رحج 5 رجال قضوا فترة عقوبتهم في نفس السجن الذي مات فيه المعارض الروسي البارز، أليكسي نافالني، أن يكون الأخير قد أمضى آخر أيامه في ظروف إنسانية صعبة للغاية، وفقا لما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية.

ويعتبر "الذئب القطبي" من أقسى السجون في روسيا، وقد أدين معظم السجناء هناك بارتكاب جرائم خطيرة، كما تشير وكالة "رويترز" في تقريرها عن نافالني، ديسمبر الماضي.

ويقع "الذئب القطبي" في بلدة خارب شمالي الدائرة القطبية الشمالية، على بعد حوالي 1200 ميل شمال شرق موسكو. 

وتستغرق الرحلة إليه 3 ساعات بالطائرة من موسكو إلى سالخارد، ثم بالعبارة عبر نهر أوب في الصيف، أو العبور على الجليد في الشتاء.

بعد نافالني.. تحذيرات من "وفيات قادمة" في السجون الروسية حذر نشطاء حقوق الإنسان وصحفيون من أن العشرات من السجناء السياسيين في روسيا قد يكونون معرضين لخطر الموت، بسبب سوء المعاملة المتعمدة للنزلاء المرضى، وذلك وفقا لتقرير نشرته صحيفة "الغارديان" البريطانية.

وكان ذلك السجن في السابق جزءا من نظام معسكرات العمل القسري السوفيتية، وفقا لوسائل الإعلام المحلية.

وفي تصريحات للمتحدثة باسم نافالني، كيرا يارميس، أشارت إلى أن "الفكرة من نقل المعارض إلى المعتقل البعيد هي جعل حياته أكثر صعوبة وإبعاده عن العالم".

وأضافت أن نقله يهدف أيضا إلى "زيادة صعوبة وصول محاميه وحلفائه إليه".

"برد لا يطاق"

ووصف السجناء في مقابلات هاتفية مع الصحيفة الأميركية، "البرد الذي لا يطاق والطعام البغيض والظروف غير الصحية والضرب" في  السجن الذي يعرف كذلك باسم "المستعمرة العقابية رقم 3"، حيث وصل نافالني في ديسمبر الماضي لقضاء ما تبقى من عقوبة الحبس البالغة 19 عامًا.

"من أجل نافالني".. توقيف العشرات في تجمعات بروسيا ألقت الشرطة الروسية القبض على حوالى 15 شخصا، ظهر السبت، خلال تجمع لتكريم المعارض أليكسي نافالني، حسبما أفاد موقع "سوتا" الإعلامي المستقل في المكان.

وقال السجناء السابقون إن الظروف كانت وحشية، لاسيما، في الزنازين الانفرادية التي يُعتقد أن نافالني كان محتجزاً فيها في اليوم الذي أُعلن عن وفاته فيه.

لكن ما جعل السجن، المعروف باسم "الترويكا" أيضا، مرعبًا حتى بالنسبة للسجناء الروس الأشداء، هو "الضغط النفسي الاستثنائي والشعور بالوحدة"، على حد قولهم. 

وقال سجين سابق يدعى كونستانتين، الذي أمضى بعض الوقت في زنازين الحبس الانفرادي في السجن: "لقد كانت إبادة كاملة ومطلقة للروح.. عندما أفكر في الأمر فإنني أتصبب عرقاً بارداً حتى الآن"، مضيفاً أنه يعاني من مرض عقلي منذ إطلاق سراحه.

وأجرت صحيفة نيويورك تايمز مقابلات مع 4 رجال أنهوا فترة عقوباتهم في "الترويكا" في العقد الماضي، وبعضهم كان قد خرج منه قبل أسابيع من وصول نافالني.

وتحدثت الصحيفة مع شخص كان في السجن وقت وفاة نافالني، بالإضافة إلى صديق لنزيل سابق، وقد تم حجب أسمائهم الكاملة وبعض التفاصيل الشخصية لحمايتهم من الانتقام.

"مثل الجحيم"

تعرض نافالني مرارًا للحبس الانفرادي بعد سجنه عام 2021، حيث كان من المفترض أن يقضي فترته السابعة والعشرين في زنزانة انفرادية في اليوم الذي أُعلن عن وفاته، وفقًا لمتحدثة باسم حركته السياسية.

وقال أحد السجناء السابقين، وهو قاتل قضى بعض الوقت في الزنازين الانفرادية، إن تلك الزنازين صممت "لتحطيم السجناء أخلاقيا، حتى يوافقون على جميع شروط إدارة السجن.. لقد كان الأمر مثل الجحيم".

وأوضح السجناء أن البرد الشديد كان من أكبر الصعاب، قائلين إن بطانيات السجن البالية كانت في كثير من الأحيان المصدر الوحيد للدفء.

كما كان الطعام "سيئاً حتى بمعايير السجون الروسية"، حيث قال كونستانتين، السجين السابق، مستخدماً سلسلة من الشتائم: "لقد كانت عصيدة فظيعة وغير قابلة للأكل".

كما مارست سلطات السجن رقابة مشددة على كل جانب من جوانب حياة النزلاء، من خلال الاعتماد على شبكة واسعة من المخبرين.

وقال أحد المدانين السابقين، يُدعى ألكسندر، الذي قضى فترة في "الترويكا" بتهمة الإتجار بالمخدرات: "لا يمكنك إخفاء أي شيء هناك، كل شيء مترابط، والجميع يعرف كل شيء عن الجميع".

وأشار إلى أن هذا جعله ينظر إلى جميع المدانين الآخرين على أنهم يشكلون تهديدا، مما أدى إلى "تدمير الشعور بالانتماء للمجتمع" الذي غالبا ما يكون بمثابة المصدر الرئيسي للدعم في السجون الروسية الأخرى.

وأضاف ألكسندر: "كان عليك أن تتصالح مع حقيقة أنه لن يساعدك أحد، وأنك وحدك".

ومثل هذه الظروف يمكن أن تعجل بوفاة النزيل بسبب الصحة  الجسدية والعقلية، حيث قال المتحدثون إن معدل الوفيات في السجن كان مرتفعا، وإنه بقي مستمرا في الارتفاع حتى بعد إطلاق سراحهم.

من جانبها، أوضحت امرأة من مدينة سانت بطرسبرغ، تدعى أليسا، أنها كافحت للتعرف على صديقها ميخائيل بعد أن أنهى عقوبة السجن لمدة 4 سنوات في "الذئب القطبي" عام 2022.

وقالت أليسا، التي أرسلت طروداً إلى ميخائيل في السجن: "لقد كان شاباً وسيما.. لكنه خرج بلا أسنان وبنفسية محطمة، وعندما رآني في الشارع، لم يتمكن من التعرف علي".

وأضافت أن ميخائيل توفي بعد عام من إطلاق سراحه.

وفي سياق متصل، قال شخص كان في السجن، الشهر الماضي، إن الحراس منعوا الوصول إلى خدمة الهاتف في السجن في اليوم الذي تم فيه الإبلاغ عن وفاة نافالني.

وأوضح أنه علم بالأمر في اليوم التالي من خلال انتشار الشائعات في السجن.

ونبه إلى أنه لا يعرف مكان وجود نافالني قبل وفاته، لأن النظام اليومي الصارم يعني أن الرجال الذين يعيشون في إحدى ثكنات السجن نادراً ما يتفاعلون مع الآخرين أو حتى يرونهم.

وتضم المستعمرة العقابية حوالي 20 سجنًا انفراديًا وزنزانات عقابية أخرى منتشرة في جميع أنحاء مبانيه.

وأضاف المتحدث الأخير: "يمكنك قضاء 10 سنوات هناك، دون أن ترى أو تعرف أي شيء عن أي شخص آخر".

وعندما سُئل عن رد فعل المدانين على وفاة نافالني، قال: "لا أحد يهتم بأي شخص آخر هناك، لأن الجميع يفكرون في أنفسهم فقط ومتى يمكنهم الخروج من هناك".

ومع ذلك، أشار إلى أن أي تعطيل للروتين، مثل وصول المسؤولين الفيدراليين إلى السجن بعد وفاة أحد السجناء، سيكون موضع ترحيب باعتباره فترة راحة صغيرة.

وأضاف مستذكرا حادثة موت سجين خلال وجوده هناك: "قد يبدو الأمر قاسياً، كما تعلمون، لكن وفاته أوقفت الضرب وخففت إلى حد ما من الروتين اليومي.. وهذا بالطبع أمر إيجابي بالنسبة للسجناء".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: فی الیوم فی السجن لقد کان إلى أن

إقرأ أيضاً:

غموض كبير.. ماذا ستقرر نقابة المحامين في بيروت بشأن الانتخابات؟

ما زال الغموض يلفُّ أروقة مجلس نقابة المحامين في بيروت بشأن الانتخابات النقابية لـ4 أعضاء جُدد.   ويوم الثلاثاء الماضي، دعا نقيب المحامين في بيروت فادي المصري إلى اجتماعٍ مع المرشحين لعضوية النقابة، وقد علم "لبنان24" أنه بنتيجة هذا الإجتماع، تبيّن أن 5 من المرشحين (3 منهم من الطائفة الشيعية)، طلبوا تأجيل الانتخابات في ظلّ الظروف الراهنة، فيما طالب 2 بإجراء الانتخابات، بينما باقي المرشحين لم يُمانعوا في تأجيلها وتركوا الأمر لقرار المجلس.   ووفق معلومات "لبنان24"، فقد ترأس نقيب المحامين اجتماعاً يوم الأربعاء الماضي بحضور بعض من النقباء السابقين وأعضاء مجلس النقابة وأعضاء في صندوق التقاعد، وقد أكّد معظم النقباء السابقون الحاضرون ضرورة تأجيل الانتخابات النقابية في ظل الضروف الراهنة والعدوان الإسرائيلي المستمر على لبنان، عملاً بمبدأ التضامن الوطني وحماية النقابة وإبعادها عن التجاذبات والخلافات، في حين أنَّ الظروف الاستثنائية القائمة تعيق ديمقراطية العملية الانتخابية.   ووفقاً للمصادر، فإنّ "بعض النقباء وصف الوضع الحاضر والراهن بالقوة القاهرة التي تُعيق إجراء الانتخابات".    في الوقت نفسه، فقد تبين أيضاً، بحسب المعلومات، أنّ أعضاء مجلس نقابة المحامين منقسمون بالرأي ما بين تأجيل الانتخابات وإجرائها، مع الإشارة إلى أن الاجتماع الذي حصل الأسبوع الماضي في بيت الطبيب لنقباء المهن الحرة لم يحضره نقيب المحامين في بيروت، وقد صدرت بنتيجته توصية لتأجيل الانتخابات، كما تم إصدار توصية مماثلة عن مجلس الوزراء تاريخ 6 تشرين الثاني الجاري، يدعو فيه لتأجيل الانتخابات النقابية عملاً برأي هيئة التشريع والاستشارات في وزارة العدل لحين زوال الظروف الاستثنائية وذلك حفاظاً على مقتضى سلامة التمثيل وصحة التصويت، وأن جميع النقابات اتخذت قراراً بتاجيل انتخاباتها.   أمام ذلك، سألت المصادر: "هل ستتفرّد نقابة المحامين في بيروت في إجراء الانتخابات النقابية وكأن البلاد في حالة طبيعية، وسط غياب شريحة كبيرة من المحامين قسراً عن هذا الاستحقاق؟".     المصدر: خاص "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • تحذير من ارتفاع عدد السجناء في المغرب
  • تحذيرات من مجاعة كارثية شمال القطاع.. والأمم المتحدة تصف الظروف هناك بـ المميتة
  • محمد الماس: الشباب تغلب على الظروف وانتزع احترام الجميع .. فيديو
  • غموض كبير.. ماذا ستقرر نقابة المحامين في بيروت بشأن الانتخابات؟
  • كاتب صحفي يمني يكشف: قادة الممانعة يتحدثون بلغة مزدوجة.. عقلانية لإيران وتدمير للبنان
  • أمطار غزيرة وبرد قارس يجتاحان 13 محافظة يمنية مع بداية الشتاء
  • بينهم فتاتان وأسرى سابقون.. الاحتلال يعتقل 18 فلسطينيا من الضفة
  • هيئة التفتيش القضائي تُفرج عن سجناء في يريم وذمار
  • الرابحون والخاسرون من فوز ترامب.. محللون يتحدثون
  • التفتيش القضائي يفرج عن 30 سجيناً في يريم وذمار