اسمه الشيخ محمد عبد القادر، رجل مُحب للثقافة والفن، تأدب بأدب الصوفية ومعارفها، وطغت شخصيته وعلمه على أولاده، فصاورا على دربه.

فى أغسطس 2013 لبي الدكتور عبد الرحيم محمد عبد القادر المدرس المساعد بكلية التربية الفنية جامعة حلوان، نداء ربه وهو فى ريعان شبابه.

إنفطر قلب الأب المكلوم؛ الشيخ محمد عبد القادر،  على أصغر أبناءه الذكور وأنجبهم؛ ففكر فى تخليد ذكراه بطريقة غير مُعتادة.

 

قصة إنشاء روضة عبد الرحيم:

تقول سحر محمود، مديرة إدارة روضة عبد الرحيم العلمية بمدينة دشنا، شمال محافظة قنا، إن الشيخ عبد القادر، أحب أن يصل ولده وقرة عينه بصدقة جارية تختلف عن المُعتاد من صدقات. 

ففكر فى بناء روضة ثقافية ومعرفية ينهل منها النشء والطلاب العلم والمعرفة، وتكون باسم نجله الراحل تخليدًا لذكراه. 

لم يكن تفكير الشيخ محمد عبد القادر، المُغاير فى تخليد اسمه نجله جديدًا عليه، فهو فى الأساس ذو خلفية ثقافية، بحكم عمله موجهًا للمكتبات بوزارة التربية والتعليم قبل أن يتقاعد منذ أكثر من 20 عامًا. 

فضلًا إنه تربي فى كنف الشيخ محمد الطيب؛ والد الإمام الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، فنهل من علمه الصوفي. 

رجل ذو خلفية صوفية ـ ثقافية، مثل الشيخ عبد القادر، كان بالضوروة إن يُسبغ شخصيته على أسرته، إذ يوجد 3 من أبناءه الذكور من أصل 6 أنجبهم، فنانين تشكيلين! 

وهما أنس وأبو المعارف؛ اللذان ورثا موهبة الرسم وأجادا الخط العربي، أما الثالث فكان أصغرهما؛ المدرس الجامعي الذكتور عبد الرحيم الذي توفي فى ريعان شبابه. 

فى بداية التسعينات، اقتطع الشيخ محمد عبد القادر جزءًا من أملاكه بمدينة دشنا، وشيد مسجداً والأطلق عليه مسجد الزهراء. 

وبعد وفاة نجله الأصغر، عاد فى أواخر سنة 2013 وشيد جوار المسجد روضة عبد الرحيم العلمية كصدقة جارية للراحل نجله. 

زوّد الشيخ، الروضة، بالكتب والأثاث على نفقته، لتكون بيتًا ينشر الثقافة والمعارف والفنون؛  فى مجتمعه المحلي، بمعاونة قصر ثقافة دشنا ومبادرة أزبكية دشنا. 

وتوضح سحر محمود، أن الروضة تحمل على عاتقها تقديم كل ما يبني ويربي ملكات الأطفال والشباب من هوايات وإبداعات أدبية وفنية.

وقامت بتخريج جيل سابق كلهم الآن في جامعات وكليات القمة ومازالوا يترددون علي الروضة ويمارسون نشاطاتهم في اوقات الفراغ، وهي الآن بصدد تربية اجيال جديدة  مبدعة  في كل النشاطات. 

استثمرت روضة عبد الرحيم نجاحها فى المجتمع المحلي، لتفوز ضمن 6 مؤسسات فى مسابقة المشروع الوطني للقراءة؛ وهي مسابقة طرحتها مؤسسة البحث العلمي مصر ـ دبي، بالإشتراك مع وزارة التربية والتعليم والأزهر الشريف وجهات أخري. 

دخلت أيضا روضة عبد الرحيم فى عدة شراكات مع مؤسسات ثقافية، فضلا عن الفعاليات الثقفاية المستمرة داخل الروضة. 

من  أنشطة الروضة

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الأب بيت ثقافي الشيخ عبد القادر دشنا شمال قنا

إقرأ أيضاً:

ترامب بين الكرسي الباباوي ونوبل.. منافسة على رسول القنابل الرحيم!

 في عالم يبدو أن كل شيء فيه ممكن، يطل علينا دونالد ترامب كبطلٍ للسلام لا مثيل له -أو هكذا يحب أن يصف نفسه-.

فمنذ ولايته الأولى (2017-2021)، مرورًا بفترة بايدن (2021-2025)، وصولًا إلى عودته المبهرة في ولايته الثانية عام 2025، يبدو أن ترامب قد أعاد كتابة قاموس السلام بطريقة تجعلك تتساءل: هل نحن نعيش في كوميديا سوداء أم أن هذا هو الواقع الجديد؟ أكتب هذا المقال الساخر وأنا كمن يختنق من الفرح، ويضحك من الألم.

وأحاول أن أتصور أن جائزة نوبل للسلام والكرسي الباباوي يتنافسان على ترامب، ذلك الرجل الذي يحب القنابل بقدر ما يحب الكاميرات، فهي أكثر الأشياء سخرية.

لذا لنرى كيف أصبح ترامب رمزا للتسامح والعدل حتى ينادى بالحصول على جائزة نوبل للسلام أو أن يصبح بابا للفاتيكان خلفا للراحل البابا فرنسيس.

ترامب ليس مجرد رئيس، بل هو ظاهرة، في ولايته الأولى، أذهل العالم بدبلوماسيته عندما هدد كوريا الشمالية بـ«النار والغضب»، ثم قرر أن يتبادل رسائل الحب مع كيم جونج أون.

ويا لها من رومانسية سياسية! وبعد أن غادر السلطة لصالح بايدن، عاد في 2025 ليثبت أن السلام على طريقته لا يزال ممكنًا، لكنه سلام يشبه إلى حد كبير طعن شخص بسكين في قلبه ثم مطالبته بأن يقول شكرًا!

في ولايته الثانية، برز سلام ترامب بشكل لافت واضح عيانا بيانا، فقد رفض الرجل تسليح إسرائيل بقنابل وصواريخ محرمة دوليًا لقصف أطفال ونساء وعجائز غزة ليل نهار -ربنا يسامحني على الكذبة دي- وما تستخدمه إسرائيل هي أسلحة هبطت عليها من السماء أو وجدتها في كنز من كنوز علي بابا، فها هي تواصل قصف غزة بلا هوادة، بينما الرئيس السابع والأربعين للولايات المتحدة يصفق في مكتبه البيضاوي ويقول إنه «يحب السلام».

حمامة السلام رفض أيضًا ضرب اليمنيين لمجرد أنهم يساندون الفلسطينيين وأعلنوا صراحة وقف استهدافهم للسفن التابعة للاحتلال فور توقف حرب الإبادة على القطاع، ولكن رد بطريقته المفضلة: القصف! نعم، هذا هو السلام الذي يبشر به، قصف الجميع حتى يصمتوا، ثم الادعاء بأنه أحل السلام. يا له من عبقري!

جائزة نوبل للسلام تطارد ترامب منذ سنوات، وهو لا يتوقف عن التباهي بأنه يستحقها، في 2020، رُشح للجائزة بسبب اتفاقيات إبراهام، وفي 2025 عاد ليذكّر العالم بأنه رجل السلام الذي يستحق التكريم.

لكن دعني أسأل: أي سلام هذا؟ هل هو السلام الذي يأتي مع العقوبات القاسية على جميع الدول المعارضة لأفكاره وسياساته ومصالحه؟ أم السلام الذي يتحقق بإرسال المزيد من الأسلحة إلى مناطق الصراع بينما يدعي أنه ضد الحرب؟ ترامب يرى نفسه بطلًا، لكن بالنسبة لي، هو أشبه بممثل كوميدي يحاول أن يقنعنا بأن القنابل هي في الواقع باقات ورد!

ومن ناحية أخرى، يبدو أن الكرسي الباباوي قد وجد في ترامب تجسيدًا للخير والمحبة، فبعد وفاة البابا فرانسيس، قال ترامب إنه يفكر في أن يصبح البابا القادم.

أحاول تخيل ترامب في رداء البابا، يبارك العالم بينما يهدد باحتلال جرينلاند أو فرض رسوم على قناة بنما! ترامب، فهو يدعي أنه يرفض ابتزاز الدول، هو نفسه الرجل الذي تفاخر لفرض رسوم جمركية خيالية على جميع الدول، لكنه بالطبع رجل التسامح، أليس كذلك؟ أظن أن الفاتيكان يحتاج إلى مراجعة مفرداته عن القيم والمبادئ التي ينادي بها ليكون مهيئا لاستقبال البابا الجديد.

ترامب يحب أن يتحدث عن السلام من خلال القوة، وهي فكرة تبدو رائعة حتى ترى تطبيقها، في ولايته الثانية، زاد الغارات على اليمن، وهدد إيران بضربات عسكرية، ودعم إسرائيل بكل قوة، وهدد كندا والصين وروسيا وبنما و.......

لكنه في الوقت نفسه يدعي أنه يريد إنهاء الحروب، إنه مثل شخص يحرق منزلًا ثم يطلب جائزة لأنه أطفأ الحريق الذي تسبب فيه! لا يرى أي تناقض في أفعاله، لأنه يعيش في عالم خاص حيث القصف يعني الحب، والتهديد يعني السلام.

في النهاية، نحن أمام مشهد كوميدي، حيرة كبيرة بين جائزة نوبل للسلام والكرسي الباباوي على الفوز بـ ترامب، «بطل السلام» الذي يحمل صاروخًا في يد ويلوح بغصن زيتون في اليد الأخرى.

لكن دعني أقول شيئا: إذا كان هذا هو السلام الذي يحلم به ترامب، فأنا أفضل أن أعيش في فوضى! ربما يستحق ترامب جائزة، لكن ليست للسلام، بل لقدرته على جعلنا نضحك بينما العالم يحترق.

وأما عن كونه البابا، فأظن أن الفاتيكان سيصبح «ترامب كازينو» قبل أن يصبح مكانًا للصلاة، لأن الرئيس الأمريكي هو السخرية التي لم نكن نعلم أننا بحاجة إليها!

مقالات مشابهة

  • مستوطنون يقتحمون برية تقوع ببيت لحم ويستولون على اراض شاسعة
  • الدكتور بن حبتور يعزّي في وفاة المعلم عبدالسلام منصور بامحرز
  • 28 شهيدا في غزة وقصف يستهدف مزارعين ببيت لاهيا
  • ترامب بين الكرسي الباباوي ونوبل.. منافسة على رسول القنابل الرحيم!
  • سلطان العويس.. 100 عام على ولادة شعاع ثقافي عربي
  • الملاكم محمد علي وحرب فيتنام: البطل الذي رفض التجنيد فعوقب على مواقفه ثم انتصر
  • أبوظبي للكتاب.. فعاليات ثقافية لجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية
  • الأغواط .. وفاة شخص دهسته شاحنة بحي الأمير عبد القادر
  • جهود مكثفة لإنجاح الحملة التنشيطية لتنظيم الأسرة بمركزي دشنا والوقف
  • د. عصام محمد عبد القادر يكتب: جبهة داخلية متماسكة .. أمن واستقرار