ما علاقة تراجع الجنيه بارتفاع أسعار ياميش رمضان؟
تاريخ النشر: 1st, March 2024 GMT
القاهرة – تراجع في المعروض وإحجام عن الإقبال، لسان حال موسم شهر رمضان في مصر بعد عام عصيب من شح الدولار وتراجع قيمة الجنيه، مما أدى إلى قفزة غير مسبوقة في أسعار المكسرات والفواكه المجففة المعروفة بـ"ياميش رمضان".
والياميش هو مجموعة من السلع الغذائية الموسمية تزدهر تجارتها بيعا وشراء قبيل شهر رمضان، وهي أحد مظاهر الاحتفال بقدوم الشهر الكريم، وعادة ما تزدحم الأسواق والمحلات التجارية بالمتسوقين والبيع والشراء بكميات كبيرة تكفي الشهر.
لكن مشاعر الفرح والاحتفاء بشراء الياميش استعدادا لاستقبال الشهر الكريم تحولت إلى دهشة واستغراب لدى قطاع عريض من المواطنين، نتيجة الارتفاع الكبير في الأسعار، سواء الشعبية منها أو المستوردة ما بين 100% و200%، وفق تجار ومستوردين.
ارتفاع كبير الأسعارتستورد مصر نحو 90% من ياميش رمضان من الخارج، وتصل فاتورة الاستيراد أكثر من 3 مليارات جنيه بسعر الدولار في السوق الموازي أو ما يعادل نحو 50 مليون دولار.
ويوجد أكثر من سعر للدولار بسبب شح العملة الصعبة، مثل دولار السوق السوداء، ودولار الذهب، ودولار الحديد، ودولار السيارات إلخ، ويبلغ السعر الرسمي 30.85 جنيها وفي السوق السوداء نحو 50 جنيها.
وخلال العامين الماضيين ارتفع على سبيل المثال سعر جوز الهند، الأكثر شعبية في مصر والأكثر استخداما، من 70 جنيها إلى 100 جنيه ثم 180، والفول السوداني المحلي والأكثر استخداما من مستوى 40 جنيها إلى 80 حنيها ثم 140 جنيها، وارتفع سعر الزبيب المحلي من 50 جنيها إلى أكثر من 100 جنيه.
وانعكس شح الدولار وخفض قيمة الجنيه على الأسعار، وبالتالي انعكست الأسعار على عادات وتقاليد الكثير من الأسر المصرية وفرض عليهم "التقشف" بدرجات متفاوتة وبأشكال مختلفة كانت أقلها الاقتصار على شراء كميات محدودة.
مبادرات حكومية لتخفيف حدة الأزمة
في محاولة لاحتواء الغضب المتنامي من زيادة أسعار السلع الرمضانية والتذمر المستشري بين الناس من الغلاء، أعلنت الحكومة المصرية عن إجراءات تهدف إلى توفير السلع بأسعار مخفضة مثل معارض "أهلا رمضان" ومبادرة "كلنا واحد".
بحسب الحكومة، هناك 3 آلاف مَنفذ على مستوى الجمهورية خاصة بمبادرة "كلنا واحد"، وآلاف المنافذ والسلاسل بـ"أهلا رمضان" وخصومات تتراوح بين 15% و30% تضم كبار منتجي السلع الغذائية والرمضانية.
كما ستُخصص أجنحة لمعروضات الشركة القابضة للصناعات الغذائية بوزارة التموين والتجارة الداخلية والشركات التابعة لها، إلى جانب تخصيص مساحات لجهاز الخدمة الوطنية بوزارة الدفاع و"أمان" بوزارة الداخلية.
وبشأن ما يثار حول تردي جودة السلع المباعة في المبادرات، أكدت الحكومة أن السلع المطروحة بالمنافذ هي نفسها المطروحة بالأسواق، ولكن بأسعار مُخفَّضة، وهي مُتاحة للمواطن فقط ويحظر إعادة بيعها.
يقول مواطنون التقاهم مراسل الجزيرة نت في الأسواق، إن الأسعار زادت أكثر من المتوقع وفرضت واقعا جديدا أكثر تقشفا، وبات على الأسر إما التكيف مع الأسعار الجديدة أو ترشيد الإنفاق أو مقاطعة الياميش، وهو أمر مستبعد مع حرص الناس على الاحتفال بشهر رمضان الكريم.
وذهبوا في تصريحات متفرقة إلى ضرورة تقليل الكميات والاكتفاء بالضروريات أو الشراء حسب الحاجة، والاستغناء عن المكسرات والفواكه المجففة المستوردة والتعود على المنتج المحلي، كما أن في تقليل الإنفاق يتحقق أحد أهداف الصيام.
3 أسباب لارتفاع الأسعاروأرجع مجدي توفيق نائب رئيس شعبة العطارة بغرفة القاهرة التجارية، الارتفاع الحاد في أسعار ياميش رمضان إلى أن "غالبية أنواع السلع الرمضانية تأتي من الخارج، وتأثرت بارتفاع أسعار الشحن عبر البحر وبارتفاع أسعارها من مصادرها، وقبل كل شيء تراجع قيمة الجنيه أمام الدولار".
لكنه أوضح في تصريحات، للجزيرة نت، أن زيادة الأسعار لم تقتصر على السلع المستوردة التي زادت بأكثر من 200% بل طالت المحلية والشعبية الأرخص ثمنا، مثل الفول السوداني وبعض أنواع الزبيب المحلي والتمور والبلح الناشف والكركديه التي زادت أسعارها بأكثر من 100%.
التجار ليسوا سعداء بهذا الغلاء -بحسب توفيق- لأن "رأس المال تراجعت قيمته ودورة رأس المال تباطأت، وكلما كانت الأسعار معقولة كان الإقبال كبيرا والقوة الشرائية كبيرة وحركة التجارة أفضل وانتقال رؤوس الأموال سريعا"، مشيرا إلى أن هناك معروضا في الأسواق لكن لم تعد هناك قوة شرائية تستطيع شراء الأنواع نفسها بالكميات ذاتها كما كان الحال في الأعوام السابقة.
ويتوقع نائب رئيس شعبة العطارة بالقاهرة، أنه حتى حل الأزمة الاقتصادية ستتغير عادات المصريين الرمضانية بشكل واضح، وقال إنه يمكن إجمالها تحت "ترشيد الإنفاق".
انخفاض الجنيهوتلقي الحكومة والإعلام المحلي باللوم على التجار في ارتفاع الأسعار، في حين نفى عضو مجلس إدارة شعبة المواد الغذائية بالغرفة التجارية في القاهرة، علي هاشم، أن "تكون الزيادة بسبب ما يقال عن استغلال واحتكار وجشع التجار ووصفها أنها شماعة لتعليق الفشل، وهي مجرد ادعاءات لتبرير فشل الحكومة في معالجة الأزمة الاقتصادية".
ويضيف "لا يمكن تصور أن يكون كل التجار من شمال مصر إلى جنوبها لديهم جشع، قد تكون هناك نسبة تتصرف بشكل خاطئ لكن الغالبية ليسوا كذلك".
وأوضح في حديثه، للجزيرة نت، أن الزيادة الكبيرة في أسعار ياميش رمضان كانت متوقعة، خاصة أن أكثر من 80% منه مستورد من الخارج مثل المكسرات وجوز الهند والمشمشية والقراصيا، والتمر هندي والتين المجفف، وقال "في الحقيقة هي ليست زيادة في الأسعار بقدر ما هي انخفاض في قيمة الجنيه".
ولفت علي هاشم إلى أنه في الأوضاع الطبيعية كانت الزيادة تتراوح بين 10% و15% كل عام تغطيها زيادة وارتفاع الأجور والمرتبات، لكن مع انخفاض العملة المحلية بشكل حاد ارتفعت في المقابل الأسعار بالطريقة نفسها.
وبشأن معارض "أهلا رمضان" والمنافذ والمجمعات الاستهلاكية التابعة للحكومة، قلل هاشم من تأثيرها، واعتبر نسب التخفيض بمثابة القشرة من اللب، فإذا كانت الزيادة في حدها الأدنى 100% -يقول المتحدث ذاته- فإن التخفيض لا يتجاوز 10% أو أقل، ولن تستطيع بيع السلع بأسعار العام الماضي، وهي باختصار من أجل تجميل صورة الحكومة لا أكثر ولا أقل، وفق تعبيره.
ويرى هاشم أنه إذا كانت الحكومة تريد خفض الأسعار عليها دعم المصانع والشركات وخفض أسعار الطاقة والوقود والتراخيص والرسوم حتى تقلل تكلفة الإنتاج، مشيرا إلى أن الشركات والمصانع المنتجة لن تبيع بأقل من سعر التكلفة وبالخسارة، وفي النهاية ليس أمام المستهلك سوى تنظيم للإنفاق حتى تمر الأزمة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: قیمة الجنیه یامیش رمضان من الخارج أکثر من إلى أن
إقرأ أيضاً:
بدء تطبيق صرف الزيادة التموينية بمناسبة شهر رمضان.. قائمة أسعار وأصناف السلع
بدأت الحكومة ممثلة في وزارة التموين وهيئة السلع التموينية، في صرف الزيادة التي أقرها مجلس الوزراء قبل بداية شهر رمضان على البطاقات التموينية لـ 10 ملايين اسرة تستفيد من الدعم التمويني التي توفره الدولة.
وجاء قرار الدولة بصرف زيادات على هيئة دعم إضافي على السلع التموينية بزيادة الحصة التموينية للمواطنين بمقدار يصل لـ 125 جنيها للبطاقة التي تضم فردا واحد، و250 جنيها للبطاقة التي تضم فردين أو طفلين، لتخفيف العبء على المواطنين وخاصة في شهر رمضان الذي يستهلك فيه المواطنين سلعا تزيد عن المعدل الطبيعي للاستخدام خلال باقي العام.
وقرر مجلس الوزراء أن يمتد ذلك الدعم خلال فترة عيد الأضحى.
وأوضح المستشار محمد الحمصاني، المتحدث باسم مجلس الوزراء، في مداخلة هاتفية أن هناك 10 ملايين أسرة سوف تحصل على 125 جنيها، وفي حالة وجود طفلين سيتم إضافة 250 جنيهًا على بطاقة التموين.
موعد صرف التموين لشهر مارس 2025وبدأت وزارة التموين والتجارة الداخلية صرف السلع التموينية على بطاقة التموين اعتبارًا من يوم السبت 1 مارس 2025 الموافق 1 رمضان 1446 هجرية، من خلال منافذ التموين والبقالين التموينيين المنتشرين في جميع المحافظات.
قائمة أسعار السلع التموينية عن شهر مارس 2025نستعرض أسعار السلع التموينية لشهر مارس 2025 المنصرفة على بطاقة التموين كما يلى:
سعر الزيت على بطاقة التموين: زيت خليط 800 مللي بسعر 30 جنيهًا.
سعر الدقيق في بطاقة التموين عن شهر مارس 2025
سعر الدقيق المعبأ ورقى أو بلاستيك 1 كجم بسعر 18 جنيها.
سعر السكر في بطاقة التموين لشهر مارس 2025
سعر السكر على بطاقة التموين: سكر معبأ 1 كجم بسعر 12.60 جنيه.
تابع قائمة أسعار سلع التموين عن شهر مارس 2025
سعر اللبن المجفف 125 جم بـ 25.5 جنيه.
سعر صابون غسيل 125 جم بـ 3 جنيهات.
سعر البسكويت يويوز سادة بجنيه ونصف.
سعر الخل 5% 900 ملى بـ 6 جنيهات.
سعر المكرونة 800 جم بـ 13.00 جنيه.
سعر المكرونة 400 جم بـ 6.5 جنيه.
سعر البسكويت يويوز ويفر أنواع بـ 2.75 جنيه.
سعر الشاى ناعم 40 جم بـ 5 جنيهات.
اقرأ أيضاًالزيت والسكر بكام؟.. أسعار السلع التموينية لشهر مارس 2025
استمرار صرف السلع التموينية لشهر فبراير 2025
250 جنيها للبطاقة.. صرف السلع التموينية لـ شهر مارس 2025