تعلموا من الاثيوبيين الوحدة الوطنية والانتصار علي العدو .. ليس بالكلام انما بالعمل معا !!
تاريخ النشر: 1st, March 2024 GMT
**سر انتصارنا هو وحدتنا الوطنية في معركة “عدوة"
**عمر سمتري من الاقليم الصومالي "لقد رأيت بأم عيني عدو بلدي يتعرض للدهس من قبل الأبطال"
**ما هي الدورس التي يمكن ان تفيد الدول العربية التي لديها دين واحد ولغة واحدة .. وأهل غزة يموتون جوعا ؟!!
**كتب التاريخ أن معركة "عدوة" واحدة من أعظم المعارك بين إفريقيا وأوروبا الإستعمارية.
ايوب قدي رئيس تحرير صحيفة العلم الاثيوبية
ذكرى معركة "عدوة" الشهيرة التي حققها المحاربون التقليديون الإثيوبيون من المزارعين والرعاة كل من الرجال و النساءوهو نصر وعز وشرف علي جيش الإيطالين المسلحين بأسلحة حديثة ومتقدمة في معركة "عدو" المجيدة في شمال اثيوبيا . . وقعت في يوم 1 مارس 1896م عندما حاولت إيطاليا غزو إثيوبيا في محاولة للتحكم بمدخل البحر الأحمر، وقد كانت لهذه المعركة أهمية كبرى في الصراع بين القوى الإستعمارية على أفريقيا آنذاك، حيث أصبحت لبريطانيا سيادة شبه كاملة على البحر الأحمر وشرق إفريقيا، دون منافسة حقيقية من الدول الإستعمارية الأخري.
قد كفلت التوازنات السياسية بعد الحرب إستقلالاً فريداً من نوعه لإثيوبيا، إذ كانت الدولة الوحيدة بجانب (ليبيريا) المحافظة على إستقلالها في أفريقيا.
ونتائج تلك المعركة جعلت الأثيوبيين ذات سيادة كاملة لإثيوبيا ،وليس فحسب بل اصبحت للدول الافريقية مفتاح التحرر والنصر وأيضا رمزا للقارة السوداء في جميع أنحاء العالم.
**ترجمة خاطئة تشعل فتيل الحرب
بعد مؤتمر برلين سنة 1885 سال لعاب القوى الاستعمارية الأوروبية على تقاسم التورتة الإفريقية، من أجل توسعاتهم الاستعمارية، وعليه وقعت إيطاليا مع ملك إثيوبيا اتفاقية أوتشيالي في الـ2 من مايو 1889 التي كانت تهدف لتعزيز أواصر التعاون بين البلدين لا سيما في المجالات العسكرية.
شهدت الاتفاقية حالة نادرة من الأخطاء اللغوية التي كانت بمثابة شرارة الحرب بين إيطاليا وإثيوبيا، حيث اشتملت على بند يتعلق بإمكانية استعانة الإمبراطورية الإثيوبية بروما في العلاقات الخارجية، إلا أن الإيطاليين ترجموها على أنها إلزام على إمبراطور إثيوبيا الاستعانة بالحكومة الإيطالية في علاقته مع الحكومات الأخرى وهو ما أثار غضبه ليعلن فسخ الاتفاقية نهائيًا عام 1893.
الانسحاب الإثيوبي من الاتفاقية جرح كبرياء الإمبراطورية الإيطالية التي حشدت قواتها على الفورمن أجل التقدم إلى الداخل الحبشي بعدما كانت متمركزة في ساحل البحر الأحمر بإريتريا، لتقع بعدها العديد من المعارك الهامشية بين جيشي البلدين، على رأسها معركة امبالاجي (Amba Alaghe) التي وقعت في الـ7 من ديسمبر من نفس العام.
في تلك المعركة حاصر قرابة 30 ألف جندي إثيوبي وحدة عسكرية إيطالية صغيرة مكونة من نحو 2500 فرد، وقد تمكنوا من القضاء على نصفها تقريبًا فيما سقط النصف الآخر أسرى ورهائن، الأمر الذي أثار حفيظة الإيطاليين الذين استعانوا بحشود قوية إضافية استعدادًا لمعركة الثأر والانتقام.. وهنا كانت معركة عدوة الشهيرة.
**هزيمة عسكرية لقوات اوروبية
كانت معركة "عدوة" أول هزيمة عسكرية مؤثرة لقوة إستعمارية أوروبية على يد قوة غير أوروبية منذ بداية الإستعمار، وقد أثرت كثيراً على معنويات سكان المستعمرات، حيث قضت على أسطورة أن الأوروبي لا يُقهر، مما ألهب الشعور الوطني لدى الشعوب المحتلة، ومنحها الثقة بأن المقاومة ممكنة والتحرير مستطاع. محمد عبد الرحمن الناير في مقالة تحت عنوان " معركة "عدوة" وهزيمة الإيطاليين "
أظهرت معركة "عدوة" الحجم الحقيقي لإيطاليا كقوة إستعمارية مما دفعها للتخلي عن كثير من أحلامها في إفريقيا.
لقد إستقال رئيس الوزراء الإيطالي "فرانشيسكو كرسبي" بعد عشرة أيام فقط من سماعه أنباء الهزيمة الساحقة لقوات بلاده، وقد وثّقت كتب التأريخ أن معركة "عدوة" واحدة من أعظم المعارك بين إفريقيا وأوروبا الإستعمارية.
في تلك الفترة كان الإستعمار الأوروبي للقارة السمراء على أشده، فخاض الإثيوبيون معارك ضارية ضد كل من بريطانيا ومصر وإيطاليا، وحتى السودان الذي كانت تحكمه الثورة المهدية.
اليوم تحتفل اثيوبيا بذكرى الانتصار في معركة "عدوة’’ الـ 128 التي حقق فيها الشعب الإثيوبي أعظم نصرعلى إيطاليا عرفته القارة الإفريقية في تاريخها الطويل على الإستعمار الغربي وهو النصر الذي هز المستعمر الغربي وزلزل الأرض تحت أقدامه ,وكذلك الدول الأوروبية التي كانت تستعمر البلدان الإفريقية في تلك الفترة.
وفي نفس الوقت أعاد هذا النصر للبلدان الإفريقية الثقة بنفسها وبقدرتها وشجعها على مواجهة الإستعمار الغربي والدفاع عن وطنها وأرضها من اجل الحرية والإستقلال عن الاستعمار الغربي في ذلك الوقت .
تعتبر معركة "عدوة"من بين أهم مراحل النضال و الكفاح التحرري الذي قاده الشعب الإثيوبي في نهاية القرن التاسع عشر ضد الاستعمار الإيطالي الذي أراد السيطرة على المنطقة واستنزاف ثرواتها واستعباد شعبها.
مع احتفالنا بيوم النصر الـ 128 بــــ"عدوة"، لا يجب إحياء ذكرى النصر في ساحة المعركة فقط ، ولكن أيضًا الحفاظ على تراث "عدوة"، وأن نفهم تمامًا أن سر انتصار الاثيوبيين هو الوحدة الوطنية في معركة "عدوة"، التي أثبتت أن الأفارقة لم يكونوا أبدا لقمة سائغة لأي استعمار غربي في القرن التاسع عشر، ويعتبر كثير من الأفارقة هذه المعركة رمزا للصمود الأفريقي ككل في وجه المستعمر ورمز التحرر .
اعتبرالإيطاليون إلغاء منليك الثاني لمعاهدة وتشيلي بمثابة إعلان للحرب عليهم لذلك أعلنوا الحرب من جانبهم ضد الحبشة و اخذوا يزحفون على إقليمي الامهرا و تجراي و أعلن (باراتيري) القائد الإيطالي ضم إقليم تجراي لاريتريا ، وقصد الايطاليون "عدوة" وتقدموا نحو أكسوم فقوبلوا بمقاومة عنيفة عند تقدمهم تجاه هذه المدينة المقدسة لدى الاثيوبيين .
مما لا شك فيه إن سر نجاح إثيوبيا هو وحدة وحرية والقيم الوطنية عند الاثيوبيين . وانتصار معركة "عدوة" هي ملحمة مشتركة حيث وقف الإثيوبيون معا من أجل سيادة بلدهم وكرامة الشعب من كل الاقاليم الاثيوبية والسود في انحاء العالم وبذلك اصبحت معركة "عدوة" فخر لجميع السود خارج إثيوبيا.
وفي مقابلة مع صحيفة -العلم- قال الدكتور آدم كامل الكاتب والباحث في العلاقات الإثيوبية -العربية ان المعيار الأساسي للإنتصار في كل المعارك دائما ليست القوة العسكرية والمعدات الحديثة بل حب الوطن بالدرجة الأولى والوحدة والتلاحم وتحمل المسؤولية والاستعداد للدفاع عنه بكل ما أوتي الإنسان من قوة معنوية ومادية خدمة لمصالح وسمعة وكرامة البلاد.
واضاف ان هناك أيضا معايير دينية ووطنية واقتصادية واجتماعية ,والمعيار الأساسي في الإسلام كان الدفاع عن العقيدة الإسلامية وهي أساس الإنتصار للمعارك التي خاضها الرسول عليه الصلاة والسلام .
ومن جانبه قال الباحث زاهد زيدان الهرري في مقابلته مع صحيفة –العلم- الاثيوبية: بعد إنضمام مناطق الشرقيه في البلاد إلى إثيوبيا الحديثة بعد وقت قصير قامت معركة "عدوة" بين الإمبراطور منليك الأول و المستعمر الإيطالي فتم الإستنفار للحرب مع العلم العلاقات لم تكن على احسن حال بين منليك و أهالي شرق البلاد(هرر و الصومال و عفر) لكن النداء الوطني كان أكبر من كل هذه العقبات فقد تم رهن دخل الضرائب لمدينة هرر تحت الطليان التي تعد بأربع مليون ليرة إيطالي في ذاك الوقت وقد رفض المجتمع في شرق البلاد من التسليم للمستعمر وتم إنشاء كتيبه قدرها أكثر من عشرين ألف مقاتل تحت قيادة المجاهد عبديسا و المجاهد محمد حنفري بأكثر من خمس عشر مقاتل و المجاهد الإمام الغازي بحوالي إحدى عشر ألف مقاتل وقد انطلقو من شرق البلاد إلى شمالها وكان معهم معونة غذائية كفت كل الجيش لأكثر من أسبوع والغريب في ذالك الوقت توحد جميع نسيج المجتمع تحت لواء القائد الذي كانو يروه كعدو في الأمس القريب لكنهم فضلو علو الوطن و مصلحته و سيادته على كل المشاكل التي كانت بينهم و ان الوطن فوق الجميع وتركو الخلافات وراء ضهورهم وان الوطن فوق الجميع فلي مسلمي الشرق الأثر الكبير في تجاوز هذه المحنه وقد كان لهم الفضل بعد الله في تغير نتيجة الحرب ولا ننسى المجاهد طلحة جعفر و كتيبتة العظيمة التى إنطلقت من ولو وآخرين أيضا مثل كتيبتة الخيالة المحمدية التي خرجت من أوروميا.
والقائد عبدالرحمن من سلطنة- اوسا – في الاقليم العفري شارك مع فيلق كامل في المعركة وأيضا القائد بيتعا شارك بقيادة فرقة عسكرية كاملة وهنالك الكثير من القيادات والالاف الجنود شاركوا في هذه المعركة من الاقاليم العفري .
ومن أبرز الأبطال الذين شاركوا في معركة عدوا المجيدة الدجاماش عمر سمتر الذي ولد عام 1871 في منطقة أوجادين وتربى وترعرع هناك وفقًا للعادات والتقاليد المحلية في الصومال و أمضى طفولته في قراءة القرآن والكتب الدينية والثقافية والتاريخية .
وشغل منصب خليفة السلطان علي يوسف لمدة 23 عامًا م في الصومال و برز في موقف الدفاع عن الوطن ،كما شارك مع المقاتلين الصوماليين الذين شاركوا في معركة "عدوة "المجيدة ذكرى الإنتصارات على العدو الغاشم بفضل المقاتلين الصوماليين الشجعان الذين سافروا من هرر إلى "عدوة "راكبين جمالهم ،كما حققوا الإنتصارات في صحراء أوجادين بقيادة دجاماش عمر .
وذكر المؤرخون أن فيتوراري عمر سمتر بطل قاتل بشجاعة وروح وطنية في غورلاغوبي وكوراهي وهانيلي وجميع ساحات القتال التي شارك فيها.
في الصفحة 314 من كتابه ، يقتبس واللين إمرو من عمر سمتر قوله لقد رأيت بأم عيني عدو بلدي يتعرض للدهس من قبل الأبطال. أنا فخور لكوني سليل الإثيوبيين الذين يأتون من كل حصن ورأيت أطفالهم يقطعون رؤوس الإيطاليين في أوجادين. ما زلت فخور بكوني من أبناء هذا الشعب الباسل
وذكر أباغدا حسين مختار المقيم في منطقة روبي أرسي بأن أبرز المشاركين الذين ناضلواضد الإيطاليين أمثال عبديسا آغا ،وغبيوجرمو،وبلاي زلقي ،وهفتي جورجس ، وهو يعتبر الرجل الثاني بعد منليك الثاني في محاربة العدوالغاشم ،وأبونا بطروس وهوالذي شنقه الجيش الإيطالي وهو رفض الخضوع والإركاع للإيطاليين و لذكراه تم نصب تمثال له في جورجس حتى يكون ذكراه في قلوب الأجيال القادمة وهو رمز لوحدة الأثيوبيين والدفاع عن الوطن والحفاظ على كرامة البلاد .
وقال الشيخ محمد درسا رئيس مجلس الأعلى في إقليم عفر في احدى مقابلاته مع صحيفة -العلم - إن الأثيوبيين ناضلوا ضد الإستعمار ووقفوا صفا واحدا بدون أن يقسموا أنفسهم بالقوميات والقبلية والمناطق . بل ذكروا محاسن ابطال كل الشعوب الاثيوبية الذين بذلوا النفس والنفيس ودمائهم الغالي لأجل تحرير بلادهم عن الإستعمارالغربي ، علما أن إقليم عفر وموقعة الذي دارت فيه المعركة تعتبر من اقرب المناطق إلى إقليم عفر ولذا لاشك أن مشاركة العفريين في هذه المعركة الكبيرة بكل بطولة وبسالة يذكرها دائما التاريخ .
وأكد الشيخ محمد أن معركة "عدوة" كانت انتصارا لأفريقيا ومصدر إلهام لشعوب القارة من أجل التحرر وكسر شوكة المستعمر ،كما دعا الشيخ الأجيال الصاعدة إلى الاستفادة من تجربة معركة “عدوة” في الحفاظ على الأمن والاستقرار في إثيوبيا، وقال: “يجب أن نعمل من أجل التكامل والمضي قدما معا في مجال تنمية بلادنا”، مشيرة إلى أن سر الانتصار في معركة عدوة هو وحدة الإثيوبيين وتعاونهم. .
وكما هو معلوم شارك حاكم اقليم بني شنقول جمز الشيخ خوجلي في معركة “عدوة” ضد الإيطاليين في شمال إثيوبيا بمنطقة "عدوة" بإقليم تقراي عام 1892، بعتاد وجيوش مثّلت الإقليم. كما أن الشيخ خوجلي سهام في دعم معركة عدوة وقدم كثيرا من الاموال والذهب ، وقدم 45 كم من الذهب لامبراطور منليك خلال معركة عدوا بين الإثيوبين والإيطاليين . ولعب أيضا دورا هما في الحرب إﻻيطالية وذلك بدعم من الجيش الانجليزي وصار علي الوجود الطلياني في الحدود السودانية وكان يركز علي حماية الحدود ومراقبة التسللات للقوات الايطالية وجمع المعلومات للانجليز. بهدف الدفاع عن الوطن .
قال السيد خضرأحمد زايد وهو مؤرخ من إقليم بني شنقول –جموز في حوار مع صحيفة العلم إن معركة “عدوا” بقيادة الملك منيلك جمعت الشعوب الإثيوبية بصرف النظر عن اللغة واللون والدين ووحدتهم وهي مدرسة للشعوب الإثيوبية و كذلك الشعوب المضطهدة لأن الوحدة قوة والقوة نصر.مضيفا أ ن معركة “عدوة” بالنسبة لنا مدرسة كبيرة جدا لأن من الوحدة تصنع القوة وعلمتنا معركة “عدوا” ذلك.
وشارك من اقليم جامبيلا ابطال وكان منهم علي سبيل المثال لا الحصر البطل الاثيوبي أوبالا نيغو، من أنواك، جامبيلا وبعد المعركة تحصل علي السيف هدية من الإمبراطور منليك نفسه
**في معركة "عدوة" سارت النساء الإثيوبيات جنباً إلى جنب مع الرجال إلى أرض القتال.
فقد كانت النساء الإثيوبيات ، مثل قومهن من الرجال ، على إستعداد تام للتضحية بأنفسهن لمنع المحتل من السيطرة على بلادهم.
إن الإمبراطورة (تايتو بيتول) "الزوجة الثالثة للإمبراطور منليك الثاني" تعتبر رمزاً لمقاومة الإثيوبيات للغزو الإيطالي ، وهي لم تكن إمرأة دبلوماسية وسيدة دولة وحسب ، بل كانت أيضًا قائدة بارعة على دراية كاملة بفنون الحرب والقتال ، وخبيرة تكتيكية بإمتياز.
لقد جمعت ما بين عشرة إلى اثني عشر ألف إمرأة إثيوبية في مخيم وأعطتهن أباريق الماء لنقله إلى الجنود في جبهات القتال، حتى أن الغزاة الإيطاليون قد ناشدوها نيابة عن قائدهم كي تسعفهم من العطش.
استلهمت القوميات السوداء
استلهمت القوميات السوداء مما رأته صراعًا مشابهًا للمستضعفين من إثيوبيا ضد القوى الأوروبية، كان النشيد الرسمي للرابطة العالمية لتنمية الزنوج "إثيوبيا؛ أرض آبائنا" وقد حصل مؤلفه الموسيقي الشهير المقيم في هارلم جوسيا فورد على دعوة للهجرة إلى إثيوبيا.
لقد إستقال رئيس الوزراء الإيطالي "فرانشيسكو كرسبي" بعد عشرة أيام فقط من سماعه أنباء الهزيمة الساحقة لقوات بلاده، وقد وثّقت كتب التأريخ أن معركة "عدوة" واحدة من أعظم المعارك بين إفريقيا وأوروبا الإستعمارية.
في تلك الفترة كان الإستعمار الأوروبي للقارة السمراء على أشده، فخاض الإثيوبيون معارك ضارية ضد كل من بريطانيا ومصر وإيطاليا، وحتى السودان الذي كانت تحكمه الثورة المهدية.
وثقت كتب التاريخ تلك المعركة فيما بعد على أنها واحدة من أعظم المعارك بين إفريقيا وأوروبا، حيث شكلت وقتها صدمة كبيرة للرأي العام الأوروبي وللطبقة السياسية الحاكمة هناك، وأسقطت العديد من المعتقدات الواهية بشأن ضعف قدرات القارة السمراء في التصدي للقوى الاستعمارية البيضاء، فضلًا عن إلحاق الهزيمة بها وتجريدها من عتادها وقواتها.
فإن دل هذا يدل على أن الوحدة الوطنية أعلى من اي شيء وأن الانتصار في معركة "عدوة" أثبتت وحدة الإثيوبيين و يعتبر حدثا تاريخيا يرمز إلى حرية جميع الإثيوبيين والأفارقة.
أخيرا يمكن القول أن معركة "عدوة" من المعارك التاريخية التي تركت آثارا عميقة سواء في تاريخ إثيوبيا اوالافارقة او السود في امريكا أو تاريخ ايطاليا لسنوات طويلة. وقد أدت هزيمة الإيطاليين في "عدوة" إلى تحقيق الحرية في المنطقة والهمت الافارقة الأمريكان السود الي التحرر من القيود الاستعمارية .
هكذا ساهمت كل الاطياف الاثيوبية في مختلف الاقاليم في معركة "عدوة" كرجل واحد وهذا هو سر انتصار الاثيوبين في معركة "عدوة" السؤال الذي يطرح نفسه ما هي الدورس التي يمكن ان تفيد الدول العربية التي لديها دين واحد والغة واحده ويتم تدمير ابناء وبنات ونساء والعجزة وتطهيرهم في غزة وليس هذا فحسب بل فرضوا مع العدو حصرا وحربا سلاحها الجوع اين هم من نضال الافارقة في معركة عدوا ؟!
المراجع
-in the book The Battle of Adwa: African Victory in the Age of Empire, Raymond Jonas
-britannica.com
-R EFLECTIONS ONE THIOPIA’ S H ISTORIC V ICTORYAGAINST E UROPEAN C OLONIALISM
Contributors Richard Pankhurst
-Sven Rubenson, "Chapter V: Trials of Strength with Egypt and Italy" in The Survival of Ethiopian Independence (Hollywood: Tsehai, 2003).
-Carlo Giglio, "Article 17 of the Treaty of Uccialli" in Journal of African History VI,2 (1965) pp 221–235 - Cambridge University Press
صحيفة العلم الاثيوبية-
- فوركلاز، أماليا ريبي (2015)الامبريالية : سياسة النشاط المناهض للعبودية 1880-1940 . مطبعة جامعة أكسفورد
. -بيزوني، بيليتي (2001). "المرأة في التاريخ الإثيوبي: استعراض ببليوغرافي". دراسات شمال شرق أفريقيا. مطبعة جامعة ولاية ميشيغان.
-موسى فيصل محمد: موجز تاريخ إفريقيا الحديث والمعاصر، منشورات الجامعة المفتوحة ، بنغازي، 1997م، ص 147.
-عبد الرحمان قراش:التنافس الاستعماري على القرن الافريقي(1862-1899)،رسالة ماجستير في التاريخ الحديث و المعاصر، كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، جامعة الجزائر ،ص ص 103-102
eyobgidey900@gmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: هذه المعرکة التی کانت مع صحیفة أن معرکة فی معرکة من أجل فی تلک
إقرأ أيضاً:
محافظ عدن طارق سلام: اليمن بقيادة السيد عبد الملك الحوثي بات البوصلة التي تتجه نحوها أنظار العالم
يمانيون../
حذر محافظ عدن طارق مصطفى سلام، من التحركات الأمريكية الأوروبية في المحافظات الجنوبية والشرقية الواقعة تحت سيطرة الاحتلال الإماراتي السعوديّ.
وقال في حوار خاص مع صحيفة “المسيرة” إن المواطنين في تلك المحافظات باتوا اليوم يحشدون للتصدي لمشاريع المحتل التقسيمية وطرده والخلاص منه ومن أدواته الرخيصة
إلى نص الحوار:
-تحدثتم في وقت سابق من هذا الشهر عن تحركات أمريكية -أوروبية بعدن بالتزامن مع وصول سفراء أوروبيين إلى عدن وزيارات أوروبية مكثفة إلى الجنوب المحتل.. كيف تنظرون إلى هذه التحركات؟
بداية الأمر، التحركات الأجنبية الغربية ضد اليمن لم تتوقف كما أشرت منذ العدوان السعوديّ الأمريكي على بلادنا 2014 والمساعي الغربية الحثيثة ضد اليمن أرضاً وإنسانًا، وقد ظلت تحاك بمختلف وشتى الوسائل؛ من أجل إعادة اليمن إلى مربع الوصاية والهيمنة، وبرغم كلّ تلك المؤامرات والتحديات ظلت اليمن بقيادتها وشعبها وجيشها شامخة عصية أمام كلّ تلك المخاطر، والمؤامرات، وتمكنت -بفضل الله- من إجهاض كلّ مشاريع ومؤامرات العدوّ ، حتى جاءت معركة طوفان الأقصى، والتي كان لليمن فيها رأي مغاير ومختلف عن كلّ التوجهات الإقليمية والجيوسياسية، والمصالح والحسابات المختلفة.
كان اليمن -بفضل الله- وحكمة قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي -سلام الله عليه- هي البوصلة التي توجهت نحوها الأنظار، والآراء؛ نتيجة الموقف اليمني البطولي والفريد، بالإضافة إلى موقف الإخوة المجاهدين في المقاومة الإسلامية في كلّ من لبنان والعراق وإيران ومختلف الفصائل المساندة والمجاهدة، وبفضل هذا التغييرات والمواقف الجديدة التي فرضتها اليمن على اللعبة والمؤامرة ضد الأمّة، والشعب الفلسطيني المظلوم سعت القوى الدولية المختلفة راكضة للدفاع عن المصالح الأمريكية والإسرائيلية والغربية التي تضررت بفعل الضربات اليمنية، ولذا فإن التحركات الغربية الجديدة في اليمن تعمل على محاولة إعادة البوصلة التي دارت عجلتها ولم يتمكن العدوّ الأمريكي والإسرائيلي من وقفها عن مسارها الجديد الذي فرضه الشعب اليمني.
-ما تفاصيل التحركات الأوروبية الأمريكية في المناطق المحتلة؟
المساعي، والتحركات الغربية الأجنبية، والخطط والمؤامرات، التي تدار وتناقش من خلف الكواليس وعلى الطاولات لا شك أنها قد انكشفت وتعرت أمام رجال الله و القيادة الثورية والسياسية الحكيمة والمخلصة والتي أصبحت اليوم -بفضل الله- هي من تضع الخطط وهي من تدير اللعبة، على عكس ما يتوقعه العدوّ؛ فبعد أن وجد الأعداء أنفسهم عاجزين أمام بسالة وعنفوان الشعب اليمني المساند للمقاومة في غزة عملوا على محاولة لملمة وترتيب صفوف مليشياتهم الإجرامية على خطوط التماس، وحشدوا الآليات والأسلحة المختلفة والمتنوعة من الأمريكية والإسرائيلية والبريطانية وقاموا باستدعاء قادة المرتزِقة ووضعهم أمام الصورة الجديدة والمهمة التي كلفوا بها؛ من أجل حماية إسرائيل والدفاع عنها، حتى أنهم جاءوا بالمرتزق طارق عفاش وجالوا به مختلف العواصم المطبعة وتنقل بين عدد من القواعد الأمريكية والتقى بقادة وجنرالات أمريكيين وإسرائيليين؛ من أجل توجيه المرتزِقة وتحريكهم ضد قوات الجيش اليمني الذين يخوضون معارك ضارية وبطولات عظيمة ضد كيان العدوّ سواء في البحر أو الجو أو من خلال أدواتهم الرخيصة المتواجدة على الأرض.
-أشرت إلى وصول عدد كبير من القوات الأمريكية والأجنبية للمحافظات المحتلة “مؤخرًا” بالتزامن مع تلك التحركات والهدف تفجير الوضع العسكري.. ما حجم هذه القوات؟
التواجد الأجنبي في اليمن حاضر وبقوة منذ العام 2015 ومنذ سيطرة الاحتلال السعوديّ الأمريكي على المحافظات الجنوبية اليمنية، وتعزز ذلك التواجد بفعل الارتباطات والمصالح التي منحت للدول الأجنبية مقابل مشاركتها في العدوان على اليمن، وكانت تلك المنح والمزايا التي يقدمها المرتزِقة للدول الأجنبية في اليمن هي الضوء الأخضر الذي مكن العدوّ الأمريكي والبريطاني والفرنسي والإسرائيلي وغيرهم من القوات الأجنبية والغربية من التمادي والتوسع في أنشطة أعمالها العدائية والعدوانية ضد اليمن، ومما لا شك فيه أن هذه القوات قد تضاعفت قوتها وتزايدت أعدادها بفعل المجريات الجديدة في المعركة التي تخوضها اليمن مع المجاهدين في غزة ضد الاحتلال الصهيوني الأمريكي والأطماع الغربية في المنطقة.
لاحظنا مؤخراً النشاط الأمريكي والاسرائيلي المريب في المحافظات المحتلة وحجم التحشيدات العسكرية والاستخباراتية واللوجستية ناهيك عن مستوى الدعايات والحملات الإعلامية الرخيصة التي لم تتوقف ضد اليمن والشعب اليمني منذ اللحظات الأولى لمعركة الإسناد اليمني للإخوة المجاهدين في غزة.
-برأيكم.. ما حاجة أمريكا للتواجد بهذه الأعداد في اليمن إذا كان المخطط يعتمد على توجيه المرتزِقة لأية معركة قادمة لحسابها وحساب المشروع الصهيوني الشرق أوسطي؟
المعركة اليوم لم تعد تدار خلف الستار، أو من تحت الطاولة.. معركة غزة وبطولات المجاهدين التي يجترحها الأبطال كلّ يوم والتضحيات العظيمة التي يقدمها الشعب الفلسطيني واللبناني في سبيل الدفاع عن شرف الأمّة ومقدساتها عرت وفضحت وكشفت كلّ تلك المؤامرات والخطط، أصبحت المعركة اليوم مواجهة مباشرة مع العدوّ الأمريكي الإسرائيلي، ولم يعد أولئك سوى أدوات أو كلاب استكشافية يطلقها العدوّ أمامه لتمهد له الطريق، وليكونوا كبش فداء تحركاته التي تتمركز في كلّ من المخاء والمهرة وحضرموت وسقطرى وغيرها من المحافظات المحتلة، والتي باتت اليوم معسكرات تحتضن تلك القوات الأمريكية والإسرائيلية التي تطمح لتحقيق أهدافها وغاياتها الدنيئة على حساب الشعب اليمني وثرواته وحقوقه المشروعة.
-برأيكم.. ما حظوظ هذ التحركات، في هذا الوقت الذي باتت فيه صنعاء بقوتها تواجه أسياد أولئك المرتزِقة، وتتوعدهم بالزوال؟
كلّ تلك المساعي والتحركات المرصودة قد حُكِمَ عليها بالفشل إلى ما لا نهاية؛ لأنها استخدمت، وجربت بالمستوى المهين الذي لا يمكن لها أن تستعيد قوتها، بالإضافة إلى غياب المشروع والرؤية والهدف، ومع تجاذب المصالح والأطماع والمؤامرات ضد اليمن من قبل قوى العدوّ الصهيوني جعل من أولئك المرتزِقة أعداء لأنفسهم ودينهم قبل أن يكونوا أعداء لأنفسهم؛ ولذا فأي تحرك لهم اليوم هو يأتي في إطار ما يخطط له العدوّ من تحركات لردع الموقف اليمني المساند لغزة، وسيواجه بضربات قاصمة، وتصدٍ كبير بفضل الله، وبفضل العزيمة والإيمان الذي يتحلى به الشعب اليمني من الشمال إلى الجنوب، ومن الشرق إلى الغرب، ووعيه وإدراكه بحجم هذا العدوّ، وخطورة مشروعة الإجرامية ضد الأمّة.
-ألا يظهر تصادم مشاريع الانتقالي، المحرمي، الإخوان، وجماعة عفاش، كعامل انتكاس واقعي لمليشيا أمريكا، إسرائيل، السعودية، الإمارات، والأوروبيين؟
هذا من جانب، وهو غياب الرؤية والهدف وتجاذب المصالح والأطماع والولاءات، بالإضافة إلى ذلك وهو الأهم الزخم الشعبي اليمني المتعاظم مع القضية الفلسطينية، والدعم اليمني المساند سواء على المستوى الشعبي، أو العسكري، أو السياسي ضد كيان العدوّ الصهيوني ومؤامراته.. أضف إلى ذلك مستوى وحجم الاستعدادات الكبيرة، ومستوى التطوير الكبير في السلاح، والإمكانيات التي باتت اليمن تمتلكها مؤخراً، كلّ تلك المعطيات ستسهم -بفضل الله- في ردع ذلك العدوّ قبل أن يفكر بالتحرك في إطار المشروع الأمريكي الإسرائيلي الغربي الذي يحاك ضد اليمن، وسيدفن تحت رمال هذه التربة الطاهرة التي لا تقبل العمالة والخنوع والارتهان لأعداء الأمّة ومجرميها.
-كيف ينظر أبناء المحافظات الجنوبية اليمنية للتحركات الأمريكية وتحركات المرتزِقة في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي يواجهها أبناء الجنوب؟
الشارع اليمني اليوم متأزم أكثر من أي وقت مضى بفعل المعاناة والأزمة التي يعيشها المواطنون في المحافظات المحتلة؛ نتيجة تراكم الأزمات الاقتصادية والانهيار الكارثي للريال اليمني، والتي انعكست على أوضاع المعيشة للمواطنين، وتسببت في ارتفاع أسعار السلع الغذائية الأساسية مع انقطاع المرتبات عن الموظفين منذ أكتوبر الماضي، وكلّ هذه العوامل والأسباب تنذر بانفجار وشيك للوضع بعد أن وصلت المعاناة إلى مرحلة لا تطاق، وبات المواطن اليمني يحلم بتوفير قوت يومه الأساسي كالخبز والماء.
-ولكن ما تأثير هذا على المرتزِقة وأدوات تحالف العدوان؟
لا شك، أنه وبعد هذا الوقت أصبح المواطن اليمني في المحافظات الجنوبية المحتلة جلَّ تركيزه واهتمامه موجه صوب قوات الاحتلال السعوديّ والإماراتي والأمريكي، ولم تعد تلك الأدوات في نظرهم سوى جماعات مرتزقة رخيصة باعت الأرض والعرض والشرف مقابل المال المدنس، ولذا فإن الأصوات والاحتجاجات التي نسمعها، ونشاهدها اليوم كلها مطالبة برحيل الاحتلال والتحالف من اليمن، وما يدركه الشعب اليمني أكثر من أي وقت مضى بأن رحيل المحتل هو المطلب الأساسي، وبرحيله لن يكون لأولئك المرتزِقة الرخاص الذين تسببوا بكل هذه المعاناة والأوضاع والقتل والترهيب والإجرام ضد الشعب اليمني أية قيمة أو أثر.
-مسؤول في المهرة يلوح بالتصعيد الشعبي ضد التحالف وحكومة المرتزِقة ويتحدث عن توجه المحافظة نحو تنفيذ خيارات مفتوحة تتجاوز توقعات التحالف…برأيكم ماذا يمكن أن تكون تلك الخيارات؟
لا شك أن هذه الأصوات والمواقف وإن كانت متأخرة إلا أنها تعكس الرغبة اليمنية في استعادة ما نهب وسلب واستبيح من قبل المحتل السعوديّ الإماراتي، وهي رسالة واضحة بأن المحتل محكوم عليه بالزوال سواء أكان ذلك اليوم أو غداً من خلال أعدائه، أو من خلال من تحالف معه بداية الأمر.
وكم نتمنى أن نسمع مثل هذه الأصوات والمواقف التي تكفر عن خطيئتها، وتعمل على تصحيح ما ارتكبته من أخطاء ومظلومية بحق الشعب اليمني، وتعمل على تصحيح ذلك الاعوجاج الذي تسبب في قتل وتشريد وتجويع ملايين اليمنيين ونهب الثروات وتدمير المقدرات الوطنية لأجل مصالح العدوّ، وتسهيل مشاريعها التدميرية على حساب الشعب اليمني وحقوقه المشروعة.
-هل هي مطالبات الحكم الذاتي أم مخططات تقسيم؟
لا أعتقدها مخططات حكم ذاتي بقدر ما هي خطط وضعت وأعدت في إطار مواجهة المخططات الرامية إلى جرها اليوم نحو التشرذم والانقسام، وحتى تظل اليمن ضعيفة منهزمة منكسرة أمام هذه الزخم والغزو الأجنبي والغربي في اليمن بما يمهد لكل قوة أو طرف أن تسيطر على منطقة، ويرجع اليوم إلى حكم السلطنات والمشيخات تحت إدارة وسيطرة المحتل الأجنبي الذي سيكون هو الوالي على تلك المنطقة.
-السعودية والإمارات تسعيان لتأزيم وضع المحافظات المحتلة أكثر فأكثر، حيثُ الصراع بينهما كبير.. وكلّ يوم يمر يمثل صورة أسوأ في حياة الناس هناك؟ كيف تقرأون هذا الصنيع من وكلاء الاستعمار من أعراب الجزيرة؟
مستوى الصراع بين السعودية والإمارات وصل إلى مستويات ومراحل متأزمة، وهو بلا شك قد ألقى بظلاله على مجريات الأوضاع المعيشية والاقتصادية التي تعيشها المحافظات المحتلة اليوم، فبعد أن اتضحت حقيقة كلّ طرف تجاه الآخر، وتعرت وانكشفت تلك المخططات الاحتلالية والمصالح والأطماع أمام الشعب اليمني، وباتت حقيقة تلك المؤامرات، حيثُ تأزم الوضع أكثر وخاف كلّ طرف من خسارة ما لديه أو تراجعه عما بدأ به، وهو ما تسبب اليوم بخلق واقع متأزم من الصراع اللامتناهي بين السعودية والإمارات وسعي كلّ طرف تثبيت نفسه على حساب الآخر، ولا شك أن هذه المهزلة ستنتهي قريباً ويجتث اليمنيون المحتل وأدواته الرخيصة إلى مزبلة التاريخ بعد أن يلقنهم دروساً قاسية في الرجولة والعزة والكرامة.
-ما مستوى إدراك رجل الشارع، والمواطن البسيط في المناطق المحتلة لدور المرتزِقة في تنفيذ أجندة المحتل؟
المواطن اليوم حائر بين الركض وراء لقمة عيشه، والنظر إلى ما يدور حوله من مؤامرات؛ ففي الوقت الذي يفترض فيه أن يتم توفير أو تحسين مستوى الخدمات المعيشية للمواطنين أصبح المواطن اليوم يسخر من مرتزِقة التحالف، ومن مستوى الوضاعة التي وصلوا إليها مع أسيادهم.. لقد فقد المواطن اليمني الثقة بالمحتل ومرتزِقته وبات اليوم يحشد للتصدي لمشاريع المحتل التقسيمية وطرده، والخلاص منه ومن أدواته الرخيصة.
-قبل أيام جرى الحديث عن حكم ذاتي لسقطرى؟ كيف تعلق على هذا؟
صراع النفوذ بين قطبي الاحتلال في المحافظات المحتلة ألقى بظلاله على مجريات الأحداث في تلك المناطق والأطراف الموالين لهم، فالإمارات التي باتت تشعر بالخطر من التمدد السعوديّ في حضرموت والمهرة وعدن ولحج وجدت نفسها أمام خيار استئصال سقطرى من المحيط اليمني وسلبها الهوية اليمنية، ناهيك عن الأهمية الجغرافية للجزيرة التي تتمتع بموقع استراتيجي هام، جعلها محل أطماع، وأنظار قوى الاستعمار ممثلة بأمريكا وإسرائيل، وما نراه اليوم من استحداثات عسكرية، وعمليات سلخ الهوية اليمنية جزء من ذلك المخطط.
-السعودية دفعت مؤخراً بتعزيزات عسكرية “ضخمة” باتجاه عدن ليست المرة الأولى.. ما الهدف من هذه التعزيزات؟
لا شك، أن ما يدور خلف الكواليس من تحركات مريبة ومشبوهة تعكس الوجه الحقيقي للسعودية الذي يعتمد على الخداع والغدر وهو ليس بخفي على أبطال الجيش اليمني، والأجهزة الاستخباراتية في صنعاء، وقد بات واضحاً وجلياً للجميع حقيقة الدور الخبيث الذي تقوده السعودية في هذا التحالف الغربي على اليمن، وكيف أنها جعلت من نفسها مطية لتلك المؤامرات على اليمن، والتي بلا شك ستكون وبالاً عليها، وجحيماً على أمنها واستقرارها الذي بات رهن إشارة الأبطال، وستجني ثمار ما تحصد من غدر، وعدوان هي وكلّ المتآمرين على اليمن.
-في المقابل السعودية تتحدث عن اتصالات مع صنعاء لتنفيذ ما تم التوافق عليه من قبل.. كيف تقرأون هذا التحرك السعودي بالتزامن مع تصعيد أمريكي إسرائيلي في اليمن؟
السعودية بسياستها الحالية تكيل بمكيالين، الأول تراوغ في الشق السياسي، وتعمل على جعل نفسها وسيطة في الملف اليمني، وكأنها ليست الطرف المعتدي على اليمن، والآخر تحيك المؤامرات، وتحضر مع الأعداء في إدارة العدوان على اليمن، وهي بهذا السلوك تؤكد حقيقة ما عرفها اليمنيون عليه خلال الأزمنة الماضية، كحاضنة رئيسية للعداوة والمؤامرة على اليمن، وهذا ما يجب أن تخاف منه السعودية، والتي وضعت نفسها في موقف لا مفر منه أمام غضب وبطش الشعب اليمني الذي يقوم بواجباته الإنسانية والأخلاقية تجاه أمته ومقدساته، ولن يتهاون ويتساهل أمام أي طرف كان قد يتسبب بالأذى والضرر للشعب اليمني والأمّة.
-هناك كثير من الأصوات التي تدعو إلى مواجهة التجنيد للجماعات “التكفيرية”، فتكرار حضور هذه الجماعات في مناطق الصراعات في المنطقة يشير دائماً إلى ما يصاحبها من فوضى.. ما مستوى التخوف من حضور هذه الجماعات؟
هناك تخوف من تبعات هذا التمدد الوهابي الذي يعتمد على القتل والتكفير وتشويه الدين الإسلامي الحنيف، والأمر لا يقتصر على الفتاوى والخطب، بل امتد ليشمل وجود معسكرات تجنيد وقوات عسكرية باسم الدين تعمل على نشر تلك الأفكار المتطرفة والارهابية بهدف زعزعة الاستقرار، ونشر الفوضى والارهاب بين المواطنين في مخطط يعكس الأهداف الخفية للتمدد السعوديّ الخفي تحت غطاء الدين الذي بات يتوسع بكثرة في الآونة الأخيرة في المحافظات المحتلة.
حضورها يهدف إلى إغراق المحافظات المحتلة في وحل الإرهاب ومستنقع الفوضى كما يجري الآن في بعض مناطق شبوة وأبين، حيثُ تتمركز الجماعات الإرهابية المتطرفة، وتسيطر على بعض المناطق، بشكل كلي، وأيضاً بما يتوفر لها من إمكانيات ضخمة لمساعدتها في السيطرة على الأوضاع، وهو ما يجري له التخطيط حالياً ليشمل باقي المحافظات، من خلال نشر وإنشاء مراكز دينية متطرفة تعمل على دعم هذه الأفكار ونشرها ليخدم مصالح العدوّ ويمكنه من مواصلة احتلاله تحت غطاء مكافحة الإرهاب الذي أسسه وأوجده بنفسه.
-أخيرًا.. كيف تنظرون إلى مستقبل اليمن في ظل الأحداث والتطورات الجارية محليًّا وإقليميًّا ودوليًّا؟
لا شك، أن الموقف اليمني المساند والقوي تجاه القضية الفلسطينية قد أربك الأعداء وفضح مخططاتهم وعرى حقيقتهم المظلمة تجاه الأمّة والشعب، وما جرى، ويجرى من مؤامرات وتحركات ضد اليمن ليست إلا محاولات لوقف هذا الإسناد المتعاظم، ومساعٍ لإفشال العمليات البطولية التي تقوم بها المقاومة ضد كيان العدوّ في كلّ من غزة والبحر الأحمر ولبنان، وقد أثبتت الأيام أن هذه الحرب لن تتوقف، وأن جبهة الإسناد لن تتراجع ما لم يكن هناك وقف كلي للحرب على غزة، وتراجع الكيان الصهيوني في المضي نحو مشروعه التقسيمي للأمة، وأن الشعب اليمني وقيادته الحكيمة والربانية ماضون نحو تحقيق الأهداف المنشودة لهذه الأمّة في ردع العدوّ، وقض مضاجعهم، ولن تكون هناك أية قوة، أو تحالف، أو عدوّ يستطيع من وقف هذا المد الجارف من الغضب الشعبي اليمني تجاه ما يجري، ويحصل لإخواننا في غزة وفلسطين مهما كلفنا ذلك من ثمن.
وفيما يتعلق بالمرتزقة والعملاء نقول لهم إن الشعب اليمني قد عرف حقيقتكم، وبانت مؤامراتكم وعمالتكم للعدو الصهيوني الأمريكي، ولن تكونوا بمنأى عن ضرباته وعملياته البطولية التي ستنال منكم، حيثُ كنتم، ولا شك أنكم الآن تدركون حقيقة الوضع الذي أوقعكم العدوّ فيه، فلا أرض تقبلكم، ولا سماء تحميكم، ولا سلاح يدفع عنكم بأس وغضب الشعب اليمني المقاوم.
المسيرة – حاوره إبراهيم العنسي