وثائق استخباراتية بريطانية: روسيا تخطط لإغراق أوروبا بالمهاجرين
تاريخ النشر: 1st, March 2024 GMT
ذكرت صحيفة "تلغراف" البريطاينة، أنها اطلعت على وثائق استخباراتية توضح بالتفصيل خطط عملاء روس لإنشاء "قوة شرطة حدودية قوية قوامها 15 ألف رجل"، تضم ميليشيات سابقة في ليبيا، للسيطرة على تدفق المهاجرين إلى قارة أوروبا.
وقال مصدر أمني للصحيفة: "إذا تمكنت (موسكو) من السيطرة على طرق المهاجرين إلى أوروبا، فيمكنها التأثير بشكل فعال على الانتخابات هناك، لأنه يمكنك تقييد منطقة معينة أو إغراقها بالمهاجرين، من أجل التأثير على الرأي العام في وقت حرج".
وبحسب "تلغراف"، فإن الكشف عن تلك الخطط الروسية، يأتي في الوقت الذي من المقرر أن تكون فيه الهجرة قضية رئيسية في الانتخابات العامة في بريطانيا.
ويُنظر بالفعل، وفقا للصحيفة، إلى الفشل في السيطرة على عدد المهاجرين القادمين إلى المملكة المتحدة، على أنه "نقطة ضعف كبيرة" لرئيس الحكومة، ريشي سوناك، الذي يكافح من أجل المضي قدمًا في مخطط لترحيل المهاجرين غير الشرعيين إلى رواندا، لوقف تدفق القوارب الصغيرة عبر القنال الإنكليزي.
وقد يؤدي ارتفاع أعداد المهاجرين إلى أوروبا هذا الشتاء بأمر من الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وفق الصحيفة، إلى زيادة في عدد القوارب الصغيرة التي تعبر هذا الصيف، عندما يستغل مهربو البشر الطقس الأفضل لإرسال الأشخاص عبر القنال الإنكليزي، مما يضع سوناك تحت مزيد من الضغوط.
وتقول فرونتكس، شرطة الحدود التابعة للاتحاد الأوروبي، إنها "رأت أن روسيا تستخدم الهجرة كأداة في لعبة أكبر من النفوذ والضغط".
وحذرت الوكالة من أن اختيار بوتين المعزول بشكل متزايد، لنقل المهاجرين إلى عتبة أوروبا، سواء على طول الحدود الشرقية لروسيا أو من خلال وكلاء في الجنوب، بما في ذلك في أفريقيا، "يشكل تهديدا كبيرا للأمن في عام 2024".
يأتي ذلك وسط توترات متزايدة بين روسيا والغرب، حيث استخدم بوتين خطابه السنوي عن حالة الأمة، الخميس، للتحذير من أنه سيستخدم الأسلحة النووية إذا أرسلت دول حلف شمال الأطلسي "الناتو"، قوات عسكرية إلى أوكرانيا.
"حرب هجينة"ووفق الصحيفة البريطانية، فإن خبراء قالوا إن المرتزقة، بما في ذلك مجموعة "فاغنر" العسكرية الروسية الخاصة، "يؤججون الهجرة إلى أوروبا، من خلال زيادة عدم الاستقرار والعنف في أجزاء من أفريقيا الخاضعة لسيطرتهم، وعبر نقل المهاجرين فعليًا إلى الحدود ودعم المهربين".
وقال وزير الهجرة البريطاني السابق، روبرت جينريك، لتلغراف: "يستخدم خصوم المملكة المتحدة تدفق الناس في دول أوروبا القريبة كسلاح، كما شهدنا على الحدود بين بيلاروس وبولندا وليتوانيا عام 2021، مما يؤدي إلى تفاقم عدم الاستقرار في المغرب العربي ومنطقة الساحل".
من جانبه، أوضح نائب رئيس الوزراء الإيطالي، أنطونيو تاجاني، أن "روما لديها معلومات استخباراتية تفيد بأن المرتزقة نشطون للغاية، وعلى اتصال مع عصابات الإتجار بالبشر والميليشيات المهتمة بتهريب المهاجرين".
وألقت حكومته باللوم في زيادة عدد المهاجرين الذين يعبرون البحر المتوسط، على مجموعة فاغنر، التي تتهمها بشن "حرب هجينة".
من جانبه، رأى الباحث في مؤسسة جيمستاون، المستشار في شركة "Gulf State Analytics" بواشنطن، سيرغي سوكانكين، أن المراقبين "يميلون عادة إلى التركيز على دور القوات شبه العسكرية الروسية في دعم الأنظمة الأفريقية، وليس على تأثيرها على الهجرة".
وزاد: "إذا ألقينا نظرة على خريطتهم، سنرى أن جمهورية أفريقيا الوسطى تحتل مكانًا استراتيجيًا، مما يمنح المرتزقة الروس طرقًا إلى السودان، ومن ثم إلى المهربين في ليبيا".
وأردف: "لا يمكن فصل طرق الهجرة عن المناطق والأماكن التي تتواجد فيها مجموعة فاغنر وغيرها من القوات شبه العسكرية الروسية".
وختم سوكانكين حديثه بالقول: "قد تتزايد موجات المهاجرين غير الشرعيين من أفريقيا، لأن روسيا تخطط لإنشاء منشأة عسكرية جديدة في جمهورية أفريقيا الوسطى، مما سيمنحها نفوذًا إضافيًا فيما يتعلق بإدارة تدفقات الهجرة من أفريقيا جنوب الصحراء وليبيا نحو الاتحاد الأوروبي".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: المهاجرین إلى
إقرأ أيضاً:
العالم يتغير بعد الحرب الأوكرانية: أوروبا قد تخسر أمريكا.. والصين تربح روسيا
فى مذكراتها التى صدرت فى بداية الشهر الحالى تحت عنوان «الحرية: مذكرات ١٩٥٤-٢٠٢١»، تعترف المستشارة الألمانية السابقة «أنجيلا ميركل» أنها كانت تتمنى فوز كل من «كامالا هاريس» و«هيلارى كلينتون»، فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية أمام الرئيس الأسبق والمنتخب من جديد «دونالد ترامب».
السيدة السياسية الألمانية الأولى كانت تتمنى فوز السيدات اللاتى رشحهن الحزب الديمقراطى فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية فى ٢٠١٦ و٢٠٢٤ ضد المرشح الجمهورى. ربما لتوافق الرؤى السياسية معهن، ربما لأمل خفى فى رؤية مزيد من التمكين السياسى للمرأة، كما حدث معها، فى قلب صناعة القرار الدولى. ربما حتى لتوافقها الواضح مع الرؤساء الأمريكان الذين ينتمون للحزب الديمقراطى، والذى يصل إلى حد الصداقة مع الرئيس الأسبق «باراك أوباما»، ونائبه الذى أصبح رئيساً فيما بعد «جو بايدن».
لكن الناخب الأمريكى لم يهتم على ما يبدو بما تتمناه المستشارة الألمانية السابقة، واختار فى المرتين أن يدلى بصوته لمن رأى أنه يعبر عن طموحاته ويدافع عن مصالحه، فجاء الرئيس «دونالد ترامب» فى المرتين محمولاً على أعناق أنصاره، ليضع ألمانيا وأوروبا كلها أمامه فى مواقف لم تعهدها من «شركائها» الأمريكان من قبل، ويفرض على «ميركل» وغيرها من زعماء الاتحاد الأوروبى ضرورة مراجعة شروط التحالفات بين أوروبا وأمريكا (بما يحقق مصلحة أمريكا كما يراها أولاً)، خاصة فيما يتعلق بمواجهة التهديد الأهم: روسيا.
يسرا زهران