هل تنبأ عراف هولندي بمصير غواصة دكار الإسرائيلية؟
تاريخ النشر: 1st, March 2024 GMT
لا يزال مصير غواصة "دكار" الإسرائيلية غامضا، رغم مرور سنوات كثيرة على اختفائها، ومحاولات البحث الشاقة عليها أو الحصول على أي معلومات متعلقة بها.
وبحسب "روسيا اليوم"، تنبأ عرّاف هولندي بالمصير الغامض لغواصة "دكار" الإسرائيلية، التي اختفت منذ 26 كانون الثاني/ يناير لعام 1968، قادمة من بريطانيا وعلى متنها طاقمها المكون من 69 بحارا.
وأجاب العراف الذي اشتهر باكتشاف السفن الغارقة، عن مصير "دكار" قائلا إنها "في قاع البحر في المنطقة الواقعة غرب جزيرة قبرص، وإنها ربما أغرقت بواسطة طوربيد".
وأبلغ قائد الغواصة الإسرائيلية "دكار" الرائد يعقوب رعنان فجر 25 يناير عام 1968 قيادته أنه سيصل قبل الموعد المحدد، وكان ينتظر أن يعاود الاتصال في غضون 6 ساعات إلا أن ذلك لم يحدث.
مقر البحرية الإسرائيلية حاول مرارا ربط الاتصال بالغواصة الإسرائيلية، إلا أن الغواصة لم تعد تجيب، ولم تصدر عنها إشارات استغاثة، وفي نفس اليوم أعلنت البحرية الإسرائيلية أنها فقدت الغواصة "داكار".
الغواصة المفقودة كانت انطلقت في 9 يناير عام 1968 بعد توديعها في احتفال رسمي من قاعدة "بورتسموث" البحرية البريطانية متوجهة إلى قاعدتها في ميناء حيفا، وكانت هذه الغواصة ضمن ثلاث غواصات تعمل بالديزل اشتريت من بريطانيا بهدف تجديد أسطول الغواصات الإسرائيلية.
"داكار" ليست بالغواصة الجديدة، وكانت أنزلت إلى الماء في 28 سبتمبر عام 1943، وخدمت في سلاح البحرية البريطانية حتى عام 1964 وتحمل الاسم "إتش إم إس الطوطم"، لكنها في ذلك الوقت لم تشارك في الحرب العالمية الثانية.
قاد الغواصة "داكار" يعقوب رعنان، ويوصف بأنه ضابط متمرس في سلاح الغواصات وأنه شارك مع طاقمه في عدة مناسبات في مهمات قتالية وتدريبية في أعماق البحر، وكان ينتظر أن يصل بها إلى ميناء حيفا في 4 فبراير 1968.
رست الغواصة الإسرائيلية في جبل طارق في 14 يناير للتموين والاستراحة ثم واصلت طريقها في رحلتها الأولى تحت العلم الإسرائيلي، وواجهت ليلة 24 – 25 يناير طقسا ممطرا مصحوبا برياح شمالية قوية وأموج قوية.
بعد أن تجاوزت جزيرة كريت، اتصل قبطان الغواصة "داكار" يعقوب رعنان صباح يوم 24 يناير بقاعدته في حيفا، وأبلغها بإحداثيات موقعه بدقه، وفي فجر اليوم التالي اتصل معلنا أن غواصته ستصل قبل الموعد المحدد، ثم فقد أثر الغواصة تماما.
منذ صبيحة 26 يناير انطلقت عمليات البحث الإسرائيلية عن الغواصة المفقودة في منطقة شاسعة من وسط وشرق البحر المتوسط، وشاركت فيها 38 سفينة تابعة للبحرية الإسرائيلية والولايات المتحدة وبريطانيا. عمليات البحث استغرقت أكثر من ألفي ساعة، كما نفذت طائرات سلاح الجو الإسرائيلي 105 طلعة جوية، إلا أن كل ذلك لم يسفر عن شيء.
اقتربت آمال العثور على الغواصة من الصفر يوم 30 يناير، واكتملت عمليات البحث الدولية مساء يوم 31 يناير، وعادت جميع سفن وطائرات الدول المشاركة في العملية إلى قواعدها.
خلال اجتماع حكومي بهذا الشأن يوم 28 يناير 1968، صرّح قائد البحرية الإسرائيلية، الأدميرال شلومو أريل بأن الأمل ضئيل في العثور على الغواصة سليمة، كاشفا عن تبادل لاسلكي غامض مع الغواصة بعد اختفائها.
قال الأدميرال: "يوم الخميس (25 يناير) الساعة 12:25 تم ربط اتصال توقف في المنتصف. اتصلت بنا داكار، وسألت كيف تستمعون إلينا. أجبنا نسمعكم بشكل جيد، وبعد ذلك انقطع الاتصال. قررنا أنها كانت مشكلة فنية بسيطة. في ذلك الوقت، كان البحث قد بدأ بالفعل، وكان ذلك مشجعا لنا".
الغواصة المفقودة حاولت مرة أخرى الاتصال بقاعدتها في 26 يناير، الساعة 17:55، وبعثت الرسالة الأولى بشفرة مورس بنص عادي، ولكن عندما اضطر مشغل اتصالات الراديو إلى التبديل إلى رمز سري، تم قطع الاتصال.
أثار هذا الأمر المزيد من الشكوك في أن جهة ما تحاول اللعب مع قيادة البحرية الإسرائيلية، لإرباك عمليات البحث وتشتيت الجهود الجارية للعثور على الغواصة المفقودة.
قائد البحرية الإسرائيلية علق على ذلك بعدم استبعاده أن تكون الغواصة قد أغرقت من قبل العدو، مشيرا إلى أن هذا الاتصال اللاسلكي الذي جرى ربما كان بهدف التضليل.
الأرشيف الإسرائيلي رفع السرية في عام 2013 عن 16 وثيقة مرتبطة بغرق الغواصة "داكار"، ومنها يظهر أن خبراء سلاح البحرية الإسرائيلية نظروا في ثلاثة أسباب محتملة لغرق الغواصة، وهي خطأ من الطاقم أو عطل فني، أو تدخل أسطول معاد (قد يكون مصريا أو سوفيتيا) أو نتيجة تصادم مع مركبة بحرية أخرى.
الغواصة الإسرائيلية المفقودة لم يعثر على حطامها إلا في مايو عام 1999، ونجحت في هذه المهمة التي كلفت الإسرائيليين مليون ونصف المليون دولار، شركة "نيوتيكوس" الأمريكية الخاصة التي كانت انتشلت مقتنيات من سفينة " تيتانيك" الغارقة.
عثر خبراء هذه الشركة ما تبين أنها بقايا الغواصة "داكار" في منطقة بين جزيرتي كريت وقبرص على عمق ثلاثة آلاف متر، وتم رفع قطعة من هيكل الغواصة العلوي وضعت في متحف البحرية الإسرائيلية.
احتمال تدمير الغواصة التي كانت في السابق تسمى "الطوطم" من قبل دولة معادية، قيل عن البيانات التي تم الحصول عليها بواسطة المسوحات التي أجريت في أعماق البحر نفتها تماما، وتبين أن هيكل "داكار" الخارجي لم يتضرر بفعل إصابة قذيفة أو انفجار لغم، بل نتيجة للاصطدام بقاع البحر.
احتمال إغراق المصريين أو السوفييت للغواصة "داكار" استند إلى رواية افترضت أن قبطان الغواصة الإسرائيلية، ربما أراد استغلال ما توفر من وقت زائد للاقتراب من الساحل المصري والتقاط صور للمنشآت العسكرية بميناء الإسكندرية.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي من هنا وهناك المرأة والأسرة حول العالم حول العالم غواصة دكار دكار الاحتلال غواصة غموض حول العالم حول العالم حول العالم حول العالم حول العالم حول العالم سياسة سياسة من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة البحریة الإسرائیلیة عملیات البحث
إقرأ أيضاً:
ديمقراطية المشاركة الشعبية
نوفمبر 6, 2024آخر تحديث: نوفمبر 6, 2024
د. محمد وليد صالح
كاتب عراقي
بعد ان كانت وسيلة الإنسان للتعبير عن نفسه ووسيلة للتفاهم والتخاطب مع الآخرين، توفرت مجموعة من الوسائل التي تساعد على اجتياز هذه الهوة، وكذلك تقدم الحضارة الإنسانية وما توصلت إليه من تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وأصبحت العملية الاتصالية ليست عملية انسياب المعلومات والأفكار في اتجاه واحد وإنما عملية تنمية اجتماعية، وغالباً ما يقرن تقدم المجتمع بهذه العملية وان نجاحها يقدر بمدى التطور الذي أحرزه.
واصبحت وسائل الاتصال المقروءة والمسموعة والمرئية صناعات واستثمارات إعلامية قائمة بذاتها، وتمثل جزءاً مهماً من هياكل مؤسساتنا الحكومية وغير الحكومية، ولذلك ينبغي ان تأخذ تلك الوسائل بعداً جديداً يختلف عن البعد التقليدي الذي درجت عليه فتصبح أداتاً للتواصل الاجتماعي، فضلا عن دورها في نقل المعلومات التي تنساب في اتجاهين (عملية الاتصال المزدوج)، من المصدر الى المتلقي ثم تبادل الأدوار بينهما فيصبح المتلقي مصدراً، وبالتالي تتحول الى تفاعل في تقديم وعرض الأفكار والآراء والمشكلات والخبرات والتجارب، لكي تكون أكثر إقناعاً وقدرة على تحقيق مزيداً من التطور في المجتمع.
إذ إنَّ الديمقراطية أحد المبادئ التي تحقق موضوعية الإعلام، التي تتيح الفرصة لكي يؤدي وظيفته الاجتماعية، وتقوم على ثلاث ركائز هي (الحق في الاتصال، الحق في الانتفاع، الحق في المشاركة).
فالحق في الاتصال من الحقوق الطبيعية للفرد في ان يتصل بغيره من الأفراد ويتبادل معهم المعلومات والأفكار، وثم حاجة الجماعة لتتصل بعضها بالبعض الآخر لتحقيق الأغراض ذاتها. ويضم (حق الرد) إلى عناصر (الحق في الاتصال)، بمعنى الحق في تصميم أو تعديل المعلومات التي أسندت إلى فرد أو مؤسسة أو مجتمع بعينه، وكما هو معروف ان مجموع العناصر وارتباطها معاً في مفهوم جديد من شأنه ان يعطي لها بعداً آخر، ولعل من أهمها الحق في الانتفاع والمشاركة.
أما الانتفاع فيشير إلى ان تكون وسائل الاتصال والمعلومات متاحة لكل فرد من أفراد المجتمع، ولا تقتصر على سكان مدينة دون سواها، ولايختص بها المتعلمون دون غيرهم، ولكن المقصود هو إتاحة الوسائل وتوفير فرص الانتفاع بها للأفراد لكي يتواصلوا فيما بينهم، بمعنى توفير الوسائل وفرص التعبير لكل المجتمعات التي تربطها عوامل تحدد ذاتها سواء أكانت جغرافية أم مهنية.
وتأتي المشاركة لتحقيق اكبر قدر في العملية الاتصالية، إذ لايقتصر دور الأفراد على مجرد التلقي للرسائل الاتصالية الموجهة اليهم، بل يمتد ليصل إلى مستوى المشاركة الايجابية فيها، والتي من شأنها زيادة فعاليتها وقوة تأثيرها، فهي التي تضمن استجابة الرسائل والوسائل للاحتياجات الثقافية للجمهور ولا تنعزل عنه، فضلاً عن دعم الجسور القائمة بين القائمين بالاتصال والمتلقين، الأمر الذي يزيد من قدرتها الاقناعية، بمعرفة الجمهور وتحري رغباتهم واحتياجاتهم ومتابعة ما تتركه فيهم من آثار، وكذلك النتائج التي تتمخض عنها عند وضع السياسة التي تسير وفقها وسائل الاتصال، وصياغة ما تحمله من رسائل تمثل شكل غير مباشر من أشكال المشاركة الشعبية.