أدان أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية بأشد العبارات المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بدوار النابلسي بشمال قطاع غزة، والتي اسفرت عن استشهاد اكثر من ١٠٠ فلسطيني، واصفا إياها بانه تصرف همجي وممعن في الوحشية والاستهانة بأرواح البشر، وأنه جريمة حرب.

اكتمال الدفعة الأولى من صفقة مشروع "رأس الحكمة" بتسلم 5 مليارات دولار

وشدد أبو الغيط على أن وقف إطلاق النار صار ضرورة حتمية من أجل انقاذ مئات الآلاف من الموت جوعا او قصفا، مناشدا كافة القوى الدولية تكثيف الضغوط على الدولة القائمة بالاحتلال لوقف هذه المذبحة اليومية، والانصياع للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني الذي لا ينبغي أن تكون اية دولة فوقه أو فوق المحاسبة.

ونقل جمال رشدي المتحدث الرسمي باسم الأمين العام عن أبو الغيط استهجانه الشديد لاستمرار قوات الاحتلال في استهداف المدنيين على نحو يمثلج جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية، وذلك بعد حرب التجويع التي تفرضها على ٢.٣ مليون فلسطيني من أبناء القطاع، وكأنها تحاصر الفلسطينيين بالجوع والرصاص.

وأوضح جمال رشدي أن الأسابيع الأخيرة شهدت تنفيذ خطة ممنهجة للحيلولة دون وصول المساعدات لأبناء القطاع، بما أنتج المشهد البائس في دوار النابلسي حيث تم استهداف الفلسطينيين الساعين للحصول على نصيبهم من المساعدات الغذائية بعد اسابيع من التجويع.


 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أحمد أبوالغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية الاحتلال الإسرائيلي دوار النابلسي غزة الوحشية أبو الغیط

إقرأ أيضاً:

التجويع كسلاح… كيف تحوّلت بطون أطفال غزة إلى ساحة حرب؟

بعدما اجتاح سوء التغذية ونقص أساسيات الحياة غزة بات أطفالها يموتون ببطىء أمام أنظار العالم، حيث أضحى النقص الكبير في الطعام المغذي والمياه النظيفة والخدمات الطبية نتيجة مباشرة للعوائق التي تحول دون وصول المساعدات والمخاطر المتعددة التي تواجه العمليات الإنسانية للأمم المتحدة، الأمر الذي يؤثر على الأطفال ويعيق قدرة الأمهات على إرضاع أطفالهن رضاعة طبيعية.

في هذا السياق، يتأثر نحو 60 ألف طفل، غالبيتهم من الرضع، بالظروف القاسية الصعبة التي يعيشها جميع سكان قطاع غزة، مع توقف إمدادات الغذاء والدواء، وتفاقم الظروف البيئية التي تزيد من مخاطر الواقع الصحي.

من جانبها أشارت منسقة الأمم المتحدةالخاصة لعملية السلام في الشرق الأوسط ومنسقة الشؤون الإنسانية و إعادة الإعمار في غزة سيغريد كاغ إلى أن العاملين في المجال الإنساني يواجهون نقصًا في المعدات اللازمة لتنفيذ عملياتهم، كما أن الوقود اللازم لتشغيل المستشفيات قد نفد، وهو ما أدى إلى تعطل توزيع المساعدات الإنسانية.

وأضافت: “نعلم أن أكثر من 60 ألف طفل في غزة دون سن الخامسة يعانون سوء التغذية، كل رقم في هذه الإحصاءات يمثّل إنسانًا وحياةً، وكفاحًا من أجل البقاء”.

في مشهد يعكس قسوة تفوق حدود الحصار العسكري، يستخدم الاحتلال الإسرائيلي سلاحًا صامتًا ومدمّرًا ضد المدنيين الفلسطينيين في غزة: التجويع الممنهج، فمع دخول الحرب على غزة شهرها السابع، لم تعد الغارات والقنابل وحدها تفتك بالحياة، بل بات سوء التغذية الحاد، وخاصة بين الأطفال، عنوانًا لمرحلة جديدة من المعاناة الجماعية.

حسب تقرير حديث صادر عن الأمم المتحدة في أبريل 2025، فإن أكثر من 60 ألف طفل في قطاع غزة يعانون من سوء التغذية، منهم الآلاف في حالة خطر شديد قد تؤدي إلى الوفاة في حال عدم التدخل السريع.

سياسة التجويع: من الحصار إلى منع المساعدات

منذ بدء العدوان في أكتوبر 2023، فرضت “إسرائيل” حصارًا خانقًا على قطاع غزة، لم يقتصر على تقييد حركة الأفراد والبضائع، بل شمل منع إدخال المواد الغذائية والمياه الصالحة للشرب والمساعدات الإنسانية، وعلى مدار أشهر، منعت سلطات الاحتلال قوافل الإغاثة، وقيّدت عمل منظمات دولية، وقصفت مخازن الغذاء والمخابز ومرافق المياه.

وحتى عندما سُمح لبعض المساعدات بالدخول، تمّ ذلك بشكل متقطّع ومحدود للغاية، لا يلبّي أدنى الاحتياجات الغذائية لأكثر من مليوني إنسان يعيشون في القطاع، نصفهم من الأطفال.

التجويع كوسيلة عسكرية: جرائم لا تسقط بالتقادم

استخدام التجويع كوسيلة لإخضاع السكان المدنيين محظور بموجب القانون الدولي الإنساني، المادة 54 من البروتوكول الإضافي الأول لاتفاقيات جنيف تحظر بشكل صريح استهداف وسائل العيش الأساسية للسكان، كالغذاء والمياه والزراعة، ومع ذلك، فإن “إسرائيل” لم تكتفِ بتجويع المدنيين، بل قامت بتدمير منظم للبنية التحتية الغذائية، من مزارع ودفيئات إلى مخابز ومستودعات الأغذية.

تقول منظمة “أنقذوا الطفولة” (Save the Children) : إن الأطفال في شمال غزة يقتاتون على أوراق الأشجار وماء البحر المغلي، وإن كثيرًا من الأمهات يتنازلن عن وجباتهن ليتمكن أطفالهن من البقاء على قيد الحياة، في المستشفيات، ينتشر ما يُعرف بـ”الهزال الحاد”، وهو أخطر مراحل سوء التغذية التي تؤدي إلى فشل الأعضاء، وغالبًا الموت.

كارثة إنسانية صامتة: أرقام مفزعة

أكثر من 60 ألف طفل يعانون من سوء التغذية في قطاع غزة، حسب الأمم المتحدة (أبريل 2025).

تقارير طبية تؤكد وفاة عشرات الأطفال نتيجة الجوع، معظمهم في شمال القطاع.

منظمة الصحة العالمية تحذر من أن النظام الغذائي لمعظم سكان غزة لا يوفّر سوى 400-600 سعرة حرارية يوميًا – أي أقل من ربع الحاجة اليومية للإنسان.

تفشي أمراض خطيرة بين الأطفال مثل فقر الدم، ونقص الفيتامينات، وضعف المناعة، ما يجعلهم فريسة سهلة للأمراض المعدية.

وحسب منظمة أوكسفام، فإن طفلاً من كل ثلاثة أطفال في غزة يعاني من التقزّم بسبب سوء التغذية المزمن، وهي نسبة مقلقة ترتبط مباشرة بعوامل الحصار الطويل المدى.

سجل حافل

سجل كيان الاحتلال الإسرائيلي في تجويع أطفال فلسطين هو سجل موثق ومرعب، يُظهر كيف تحوّل الجوع من نتيجة عرضية للحصار إلى أداة ممنهجة للعقاب الجماعي، استراتيجية التجويع في الفكر الإسرائيلي ليست ظاهرة طارئة على حرب غزة الأخيرة، بل هي سياسة ممنهجة تمتد لعقود، حيث استخدمت القيود على الغذاء والدواء كسلاح للضغط الجماعي على السكان الفلسطينيين، وتحديدًا الأطفال الذين يُعدّون الفئة الأكثر هشاشة وتأثّرًا بالحصار.

الأطفال، بضعفهم وبحاجتهم للنمو الجسدي والعقلي، كانوا ولا يزالون الضحايا الأكثر تأثرًا لهذه السياسات، هذا السجل يتطلب مساءلة قانونية وأخلاقية من المجتمع الدولي، قبل أن يُكتب المزيد من هذا التاريخ بالدم والجوع.

حيث إنه ومنذ أوائل الألفية الثانية، بدأت حكومة الاحتلال الإسرائيلي بفرض قيود صارمة على إدخال المواد الأساسية إلى قطاع غزة، وتصاعدت هذه السياسة بعد فوز حركة حماس بالانتخابات عام 2006 وفرض الحصار الكامل عام 2007، في تلك الفترة، كشفت وثائق إسرائيلية حصلت عليها منظمات حقوقية مثل “غيشاه – مسلك” أن الحكومة الإسرائيلية وضعت معايير حسابية لكمية السعرات الحرارية التي يحتاجها سكان غزة للبقاء أحياء – لا أكثر – في محاولة لتبرير تقنين دخول المواد الغذائية.

التواطؤ الدولي وصمت المؤسسات

في ظل العجز الدولي عن ردع النازية الصهيونية تغلق قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ بداية شهر مارس (آذار) الماضي معابر القطاع، وتمنع إدخال أي مواد سواء غذائية أو طبية، وذلك قبل أن تستأنف حربها في الثامن عشر من الشهر نفسه.

وحسب وزارة الصحة في قطاع غزة، فإن إغلاق المعابر أمام الإمدادات الغذائية والدوائية قد يُفاقم أعداد المصابين بسوء التغذية بين الأطفال، مشيرةً إلى أن انعدام مصادر التغذية السليمة ومياه الشرب “سيضاعف من التحديات الصحية مع استمرار منع التطعيمات الوبائية للأطفال، وخاصة تطعيمات شلل الأطفال”، رغم التحذيرات المتكررة من منظمات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية، فإن المجتمع الدولي لم يتخذ أي خطوات فعلية لإيقاف هذه الكارثة، بل إن بعض الدول واصلت تزويد كيان الاحتلال الاسرائيلي بالسلاح والدعم السياسي، ما يفسّره البعض كتواطؤ ضمني في جريمة استخدام التجويع كسلاح ضد المدنيين.

تقول المفوضية السامية لحقوق الإنسان: إن ما يحدث في غزة قد يرقى إلى جريمة حرب، بل جريمة ضد الإنسانية، بسبب النطاق الواسع والانتهاك المتعمد للحقوق الأساسية للأطفال.

دعوة عاجلة للتحرك

لا يمكن اعتبار الجوع الذي يعاني منه أطفال غزة “أثرًا جانبيًا” للحرب، بل هو سلاح متعمّد يُستخدم لإركاع مجتمع بأكمله، إن استمرار الصمت الدولي أمام هذه الجريمة هو إدانة بحد ذاته، ويستدعي تحركًا فوريًا من الدول، والمؤسسات الحقوقية، ومؤسسات الإعلام، لكسر الحصار، وإجبار “إسرائيل” على فتح المعابر، وضمان وصول المساعدات بشكل كامل وفوري.

فإنقاذ أطفال غزة لا يتطلّب خطابات ولا لجانًا، بل يتطلب كسر الصمت، ومحاسبة المجرمين، وتحركًا دوليًا لا يُقايض أرواح الأطفال بحسابات السياسة.

 

مقالات مشابهة

  • “أمين عام مجلس التعاون” يدين المخططات التي استهدفت أمن واستقرار الأردن
  • حجة.. وقفة لمنظمات المجتمع المدني تنديداً بجرائم العدو الصهيوني في غزة
  • رئيس البرلمان العربي يدين المخططات التخريبية التي تستهدف أمن الأردن
  • نجوا من القصف ويهددهم التجويع.. إسرائيل تخنق حديثي الولادة بغزة
  • عياش يدين المخططات الإرهابية التي تستهدف أمن واستقرار الأردن الشقيق
  • الخارجية الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي بوقف جرائم إبادة وتهجير الفلسطينيين
  • حادثة سير مميتة على طريق سلا-القنيطرة تُسفر عن وفاة شابين كانا على دراجة نارية
  • حصار وسوء تغذية.. التجويع الإسرائيلي يفتك بأطفال غزة
  • التجويع كسلاح… كيف تحوّلت بطون أطفال غزة إلى ساحة حرب؟
  • مجزرة جديدة بخان يونس والاحتلال يفرج عن 10 أسرى