ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول (نلاحظ في خطبة الجمعة أن بعض المصلين عندما يجلس الإمام بين الخطبتين يرفع يديه ويدعو؛ ظنًّا منه أن هذه ساعة ترجى فيها الإجابة، بينما نرى بعضًا آخر ينكرون على من يفعل ذلك، فما هو الصواب في هذا الأمر؟

وقالت دار الإفتاء، في إجابتها على السؤال، إن يوم الجمعة من خصائص الأمة المحمدية؛ فقد ورد في الحديث الشريف: «أَضَلَّ اللهُ عَنِ الْجُمُعَةِ مَنْ كَانَ قَبْلَنَا؛ فَكَانَ لِلْيَهُودِ يَوْمُ السَّبْتِ، وَكَانَ لِلنَّصَارَى يَوْمُ الْأَحَدِ، فَجَاءَ اللهُ بِنَا فَهَدَانَا اللهُ لِيَوْمِ الْجُمُعَةِ، فَجَعَلَ الْجُمُعَةَ، وَالسَّبْتَ، وَالْأَحَدَ، وَكَذَلِكَ هُمْ تَبَعٌ لَنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، نَحْنُ الْآخِرُونَ مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا، وَالْأَوَّلُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، الْمَقْضِيُّ لَهُمْ قَبْلَ الْخَلَائِقِ» متفق عليه واللفظ لمسلم.

كما أن يوم الجمعة يوم عيد للمسلمين؛ كما ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في "مسند أحمد"، وهو أفضل أيام الأسبوع، خصَّه الله تعالى بعدة خصائص لمزيد فضله ولبيان مكانته.

فقد روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «الصَّلَاةُ الْخَمْسُ، وَالْجُمْعَةُ إِلَى الْجُمْعَةِ، كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُنَّ، مَا لَمْ تُغْشَ الْكَبَائِرُ»، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وَفِيهِ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ، وَفِيهِ أُخْرِجَ مِنْهَا، وَلَا تَقُومُ السَّاعَةُ إِلَّا فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ» رواه مسلم.

وذكرت دار الإفتاء، أن من مات في يوم الجمعة أو ليلتها وقاه الله فتنة القبر، فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَمُوتُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَوْ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ، إِلَّا وَقَاهُ اللهُ فِتْنَةَ الْقَبْرِ» رواه أحمد والترمذي.

ومن أجل هذه الفضائل فقد اختص يوم الجمعة بعدة وظائف يستحب للمسلم أن لا يغفل عنها، ومن ذلك الغُسل يومها، ولبس أحسن الثياب، والأبيض أفضلها، والتعطر، والتبكير لصلاة الجمعة، وكثرة الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وقراءة سورة الكهف، ومن الوظائف أيضًا التماس ساعة الإجابة؛ فقد ورد في عدة أحاديث أن يوم الجمعة فيه ساعة لا يرد فيها الدعاء، وقد اختلفت ألفاظ هذه الأحاديث، وبناءً على هذا الاختلاف تفرَّق العلماء في تحديد هذه الساعة.

وأوضحت، أن تحديد وقت إجابة الدعاء في يوم الجمعة مسألة خلافية، حتى إن من رجَّح قولًا معيَّنًا لم يحكم على باقي الأقوال بالتخطئة.

فالتقيد بوقت محدِّد والتشبث به على أنه وقت الإجابة يوم الجمعة وإنكار كون باقي الأوقات فيه وقتًا للإجابة؛ غير سديد، فينبغي للعبد أن يكون مثابرًا على الدعاء في اليوم كله فيعظم بذلك الأجر.

وذكرت أنه إذا علم ذلك فلا بأس بالدعاء عندما يجلس الإمام بين الخطبتين، فهذا الوقت داخل فيما قيل إنه ساعة الإجابة يوم الجمعة، يعني بين أذان الجمعة وانقضاء الصلاة، فعلى هذا يكون الدعاء أثناء جلسة الإمام بين الخطبتين مشروعًا لإصابة ساعة الإجابة على رأيٍ، ولا ينبغي الإنكار على من يفعل ذلك أو يتركه، فالمسألة خلافية لا حَجر فيها على رأي بعينه أو قول بذاته.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: دار الإفتاء خطبة الجمعة الإمام يوم الجمعة صلى الله علیه وآله وسلم ساعة الإجابة یوم الجمعة ال ج م ع ة

إقرأ أيضاً:

ما هي شروط استجابة الدعاء؟.. الدكتور أبو اليزيد سلامة يوضح

شروط استجابة الدعاء.. يتضرع المسلمون بالدعاء إلى الله عز وجل، من أجل تفريج الكرب، وإزاحة الغم، وقضاء الدين، وإحلال البركة في البيوت، وحفظ الأولاد من الشرور، ولذلك يرغب الكثيرون في معرفة شروط استجابة الدعاء والأسباب التي تكون حائلا أمام استجابة الله سبحانه وتعالى لعبده.

شروط استجابة الدعاء

كشف الدكتور أبو اليزيد سلامة، أحد علماء الأزهر الشريف، أن هناك خمسة شروط لاستجابة الدعاء، وأول شرط يتمثل في الإلحاح في الدعاء لله، لأن الله تعالى يحب أن يسمع عبده، فعلى المسلم بكثرة الدعاء والتضرع إلى الله، وبالأخص في أوقات الاستجابة، مثل يوم عرفات ويوم الجمعة.

شروط استجابة الدعاء الدعاء لله من باب الفقر

وأضاف أبو اليزيد، أن من ثاني شروط استجابة الدعاء، هو التحدث إلى الله في الدعاء من باب الفقر والذلة، فالملك بيد الله وحده، والمسلم يخضع لله ويعلم أن لا شيء يضره أو ينفعه إلا بإذن الله تعالى.

اليقين بالله

وأشار أبو اليزيد، إلى أن اليقين هو ثالث شرط من شروط استجابة الدعاء، اليقين في استجابة الدعاء، فيقول النبي صلى الله عليه وسلم «ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة»، موضحًا أن رابع شروط استجابة الدعاء، هو استطابة المطعم والأكل من الحلال وألا يدخل جوف الداعي أكلا حراما أو من مال حرام.

عدم الاستعجال في الاستجابة

وتابع أبو اليزيد، أن خامس وآخر شرط من شروط استجابة الدعاء، هو عدم الاستعجال في الاستجابة، فيقول النبي «استجاب لأحدكم ما لم يعجل، يقول دعوت فلم يستجاب لي»، فعلى الداعي أن يعلم أن تأخير استجابة الدعاء هي حكمة من الله له.

شروط استجابة الدعاء مفهوم استجابة الدعاء مختلط عند الناس

وأوضح الدكتور أبو اليزيد سلامة، أن مفهوم استجابة الدعاء مختلط عند بعض الناس، فأنبياء الله الصالحين دعوا الله في حياتهم واستجاب الله دعاءهم لكن كانت هناك فترة كبيرة بين الدعاء والاستجابة، متابعًا أن الله تعالى قد يؤخر استجابة الدعاء عن العبد لحكمة ومصلحة العبد نفسه، أو قد يكون هذا الطلب، والذي يظن أن فيه تغيير لحياته، فقد يكون هذا التغيير إلى الأسوأ وليس الأحسن.

وأضاف: «ولنا في قصة سيدنا موسى والخضر خير مثال على ذلك، فقد ظن أصحاب السفينة أن خرقها سيكون فيه ضرر عليهم ولكن النجاة كانت في الخرق، وهؤلاء الذين فقدوا أولادهم قد ظنوا أن فقد الولد فيه شر لهم لكن الله كان يدخر لهم الخير ويبدلهم به أكثر منه برا ورحمة».

وتابع أنه ليس هناك أقسى من فقدان الولد، للأب والأم، وكان الخير في فقدان هذا الطفل، مقارنة بما يطلبه المسلمون في حياتنا وتوجههم إلى الله بالدعاء وما يحتاجونه ويحنون من عدم استجابة الله لهم.

اقرأ أيضاًما الدعاء الذي أوصى به الرسول السيدة فاطمة الزهراء؟

حكم مسح الوجه باليدين عقب الدعاء.. دار الإفتاء توضح الرأي الشرعي

تعادل ثلث القرآن والدعاء بها مستجاب.. فضل قراءة سورة الإخلاص| رددها الآن

مقالات مشابهة

  • الإفتاء توضح العلاج النهائي للحسد والعين
  • ما هي شروط استجابة الدعاء؟.. الدكتور أبو اليزيد سلامة يوضح
  • حتى الجمعة.. أمطار متباينة الشدة على أجزاء من 5 مناطق
  • وقفات مَع وفاةِ النبيّ صلى الله عليه وسلم
  • عودة: هل يجوز أن يبقى البلد بلا رأس في هذا الوقت؟
  • انطلاق أعمال المؤتمر الدولي الثاني للرسول الأعظم بصنعاء
  • في يومه الأول.. المؤتمر الدولي الثاني للرسول الأعظم يناقش 18 بحثا علميا
  • 4 أداب للمجالس تعلمها من رسول الله
  • أفضل أدعية مستجابة لأهل لبنان
  • ما أول شيء خلقه الله في الكون؟.. الإجابة في الأحاديث الشريفة