أعلن المهرجان المسرحي الدولي لشباب الجنوب، ومؤسسة «س» للثقافة والإبداع عن اطلاق مسابقة الدكتور حسن عطية للتأليف المسرحي لأفضل نص مسرحي مستوحى من التراث والفلكلور الشعبي في مصر والعالم العربى، بالتعاون مع دار حابى للنشر والتوزيع، على هامش الدورة الثامنة من المهرجان المسرحي الدولي لشباب الجنوب.

أخبار متعلقة

«عادل إمام» أبرز ندوات ونقاشات مهرجان المسرح المصرى

«تحويجة فن» على مسرح مكتبة مصر الجديدة الليلة

الليلة.

. مدحت صالح يشدو على مسرح أوبرا الإسكندرية


وقال الناقد الفني هيثم الهواري، رئيس اتحاد المسرحيين الأفارقة، ورئيس المهرجان،أن هناك شروطا يجب توافرها على المتقدم لهذه المسابقة، أبرزها أن يكون النص المسرحي مستوحى من التراث والفلكلور والموروثات الشعبية المصرية والعربية، ولا يزيد سن المؤلف على 45 عاما وأن النصوص الفائزة سيتم طباعتها في كتاب ويتم توزيعه ليكون متاحا لكل الفرق المسرحية لتقديمها على خشبة المسرح كما ستتم دعوة الفائزين لحضور المهرجان وتكريمهم خلال حفل الختام.

واضاف إن الهدف من المسابقة تشجيع المواهب الأدبية وإلقاء الضوء على جيل جديد من المؤلفين المسرحيين وتشجيع الكتابة في مجال التراث والموروثات الشعبية.
ايضا يجب ألا يكون النص المسرحي قد فاز في مسابقة أخرى، حيث إن آخر موعد لتلقي النصوص المسرحية هو 30 اكتوبر 2023، كما يجب على المشارك ارسال سيرة ذاتية مختصرة والتي ترسل على البريد الالكتروني المؤسسة.

حسن عطية مسرح الجنوب

المصدر: المصري اليوم

كلمات دلالية: زي النهاردة شكاوى المواطنين زي النهاردة

إقرأ أيضاً:

الحب في زمن التوباكو (1)

 

 

 

مُزنة المسافر

 

صوتي يصدح، يصرخ، يسرح في أكبر مسرح عرفه شارعنا، وبلدتنا، علم الجميع أنني أغني، وغنائي هذا تصحبه خطوات سريعة في الرقص، أغني كل أغاني الماضي والحاضر الجميل، وأغني لأفراح الآخرين مع عمتي ماتيلدا، لنا طرق كثيرة في الرقص، والغناء. إنه الفرح والسرح، الرقص المتواصل الذي لا يتوقف، لكن إن سألتموني كيف نبدأ بالفرح سأخبركم، إنني لا أتذكر جيدًا إلا ما نحضره قبل كل حفلة.

غرفة تبديل الملابس التي تخص مسرح الشارع المنير للغاية، تناولني عمتي بضع ملابس.

ماتيلدا: غيِّري يا فتاة، رائحتك كروائح رجال المنجم.

جوليتا: بل هو رائحة التبغ الذي تدخنينه يا عمة.

ماتيلدا: لستِ نجمة بعد، حتى تكوني سليطة اللسان. 

اذهبي وغيِّري!

لها دومًا أمور غريبة في إقناعي، أن أكون نجمة، رُبما الإهانة أكثر شيء يجعل من الإنسان يرغب في أن يسطع ويلمع، ويرفع نفسه الظمآنة للغنى بدل الفقر المُدقع.

إنه يُقرِف يُقزِّز الآخرين، فَقرُنا الذي نغني بعيدًا عنه، في أحياء أرقى في البلدة العريضة.. هكذا تقول عمتي أن الشهرة ليست صعبة في هذا المكان.

أحمر الشفاة، وصوت جميل، وشعر مستعار يناسب عمتي ووجهها المُجعَّد، وقلبها المرهق من الحياة، لكنها تخبرننا أن قلبها شاب وأنها جاهزة للوقوع في الغرام إن وجدت رجلًا أفضل لأن الحياة تأتي بالأفضل كل يوم، والأمس ليس مثل اليوم.

وهكذا خرجت أنا وشعري منسدل، وقلبي يخفق، وأنا اقترب من الميكرفون، وأردد كلماتٍ حلوة للسامعين، المخمورين الذين أشعرهم اللحن بالخدر، ووقعوا في غرامات متعددة لعالمنا الحي، الحي بالشعور الحقيقي، إنهم مُزيَّفون، بأغلفة عديدة تُغلِّف جُبنهم، وتُخفي وجدهم للعيش، بينما نحن نكون نحن، ولا ندّعي، ولا نرتوي إلّا من هذا اللحن.

الذي نغني به، ونشعر به، تقول عمتي.

ماتيلدا: فليحيا التوباكو، ومن اخترعه، بعد النبيذ طبعًا.

إن هذا التوباكو هو الإلهام بعينه.

تُردِّد عمتي هذا بعد أن ينتهي المساء، ويبدأ ليل الجرد والعد، فتعُد المبالغ التي جاءت في جيوب زوار المسرح الصغير.

جوليتا: كم يا عمتي؟

ماتيلدا: انتظري. ما زلت أعُد.

إنها تعُد ألف مرة، تخشى من الفئران أن تدخل فستانها وتتسلق إلى فمها وهي تُقبِّل الدولارات، والعملة المحلية، وتُقبِّل يديها وتشعر بالبركة لأول مرة.

جوليتا: ما هي البركة يا عمة؟

ماتيلدا: إنك البركة وصوتك يا ابنة أخي.

إنك تتمايلين، وتُحدثين العجب.

والشغب في قلوب الرجال.

تمايلي يا ابنة أخي، لنجني المال.

 

جوليتا: حقًا يا عمتي، ولماذا هنالك مغنيات أفضل مني؟

ماتيلدا: إنك نجمة يا جوليتا.

نجمة حقيقية دون غبار كَوْني حولك يا صغيرتي.

انظري للغُنج الذي تعيشينه كشابة.

انظري لهذا الشباب الذي يختبأ داخل جذعك.

جوليتا: يأتي النهار، ونسمع أمورًا كثيرة ليس لها علاقة بنا، هنالك شخص انتقل لمنطقتنا، هنالك شخص خرج من دائرة العائلة، وهناك من سافر هاجر وتركنا، كلها أخبار مُتناقَلة، مُتبادَلة بين الأفواه والشفاه الحلوة الرطبة الراغبة في تقبيل الحياة من جديد، والرقص والغناء.

كنت أفكر صباح اليوم هل سأكون نجمة مشهورة؟ أم سأكون إنسانة مغمورة داخل منجم آيل للسقوط، أو سأخرج كقطعة ذهب تود أن تلمع جيدًا، جيدًا أمام الجمهور الذي يرغب أن يدفع لفَنِنا، ويغرقنا بالنقود أنا وعمتي، ويصنع لنا غمامة من المال تغشي على أحلامنا القديمة، وستكون لنا أحلامٌ جديدة تناسب مسرحًا أكبر، وقطع ملابس أجمل، وقلوب راغبة في أن تنبض نبضًا حقيقيًا ليس إلّا.

مقالات مشابهة

  • الحب في زمن التوباكو (1)
  • مرتديًا واقي الوجه .. يحيى عطية الله يعود لتدريبات الأهلي
  • إصدارات جديدة قريبًا بالمركز القومي للترجمة: التاريخانية ومن التراث الإغريقي
  • هيئة التراث تغرّم مواطن لتعديه على موقع أثري في النعيرية
  • جامعة جنوب الوادي الأهلية تعلن عن الفائزين في مسابقة القصة القصيرة والرواية والتأليف المسرحي
  • مهرجان الفضاءات المسرحية يكرّم أشرف زكي في دورته الأولى
  • يحيى عطية الله يشارك في مران الأهلي مرتديا قناعا
  • نهيان بن مبارك يشيد بالقيم الإنسانية في ختام المسرحية العالمية "راجاديراج"
  • بن عطية لـ”الدبيبة”: إذا لم تستطع حماية حدود المنطقة الغربية فلن تستطيع حماية ليبيا
  • مسرح الفجيرة يستضيف عروض المسرحية “الكرة بملعبكم” خلال العيد