رغم انشغاله في معارك الجنوب ضدّ العدو الإسرائيلي منذ 8 تشرين الأول الماضي، تلقّى "حزب الله" سلسلة رسائل سياسية جديدة مباشرة وغير مباشرة من "حُلفاء" مقرّبين منه جداً أو على صلة "جيدة" به، مفادها إنّ "الإنقلاب" الذي جاء من قبل "التيار الوطني الحر" عليه في ظل "ذروة الإشتباك" مع إسرائيل، يُعتبر "مصيرياً" جداً ولا يجب أن يمر مرور الكرام في أي استحقاق مقبل.
مصادر سياسيّة مطلعة على أجواء "الثنائي الشيعي" تقول إنّ المواقف التي يحملها "التيار" من الحزب تُعتبر تأكيداً على أنّ الأمور وصلت إلى حدّها في العلاقات، في حين أنّ عملية "إعادة الترميم" قد تُعد صعبة في الوقت الراهن.
وبحسب المصادر، فإنّ الحزب حالياً لا يريد مناقشة أي أمر يتعلق بـ"التيار" ولا بمواقفه ولا بأي شي يرتبط به، لأن "فعلياً مش فاضيلو"، وأضافت: "الرسائل المباشرة بهذا الشأن، أي المرتبطة بالتيار وبالعلاقة معه، ستصدرُ عن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله على الأغلب، وطبعاً لن يكون هناك وقتٌ لذلك الآن".
كذلك، لفتت المصادر إلى أنّ علاقة لجنة التنسيق بين الحزب و "الوطني الحر" قد تشهدُ حالياً سلسلة من "التذبذبات"، وتقول المعلومات إنه لا إجتماعات حصلت في الآونة الأخيرة وقد تكون العلاقات بين الحزب و "التيار" مقتصرة على "التواصل المناطقي" لا أكثر ولا أقل. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
قاسم للمسيحيين والسنّة: اطمئنوا لشراكتنا
كتب ميشال نصر في" الديار": صورة قاتمة، عززها التصعيد الميداني، برا وجوا، على طول الجبهة اللبنانية، وصولا الى الضاحية، بعد ساعات من مغادرة الوسيط الاميركي بيروت الى تل ابيب، التي تشهد انقساما سياسيا وشعبيا حول "وقف الاعمال العسكرية على الجبهة الشمالية"، والتي يتوقع ان يرفضه المجلس الوزاري الاسرائيلي المصغر، في ظل تاكيدات اكثر من مصدر ديبلوماسي، ان الاجواء الايجابية التي يجري تسويقها، غير واقعية، وان الامور اكثر تعقيدا مما يراهن عليه الفريق اللبناني، سواء لجهة التراجع الاسرائيلي، او الموقف الاميركي الجدي للادارة الجمهورية".وتشير مصادر مطلعة، الى ان "بصمة" الشيخ نعيم قاسم واضحة، لجهة التشديد على الدور السياسي المستقبلي "الاكبر" للحزب، تحديدا في النقاط الاربع التي اوردها، فهو الملم والضليع بتفاصيل الملف السياسي الداخلي وتوازناته، بعدما كان ادار ملف الانتخابات النيابية بشكل كامل، التي "خاط" تحالفاتها، ووضع اسسها، من ضمن المعادلة الاساسية "مقاومة وشعب وجيش"، والتي صبت "النقاط الاربع" في هذا المسار.
وتتابع المصادر، بان الشيخ نعيم ارسل بوضوح رسائل اطمئنان "للشركاء" في الوطن، المسيحي والسني. فللاول اكد عن ان حزب الله ملتزم بانتخاب رئيس للجمهورية تحت سقف الدستور، وهو ما طرح بعض علامات الاستفهام، عما اذا كان ذلك تراجعا عن فكرة الحوار لصالح اكثرية الثلثين. اما للشريك الثاني، فتطمينه بان الحزب سيعمل تحت سقف الطائف، مسقطا كل النظريات حول "مثالثة" او غيرها.
وختمت المصادر، بان اعادة التاكيد على "الثلاثية الذهبية" انما جاء ليؤكد للمشككين بان الحزب استعاد المبادرة، وان اي اتفاق، وان شمل الانسحاب من جنوب الليطاني، فهو لن يسقط الزامية السلاح ودور حزب الله العسكري المقاوم، لن يعني باي شكل من الاشكال تغييرا في التوازنات الداخلية، سواء الحكومية او النيابية، بل على العكس فان حزب الله ذاهب الى مزيد من "الانغماس" في السياسة الداخلية.