سعد الدين الهلالي: الصراعات الدائرة بين الدول الآن على الأرض وليس الدين
تاريخ النشر: 1st, March 2024 GMT
نظم اتحاد الشباب بكتلة الحوار جلسة حوارية مع الدكتور سعد الدين الهلالي استاذ الفقه المقارن وعضو المجلس القومي للمرأة، في اطار اللقاءات المستمرة التي تنظمها كتلة الحوار لطرح العديد من الموضوعات والملفات والخروج بأوراق سياسية في كل المجالات.
أكد الدكتور باسل عادل مؤسس ورئيس كتلة الحوار أن الكتله باجنحتها المختلفة حريصة علي استضافة كبار الشخصيات من مختلف المجالات بهدف خلق حالة حوار في قضايا الوطن حتي نصل لمساحة توافقية فاليبرالية تؤمن بالتعددية واحترام الرأي والرأي الاخر .
وقال الكاتب الصحفي حازم الملاح نائب رئيس اتحاد الشباب ومدير الندوة إن هناك اهتمام من اتحاد الشباب باستضافة المفكرين والعلماء من مختلف المجالات والتخصصات وخلق حالة حوار بين كافة الأعضاء وطرح الرؤي موضحا أن اتحاد الشباب سيستضيف عدد من الشخصيات المتنوعة خلال الفترة القادمة.
من جانبه أشار الدكتور سعد الدين الهلالي إلى أن دستور 2014 يحتاج للتعديل فبعد مرور 10 سنوات أصبحت الأوضاع مستقرة .
وأوضح الهلالي أن الفتوى هي قناعة صاحبها وتمثله فقط وليس بالضرورة أن تلزم غيره، أبوحنيفة فتواه تلزمه لا تلزم غيره وقال تعالى "فذكر انما انت مذكر لست عليهم بمسيطر"
وهذا يعني أن الإنسان مطلوب منه اتباع الفقه برحابته وليس الفتوى بضيقها .
وأكد الهلالي إننا فى عصر نحتاج فيه إعادة فهم النصوص الدينية التى جاءت للتدبر وبشكل يخدم الحضارة الإنسانية والدين بشكل إيجابي ، فحاليا وباسم الشريعة الإسلامية قد تتجمع بعض الجماعات وترى أنه يجب عليها تطبيق الشريعة الإسلامية بحسب فهمهم للدين وكثيرا ما يكون هذا الفهم عرقي أو سياسي مثل ما يحدث فى السودان وشمال العراق وجنوب تركيا ولكن الحقيقة أنه ليس للإسلام أى علاقة بهذه الجماعات ولا بفكرهم المتطرف ، ومن أجل ذلك يظهر المطالبون بتغيير فهمنا للإسلام وليس الإسلام نفسه لأن شعائر الإسلام ثابتة لا تتغيير وليس من حق أي إنسان أن يغيرها فهي التزام شخصي وليس له علاقة بالآخرين ولا يجب أن يكون محل نزاع مع أي شخص.
واوضح الهلالي أن هناك فرق بين الاحكام الفقهية والشرعية مع ضرورة عرض جميع الآراء الفقهية حتي لو كانت ضعيفة لكن هناك أمانة علمية في العرض.
وأشار الهلالي إلى أن التفسير والفهم والفقه البشري للنصوص الدينية طالما هو بشري فيمكننا إعادة فهمه مرة أخرى وإعادة النظر فيه خاصة عندما يكون الخطاب فيه خصومة أو عداوة للبعض وهنا يمكن تعديل الفهم وعدم التعميم ويكون العداء على قدر الموقف فقط لأن العالم تغير، موضحا أن الصراعات الدائرة بين الدول تقوم علي اساس الارض وليس علي اساس الدين.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: كتلة الحوار سعد الدين الهلالي المجلس القومى للمرأة اتحاد الشباب
إقرأ أيضاً:
يوم المرأة العالمي.. آمال وتحديات
في العاشر من مارس من كل عام تحتفل كافة دول العالم بيوم المرأة، وهو ذكرى سنوية تأتي هذه الأيام وسط أحداث وصراعات عالمية أدت الى التأثير على وضعية المرأة في كافة الدول المتصارعة إلى جانب ما نتج عنه من تداعيات على الأصعدة المجتمعية والظروف الاقتصادية للمرأة خاصة في البلدان الأقل نموا والأكثر احتياجا.
وبنظرة سريعة لدول العالم، نجد أن هناك معاناة للمرأة في مناطق الصراعات العسكرية في العالم، فعلى سبيل المثال سقط آلاف النساء والأطفال ضحايا للحرب الروسية الأوكرانية والتي دارت رحاها منذ فبراير 2022، إلى جانب التأثيرات المجتمعية السلبية، كذلك الحال فيما يتعلق باستمرار معاناة المرأة في بعض البلدان الإفريقية نتيجة الصراعات الداخلية العسكرية مثل بعض دول الساحل والصحراء والتي شهدت انقلابات عسكرية، كذلك ما يرتبط بالمعاناة الإنسانية وعدم الحصول على الاحتياجات الأساسية من الغذاء والماء والخدمات الطبيعية العلاجية نتيجة تلك الظروف والتي أثرت بالسلب على أحوال المرأة الإفريقية.
وبالنظر إلى عالمنا العربي والذي يحتفل كذلك بيوم المرأة العالمي نجد أن هناك حاجة ماسة الى مزيد من العمل الجماعي لبلورة دور أكبر للمرأة على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، خاصة في ظل ما تشهده دولنا العربية من أزمات وصراعات، ففي الأراضي الفلسطينية وعلى مدار ستة عشر شهرا من العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023 الى المبادرة المصرية التي أوقفت العمليات العسكرية في يناير 2025، نجد أن المرأة ما زالت تعاني من جراء الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على المدنيين من النساء والأطفال، والتي راح ضحيتها أكثر من خمسين الفا من الشهداء ثلثهم من النساء، واللائي راحوا ضحية تلك الاعتداءات الوحشية على الآمنين وهو أمر يستدعي منح المرأة الفلسطينية مزيدا من الحقوق الحياتية البسيطة والتي تم حرمانهم منها نتيجة تلك الصراعات. أضف لذلك ما يحدث من اعتداءات مماثلة في الضفة الغربية وهو أمر مؤثر على وضعية المرأة.
وبالانتقال الى دول عربية أخرى تعاني كذلك من عدم الاستقرار السياسي ومواصلة الاعتداءات والصراعات العسكرية، نجد أن الدولة السودانية واستمرار الصراع العسكري بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع قد ألقى بظلاله السلبية على وضعية المرأة السودانية، والتي راح ضحيتها عشرات الالاف من القتلى أغلبهم من النساء والأطفال، الى جانب تعرض النساء في مناطق عدة بالسودان الى اعتداءات مختلفة وحالات اغتصاب جماعي في عدة ولايات بالسودان وهو أمر يستدعي مساءلة ومحاسبة عن وضعية المرأة في هذا البلد الطيب والذي أدى الى نزوح ملايين النساء والأطفال هروبا من جحيم الحرب السودانية المتواصلة منذ ابريل 2023.
أضف لذلك أن ثمة دولا عربية أخرى لا تزال غير مستقرة سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي، فلا تزال الدولة اللبنانية في حالة استعادة للبحث عن الاستقرار السياسي والمجتمعي عقب الصراع العسكري بين إسرائيل وحزب الله الى جانب تبعات انفجار مرفأ بيروت منذ سنوات وهو أمر ظل مؤثرا على الواقع الاقتصادي للدولة اللبنانية وحالة المرأة في هذه الدولة العربية التي عانت كثيرا في ظل أزمات متتالية ومتلاحقة، كما أن الصراعات السياسية قد أثرت بدورها على حالة حقوق المرأة وحاجتها الى مزيد من التمتع بتلك الحقوق مثل الحالة الليبية والسورية واليمنية وكلها أمور أدت في مقامها الأخير الى البحث عن الاستقرار السياسي والذي يؤدي بدوره الى مزيد من منح المرأة لحقوق أقرتها الدساتير والقوانين المحلية والدولية.
جملة القول، ويستمر قدوم يوم المرأة العالمي وسط حالة ضبابية من عدم الاستقرار السياسي والمجتمعي في دول عدة بالعالم وهو أمر يتطلب البحث عن الأمن المجتمعي خاصة مع تنامي الصراعات العسكرية والسياسية سواء داخل المنطقة العربية أو خارجها مما يستدعي إعادة التفكير العالمي في البحث عن عالم آمن خاصة أن تلك الصراعات لم تؤدي إلى أية نتائج إيجابية بل أثرت بالسلب على كافة مناحي الحياة البشرية وكانت المرأة هي الأكثر معاناة وتأثرا بتلك الحالة السلبية في كافة دول العالم.
اقرأ أيضاًالرقابة المالية تحتفل بيوم المرأة العالمي
السيدة انتصار السيسي: تحية لكل نساء مصر في يوم المرأة العالمي