اليوم 24:
2024-12-25@15:02:05 GMT

ليمونة ملكية

تاريخ النشر: 1st, March 2024 GMT

أتابع مراجعة خطب الحسن الثاني الخاصة بعيد الشباب، لأنها خُطب كانت تحمل الجديد…. هكذا أعدت قراءة العديد منها والوقوف عند بعض تفاصيلها وذلك في إطار الإعداد لكتاب جديد يوثق لأهم

الأفكار التي تضمنتها والتحولات التي عرفتها مع مرور السنين. وأنا كذلك تذكرت حادثة أود حكيها نظراً لما يمكن أن تحمله من معنى… ذلك أن الحسن الثاني ألف إلقاء خطاباً بمناسبة عيد ميلاده، الذي يصادف يوم 9 يوليوز من كل سنة، في إطار احتفالات كانت تسمى

«عيد الشباب».

ففي يوم أحد، صادف 9 يوليوز 1978 ، ألقى الملك ذلك الخطاب انطلاقا من مدينة فاس حيث كان قد

ترأس بها قبل بضعة أيام اجتماعاً موسعا للجنة القدس… ذهبت مع طاقم التلفزة إلى القصر الملكي ووقفنا طويلا في إحدى ساحاته في انتظار السماح بدخول القاعة التي سيلقى منها الخطاب… كان الجو حاراً وكانت الساعة تشير إلى الثانية زوالا وكنا حوالي ثلاثين من الأشخاص المكونين للفريق المكلف بهذه المهمة…..

كانت الساحة التي نقف فيها عبارة عن حديقة واسعة تضم إلى جانب الأزهار والورود، عدداً مهماً من أشجار الليمون… كانت تلك الأشجار مثمرة ويانعة وليمونها كبير ومثير، ولاشك أن موجة الحر الشديد

كانت تزيده بهجة ورغبة في قطفه لإطفاء الظمأ الذي تسببه أشعة الشمس وارتفاع درجة الحرارة … الحرارة

في فصل الصيف لا تطاق في مدينة فاس….

فجأة تقدم أحد التقنيين إلى شجرة ليمون وقطف واحدة وأزال غشاءها واقتسمها مع بعض رفاقه….. شعرت بحرج وخشيت أن يتسبب ذلك في مشكل يعكر صفو الأجواء… لكن شخصاً آخر من المجموعة قرر بدوره المغامرة … فبعد أن تأكد بأن لا عين تراقبه انسل وتقدم وقطف ليمونة ضخمة وقفل راجعا، وإذا برجال الأمن ينقضون عليه، ويسقطونه أرضا…. ساد الصمت والخوف فريق التلفزة، ولم يتقدم أحد للتعبير عن الأسف أو المطالبة بالعفو عنه.. اعتبر الأمن أن صاحبنا قام بسرقة تتضاعف عقوبتها لأنها وقعت داخل

القصر الملكي.

ضغط الأمن على صاحبنا، وحاولوا حمله للانفراد به وبدا المسكين وهو يعاني من محنة لم يكن يتصور أبعادها… كان الاعتقاد أنه سيعاقب دون معرفة نوع العقاب، لكن ما كان مؤكداً هو أن تهمة ثقيلة ستوجه

إليه وأن الفريق التلفزي سيوبخ من طرف المسؤولين.

فجأة، ومن الطابق الأول لبناية كانت تطل على الحديقة فتحت نافذة، وأطل منها الحسن الثاني الذي كان يراقب ما يجري من وراء الزجاج الملون لتلك النافذة… صاح الملك… اتركوه…. اتركوه… هذا منزل لكل المغاربة… لم يجدوا ما يطفئون ظمأهم…. هذه دار المغاربة… اتركوه يأكل ليمونته.. وقدموا الماء للآخرين..

تكلم الملك بلهجة قريبة من اللهجة المراكشية…. بدا وقد وضع على رأسه طاقية رمادية وفي يده سبحة….

كان صارما في أوامره…..

علت وجوهنا ابتسامة، وأذكر أن بعضنا صفق تحية للملك وقراره بإنقاذ صاحب الليمونة، معتبرا أن القصر الملكي هو قصر الشعب وأن ما به هو ملك للمغاربة…. والحقيقة أنه لو طرح علي السؤال الآتي… ماذا سيكون رد فعل الملك لو شاهد ما يجري في حديقة القصر ؟… لكان جوابي… «المسكين، صاحب الليمونة سيعاقب أشد العقاب…. وبذلك سأضيف صوتي إلى أولئك الذين يظلمون الحسن الثاني دون أن يتيقنوا من حقيقة موقفه… ورغم ذلك لم يتجرأ أحد، منذ ذلك اليوم على قطف ليمونة ملكية من قصر فاس رغم حرارة الشمس.

الصديق معنينو

المصدر: اليوم 24

كلمات دلالية: الحسن الثانی

إقرأ أيضاً:

مسوؤل عن مجازر بشعة..لبنان يبدي استعداده لتسليم السوري جميل الحسن

أفاد "تلفزيون سوريا" نقلا عن رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، نجيب ميقاتي،اليوم الاثنين، بأن لبنان سيتعاون مع طلب الشرطة الدولية (الإنتربول) بشأن توقيف مدير المخابرات الجوية السورية، اللواء جميل حسن، الذي تتهمه الولايات المتحدة بارتكاب جرائم حرب خلال فترة حكم نظام بشار الأسد.

وقال ميقاتي في تصريح لوكالة "ويترز" للأنباء: "نحن ملتزمون بالتعاون مع كتاب الإنتربول المتعلق بتوقيف مدير المخابرات الجوية السورية، كما هو التعاون باستمرار في كل المسائل المتعلقة بالنظام الدولي".

وذكر "تلفزيون سوريا"  أن السلطات اللبنانية تلقت الأسبوع الماضي برقية رسمية من الإنتربول تحثها على القبض على جميل حسن إذا كان موجوداً على الأراضي اللبنانية أو إذا دخلها، وتسليمه إلى الولايات المتحدة بحسب ثلاثة مصادر قضائية لبنانية.

وأوضحت المصادر، في حديثها إلى الوكالة أن مذكرة التوقيف تتهم الحسن بالتورط في "جرائم حرب وتعذيب وإبادة جماعية".

يذكر أن الولايات المتحدة قد كشفت في التاسع من كانون الأول عن لائحة اتهام بحق جميل الحسن (72 عاماً)، تتضمن اتهامات بارتكاب جرائم حرب، بما في ذلك تعذيب معتقلين في سوريا، بعضهم يحمل الجنسية الأميركية.

بدورها، أدانت محكمة فرنسية جميل الحسن، مع مسؤولين سوريين آخرين،في أيار الماضي، بتهمة التورط في اختفاء أب فرنسي سوري وابنه ووفاتهما لاحقاً.


© 2000 - 2024 البوابة (www.albawaba.com)

محرر البوابة

يتابع طاقم تحرير البوابة أحدث الأخبار العالمية والإقليمية على مدار الساعة بتغطية موضوعية وشاملة

الأحدثترند مسوؤل عن مجازر بشعة..لبنان يبدي استعداده لتسليم السوري جميل الحسن بينها تدمير آليات واستهداف جنود..القسام تعلن عن سلسلة عمليات ميدانية أبو عبيدة يغرد..مصير أسرى الاحتلال مرهون بمئات الأمتار آمبر هيرد تعلق على قضية بليك ليفلي ضد جاستن بالدوني: "عانيت من نفس التجربة المروعة" قرقاش: الإمارات اتخذت موقفا متزنا تجاه سوريا منذ 2011 Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا فريقنا حل مشكلة فنية اعمل معنا الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTube

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن

اشترك الآن

© 2000 - 2024 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter

مقالات مشابهة

  • “واشنطن بوست” تسلط الضوء على مقابر جماعية قرب دمشق
  • سقطة سعودية جديدة: “اليمن ليس أصل العرب”.. ومغردون يسخرون
  • الحكومة تكشف عن خطتها لمواكبة إصلاح مدونة الأسرة بتعليمات ملكية
  • مصائر رجال بشار الأسد تتكشف.. من هم وأين ذهبوا؟
  • لبنان يحتجز 30 ضابطًا من نظام الأسد.. وتساؤلات حول مصيرهم
  • مسوؤل عن مجازر بشعة..لبنان يبدي استعداده لتسليم السوري جميل الحسن
  • المكسيك تعرب عن دعم بنما في نزاعها مع ترامب بشأن ملكية قناتها
  • جرائم نظام الأسد المخلوع.. منازل مباعة دون علم أصحابها المهجرين في حلب
  • إطلالة ملكية.. دينا فؤاد تشعل مواقع التواصل بفستان أحمر
  • بالصور.. دينا فؤاد تشعل مواقع التواصل الاجتماعي بإطلالة ملكية أنيقة