الصيد الثمين (2)
الفصل الثاني
قال محدثي : مع اشتداد المعارك في الجنوب في النصف الثاني من تسعينات القرن الماضي و بعد الإشتراك المباشر من بعض دول الجوار التي حشدتها وزيرة الخارجية الأمريكية حينها مادلين أولبرايت و دخولها في الحرب إلى جانب الحركة الشعبية فيما يبدو أنها محاولة لإسقاط الدولة السودانية على غرار نموذج دول شرق و وسط أفريقيا الذي يعتمد على الهجوم من الأطراف و الإستيلاء عليها ثم الزحف نحو مركز السلطة و إسقاطها بالكامل و استبدال مؤسساتها بمؤسسات جديدة !!
و لكن بفضل الله و صمود و بسالة قواتنا المسلحة و المجاهدين من قوات الدفاع الشعبي فقد فشل المخطط و سقطت المؤامرة .
و مضى محدثي قائلا : خلال تلك الفترة و المعارك التي يمكن تسميتها بمعارك (كسر العظم) بين قواتنا المسلحة و الجيش الشعبي في ذروة إشتعالها وردت إلينا معلومات من بعض مسارح العمليات مفادها أن هناك عددا من الشهداء (ضباط و مجاهدين) قتلوا من (داخل الصندوق) !! فتم تشكيل فرق عمل إستخبارية لجمع المعلومات و إجراء التحريات اللازمة لإستجلاء و كشف الحقيقة و بالفعل و بعد عمل مضن و تنسيق عالي تم إكتشاف و ضبط خلية في أحد المواقع بشمال أعالي و خلية أخرى في المنطقة الإستوائية و بعد استجواب المضبوطين الذين سجلت إعترافاتهم تكشف لنا الآتي :
هناك حزب معين درج على إرسال خلايا الواحدة منها مكونة من عشرة أفراد أحدهم طبيب يتم إختيارهم بدقة و عناية شديدة و هم في الغالب من عناصر العمل الخاص غير المعروفين مع كل إستنفار عام لمقاتلي الدفاع الشعبي و في جميع التحركات ، و قبل توجههم إلى مسارح العمليات يتم وداعهم بما يسمى (حفلات الترفيه) و هي ليالي ماجنة في منازل مخصصة لذلك !!
كانت توكل لهذه الخلايا حسب خطة دقيقة و ترتيب محكم القيام بعمليات إستخبارية في غاية الخطورة تتمثل في :
– القيام بتصفية الضباط المتميزين و قيادات و رموز المجاهدين من (داخل الصندوق) أثناء الإشتبكات ، و نسبة لخطورة مثل هذه العمليات و خوف و جبن أفراد الخلايا الموكل لهم تنفيذها و قبل كل ذلك حفظ الله ورعايته فقد كانت نتائجها محدودة !!
– تخريب الأسلحة الإستراتيجية المؤثرة في سير العمليات ، و هنا ذكر لي محدثي أنهم في أحد المتحركات و أثناء هجوم قوات الجيش الشعبي عليهم بدبابات في إحدى المرات إكتشفوا أن معظم (ذخائر الآر بي جي) (ش . ف) و أن ال (م . د) شبه منعدمة !!
– فتح (الصندوق) في (مواجهات) محددة يتواجد فيها أفراد الخلية و تكون معروفة للعدو عندما يهاجم متحرك أو موقع !!
– القيام بعملية التصحيح لمدفعية العدو !!
– نشر المخدرات و الشذوذ وسط المتحركات !!
و قبل الختام سألت محدثي هل فعلاً وجدتم بعض الشهداء تم قتلهم من داخل الصندوق ؟ فأجابني بنعم و طلبت منه ذكر الأسماء لكنه رفض و أضاف بأنه رغم مضي ما يقارب ربع قرن على هذه العملية إلا أنني أمسك عن تفاصيل كثيرة من بينها الأسماء حتى تفصح عنها جهات الإختصاص بصورة رسمية !!
و قبل أن تنفض جلستنا قلت له لقد ذكرت في حديثك عن الخلايا أن أحد أفرادها دائماً يكون طبيبا فما هي مهمته ؟
فرد محدثي قائلا أن مهمة هذا الطبيب هي إخلاء أفراد الخلية بتقارير طبية واحدا واحدا بعد إنقضاء فترة زمنية محددة حتى لا يتم إكتشافهم !!
#المقاومة_الشعبية_خيارنا
#كتابات_حاج_ماجد_سوار
29 فبراير 2024
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً: