تواصل دولة الإمارات العربية المتحدة عبر عقود جهودها الحثيثة على الصعيدين الإقليمي و الدولي للحفاظ على التراث الإنساني العالمي ومعالمه عبر التعاون مع الدول والمنظمات الدولية المعنية.

يأتي ذلك في إطار إدراك دولة الإمارات بتوجيهات القيادة الرشيدة أهمية الحفاظ على المواقع الثقافية والطبيعية والأثرية، وتوثيقها، باعتبارها أحد المكونات الرئيسية للموروث المحلي الأمر الذي دفعها إلى العمل عن كثب لتسجيل أهم تلك المواقع على قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “ اليونيسكو” للتراث العالمي والتي تعد بمثابة ذاكرة حضارية حية تستوعب تفاعل والتقاء العديد من الحضارات البشرية.

ومن المنظور نفسه جاءت جهود دولة الإمارات وسعيها للتعاون مع الدول الشقيقة والصديقة لحماية المواقع التراثية والتاريخية ذات البعد الإنساني بها بما ينسجم مع مبادئها وقيمها القائمة على التعايش والانفتاح على الآخر وبما يصب في صالح الحفاظ على الإرث العالمي وذلك بالتعاون مع منظمة “ اليونيسكو”.

وتقف 10 معالم تاريخية عالمية شاهدة على مساهمة دولة الإمارات في الحفاظ على كنوز التراث العالمي وهي قبة الصخرة، ومسجد عمر بن الخطاب، وكنيسة المهد في بيت لحم، ومسجد النوري الكبير ومئذنته الحدباء، وكنسيتا الطاهرة والساعة في مدينة الموصل العراقية، إضافة إلى مسرح قصر الشيخ خليفة بن زايد – قصر فونتينبلو الإمبراطوري سابقاً، ومتحف الفن الإسلامي في مصر، ومكتبة ماكميلان التاريخية في نيروبي، و«نُزُل السلام» في مدينة المحرّق البحرينية إضافة إلى العديد من المعالم والمواقع الأخرى.

وجاء دعم الإمارات في هذا الصدد من واقع نظرتها الثاقبة إلى هذه المعالم التاريخية باعتبارها موروثاً إنسانياً عالمياً وتأثيرها الإنساني الكبير.

ولعبت الإمارات دوراً ريادياً في مجال صون التراث العالمي منذ مصادقتها على الانضمام إلى اتفاقية حماية التراث العالمي الثقافي والطبيعي التي أقرّها المؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونسكو» عام 1972وذلك في إطار إيمانها الراسخ بأن مثل هذه الأعمال الرائدة من شأنها تعزيز قيم التسامح والتعايش والسلام حول العالم.

وقالت فاطمة المنصوري الباحثة في التراث والتاريخ لـ ” وام ” إن لدولة الإمارات جهودا ملموسة في المساعدة على إنقاذ عدد من المعالم الدينية والتاريخية حول العالم في ضوء رؤيتها القائمة على أن التراث العالمي تكمن أهميته في قيمته الإنسانية المشتركة وكون الحفاظ عليه مسؤولية الجميع.

وأوضحت أنه في هذا السياق تبرز دور الدبلوماسية التراثية لدولة الإمارات في حماية الإرث الإنساني في ضوء الأطر القانونية للاتفاقيات الدولية الخاصة بحماية التراث الإنساني والممتلكات الثقافية العالمية، مثل اتفاقية لاهاي لحماية الممتلكات الثقافية 1954، واتفاقية التراث العالمي 1972، واتفاقية صون التراث الثقافي غير المادي “2003 والتي تنص جميعها على حماية الممتلكات الثقافية المنقولة أو الثابتة كالمباني المعمارية ذات القيمة الفنية أو التاريخية، والمواقع التاريخية، والأماكن الأثرية، والتحف والمخطوطات والكتب وكل ماله قيمة أثرية أو تاريخية.

وأكدت المنصوري أن تجربة دولة الإمارات في مجال حماية التراث العالمي ثرية ومتميزة تتماشى مع سياستها القائمة على مبادئ التعايش والتسامح والانفتاح على الآخر والتقارب مع الشعوب ودعم المجتمع الإنساني بما يكفل الوئام والتلاحم والتلاقي بين دوله ومجتمعاته.وام


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: التراث العالمی دولة الإمارات الإمارات فی

إقرأ أيضاً:

خالد بن محمد بن زايد: الإمارات تواصل جهودها لدعم التحول العالمي نحو الطاقة النظيفة

حضر الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، الجلسات الحوارية لرؤساء الدول والحكومات ضمن فعاليات اليوم الثاني من "قمة أسبوع أبوظبي للاستدامة 2025"، التي تُقام في مركز أدنيك أبوظبي.

ورحّب الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، لدى وصوله مقر انعقاد الجلسة، بضيوف الدولة من المشاركين، معبّراً عن خالص شكره وتقديره لهم على تلبية الدعوة للمشاركة في جلسات "قمة أسبوع أبوظبي للاستدامة 2025"، وعن تطلُّعاته بأن تسهم النقاشات والجلسات والفعاليات المصاحبة للحدث في الوصول إلى أفكار وحلول مبتكرة؛ لدعم الأهداف والرؤى الاستراتيجية العالمية في مجالات الاستدامة والعمل المناخي.
وأكّد حرص دولة الإمارات على مواصلة جهودها لدفع عجلة جهود التحول العالمي نحو مصادر الطاقة النظيفة، من خلال استراتيجياتها المبتكرة وخططها الطموحة التي تركز على تمكين الشباب، ودمج الحلول الذكية، والاستفادة من التقنيات المتطورة، لتعزيز الاستدامة وتحقيق أهداف العمل المناخي على جميع المستويات المحلية والإقليمية والدولية.
وأشار الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان أيضاً إلى أهمية مضاعفة التنسيق في مجال العمل المناخي بين مختلف الجهات المعنية، بهدف تعزيز فاعلية الجهود المبذولة لمواجهة التحديات المناخية العالمية، مؤكّداً أن التعاون الوثيق بين الحكومات والمؤسسات والمنظمات البيئية والقطاع الخاص يلعب دوراً محورياً في تحقيق الأهداف المناخية المشتركة، ولاسيَّما في مجالات خفض الانبعاثات الكربونية، والتحول نحو مصادر الطاقة النظيفة، وتعزيز الاقتصاد الدائري.

تقنيات مبتكرة

وألقى الدكتور عبدالله حميد الجروان، رئيس دائرة الطاقة - أبوظبي، الكلمة الافتتاحية في الجلسة، والتي جاءت بعنوان "ضمان المستقبل: المياه في صميم رؤية الإمارات للحياد المناخي"، والتي سلَّط فيها الضوء على استهلاك قطاع الزراعة نحو 70% من المياه العذبة على مستوى العالم، وناقش خلالها أيضاً التقنيات المبتكرة التي تستخدمها دولة الإمارات في عمليات إدارة المياه، وتعزيز المرونة والكفاءة التشغيلية في هذا المجال الحيوي.
وخلال الجلسة، ألقى ويليام روتو، رئيس جمهورية كينيا، كلمة رئيسية بعنوان "بناء مستقبل إفريقيا الأخضر: رحلة كينيا نحو الحياد المناخي".
كما شهدت الجلسة الثانية لرؤساء الدول والحكومات، إلقاء بولا تينوبو، رئيس جمهورية نيجيريا الاتحادية، كلمة رئيسية بعنوان "من متطلبات المناخ إلى الازدهار الاقتصادي: دمج إفريقيا في مستقبل الطاقة العالمي".
وألقى يوري موسيفيني، رئيس جمهورية أوغندا، كلمة رئيسية أيضاً جاءت بعنوان "التحول الأخضر في أوغندا: قيادة مسيرة التحول في شرق إفريقيا".
كما ألقى وافيل رامكالاوان، رئيس جمهورية سيشل، كلمة رئيسية بعنوان "تسخير الاقتصاد الأزرق والحفاظ على البيئة البحرية للتحول نحو الطاقة المستدامة".
وألقت جورجيا ميلوني، رئيسة وزراء جمهورية إيطاليا، كلمة رئيسية بعنوان "إعادة تعريف أمن الطاقة من خلال الربط عبر القارات"، إضافة إلى ذلك ألقى إيدي راما، رئيس وزراء جمهورية ألبانيا، كلمة رئيسية تحت عنوان "ثورة الطاقة الخضراء في ألبانيا: رؤية لريادة قطاع الطاقة النظيفة في المنطقة".

مقالات مشابهة

  • إطلاق محمد بن زايد سات: ركيزة لتعزيز مكانة الإمارات كمركز اقتصادي عالمي
  • السيسي وبن زايد يؤكدان أهمية حماية أمن وسيادة السودان وليبيا واليمن والصومال
  • خبيران: الإمارات رائدة الاستدامة ونموذج عالمي في العمل المناخي
  • الإمارات.. خطوات ريادية في الطاقة المتجددة عالميًا
  • خالد بن محمد بن زايد: الإمارات حريصة على دفع جهود التحول العالمي نحو الطاقة النظيفة
  • وزير الثقافة الفلسطيني يشارك في مؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي |صور
  • تصنيف عالمي: "الإمارات للألمنيوم" تنضم لرواد الثورة الصناعية الرابعة
  • خالد بن محمد بن زايد: الإمارات تواصل جهودها لدعم التحول العالمي نحو الطاقة النظيفة
  • خالد بن محمد بن زايد: الإمارات حريصة على دفع عجلة التحول العالمي نحو الطاقة النظيفة
  • رئيس الدولة: "جائزة زايد للاستدامة" تجسد التزام الإمارات بدعم الاستدامة عالميًا