سودانايل:
2025-04-26@23:53:43 GMT

في عز الحرب يهتف المغفلون: يا احزاب كفاية خراب!

تاريخ النشر: 1st, March 2024 GMT

رشا عوض
هذا السودان شهد اربعا وخمسين سنة من الحكم العسكري، ثلاثون منها ما يسمى بالانقاذ، وهي عبارة عن تزاوج الفاشية العسكرية مع الفاشية الكيزانية ، طيلة هذه السنوات كان هناك عملا منهجيا لغسيل ادمغة السودانيين لتوطين كراهية الديمقراطية والتسبيح بحمد العسكر والاستبداد الذي يستظل ببنادقهم! وهذا ما يفسر ان هناك من يردد ببغائية ونحن في طاحونة هذه الحرب : يا احزاب كفاية خراب!!!
الدانات والرصاص وقذائف المدفعية والطيران التي تحصد ارواح السودانيين الابرياء وتحيل اجسادهم الى اشلاء وبيوتهم الى انقاض سببها الصراع على السلطة بالسلاح بين اطراف مسلحة هي الجيش الذي بعض قياداته طامعة في الحكم العسكري القابض ، والكيزان الذين لديهم مركز ثقل عسكري داخل الجيش والامن والشرطة فضلا عن كتائبهم المسلحة وبهذه الترسانة الضخمة يريدون الاستيطان في السلطة الى الابد( زمان قالوا لن نسلم السلطة الا لعيسى في اشارة الى اخر الزمان وعلامات الساعة التي من بينها نزول المسيح عيسى عليه السلام ، ولكن لسان حالهم الآن يقول انهم تراجعوا عن فكرة التسليم لعيسى وما بعيد يطلعوهو قحاتي) ، والطرف الثالث هو الدعم السريع الذي انشأه وسلحه ودربه الكيزان وعناصرهم المتنفذة داخل الجيش ليكون عصاهم التي يضربون بها الحركات المسلحة المتمردة عليهم، ولكن انقلب السحر على الساحر ، واصبح الدعم السريع طرفا اصيلا في صراع السلطة، ونتيجة هذا الصراع على السلطة بين اطراف مسلحة اندلعت هذه الحرب المدمرة التي خربت السودان تخريبا من العيار الثقيل على الصعيد المادي والمعنوي فضلا عن الخراب السياسي والاقتصادي المتراكم خلال اكثر من نصف قرن من الحكم العسكري والكيزاني، وهي حرب تنذرنا بتغيير جغرافية السودان التي سبق ان تغيرت بانفصال الجنوب .


في عز دوي الانفجارات والحرائق المشتعلة والجثث المتحللة والمباني المنهارة على رؤوس الابرياء ، فان الهتاف الذي يمكن ان يردده كل سوداني موجوع على وطنه من الخراب والدمار الذي حاق به هو:
يا كيزان كفاية خراب
ويا جيش كفاية خراب
ويا دعم سريع كفاية خراب
ويا جيش ويا دعم سريع ويا كيزان ما عايزين حكم عسكري في السودان!
هذا هو المنطق المسنود بحقائق موضوعية ومعلومات صلبة وواقع محسوس وملموس ! السودان على مدى ٥٤ عاما من سنوات استقلاله ال ٦٨ محكوم عسكريا وكيزانيا بمعنى ان مركز ثقل السلطة الفعلية كان في قلب المؤسسة العسكرية وهذه المؤسسة على مدى ثلاثين عاما احتل مفاصلها القيادية الكيزان.
حتى بعد ثورة ديسمبر المجيدة كانت المؤسسة العسكرية الضخمة غير خاضعة للسلطة المدنية بل مستعلية عليها بالسلاح وبحكم سيطرتها على جل الموارد الاقتصادية ، وهذا امر واقع انتجته عقود طويلة من الهيمنة العسكرية على الحكم ثم الهيمنة الكيزانية، وعندما حاولت قوى الثورة تغيير هذا الواقع بصورة اصلاحية متدرجة عبر الاصلاح الامني والعسكري وتفكيك التمكين كانت النتيجة انقلاب ٢٥ اكتوبر ثم حرب ١٥ ابريل.
في ظرفنا الراهن كل من يرفع عقيرته: يا احزاب كفاية خراب فهو متورط بوعي او بدون وعي في عملية الغسيل المجاني او مدفوع القيمة للكيزان والعسكر بكل تشكيلاتهم، مستخدما في هذا الغسيل وسيلة ال blame shifting، اي تحويل اللوم من المجرم الاصلي الى اخرين !
هذه الالاعيب مكشوفة لكل صاحب فطرة وطنية سليمة مهما اسرف المثقفون النافعون في الحذلقة والالتواء والاكروبات السياسية.
لا يمكن ان يتجرأ شخص طبيعي ويقول الكيزان والعسكر لم يخربوا السودان! الوسيلة الوحيدة لتبرئتهم هي تفريق دم اجرامهم بين الاحزاب بطرق ماكرة وخبيثة وضلالية توحي بان هذه الاحزاب المفترى عليها هي صاحبة الدور الاكبر في تخريب البلاد وهي المسؤولة بشكل شبه كامل حتى عن هذه الحرب اللعينة! وهذا درك من الكذب الفاجر والتضليل الارعن لا يمكن ان يتورط فيه من يمتلك الحد الادنى من النزاهة واحترام الذات قبل احترام عقول الاخرين.
هذا لا يعني على الاطلاق ان الاحزاب السياسية السودانية لم ترتكب اخطاء استراتيجية في مسيرة السودان الوطنية منذ الاستقلال، فالنقد الجذري للاحزاب واجب في سياق تقويم تجربتنا الديمقراطية لا في سياق التواطؤ مع الاستبداد العسكري او الكيزاني، فكل شعار لا بد من فحصه على ضوء السياق الكلي للصراع السياسي والمعطيات الموضوعية للواقع.
لدي ورقة منشورة في كتاب صغير ضمن سلسلة منشورات الفكر الديمقراطي بعنوان "ديمقراطيات بلا ديمقراطيين الاحزاب وثورة اكتوبر"، هذه الورقة حملت حزبي الامة والوطن الاتحادي كامل المسؤولية عن انهيار التجربة الديمقراطية بعد ثورة اكتوبر لسبب موضوعي هو وجودهما على رأس السلطة في ذلك الوقت، وهذا التوضيح مهم جدا لفيالق الحمقى التي ستتكالب على هذا المقال وتختزله في انه تطبيل مغرض للاحزاب او تملق لها لمصالح خاصة، وهذا في سياق التهرب من النقاش الموضوعي لانخراط مجموعات بعينها تمارس اقصى درجات المزايدة الثورية وانطلاقا من هذه المزايدة تسرف في تعلية نبرة هتاف يا احزاب كفاية خراب الى اعلى مستوى، والغريب المريب انها فعلت ذلك اثناء مناهضة انقلاب ٢٥ اكتوبر ٢٠٢١ واثناء حرب ١٥ ابريل ٢٠٢٣ !  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

أحمد موسي بعد توديع الأهلي دوري أبطال أفريقيا: كفاية حرقة الدم

علق الإعلامي أحمد موسى على توديع النادي الأهلي بطولة دوري أبطال إفريقيا، بعد تعادله أمام فريق صن داونز الجنوب إفريقي، بهدف لكل فريق،  في إياب نصف النهائي.


وقال أحمد موسي عبر حسابه بمنصة أكس: «أداء الأهلى متواضع للغاية وعلامات استفهام على تغييرات كولر التي أحدثت الفارق لصالح صن داونز، مطلوب اعتذار لجماهير الأهلى.. مجلس الإدارة عليه تقديم الشكر للمدير الفنى كولر.. كفاية حرقة الدم بصراحة.. خسرنا البطولة المفضلة لنا.. نركز على كأس العالم للأندية ونلحق نتعاقد مع مدير فنى جديد».

إجراء عاجل من الخطيب لحسم مصير كولر بعد خروج الأهلي من دوري أبطال أفريقياخطيب مسجد النادي الأهلي.. من هو الدكتور عاصم قبيصي وكيل وزارة أوقاف بني سويف الجديد؟بعد قذف كولر بزجاجات المياه .. إعلامي يهاجم جماهير الأهلي : هو دا رد الجميلبعد الخروج من دوري أبطال أفريقيا.. جماهير الأهلي تقذف كولر بزجاجات المياه

الأهلي يودع بطولة دوري أبطال أفريقيا

وتأهل  صن داونز إلى نهائي بطولة دوري أبطال إفريقيا؛ بعد تعادله مع الأهلي 1-1، في إياب الدور نصف نهائي دوري أبطال إفريقيا.

سجل هدف التقدم للأهلي طاهر محمد طاهر في الدقيقة 24 من عمر المباراة، وتعادل صن داونز في الدقيقة 90، بعد أن أحرز ياسر إبراهيم هدفا بالخطأ في مرماه.

وتأهل صن داونز بمجموع المباراتين؛ بعد أن تعادل دون أهداف في مباراة الذهاب؛ ليستفيد صن داونز بقاعدة الهدف بهدفين خارج ملعبه.

جاءت المباراة سريعة من جانب الفريقين، وسط حذر شديد، واعتمد الأهلي على الضغط على لاعبي صن داونز من وسط ملعبهم؛ لعدم السماح لهم بالتقدم للأمام.

واعتمد الأهلي على التقارب بين خطوطه في ظل التأمين الدفاعي القوي من صن داونز الذي اعتمد على الهجمة المرتدة التي شكلت خطورة في الدقيقة السابعة، ولكن الكرة مرت بجوار القائم للحارس محمد الشناوي.

ونجح الأهلي في التقدم عن طريق طاهر محمد طاهر الذى سجل الهدف الأول من تسديدة صاروخية سكنت مرمى صن داونز بعد تمريرة سحرية من إمام عاشور في الدقيقة 24.

وبعد الهدف؛ حاول لاعبو الأهلي استغلال الدفعة القوية بعد هدف التقدم، ولاحت فرصة أخرى للإمام عاشور الذي سددها قوية، ولكن حارس صن داونز أنقذها، لترتد إلى إمام عاشور مرة ثانية، ولكنه لعبها برأسه ضعيفة في يد الحارس.

ومرت الدقائق الأخيرة من عمر الشوط الأول بهدوء، وسط محاولات من الفريقين للتهديف، ولكنها لم تشكل الخطورة الكاملة على مرمى الفريقين.

طباعة شارك احمد موسي توديع الاهلي بطوله افريقيا بطوله افرقيا الاهلي

مقالات مشابهة

  • موقع الحرب الأمريكي: ما هي الدفاعات الجوية التي يمتلكها الحوثيون في اليمن فعليًا؟ (ترجمة خاصة)
  • الحركة الإسلامية السودانية… المأزق والغنيمة
  • جنوب السودان على شفا الحرب الأهلية
  • أحمد موسي بعد توديع الأهلي دوري أبطال أفريقيا: كفاية حرقة الدم
  • الإعلام السوداني والتحديات التي تواجهه في ظل النزاع .. خسائر المؤسسات الاعلامية البشرية والمادية
  • أبرز محطات الكهرباء التي تعرضت للاستهداف في السودان
  • حزنت جدا للمصيبة التي حلت بمتحف السودان القومي بسبب النهب الذي تعرض له بواسطة عصابات الدعم السريع
  • القابلية للارتزاق والابتزاز
  • دارفور التي سيحررها أبناء الشعب السوداني من الجيش والبراءون والدراعة ستكون (..)
  • ???? انقلاب حميدتي