ألقى العلامة السيد علي فضل الله، خطبتي صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنينفي حارة حريك، في حضور عددٍ من الشخصيّات العلمائيّة والسياسيّة والاجتماعيّة، وحشدٍ من المؤمنين، ومما جاء في خطبته السياسية:

"عباد الله أوصيكم وأوصي نفسي، بأن نحرص في أواخر هذا الشهر المبارك، شهر شعبان، على أن نتزود من معين أمير المؤمنين(ع)، بقراءة المناجاة الشعبانية التي تفيض بمعاني الحب لله ورجاء رحمته والتقرب إليه، وفي ذلك قوله: "إِلهِي إنَّ مَنْ انْتَهَجَ بِكَ لَمُسْتَنِيرٌ، وَإِنَّ مَنِ اعْتَصَمَ بِكَ لَمُسْتَجِيرٌ، وَقَدْ لُذْتُ بِكَ يا إِلهِي فَلا تُخَيِّبْ ظَنِّي مِنْ رَحْمَتِكَ وَلَا تَحْجُبْنِي عَنْ رَأفَتِكَ.

.. إِلهِي إنْ كانَتِ الخَطايا قَدْ أَسْقَطَتْنِي لَدَيْكَ فَاصْفَحْ عَنِّي بِحُسْنِ تَوَكُّلِي عَلَيْكَ، إِلهِي إِنْ حَطَّتْنِي الذُّنُوبُ مِنْ مَكارِمِ لُطْفِكَ فَقَدْ نَبَّهَنِي اليَّقِينُ إِلَى كَرَمِ عَطْفِكَ، إِلَهِي فَلَكَ أَسْأَلُ وَإِلَيْكَ أَبْتَهِلُ وَأَرْغَبُ وَأَسْأَلُكَ.. أَنْ تَجْعَلَنِي مِمَّنْ يُدِيمُ ذِكْرَكَ وَلَا يَنْقُضُ عَهْدَكَ وَلَا يَغْفَلُ عَنْ شُكْرِكَ وَلَا يَسْتَخِفُّ بِأَمْرِكَ...".

أيُّها الأحبّة: إننا أحوج إلى هذه النفحات الروحية الإيمانية التي تقربنا إلى الله وتزيل الحواجز بينا وبينه والتي بها سلامة الدنيا والآخرة وتجعلنا بالمقابل أقدر على مواجهة التحديات التي لا نستطيع أن نواجهها إلا من خلاله".

وقال: "البداية من غزة التي بات العدو الصهيوني يتبع فيها سياسة جديدة، وهي سياسة التجويع من خلال منع وصول المؤن إلى أهاليها، حيث تنتظر مئات الشاحنات على المعابر بحجة تفتيشها، وارتكاب أفظع المجازر إن وصلت إليهم وهو ما شهدناه في المجرزة التي حصلت أمس لمن كانوا ينتظرون وبشغف قافلة المؤن أن تصل إليهم، هذه المجزرة الجديدة التي ارتكبت على مرأى ومسمع من العالم، وباتت تمر مرور الكرام، سوى من بيانات إدانة وشجب دون أن تترك أثراً في الواقع، أو تسمن أو تغني جوع هذا الشعب، أو تخفف من معاناته...ورغم كل ذلك يستمر الشعب الفلسطيني بمواجهة هذا العدو عبر الإصرار على ثباته في أرضه وعبر مقاومته التي تسطر كل يوم أروع ملاحم البطولة والفداء حتى الاستشهاد رغم عدم تكافؤ القدرات، وتجعل تموضعه في أي مكان يصل إليه مكلفاً، وهذا ما أشار إليه وزير الأمن الإسرائيلي عندما قال: إن إسرائيل تدفع أثماناً باهظة في أعداد القتلى والجرحى.
في هذا الوقت لا تزال المفاوضات التي تجري لإيقاف إطلاق النار رهينة بشروط هذا الكيان الذي يريد أن يحصل من خلالها على ما لم يستطيع أن يكسبه بالحرب لاستعادة أسراه."

وتابع: "إننا أمام ما يجري نكرر دعوتنا للدول العربية والإسلامية إلى تحمل مسؤوليتها في ضرورة الوقوف مع هذا الشعب بدعم موقفه في المفاوضات الجارية باستعمال كل وسائل الضغط التي يملكها على الكيان الصهيوني أو داعميه، لمنعه من تماديه في جرائمه والوصول إلى وقف دائم لإطلاق هذا النار يُنهي معاناة هذا الشعب وآلامه...ونحن في الوقت نفسه نجدد دعوتنا للشعوب العربية والإسلامية وكل أحرار العالم إلى الاستمرار بدعمهم للشعب الفلسطيني ورفع أصواتهم لفضح ممارسات هذا الكيان وجرائمه عبر التظاهرات أو عبر الوسائل الإعلامية ووسائل التواصل أو السبل القانونية، وللضغط على دولهم كي تأخذ مواقف عادلة مع الشعب الفلسطيني أسوة بالمواقف التي أخذتها الكثير من الدول".

اضاف: "وعلى هذا الصعيد، نرى أهمية ما جرى من الجندي الأميركي أمام سفارة العدو في أميركا، في أسلوبه الذي رآه الأنسب للتعبير عن إدانته لسياسة بلاده في مساعدتها للكيان الصهيوني بمده بالمال والسلاح والدعم السياسي والقانوني لارتكاب مجازره بحق الشعب الفلسطيني، وهو يعبر عن حال شريحة بدأت تتوسع في الداخل الأميركي وترفع أصواتها في الوقوف مع الشعب الفلسطيني، والتي سنشهد المزيد من تداعياتها لدى الشعب الأميركي بكل تنوعاته."

وأعلن "اننا سنراهن على الوعي المتزايد لشعوب العالم التي خرجت من تحت نير السياسة الإعلامية المضللة التي كان يمارسها العدو الصهيوني عليها، والتي أراد من خلالها تشويه القضية الفلسطينية وإظهار الشعب الفلسطيني بمظهر المعتدي بدلاً من أن يكون هو المعتدى عليه وهو المشرد من أرضه."، مجددا في هذا المجال "دعوة كل الفصائل الفلسطينية التي تلتقي في هذه الأيام للتوافق على صيغة تتوحد من خلالها، لمواجهة تحديات هذه المرحلة والمراحل القادمة، بعدما أصبح واضحاً أن هذا العدو يعمل للإجهاز على القضية الفلسطينية برمتها، حيث لا يفرق في ذلك بين فصيل وآخر أو بين غزة والضفة الغربية، ولا يريد أي كيان للشعب الفلسطيني أو أن يحصل على دولة له ولو بالحدود التي تطرح، بل يريد لهذا الشعب أن يكون بكله تحت ظل كيانه وخاضعاً لإرادته."

وقال: "ونصل إلى لبنان الذي تتسع دائرة اعتداءات هذا العدو عليه لتصل إلى مواقع في العمق اللبناني، وهي تستهدف بذلك المباني السكنية والمؤسسات الاقتصادية، وباتت تطاول المدنيين وآخرها ما جرى في كفرا والتي لم يعد هدفها الضغط على المقاومة فحسب لإيقاف دعمها للشعب الفلسطيني في غزة، بل يريد من وراء ذلك تحقيق مكاسب له في لبنان تمس سيادته وحريته بذريعة حماية المستوطنين. في هذا الوقت، نكرر دعوة الدولة اللبنانية إلى القيام بمسؤوليتها تجاه الأعداد المتزايدة للنازحين في قراهم وتقديم يد العون لهم وسد حاجاتهم الضرورية وتوفير الإمكانات لهم واعتبار ذلك من أولوياتها في هذه المرحلة"، مضيفا "وهنا ندعو إلى تكافل وطني عام حتى يشعر من اضطروا لمغادرة قراهم أن الوطن كله يقف معهم في هذه المرحلة وفاءً لهم وهم من قدم التضحيات لأجل هذا الوطن وحفظه طوال السنوات الطويلة السابقة."

وختم: "وأخيراً فإننا ننظر بشيء من الإيجابية إلى القرارات التي صدرت من الحكومة اللبنانية والتي قضت بزيادة رواتب القطاع العام والتي شملت العسكريين والمتقاعدين منهم ، وإن كانت لا تلبي احتياجاتهم المتزايدة في ظل الغلاء الفاحش والأعباء المتزايدة عليهم، والذي نأمل أن يسمح بعودة تيسير مرافق الدولة المعطلة ومعها مصالح اللبنانيين وأن يسهم في حفظ المؤسسة العسكرية وتعزيزها لتؤدي الدور المطلوب منها على صعيد الداخل وفي مواجهة من يتربصون بهذا الوطن". المصدر: "الوكالة الوطنية للاعلام"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الشعب الفلسطینی هذا الشعب

إقرأ أيضاً:

أبو ردينة يطالب بحماية الشعب الفلسطيني بمن فيهم الإعلام

أكد الناطق الرسمي باسم الرئاسة، نبيل أبو ردينة، ضرورة قيام المجتمع الدولي ومنظماته الأممية، بالعمل الفوري على وقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس، داعيا الإعلام الدولي إلى تكثيف الجهود لفضح ممارسات سلطات الاحتلال وجرائمها بحق شعبنا وأرضنا ومقدساتنا.

 

 جاء ذلك خلال مشاركته، في أعمال الدورة الرابعة والثلاثين لمجلس البرنامج الدولي لتنمية الاتصال، المنعقدة في مقر اليونسكو بالعاصمة الفرنسية باريس.

 

وشدد أبو ردينة، في كلمة دولة فلسطين أمام الدول الأعضاء في المجلس، على خطورة ما يتعرض له الشعب الفلسطيني على الأصعدة كافة، مؤكدا أهمية وضرورة إظهار التضامن الدولي مع فلسطين حسب قرارات الشرعية الدولية والأمم المتحدة.

 

مشاريعه الاستيطانية في فلسطين

 وطالب أبو ردينة دول العالم بقطع علاقاتها مع الاحتلال مع استمرار مشاريعه الاستيطانية في فلسطين، ورفضه الالتزام بقرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي، خاصة فتوى محكمة العدل الدولية والتي أصبحت قرارا للجمعية العامة للأمم المتحدة.

 

وجدد الناطق الرسمي، التأكيد على أنه لا حل لكل قضايا المنطقة سوى بحل قضية فلسطين على أساس الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية بإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية.

 

وتجدر الإشارة إلى أن مجلس البرنامج الدولي لتنمية الاتصال سيعتمد غدا قرارا يتضمن إدانته لاستهداف الاحتلال الإسرائيلي للصحفيين الفلسطينيين واغتيالهم.

 

وفي هذا الصدد، قالت القائمة بأعمال السفير في وفد دولة فلسطين لدى "اليونسكو"، هالة طويل، إن هذا القرار سيأتي نتيجة ضغط دبلوماسي فلسطيني وعربي في منظمة "اليونسكو" مع تدهور وضع الصحافة خاصة في غزة مع استمرار الحرب الإسرائيلية المستعرة واغتيال الصحفيين.

 

 وأوضحت أن هذا القرار سيكون متضمنا في تقرير المديرة العامة لمنظمة "اليونسكو" حول حماية الصحفيين ومسألة الإفلات من العقاب.

 

 

مقالات مشابهة

  • ‏‏الناطق الرسمي باسم الحكومة: استعادة مدينة سنجة بفضل الله وعزيمة الأبطال
  • الفيتو الأمريكي يقتل أبناء الشعب الفلسطيني
  • ناطق الحكومة يُعبر عن الفخر بقيادة السيد القائد لمعركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس”
  • سلاسل بشرية بمدينة مأرب تضامنا مع الشعب الفلسطيني ودعما لقطاع غزة - صور
  • قائد الثورة: اليمن يسعى لبناء وتطوير قدراته وحقق نجاحات مذهلة يشهد لها الواقع والأعداء
  • أبو ردينة يطالب بحماية الشعب الفلسطيني بمن فيهم الإعلام
  • أمين سر «فتح»: الشعب الفلسطيني انتظر قرار «الجنائية الدولية» ضد نتنياهو
  • بالتزامن مع اوامر اعتقال نتنياهو .. السيد القائد يحدد العائق في تنفيذ القرارات الدولية ضد اسرائيل
  • السيد القائد: الذكرى السنوية للشهيد من المناسبات المهمة التي يحييها شعبنا ولها قدسيتها في مضمونها وأهدافها
  • ‏حزب الله يعلن شن هجوم بسرب من المسيرات على قاعدة حيفا البحرية والتي تبعد 35 كم عن شمال مدينة حيفا