بغداد اليوم - متابعة

اكد الرئيس التنفيذي لشركة غوغل، سوندار بيتشاي، أن بعض استجابات أداة الذكاء الاصطناعي Gemini كانت "إشكالية" فعلا و"أظهرت تحيزا واضحا"، متعهدا بمعالجة المشكلة.

وفي رسالة بالبريد الإلكتروني على مستوى الشركة، نشرتها Pirate Wires بالكامل، كتب بيتشاي: "أريد معالجة المشكلات الأخيرة المتعلقة بالاستجابات النصية والصورية الإشكالية في مساعد Gemini (Bard سابقا).

أعلم أن بعض ردود التطبيق أساءت لمستخدمينا وأظهرت تحيزا - لكي أكون واضحا، هذا غير مقبول تماما. والشركة تعمل على مدار الساعة لمعالجة هذه المشكلات".

وتابع بيتشاي: "إن مهمتنا المتمثلة في تنظيم المعلومات حول العالم وجعلها متاحة ومفيدة عالميا أمر مقدس. لقد سعينا دائما إلى تزويد المستخدمين بمعلومات مفيدة ودقيقة وغير متحيزة في منتجاتنا. ولهذا السبب يثق الناس بها". وأضاف أن هذا يجب أن يكون الحال مع الذكاء الاصطناعي أيضا.

وأطلقت غوغل مساعد Gemini الذكي في وقت سابق من هذا الشهر، لكنها سرعان ما واجهت مشكلات تتعلق ببرامج "السلامة" و"التنوع" المقيدة.

وتعرضت أداة الذكاء الاصطناعي لانتقادات واسعة النطاق بسبب "عدم الدقة" في إظهار مجموعة من الشخصيات التاريخية، من الآباء المؤسسين للولايات المتحدة والأباطرة الروس والباباوات الكاثوليك وحتى الجنود الألمان النازيين.

وكشف تحقيق أجرته شبكة "فوكس بيزنس" عن ردود "غير عادية" لـGemini على أي طلبات للحصول على صور لأشخاص بيض، بما في ذلك الرد بـ"إن هذا يعزز الصور النمطية والتعميمات الضارة حول الأشخاص على أساس عرقهم. ومثل هذه الصور تجسد "نظرة نمطية للبيض" يمكن أن "تضر" بالمجتمع ككل والأشخاص من غير البيض".

وقال بعض نقاد وادي السيليكون إن البريد الإلكتروني لبيتشاي لم يكن موجها داخليا فقط، بل يستهدف العامة أيضا مع "شعارات تسويقية متناثرة في جميع الأنحاء".

كما انتقدت الكاتبة لولو تشينغ ميسيرفي استخدام بيتشاي لمصطلح "إشكالي"، واتهمت الرئيس التنفيذي لشركة غوغل بسوء فهم المشكلة Gemini بشكل أساسي.

وكتبت: "تركيز غوغل على عدم الإساءة إلى الأشخاص بدلا من الدقة الواقعية هو ما تسبب في المشكلة في المقام الأول".

ونقلا عن مصادر داخلية في غوغل، افترض مايك سولانا من PirateWires أن المديرين التنفيذيين لمنتجات التسويق والذكاء الاصطناعي يعتقدون أن الجدل الدائر حول العنصرية الواضحة لـ Gemini "اخترعه المتصيدون اليمينيون" على منصة X (تويتر سابقا).

المصدر: وكالات

المصدر: وكالة بغداد اليوم

إقرأ أيضاً:

الذكاء الاصطناعي: ثورة عقلانية في فضاء التقنية الحديثة

في خضم التحولات التقنية الكبرى التي يشهدها العالم، يبرز الذكاء الاصطناعي كأحد أهم الابتكارات العلمية التي تمثل نقطة تحول في تاريخ البشرية. فقد تجاوز الذكاء الاصطناعي كونه تقنية جديدة إلى كونه مجالًا فلسفيًا وعلميًا يسعى إلى فك ألغاز العقل البشري ومحاكاته بأسلوب يثير إعجاب العلماء والمفكرين على حد سواء. ومع تعاظم تطبيقاته في مختلف الميادين، يغدو الذكاء الاصطناعي قاطرة تقود العالم نحو أفق جديد من الفرص غير المسبوقة، وكذلك التحديات التي تلامس جوهر وجود الإنسان.

تعريف الذكاء الاصطناعي وأبعاده المتعددة
الذكاء الاصطناعي هو مجال من مجالات علوم الحوسبة يهدف إلى تطوير أنظمة قادرة على محاكاة القدرات العقلية للبشر، مثل التفكير المنطقي، التعلم من التجارب، اتخاذ القرارات، وحل المشكلات. لكن ما يميز الذكاء الاصطناعي ليس فقط قدرته على تنفيذ المهام، بل أيضًا قدرته على التعلم والتكيف مع التغيرات، مما يجعله يشبه، وإن لم يكن يطابق، عمليات التفكير البشري.

هذا التعريف العلمي يغفل البعد الفلسفي العميق الذي يحمله الذكاء الاصطناعي، فهو يمثل محاولة لتفسير الذكاء البشري بآليات رياضية وبرمجية، ما يثير تساؤلات عميقة حول ماهية العقل ذاته. هل يمكن ترجمة المشاعر، الإبداع، والتفكير الأخلاقي إلى رموز خوارزمية؟ أم أن الذكاء الاصطناعي سيظل في جوهره تقنيًا لا روح فيه؟

الأثر الاقتصادي للذكاء الاصطناعي
الذكاء الاصطناعي لا يُعدّ فقط ثورة في مجال التكنولوجيا، بل إنه إعادة تعريف لمفهوم الاقتصاد والإنتاجية. فقد أصبح أداة مركزية في تحقيق الكفاءة الاقتصادية من خلال تسريع العمليات، تقليل الأخطاء البشرية، وتقديم حلول مبتكرة. في القطاعات الصناعية، على سبيل المثال، تساهم الروبوتات الذكية في تحسين الإنتاج وخفض التكاليف. كما أظهرت تطبيقات الذكاء الاصطناعي في قطاع الخدمات، مثل الطب والرعاية الصحية، إمكانيات هائلة في التشخيص المبكر للأمراض، وتخصيص خطط علاجية موجهة تعتمد على البيانات.
علاوة على ذلك، أصبح الذكاء الاصطناعي محركًا أساسيًا للاقتصاد الرقمي. فالشركات التي تستثمر في الذكاء الاصطناعي تشهد نموًا كبيرًا في الإيرادات، لا سيما مع تطور مجالات مثل تحليل البيانات الضخمة، تقنيات التعلم العميق، والشبكات العصبية الاصطناعية. وتشير الدراسات إلى أن الذكاء الاصطناعي قد يسهم في تحقيق مكاسب اقتصادية عالمية تتجاوز تريليونات الدولارات خلال العقد المقبل .

الأثر الاجتماعي والثقافي
على المستوى الاجتماعي، يعيد الذكاء الاصطناعي تشكيل العلاقات بين الأفراد والمؤسسات. فقد ظهرت أنماط جديدة من التفاعل الإنساني بفضل تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجالات مثل التعليم، حيث أصبحت منصات التعلم الإلكتروني تعتمد على تقنيات تحليل البيانات لتوفير تجربة تعليمية مخصصة لكل طالب. كما يتيح الذكاء الاصطناعي فرصًا لدمج الفئات المهمشة في المجتمع من خلال توفير أدوات تعزز من قدرتهم على التواصل والإنتاج.
لكن في الوقت ذاته، يثير الذكاء الاصطناعي قلقًا عميقًا حول تأثيره على القيم الإنسانية. إذ إن الأتمتة الواسعة قد تؤدي إلى تقليل فرص العمل التقليدية، ما يفاقم الفجوة بين الطبقات الاجتماعية. كما أن الاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي قد يؤدي إلى تراجع المهارات البشرية التقليدية، ويثير تساؤلات حول فقدان الإنسان لسيطرته على قرارات حيوية.

التحديات الأخلاقية والقانونية
لا يمكن الحديث عن الذكاء الاصطناعي دون التطرق إلى التحديات الأخلاقية التي يطرحها. فالقدرة على معالجة كميات هائلة من البيانات وتحليلها بأسلوب يفوق القدرات البشرية يثير مخاوف حول الخصوصية وسوء الاستخدام. على سبيل المثال، تعتمد الشركات الكبرى على خوارزميات ذكاء اصطناعي لجمع وتحليل بيانات المستخدمين، ما يثير تساؤلات حول حدود استخدام هذه البيانات ومدى احترامها لحقوق الأفراد.
من ناحية أخرى، يواجه المشرعون صعوبة في تطوير أطر قانونية قادرة على مواكبة التطورات السريعة للذكاء الاصطناعي. كيف يمكن تحديد المسؤولية القانونية إذا اتخذ نظام ذكاء اصطناعي قرارًا تسبب في ضرر؟ وهل يمكن محاسبة الشركات أو الأفراد الذين صمموا هذه الأنظمة؟ هذه الأسئلة تعكس حاجة ملحة إلى وضع أطر تشريعية توازن بين الابتكار وحماية الحقوق.

الإبداع والذكاء الاصطناعي
من بين أكثر الجوانب إثارة للجدل هو تأثير الذكاء الاصطناعي على الإبداع. هل يمكن لنظام ذكاء اصطناعي أن يكون مبدعًا؟ الإجابة ليست بسيطة. فبينما يمكن للذكاء الاصطناعي أن يولّد أعمالًا فنية، يؤلف الموسيقى، ويكتب النصوص، فإنه يفتقر إلى الحس الإنساني الذي يمنح الإبداع معناه العميق. فالذكاء الاصطناعي يعتمد على تحليل الأنماط والبيانات السابقة، مما يجعله “مقلدًا ذكيًا” أكثر من كونه مبدعًا حقيقيًا.

مستقبل الذكاء الاصطناعي
لا شك أن الذكاء الاصطناعي سيواصل تطوره ليصبح جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية للبشرية. لكن السؤال الذي يظل قائمًا هو: كيف يمكن للبشرية أن تضمن استخدام هذه التقنية بطريقة تخدم مصالحها وتُعزز من قيمها الأخلاقية؟ الإجابة تكمن في بناء شراكة بين الإنسان والآلة، شراكة تستند إلى التفاهم العميق للحدود والقدرات، وإلى رؤية واضحة لمستقبل يشكل فيه الذكاء الاصطناعي وسيلة للارتقاء، وليس أداة للهيمنة.

الذكاء في خدمة الإنسانية
في نهاية المطاف، يمثل الذكاء الاصطناعي فرصة نادرة لإعادة تعريف معاني التقدم والإبداع. لكنه يحمل في طياته مسؤولية كبيرة تتطلب من البشرية تبني نهج شامل ومتزن، يوازن بين الطموح التكنولوجي واحترام القيم الإنسانية. ولعل أعظم درس يمكن أن نتعلمه من هذه الثورة التقنية هو أن الذكاء، سواء كان طبيعيًا أو اصطناعيًا، لا يكتمل إلا إذا اقترن بالحكمة.


مقالات مشابهة

  •  بشأن الذكاء الاصطناعي.. منافسة شرسة بين غوغل و"ChatGPT" 
  • كيف يمكن للعالم أن يحد من مخاطر الذكاء الاصطناعي؟
  • الذكاء الاصطناعي: ثورة عقلانية في فضاء التقنية الحديثة
  • أدوات الذكاء الاصطناعي الأكثر شعبية في العام 2024 (إنفوغراف)
  • أوبن إيه آي تتيح روبوتها الذكي للدردشة عبر تطبيق واتساب
  • جوجل تدخل وضع الذكاء الاصطناعي الجديد إلى محرك البحث
  • من بينها العربية.. غوغل تدعم 45 لغة جديدة بـGemini
  • "مافيا الذكاء الاصطناعي" تبتز مطعماً في لندن بتقييمات غوغل المزيفة
  • «أسوشيتد برس»: فصل جديد لأمريكا مع الذكاء الاصطناعي
  • الذكاء الاصطناعي يقدم هدايا "الكريسماس" للاعبي ليفربول