خطبتا الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي
تاريخ النشر: 1st, March 2024 GMT
المناطق_واس
أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور ماهر بن حمد المعيقلي المسلمين بتقوى الله عز وجل فالأعمار قصيرة، والأعمال قليلة، والأماني عريضة، والانتقال من دار الفناء، إلى دار البقاء، حاصل بلا ريبة، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾.
أخبار قد تهمك المسجد النبوي يستقبل أكثر من 6 ملايين مصلٍ خلال الأسبوع الماضي 25 فبراير 2024 - 11:25 صباحًا خطبتا الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي 23 فبراير 2024 - 2:31 مساءً
وقال فضيلته في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم بالمسجد الحرام أمة الإسلام: المال قوام الحياة، وهو إما أن يكون نعمة على صاحبه، يستعين به على طاعة ربه، وتصريف أمور حياته، والتمتع به في حدود ما أباح الله له، وإما أن يكون وبالاً ونقمة عليه، وليس أجلب للنقم، من كفران النعم، وجحود المنعم، والاغترار بفتنة المال، وإنفاقه فيما يغضب الكبير المتعال، وليس مال المرء ما جمعه، ليقتسمه ورثته من بعده، بل حقيقة مال المرء، هو ما قدمه لنفسه، ذخراً له بين يدي خالقه، ففي صحيح البخاري: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((أَيُّكُمْ مَالُ وَارِثِهِ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ مَالِهِ؟))، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا مِنَّا أَحَدٌ إِلَّا مَالُهُ أَحَبُّ إِلَيْهِ، قَالَ: ((فَإِنَّ مَالَهُ مَا قَدَّمَ، وَمَالُ وَارِثِهِ مَا أَخَّرَ))، فما أحسنَ أن يكونَ للمؤمنِ أثرٌ يَبقى له بعدَ موتِه، وذخرٌ له عندَ ربِّه، فأهل القبور في قبورهم مرتهنون، وعن الأعمال منقطعون، وعلى ما قدَّموا في حياتهم محاسبون، فالموفَّق من يموت ويبقى عملُه، ويرحلُ ويدومُ أثرُه، فالنفقة الدائمة، خير من المقطوعة، والله تعالى يقول: ﴿إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ﴾.
وأضاف: فلنستبق يا عباد الله إلى الخيرات، وجنة عرضها الأرض والسموات، وإن من الأعمال التي يدوم أثرها، ويتوالى أجرها وثوابها الوقف، فالوقف من أفضل أبواب الخير وأنفعها، وذلك لتحبيس أصله، وتسبيل منفعته، فهو أصل قائم، وأجر دائم، إذا انقطع بالموْقِفِ العمر، فلا ينقطع عنه بإذن الله الأجر، وهو من خصائص أهل الإسلام، كما أشار إلى ذلك الأئمة الأعلام، وفي صحيح مسلم: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاث: إِلَّا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ)).
وأوضح أن الأوقاف كانت من أولى اهتمامات النبي صلى الله عليه وسلم، ففي أول أيام هجرته إلى المدينة المنورة، أمر ببناء مسجده، في الموضع الذي بركت فيه ناقته، فكان بناء مسجد قباء والمسجد النبوي، أول وقف عملي، بعد هجرته صلى الله عليه وسلم، وكان يحث أصحابه على الصدقة الجارية، فلما قْدَم للْمَدِينَةِ، لم يكنْ بها مَاءٌ يُسْتَعْذَبُ غير بِئْرِ رُومَةَ، فقال صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ يَشْتَرِي بِئْرَ رُومَةَ، فَيَجْعَلَ دَلْوَهُ مَعَ دِلَاءِ المُسْلِمِينَ، بِخَيْرٍ لَهُ مِنْهَا فِي الْجَنَّةِ؟))، فاشْتراها عثمان رضِي الله عنه من صُلْب ماله، فجعل دَلْوَه فيها مع دلَاء الْمسلِمين، فكانوا رضي الله عنهم، يحرصون على أن يوقفوا أنفس أموالهم، وأحبها إليهم، فلما نزلت: ﴿لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ﴾، قَامَ أَبُو طَلْحَةَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ فِي كِتَابِهِ: ﴿لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ﴾، وَإِنَّ أَحَبَّ أَمْوَالِي إِلَيَّ بَيْرُحَاءَ، – وبيرحاء: حَدِيقَة كَانَتْ أمام مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْخُلُهَا، وَيَسْتَظِلُّ بِهَا، وَيَشْرَبُ مِنْ مَائِهَا -، قال أبو طلحة رضي الله عنه: فَهِيَ إِلَى اللَّهِ وَإِلَى رَسُولِهِ، أَرْجُو بِرَّهَا وَذُخْرَهَا عِنْدَ اللَّهِ، فَضَعْهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ حَيْثُ أَرَاكَ اللَّهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((بَخْ يَا أَبَا طَلْحَةَ، ذَلِكَ مَالٌ رَابِحٌ، قَبِلْنَاهُ مِنْكَ، وَرَدَدْنَاهُ عَلَيْكَ، فَاجْعَلْهُ فِي الأَقْرَبِينَ))، فالآية حثت على الإنفاق من المحبوب، ولكن أبا طلحة رضي الله عنه، ترقى إلى إنفاق أحب المحبوب، فشكر له النبي صلى الله عليه وسلم فعله، وأمره أن يخص بها أهله، وهذا الفاروق عمر رضي الله عنه، أصاب أرضاً بخيبر، فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: أَصَبْتُ أَرْضًا لَمْ أُصِبْ مَالًا قَطُّ أَنْفَسَ مِنْهُ، فَكَيْفَ تَأْمُرُنِي بِهِ؟ قَالَ: إِنْ شِئْتَ حَبَّسْتَ أَصْلَهَا وَتَصَدَّقْتَ بِهَا، فَتَصَدَّقَ عُمَرُ أَنَّهُ لاَ يُبَاعُ أَصْلُهَا وَلاَ يُوهَبُ وَلاَ يُورَثُ فِي الفُقَرَاءِ وَالقُرْبَى وَالرِّقَابِ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالضَّيْفِ وَابْنِ السَّبِيلِ)).
وأكد أن هذا الحديث، نبراس للوقف، حيث تقررت فيه أحكامه، وحددت فيه مصارفه، وتأصل فيه نظامه، ومن سعة فضل الله ورحمته، صحة إيقاف المرء لميته، فيصل الأجر للميت وهو في قبره، ففي صحيح البخاري: عَن ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُمَا : “أنَّ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ تُوُفِّيَتْ أمُّهُ وَهُوَ غَائِبٌ عَنْهَا، فَقالَ: يَا رَسُولَ الله، إِنَّ أمِّي تُوُفِّيَتْ وَأنَا غَائِبٌ عَنْهَا، أيَنْفَعُهَا شَيْءٌ إِنْ تَصَدَّقْتُ بِهِ عَنْهَا؟ قَالَ: ((نَعَمْ)). قَالَ: فَإِنِّي أُشْهِدُكَ أنَّ حَائِطِيَ المِخْرَافَ صَدَقَةٌ عَلَيْهَا”، وفي سنن أبي داود: قال: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أُمَّ سَعْدٍ مَاتَتْ، فَأَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ؟، قَالَ: ((الْمَاءُ))، قَالَ: فَحَفَرَ بِئْرًا، وَقَالَ: هَذِهِ لِأُمِّ سَعْدٍ، فما من أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، له مقدرة إلا أوقف في سبيل الله، قَالَ جَابِرٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : “مَا أَعْلَمُ أَحَدًا كَانَ لَهُ مَالٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ ، إِلا حَبَسَ مَالا مِنْ صَدَقَةٍ مُؤَبَّدَةٍ، لا تُشْتَرَى أَبَدًا وَلا تُوهَبُ، وَلا تُورثُ”.
وأردف إمام وخطيب المسجد الحرام يقول مع ما في الوقف من رجاء ما عند الله، وطلب جنته ورضاه، فإن فيه نشر روح التعاون والمحبة، وتحقيق أواصر القربى والأخوة، وهذا التعاطف والتراحم والتواد، يجعل الأفراد كالجسد الواحد، كما يضمن الوقف الاستدامة وبقاء المال وحمايته، ودوام الانتفاع به، والمحافظة عليه، من أن يعبث به من لا يحسن التصرف فيه، فالوقف من أعظم الطاعات، ومن أجلِّ القربات، ونفعه يشمل الأحياء والأموات، قال زيد بن ثابت رضي الله عنه: “لم نر خيراً للميت ولا للحي من هذه الحُبُس الموقوفة؛ أما الميت فيجري أجرها عليه، وأما الحي فتحتبس عليه ولا توهب ولا تورث ولا يقدر على استهلاكه”.
وبين الدكتور المعيقلي أن الوقف صورة حضارية مشرقة، لبذل المسلم وعطائه، وسعْيه واهتمامه، في أبواب متفرقة، ينفع بها مجتمعه، ويُسهم بها في رفعته، وفي الوقف تربية المسلم على التكافل الاجتماعي، وتأكيد دوره في التنمية والرقي، كالإسهام في بناء المساجد والمستشفيات، والمراكز البحثية في الجامعات، وأوقاف للأرامل والأيتام، وغيرها من المرافق التي ينتفع بها الأنام، فالوقف يشمل جهات خيرية عدة، ومنافع للمجتمع متعددة، وقال فضيلته لقد كان ولاة أمر هذه البلاد المباركة، المملكة العربية السعودية، مضرباً للأمثال الحسنة، في تشييد الأوقاف ورعايتها، وتيسير سبلها لأصحاب البذل والعطاء، فنسأل الله أن يجعل ذلك في موازين الحسنات، ويضاعف لهم الأجر والمثوبات.
وأضاف إمام وخطيب المسجد الحرام يقول ها نحن يا عباد الله: على مشارف شهر رمضان المبارك، الذي تضاعف فيه الأعمال الصالحة، فقدموا لأنفسكم خيراً، ولا تخشوا من ذي العرش إقلالاً، وكل بحسب استطاعته وقدرته، وتحرّوا أن يكون ذلك عن طريق الجهات الموثوقة والمعتمدة، سواء مشاركة في وقف أو استقلالاً، فمن شارك في وقف يعد واقفاً لا ينقص ذلك من أجره شيئاً، ولو أسهم بالقليل، فالقليل عند الكريم كثير، فَفِي الصَّحِيحَيْنِ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَنْ تَصَدَّقَ بِعَدْلِ تَمْرَةٍ، مِنْ كَسْبٍ طَيِّبٍ، وَلاَ يَصْعَدُ إِلَى اللَّهِ إِلَّا الطَّيِّبُ، فَإِنَّ اللَّهَ يَتَقَبَّلُهَا بِيَمِينِهِ، ثُمَّ يُرَبِّيهَا لِصَاحِبِهِ، كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فُلُوَّهُ، حَتَّى تَكُونَ مِثْلَ الجَبَلِ))، وكل ذلك يدخل في مقتضى قوله صلى الله عليه وسلم: ((إِنَّ مِمَّا يَلْحَقُ الْمُؤْمِنَ، مِنْ عَمَلِهِ وَحَسَنَاتِهِ بَعْدَ مَوْتِهِ: عِلْمًا عَلَّمَهُ وَنَشَرَهُ، وَوَلَدًا صَالِحًا تَرَكَهُ، وَمُصْحَفًا وَرَّثَهُ، أَوْ مَسْجِدًا بَنَاهُ، أَوْ بَيْتًا لِاْبْنِ السَّبِيلِ بَنَاهُ، أَوْ نَهْرًا أَجْرَاهُ، أَوْ صَدَقَةً أَخْرَجَهَا مِنْ مَالِهِ، فِي صِحَّتِهِ وَحَيَاتِهِ، يَلْحَقُهُ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهِ))، رواه ابن ماجه.
وفي المدينة المنورة أوصى إمام وخطيب المسجد النبوي فضيلة الشيخ علي بن عبدالرحمن الحذيفي بتقوى الله تعالى بالمسارعة إلى ما يرضيه قال تعالى ((وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا )) وقال ((وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا ))
وبين أن الله تعالى أظلكم شهر مبارك كريم يبسط فيه الله الرحمة الواسعة وجمع فيه من العبادات ما لم يجتمع في غيره ليستكثر المسلمون فيه من الفضائل والحسنات وليبتعدوا عن المنكرات.
وتابع فضيلته أن حقيقة العبادات فعل ما أمر الله به وجوبا أو استحباباً وترك ما نهى الله عنه خوفاً من عقابه قال تعالى ((وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا )).
وبين إمام وخطيب المسجد النبوي أن رمضان اجتمعت فيه الصلوات فروضاً ونوافل والزكاة على وجبت عليه والحج الأصغر وهو العمرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ( عمرة في رمضان تعدل حجة معي ) كما اجتمع فيه أنواع البر والإحسان والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وانواع الذكر واعظمها تلاوة القران.
وتابع إمام وخطيب المسجد النبوي أن جميع المسلمين يفرحون ببشارة رسول الله صلى الله عليه وسلم عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آخِرَ يَوْمٍ مِنْ شَعْبَانَ فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّهُ «قَدْ أَظَلَّكُمْ شَهْرٌ عَظِيمٌ شَهْرٌ مُبَارَكٌ فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ فَرَضَ اللَّهُ صِيَامَهُ وَجَعَلَ قِيَامَ لَيْلِهِ تَطَوُّعًا , فَمَنْ تَطَوَّعَ فِيهِ بِخِصْلَةٍ مِنَ الْخَيْرِ كَانَ كَمَنْ أَدَّى فَرِيضَةً فِيمَا سِوَاهُ , وَمَنْ أَدَّى فِيهِ فَرِيضَةً كَانَ كَمَنْ أَدَّى سَبْعِينَ فَرِيضَةً , وَهُوَ شَهْرُ الصَّبْرِ , وَالصَّبْرُ ثَوَابُهُ الْجَنَّةُ , وَهُوَ شَهْرُ الْمُوَاسَاةِ , وَهُوَ شَهْرٌ يُزَادُ رِزْقُ الْمُؤْمِنِ فِيهِ , مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ عِتْقُ رَقَبَةٍ وَمَغْفِرَةٌ لِذُنُوبِهِ» , قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَيْسَ كُلُّنَا يَجِدُ مَا يُفَطِّرُ الصَّائِمَ قَالَ: «يُعْطِي اللَّهُ هَذَا الثَّوَابَ مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا عَلَى مَذْقَةِ لَبَنٍ أَوْ تَمْرَةٍ أَوْ شَرْبَةِ مَاءٍ وَمَنْ أَشْبَعَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مَغْفِرَةٌ لِذُنُوبِهِ وَسَقَاهُ اللَّهُ مِنْ حَوْضِي شَرْبَةً لَا يَظْمَأُ حَتَّى يَدْخُلَ الْجَنَّةَ وَكَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَجْرِهِ شَيْئًا , وَهُوَ شَهْرٌ أَوَّلُهُ رَحْمَةٌ وَأَوْسَطُهُ مَغْفِرَةٌ وَآخِرُهُ عِتْقٌ مِنَ النَّارِ , وَمَنْ خَفَّفَ عَنْ مَمْلُوكِهِ فِيهِ أَعْتَقَهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ».
وبين فضيلته أن السماء والأرض تتهيئآن لاستقبال رمضان كما تستعد القلوب المستقيمة لتلقي القران فللقران في شهر رمضان سطوة وتأثير على القلوب لضعف نوازع الشر ودواعي الشهوات بالصوم.
وأوضح أنه إذا كانت اول ليلة من رمضان فتحت أبواب الجنان وغلقت أبواب النار فعن ابي هريرة (إذا كان أولُ ليلةٍ من شهرِ رمضانَ صُفِّدَتِ الشياطينُ ومَرَدةُ الجنِّ ، وغُلِّقتْ أبوابُ النارِ فلم يُفتحْ منها بابٌ ، وفُتِّحَتْ أبوابُ الجنةِ فلم يُغلقْ منها بابٌ ، ويُنادي منادٍ كلَّ ليلةٍ : يا باغيَ الخيرِ أقبلْ ، ويا باغيَ الشرِّ أقْصرْ ، وللهِ عتقاءُ من النارِ ، وذلك كلَّ ليلةٍ ).
وحث فضيلته المسلمين على استقبال شهر رمضان بالتوبة من كل ذنب واداء زكاة المال لمن وجبت عليه الزكاة
وفي الخطبة الثانية.
أوضح فضيلته أن مما يفرح به الانسان متع الحياة الدنيا وبي تعالى بين بعض منها قال تعالى ((زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ )).
وختم بالقول بأن نعيم الدنيا زائل وأن ما يستحق أن يفرح به فهو بسطه الله من الرحمة في هذا الشهر.
المصدر: صحيفة المناطق السعودية
كلمات دلالية: المسجد الحرام المسجد النبوي خطبتا الجمعة النبی صلى الله علیه وسلم إمام وخطیب المسجد المسجد النبوی المسجد الحرام رضی الله عنه ی الله عنه ی ا ر س ول ی الله ع ى الله ع أن یکون
إقرأ أيضاً:
كلية المسجد النبوي تعلن عن بدء القبول الإلكتروني للطلاب للفصل الدراسي الثاني من العام 1446هـ
المناطق-واس
أعلنت كلية المسجد النبوي اليوم، عن بدء التسجيل والقبول الإلكتروني للفصل الدراسي الثاني من العام الدراسي 1446 هـ، للطلاب، حتى الـ ٦ من شهر جمادى الآخرة.
وبيّنت الكلية أن القبول متاح في تخصصات السنة وعلومها، وقسم الشريعة، داعيةً المتقدمين للاطلاع على شروط القبول، وآلية التقديم ورفع المستندات المطلوبة عبر روابط التسجيل المخصصة للطلاب على موقع الكلية الإلكتروني.
أخبار قد تهمك معرض الوحي يُضفي أجواء إيمانية ضمن “فعاليات إجازة الخريف” بحي حراء الثقافي 15 نوفمبر 2024 - 9:34 مساءً وزير الخارجية يتلقى اتصالاً هاتفياً من وزير خارجية إندونيسيا 15 نوفمبر 2024 - 9:18 مساءً Copy URL URL Copied 15 نوفمبر 2024 - 9:49 مساءً Share Facebook X LinkedIn Messenger Messenger Read Next أبرز المواد15 نوفمبر 2024 - 8:01 مساءًاليوم الثالث من كأس نادي الصقور بحفر الباطن يشهد تنافسًا مثيرًا بين الصقارين أبرز المواد15 نوفمبر 2024 - 7:58 مساءًحدائق طيور الزينة تضفي جوًا من الحيوية والجمال على المنازل بمنطقة الباحة أبرز المواد15 نوفمبر 2024 - 7:09 مساءًجامعة القصيم تفتح باب التقديم على 13 برنامجًا للدبلوم عن بعد أبرز المواد15 نوفمبر 2024 - 6:48 مساءًمكافحة المخدرات تقبض على مقيم بالمنطقة الشرقية لترويجه مادة الميثامفيتامين المخدر أبرز المواد15 نوفمبر 2024 - 6:27 مساءًمركز الملك سلمان للإغاثة يوزع 1100 سلة غذائية و1100 حقيبة صحية لمتضرري الزلزال بمحافظة الرقة السورية15 نوفمبر 2024 - 8:01 مساءًاليوم الثالث من كأس نادي الصقور بحفر الباطن يشهد تنافسًا مثيرًا بين الصقارين15 نوفمبر 2024 - 7:58 مساءًحدائق طيور الزينة تضفي جوًا من الحيوية والجمال على المنازل بمنطقة الباحة15 نوفمبر 2024 - 7:09 مساءًجامعة القصيم تفتح باب التقديم على 13 برنامجًا للدبلوم عن بعد15 نوفمبر 2024 - 6:48 مساءًمكافحة المخدرات تقبض على مقيم بالمنطقة الشرقية لترويجه مادة الميثامفيتامين المخدر15 نوفمبر 2024 - 6:27 مساءًمركز الملك سلمان للإغاثة يوزع 1100 سلة غذائية و1100 حقيبة صحية لمتضرري الزلزال بمحافظة الرقة السورية معرض الوحي يُضفي أجواء إيمانية ضمن "فعاليات إجازة الخريف" بحي حراء الثقافي معرض الوحي يُضفي أجواء إيمانية ضمن "فعاليات إجازة الخريف" بحي حراء الثقافي تابعنا على تويتـــــرTweets by AlMnatiq تابعنا على فيسبوك Find us on Facebookالأكثر مشاهدة الفوائد الاجتماعية للإسكان التعاوني 4 أغسطس 2022 - 11:10 مساءً بث مباشر مباراة الهلال وريال مدريد بكأس العالم للأندية 11 فبراير 2023 - 1:45 مساءً اليوم.. “حساب المواطن” يبدأ في صرف مستحقات المستفيدين من الدعم لدفعة يناير الجاري 10 يناير 2023 - 8:12 صباحًا جميع الحقوق محفوظة لجوال وصحيفة المناطق © حقوق النشر 2024 | تطوير سيكيور هوست | مُستضاف بفخر لدى سيكيورهوستFacebookXYouTubeInstagramWhatsApp Facebook X Messenger Messenger WhatsApp Telegram Back to top button Close البحث عن: FacebookXYouTubeInstagramWhatsApp Close Search for Close Search for