#جردة_حساب
د. #عبدالله_البركات
دفع الغزيون اثماناً باهضة من دمائهم ودماء أبنائهم ومن اموالهم كذلك ومن رفاهية عيشهم. وتحملوا ألم الفقد العظيم الذي لم يحدث مثله منذ اصحاب الأخدود. كانت ابتلاءات المومنين في الماضي فردية وكانت أقل من ابتلاءات الغزيين كماً ونوعاً. وقد قدموها عن طيب خاطر ولم يظهر لنا من أمرهم إلا التسليم بقضاء الله وقدره والاعتزاز ببطولات مقاومتهم .
ووقف المسلمون من فعلهم البطولي المعجز أول الأمر مؤيدين ومباركين ثم فتر الحماس لما حصل. بل انقلب الكثيرون إلى معارضين وملومين.إن هذه الردة مؤذية لابطال غزة فهم لم يكلفوا اخوانهم المسلمين لا درهما ولا دينارا وحتى كلمات المواساة لهم كانت محسوبة قد تفوقت عليها مواقف بعض غير المسلمين.
ما حصل لأهل غزة لم يكن إلقاءً بانفسهم وبأيديهم إلى التهلكة كما يظن البعض. بل هو واجب شرعيا علينا وعليهم، قاموا به وتخلفنا عنه. وما قاموا به في طوفان الأقصى هو من جهاد الدفع المفروض عيناً لا من جهاد الطلب المفروض كفاية. فالأرض المقدسة كلها محتلة مستباحة والأقصى اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين يدنس كل يوم. والأراضي تصادر من اصحابها. والحلول حتى الاستسلامية منها مرفوضة من العدو فلا يقبل إلا بالتهجير وتدمير الأقصى وإقامة الهيكل المزعوم. وفي سبيل ذلك وحتى قبل طوفان الاقصى المبارك يقتل الناس على الحواجز وتدمر بيوتهم ويضيق عليهم في كل يوم ويقوم العلماء بمحاولات افساد أبنائهم وبناتهم وإبعادهم عن دينهم. .
ويتسابق العرب إلى التطبيع المجاني الذي يكافئ المجرمين على اجرامهم.
شهداء غز ة عند الله فرحين بما آتاهم الله من فضله. ومن بقي من أهاليهم صابرون محتسبون وجهادهم فضح ازدواجية الحضارات كلها ونبه المخلصين من شعوب تلك الحضارات لزيف قيمهم ، فأعاد لضمائرهم الحياة. وجعل مهمة الدعاية الصهيون نية صعبةً ، وفضح المتخاذلين من العرب والمسلمين وحرك ضمائر العالم وأعاق عمليات التطبيع المجاني. وأعاق عمليات التهويد وكشف عملاء الصهي ونية في داخل الأراضي الفلسطينية وخارجها. وكشف زيف المدعين انهم يعدون لتحر ير القدس بعد أن ادعوا الاستعداد لذلك منذ نصف قرن ولكنهم وقفوا صامتين يحتفظون بحق الرد. الذي كثر حتى كشف كذبهم.
لم يتندم المسلمون على غزوة مؤتة وشهدائها ، ولا على شهداء بئر معونة. ولم يلم الله اصحاب الأخدود بل اشاد بهم. ولم يقل أحد إلا المنافقين ان الحسين بن علي بن ابي طالب سبط النبي واحدى ريحانتيه من الجنةً أنه مغامر بنفسه وأهله. ومازلنا نلعن قاتليه ومن رضي بقتله وقَتْل من كان معه.
لطوفان الأقصى ما بعده على مستوى فلسطين والعالم العربي والإسلامي بل والعالم كله. فانتظروا انا معكم من المنتظرين.
مقالات ذات صلة دفعت الثمن؛ حين قلت: “نعم”!! 2024/02/28المصدر: سواليف
إقرأ أيضاً:
من هو محمد حيدر الذي تدعي إسرائيل استهدافه بغارة بيروت؟
استفاقت بيروت، فجر السبت، على مجزرة مروعة بعدما دمر الطيران الحربي الإسرائيلي بالكامل مبنى سكنيا مكونا من 8 طوابق في شارع المأمون بمنطقة البسطة إثر قصفه بـ5 صواريخ.
الغارة أودت بحياة 15 شخصا وأصابت 63 آخرين بجروح متفاوتة وفق حصيلة لبنانية رسمية غير نهائية، فيما ادعت هيئة البث الإسرائيلية، نقلا عن مصدر أمني لم تسمه، أن الاستهداف كان موجهًا للقيادي البارز في "حزب الله" محمد حيدر، دون تأكيد مقتله على الفور.
** فمن هو محمد حيدر؟
محمد حيدر، المعروف بلقب "أبو علي"، يُعتبر شخصية غامضة ضمن الهيكل القيادي لـ"حزب الله".
إذ لا تتوفر معلومات عنه في المنصات الإعلامية التابعة للحزب، لكن تقارير صحفية لبنانية، مثل صحيفة "النهار" وموقعي "جنوبية" و"لبنان 24"، قدمت بعض التفاصيل عن نشأته ودوره داخل الحزب والحياة السياسية اللبنانية.
وُلد حيدر عام 1959 في بلدة قبريخا بقضاء مرجعيون جنوبي لبنان.
حصل على شهادة في التعليم المهني، ثم قضى عدة سنوات في دراسة العلوم الدينية في الحوزات العلمية بلبنان وإيران.
** مسيرته السياسية والعسكرية
رغم غموض تواريخ صعود حيدر ضمن هيكل "حزب الله"، تتحدث المصادر الإعلامية اللبنانية ذاتها أن الرجل يُعد من قيادات الصف الأول، وأحد أبرز العقول الأمنية والاستراتيجية في الحزب.
وتلفت هذه المصادر أن حيدر شغل عضوية المجلس الجهادي في "حزب الله"، الذي يُعتبر القيادة التنفيذية للمهام العسكرية والأمنية في الحزب.
وتشير إلى أن نفوذه في هذا المجلس تصاعد بعد اغتيال إسرائيل للقياديين البارزين في "حزب الله" عماد مغنية، عام 2008 ومصطفى بدر الدين، في 2016.
فهو يُعد واحدا من 3 شخصيات معروفة فقط في مجلس الجهاد، إلى جانب طلال حمية، وخضر يوسف نادر.
كما شغل حيدر، منصب نائب في البرلمان عن كتلة "الوفاء للمقاومة" التابعة لـ"حزب الله" بين 2005 و2009.
أيضا، تذكر المصادر ذاتها أنَ حيدر، كان معاونا عسكريا لأمين عام "حزب الله" الراحل حسن نصرالله، وكان من ضمن القادة المقربين من الأخير أمثال فؤاد شكر، وإبراهيم عقيل، وعلي كركي، الذين اغتالتهم إسرائيل تباعا خلال عدوانها الحالي على لبنان.
كذلك، شغل حيدر، منصب المسؤول العسكري لمنطقة بيروت وضاحيتها الجنوبية في "حزب الله".
لكن ليس معروفا طبيعة المنصب الذي تولاه عقب سلسلة الاغتيالات التي طالت قادة الحزب خلال الأشهر الأخيرة الماضية.
وفي 2019، حاولت إسرائيل اغتيال حيدر، باستخدام طائرتين مسيرتين في ضاحية بيروت الجنوبية، لكن العملية فشلت بعد إسقاط الطائرتين، وفقا للمصادر ذاتها.
وبينما لم يصدر حتى 15:50 ت.غ، تعليق رسمي من "حزب الله" على ادعاء إعلام عبري استهداف حيدر في الغارة على منطقة البسطة بيروت، فجر السبت، قال البرلماني عن الحزب أمين شري، في تصريح للصحفيين أثناء زيارته موقع الغارة، إنه "لا وجود لأي شخصية حزبية في المبنى المستهدف في بيروت".
وأضاف شري، في تصريحات نقلتها قناة "المنار" التابعة لـ"حزب الله"، أن هدف إسرائيل من مثل هذه الاستهدافات لبيروت هو "ترويع وإيجاد صدمة لدى الأهالي".