في إطار جهود تعزيز الوعي بتاريخ وتطور الشارقة، قدم بيتر جاكسون، المستشار الهندسي بمكتب سمو الحاكم عضو مؤسس في فرع المعهد البريطاني الملكي للمهندسين المعماريين (ريبا) في الخليج، محاضرة مميزة تحت عنوان “الشارقة بين الحاضر والماضي”. أقيمت المحاضرة في المبنى الرئيس لدائرة الأشغال العامة بالشارقة، وحضرها مهندسو وموظفو الدائرة والمهتمون بالعمارة والتطور الحضاري للإمارة.


أثنى جاكسون في محاضرته على الإرث الثقافي والتاريخي الغني للشارقة مقدرا جهود صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة مساهماته المثمرة في تطوير التصميم والعمارة وإيجاد بيئة مبتكرة من البناء المستدام، مشيرًا إلى أهمية فهم الجذور التاريخية للإمارة في إطار التطور الحضاري الذي تشهده اليوم. واستعرض جوانب من التاريخ العريق للشارقة، بدءًا من الفترة التاريخية القديمة وحتى المرحلة الحديثة، وتطرق إلى العوامل التي ساهمت في بناء الهوية الثقافية والاقتصادية للمدينة.
وأضاف إن صاحب السمو حاكم الشارقة ينخرط عن كثب في التخطيط والهندسة المعمارية للإمارة في العديد من مباني الإمارة الراقية مما منح الشارقة هويتها الفريدة والمتميزة في العالم العربي والإسلامي.. إضافة إلى دور سموه البارز في الحفاظ على التراث المعماري التقليدي الرفيع والمباني التاريخية والحضرية.
وقال بيتر جاكسون إن صاحب السمو حاكم الشارقة لديه العديد من المساهمات في تطوير الهندسة المعمارية وعمل على صياغة وتشكيل عمارة الشارقة التي منحتها شكلاً منفرداً من خلال شغفه الخاص بالتصميم الإبداعي والعمارة الإسلامية.
وفي جزء آخر من المحاضرة، ركز جاكسون على التحولات والمشاريع الحديثة التي تعزز مكانة الشارقة كمركز حضاري وثقافي متميز في المنطقة. وأكد على أهمية استمرار الابتكار والتطوير في إطار الحفاظ على الهوية الثقافية والتاريخية للإمارة، مشيرا إلى أن مباني الشارقة تمثّل بشكل جميل ومبدع الهوية الإسلامية من خلال تصاميمها وعناصرها المعمارية التي تعبر عن التراث الإسلامي الغني والثقافة العربية التقليدي تكسوها الزخارف الإسلامية الفريدة والتي تتميز بأناقتها وتعقيد تفاصيلها. تشمل الزخارف الإسلامية الهندسية المعقدة والنقوش العربية الجميلة التي تزين واجهات المساجد والمباني التاريخية إضافة إلى القباب والأقواس التقليدية، التي تعد علامات مميزة للهوية الإسلامية في التصميم المعماري. تعكس هذه العناصر البنائية الروح الدينية والفخامة العربية مع استخدام الخزف والزجاج الملون مما يعطيها لمسة من الأصالة والجمال ويُبرز الثقافة والفن الإسلامي. إضافة إلى التركيز على الدقة والتفاصيل مما يعكس الحرفية العالية التي كانت تُستخدم في بناء المباني الإسلامية التقليدية، كما تشتهر الشارقة بوجود المساجد الجميلة التي تعتبر أبرز رموز الهوية الإسلامية في المدينة، حيث تعكس تصاميمها الجمال الهندسي والروحانية الإسلامية، باختصار، تعتبر مباني الشارقة معبّرة بشكل مذهل عن الهوية الإسلامية، حيث تجمع بين الفن المعماري التقليدي والحديث بطريقة تشكل رمزًا للتراث والثقافة الإسلامية في المنطقة.
وتفاعل الحضور بإثارة مع المحاضرة، حيث أثارت العديد من الأسئلة والمناقشات حول مستقبل الشارقة والتحديات التي تواجهها في سبيل الحفاظ على تراثها وتعزيز مكانتها كمركز ثقافي وتنموي.
وتأتي محاضرة بيتر جاكسون كجزء من سلسلة فعاليات ثقافية تهدف إلى تعزيز التواصل والتفاهم حول التاريخ والتطور الحضاري للشارقة، وتشجيع الحوار حول مستقبلها المشرق والمبتكر.


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

‏”تجارب ملهمة نحو مستقبل سوري واعد” في ملتقى الذكاء الاصطناعي ‏بدمشق

دمشق-سانا

نظمت مؤسسة سند الشباب وملتقى سوريا التقني بالتعاون مع المنتدى ‏السوري والوكالة الإعلانية “‏Y2AD‏ ” وجامعة دمشق اليوم ملتقى الذكاء ‏الاصطناعي بعنوان “تجارب ملهمة نحو مستقبل سوري واعد”، وذلك على ‏مدرج جمعية خريجي المعاهد التجارية بدمشق. ‏

ويهدف الملتقى إلى جمع التقنيين السوريين في الداخل والخارج حيث شارك ‌‏15 خبيراً من القطاع الطبي والتقني والبحثي والتعليمي والمصرفي والتنموي ‏وإعادة الإعمار من خلال عرض تجاربهم وكيفية إسقاطها على الواقع ‏السوري، وعلى هامشه شاركت سبعة مشاريع ريادية وفق ما أوضح عمر ‏الأصيل مؤسس ملتقى سوريا التقني.‏

نائب رئيس جامعة دمشق للبحث العلمي ومدير حاضنة نمو التقنية الدكتور ‏غيث ورقوزق أكد استعداد الجامعة للمساعدة في تفعيل دور الشباب بمجال ‏ريادة الأعمال والتطور التقني سواء كانت أعمالاً تجارية أو ذكاء ‏اصطناعياً، والاستفادة من الخبرات السورية العائدة من الخارج ليتم بناء ‏بيئية مناسبة للابتكار. ‏

بدوره بيّن مدير المشاريع بمؤسسة سند الشباب وائل بلال أهمية وجود بيئة ‏مناسبة لتأسيس مستقبل واعد في سوريا قائم على التكنولوجيا والتحول ‏الرقمي وإعادة بنائها بالاستفادة من الطاقات والخبرات والكفاءات الموجودة ‏لدينا في الداخل والخارج وعن طريق تضافر جميع الجهود بين الجميع.‏
‏ ‏
من جهتها، تحدثت مهندسة الذكاء الاصطناعي هدى قولي خلال عرضها في ‏الملتقى عن أهمية القطاع البحثي الذي يرفع المستوى العلمي لأي بلد، وبذل ‏الجهود التطوعية لإحياء ثقافة البحث للتمكن من إدخالها ونشرها في سوريا. ‏

وفي لقاء خاص لسانا على هامش الملتقى أكد وزير الاتصالات وتقانة ‏المعلومات عبد السلام هيكل أهمية تمكين قطاع الريادة وخاصة عند الشباب ‏عن طريق تهيئة أفضل بيئة تمكنهم من الانطلاق بمشاريعهم، وجذب ‏المستثمرين لها، وربطهم مع جميع الجهات ذات الصلة لاستكمال مشاريعهم، ‏ومساعدتهم في الدخول إلى سوق العمل.‏

ولفت الوزير هيكل إلى وجوب تبني التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي ‏وتسخيرها وفقاً للحاجات ما يخفف الجهد والوقت والتكلفة ويسهل الحياة على ‏الجميع.‏

تابعوا أخبار سانا على 

مقالات مشابهة

  • ذكرى ميلاد أمينة رزق.. “راهبة الفن” التي كتبت تاريخ الأمومة على المسرح والسينما (بروفايل)
  • رغم غياب الجليد.. مصر تتألق في الأولمبياد الشتوي الخاص وهذه قصص ملهمة للأبطال|تفاصيل
  • من مايكل جاكسون إلى مادونا.. أبرز 8 أفلام سيرة ذاتية منتظرة
  • ‏”تجارب ملهمة نحو مستقبل سوري واعد” في ملتقى الذكاء الاصطناعي ‏بدمشق
  • كوردستان.. ملتقى أدبي يستعرض الكوارث التاريخية عبر الأدب (صور وفيديوهات)
  • بيتر كراوتش.. تحدى التنمر وأصبح رمزا في إنجلترا
  • قرأت مقالات ملهمة عن سيرة الفريق الفاتح عروة
  • الدفاع المدني بغزة: العديد من الجرحى استشهدوا تحت الأنقاض لعدم توفر معدات الإنقاذ
  • صناعة النواب تناقش طلبات إحاطة بشأن العديد من الملفات لدعم القطاع الصناعي
  • الدفاع المدني بغزة: العديد من الجرحى استشهدوا تحت الأنقاض لعدم تمكنا من إنقاذهم