عصب الشارع
صفاء الفحل
بعد النكسة التي تعرضت لها مصر، لعب الفن دورا كبيراً في إعادة تماسك الشعب المصري وليس هذا فحسب فقد لعب الفن دوراً وطنياً في كافة الحروب والمحن التي تعرضت لها بعض دول العالم فالفن رسالة سامية لها دور في تماسك الأمة خلال الإحن. والفنان شخصية محوريه في إعادة زرع الأمن والأمان لذلك فان اليونسيف دائما ماتختار رسل السلام والمحبة من الفنانين وقد تم منح الفنانة نانسي عجاج هذا الوسام وقد صادف موقعه تماما.
وكنا نسخر من المعزول البشير ونسميه بالرئيس الراقص حيث كان يختم خطاباته دائما بالرقص حتي وإن كان على أشلاء الموتي في غرب البلاد أو الشباب في طرقات الخرطوم ولكن يبدو أننا أيضاً ما زلنا نعيش أمراض ذلك الزمن البغيض وتلك الثلاثين عاماً العجاف ولسنا بأفضل منه كثيراً ، ومن العيب أن نتحول مثله إلى شعب راقص خارج الوطن وأهلنا هناك يعانون الموت والجوع و التشرد، حيث تحول كل اللاجئين بكل أسف إلى شعب راقص رغم هذه الظروف القاسية التي يعاني منها الوطن وأن نجد الإعلان عن حفلات ترفيهية لفنانين سودانيين في كافة دول اللجوء بلا حياء أو خجل ودون مراعاة لظروف إخوة وأهل لهم بالداخل يعانون الموت في كل لحظة والجوع والمرض والتشرد يحيط بهم.
في الوقت الذي يتداعي فيه كل العالم لانقاذ اطفال السودان الجوعى في معسكرات اللجوء وتقول المنظمات العالمية أن السودان سيشهد قريبا واحده من أسوأ المجاعات التي شهدها العالم والأمراض تفتك بالبسطاء الذين لاحول لهم ولاقوة في قري ومدن البلاد المحاصرة، في ذات الوقت يجوب بعض أنصاف الفنانين والفنانات والقونات الدول التي لجأ اليها الهاربين من جحيم الحرب خاصة مصر ودول الخليج لتقديم حفلات غنائية راقصة ولم نسمع بفنان سوداني واحد قاد مبادرة انسانية لدعم أهله المحتاجين إليه في هذا الظرف الصعب.
وليس هذا فحسب بل تمدد الأمر ببعض القونات الي عدم حتى الإهتمام بما يدور داخل الوطن من قتل ودمار، والانشغال بالردحي والشتيمة واشراك حتى ابناءهم في ذلك بينما إنشغل أشباه الرجال منهم بالميك اب والمكياج ومن خلال شبكات التواصل بلا خجل أو حياء بينما ما خفي كان أعظم ولا يمكن نقله من خلال العمود حتي لا ننشر غسيلنا الوسخ للعالم فان كان لا حياء لدي هؤلاء فإننا نخاف على سمعة هذا الوطن الجريح اصلا.
الصدمة أننا كنا نتوقع أن يقدم الفن والفنانين مايدفع جهود إيقاف هذه الحرب اللعينة ويقدموا ما يرفع العناء عن أهلهم في هذه المرحلة الحرجة بدلاً عن هذا الهرج والسخف الذي يقدمونه والسعي لإستغلال هذا الظرف للثراء وجمع المال والإنشغال بتوافه الامور ..
وعيب والله عيب قوتات ومبدعي الوطن ..
والثورة ستظل مستمرة ..
والقصاص يظل أمر حتمي ..
والرحمة والخلود للشهداء
الجريدة
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
فاينانشال تايمز ترصد الاقتصادات الصاعدة التي ولدت خلال الأزمة المالية
نشرت صحيفة "فاينانشال تايمز" تقريرًا يناقش كيف تؤدي الأزمات المالية إلى إصلاحات اقتصادية تُمهّد للتعافي في بعض الدول الناشئة، مشيرًا إلى أن العديد من البلدان النامية اضطرت إلى تبني سياسات تقشف صارمة بعد الجائحة، مما أدى إلى تحسن الأسواق المالية وتقليص العجز فيها.
وقالت الصحيفة، في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن ظهور علامات التباطؤ في الولايات المتحدة الأمريكية والهند وغيرهما من النجوم الاقتصادية الحديثة جعل الكثيرين يبحثون عن قصص النمو الواعدة القادمة.
وأشارت الصحيفة إلى أن الركود التضخمي في السبعينيات أدى إلى إصلاح السوق الحرة في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والصين، وألهمت الانهيارات التي شهدتها الدول الناشئة في الثمانينيات والتسعينيات الموجة الكبيرة التالية من التجديد، من البرازيل إلى المكسيك وروسيا وتركيا. واليوم، نجد أيضًا تغييرات مدفوعة بالأزمات نحو الأفضل في جميع أنحاء العالم.
فقد أدت أزمة منطقة اليورو في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين إلى إجراء إصلاحات، بالأخص في إسبانيا واليونان. ومؤخرًا، فرضت صدمات الجائحة عملية تطهير مالي في العديد من الدول الناشئة، بما في ذلك الأرجنتين وجنوب أفريقيا ونيجيريا وسريلانكا؛ حيث يظهر الانتعاش في جميع هذه الدول مع ارتفاع أسواق الأسهم وتحسن ظروف الائتمان.
وأوضحت الصحيفة أن هذه البلدان اضطرت إلى الإصلاح وضبط ميزانيتها لأن مواردها المالية كانت مرهقة للغاية بسبب الجائحة، مما أدى إلى تحقيق أرباح في الميزان الأولي - وهو مقياس رئيسي للعجز الحكومي الذي يركز على الإنفاق فقط - وهي في طريقها الآن لتحقيق فائض أولي للمرة الأولى منذ أواخر العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
وحسب الصحيفة، فإن كل دولة لها أسلوبها الخاص في ضبط النفس؛ حيث فرضت اليونان تخفيضات في الإنفاق وزيادات ضريبية كبيرة بما يكفي لعكس سجل من التخلف المزمن عن السداد يعود إلى تأسيسها كدولة مستقلة.
أما إسبانيا فقد خفضت مزايا المتقاعدين، وحولتهم لواحدة من أكثر فئات السكان فقرًا في أوروبا، لكنه نهج أدى إلى انخفاض العجز والدين بشكل كبير. ونظرًا لصعوبة استقطاب المواهب في عالم يتقدم في السن، فإنها ترحب بالمهاجرين في الوقت الذي تغلق فيه الكثير من الدول الأوروبية أبوابها، وخففت من قواعد التوظيف والفصل من العمل والعمل بدوام جزئي.
وأضافت الصحيفة أن سريلانكا، التي تخلفت عن سداد ديونها في سنة 2022 وسط أسوأ أزمة اقتصادية لها على الإطلاق، قامت بإعادة هيكلة نظامها بشكل جذري؛ حيث ألغت جميع الإعانات وفرضت ضرائب أعلى على الممتلكات والثروات الموروثة وصناعة القمار.
وخفضت نيجيريا أيضًا دعم الوقود ورفعت الإيرادات الحكومية عن طريق زيادة إنتاج النفط، وعملت البلاد على استقرار عملتها المتذبذبة من خلال السماح بتداول النيرة بحرية أكبر في الأسواق العالمية والقضاء إلى حد كبير على السوق السوداء المحلية.
واعتبرت الصحيفة أن الحالة الأكثر إثارة للاهتمام هي عملية "فولندليلا" في جنوب أفريقيا، وهي كلمة من الزولو تعني "مسح الطريق"؛ حيث صُممت هذه العملية لإزالة العوائق في أنظمة السكك الحديدية والطرق والمياه والطاقة الكهربائية، مما قلل بشكل كبير من حالات انقطاع التيار الكهربائي المزمن.
والهدف من كل ذلك هو تعزيز الإنتاجية - وهي مفتاح النمو المستدام على المدى الطويل - بدلاً من الاستمرار في تعزيزها بشكل مصطنع بالإنفاق الحكومي. ومن المقرر أن يرتفع نصيب الفرد من الدخل في جميع هذه الدول بعد انخفاضه أو ركوده لسنوات، وقد بدأت أسواق الأسهم في هذه البلدان تعكس هذا التحول الإيجابي؛ حيث تفوقت على المؤشر العالمي بنسبة 20 بالمائة خلال السنتين الماضيتين، وكانت الأرجنتين وسريلانكا هما السوقان الأفضل أداءً في العالم من حيث القيمة الدولارية خلال هذه الفترة.
وأفادت الصحيفة أن التصنيفات الائتمانية السيادية لهذه الدول اتجهت إلى الارتفاع باستثناء جنوب أفريقيا ونيجيريا، لكن الأنباء المتداولة تشير إلى أن الدولتين قد تكونان في طريقهما إلى رفع التصنيف الائتماني أيضًا.
ولا تقتصر هذه القائمة على تلك الدول؛ حيث تشمل الدول الأخرى التي تقوم بالإصلاح تحت الضغط تركيا ومصر وباكستان، وتعد ألمانيا هي أحدث مثال على "دائرة الحياة": فقد كانت ألمانيا نموذجًا يُحتذى به قبل 10 سنوات، ثم تهاونت وسقطت في حالة من التدهور، وبحلول الأسبوع الماضي كانت تبذل جهودًا كبيرة للإصلاح لدرجة أدت إلى رفع معنويات السوق في جميع أنحاء أوروبا.
وختمت الصحيفة التقرير بأن أيًا من تجارب هذه الدول الناشئة لا تخلو من العيوب؛ فمن المتوقع أن يتضاعف النمو في جنوب أفريقيا ثلاث مرات في السنوات القادمة، ولكن بنسبة 2 بالمئة فقط، وهي نسبة بعيدة كل البعد عن الإبهار. لكن هناك ميلًا انعكاسيًا للعثور على أخطاء أي بلد وقيادته، خاصة في عصر تتفشى فيه السلبية والاستقطاب الشديد.