الدراسات الآسيوية والصينية في لبنان

مقالات مشابهة

  • الجيش الأردني يتصدى لمحاولة تسلل وتهريب مخدرات من سوريا
  • العروبة السعودي يقيل عدنان حمد من تدريب الفريق الكروي
  • الأهلي يبدأ مرحلة جديدة تحت قيادة عماد النحاس
  • مسارات جديدة للتبادل الحضاري بين الصين والعالم العربي
  • العدالة والتنمية المغربي يبدأ مؤتمره لاختيار قيادة جديدة
  • الجامع الأزهر: كتاب الله وسنة نبيه ليست مضماراً لأغراض دنيوية
  • العدالة والتنمية المغربي يبدأ مؤتمره الوطني لاختيار قيادة جديدة  
  • الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ من اليمن ومسيّرة من الشرق
  • غارات جديدة على صعدة والحُديدة ومظاهرات تندد بالقصف الأميركي
  • أمسيات ثقافية و6 إصدارات جديدة لـ “اتحاد كتاب الإمارات” في “أبوظبي للكتاب”