تسابق السلطات المعنية في اليمن الزمن لمحاولة إصلاح قطاع الكهرباء المتدهور لتحسين الخدمة وزيادة ساعات التيار خصوصاً في مناطق الحكومة اليمنية قبل حلول شهر رمضان.

 

يأتي ذلك في الوقت الذي يشكو فيه المواطنون في عدن ومحافظات عديدة تحت إدارة الحكومة المعترف بها دولياً بجنوب اليمن من انقطاع الكهرباء المتكرر.

 

كما توجد معاناة مماثلة تشهدها محافظة تعز جنوب غربي البلاد التي لم تحقق فيها الحملات الشعبية التي قادها ناشطون لإعادة تشغيل محطات الكهرباء الحكومة المتوقفة في المحافظة التي تعتمد بشكل كبير على الكهرباء التجارية كما هو الحال في العاصمة اليمنية صنعاء الواقعة تحت سيطرة الحوثيين.

 

يفيد المواطن سامي مرشد، من سكان مدينة عدن، تحدث لـ"العربي الجديد"، بأن الكهرباء هي أهم مشكلة تؤرق سكان العاصمة المؤقتة للحكومة اليمنية مع حلول الصيف وقرب شهر رمضان، إذ لا يمكن أن يحل شهر آخر يصوم الناس فيه وسط انقطاع للكهرباء يمتد لأغلب فترات اليوم.

 

بينما يوضح المواطن عامر المقطري، أن الوضع الحالي لم يختلف كثيراً عن الأعوام السابقة حيث ساعات الانقطاع ثلاثة أضعاف ساعات الإضاءة.

 

يرصد "العربي الجديد"، انقطاعا للتيار الكهرباء في عدن يمتد لنحو 6 ساعات مقابل ساعتين فقط إضاءة، في حين وثق ناشطون ومراقبون وضعية الكهرباء وعدد ساعات الإضاءة عشية أداء رئيس الحكومة الجديد أحمد بن مبارك لليمنيين الدستورية وبدء مهامه بشكل رسمي، وذلك لتقييم الأداء ومستوى الإنجاز في أهم الملفات المعقدة التي قد تواجها الحكومة خلال الفترة القادمة.

 

وتم تعيين رئيس الحكومة الجديد مطلع فبراير/ شباط ليخلف معين عبد الملك؛ وأرسل بن مبارك إشارة صريحة إلى أن قطاع الكهرباء يأتي في مقدمة أولويات ومهام الحكومة بعد تعيينه خلال الفترة القادمة.

 

وذكرت مصادر حكومية مطلعة، لـ"العربي الجديد"، أن الحكومة تدرس عددا من الخطط المعدة لإيجاد بدائل لزيادة الطاقة التوليدية للكهرباء استعداداً للصيف القادم وشهر رمضان حيث يزيد مستوى استهلاك الكهرباء، لكي يتم تخفيف معاناة المواطنين.

 

وأشارت المصادر، التي رفضت ذكر هويتها، إلى نقاش مستفيض من قبل مختلف الجهات الحكومية المعنية حول آليات الاستفادة من البدائل الأكثر كفاءة والأقل كلفة لتوفير خدمة الكهرباء، وتجاوز المشاكل والمعوقات لتنفيذ الاتفاقات الموقعة سابقاً في هذا الجانب.

 

الخبير المتخصص في النفط والغاز والطاقة، والاستشاري في تنمية الموارد الطبيعية، عبدالغني جغمان، يؤكد لـ"العربي الجديد"، أن هناك مشكلة كبيرة في الكهرباء تتطلب عملا شاقا وقرارات جريئة وقوية لمعالجتها، فمثلاً من الحلول المطروحة هناك من يعول على إعادة تصدير النفط وتوفير جزء من الإيرادات لتحسين وتشغيل محطات الطاقة الكهربائية، لكن في هذا السياق حتى لو تم إعادة إنتاج وتصدير النفط بمتوسط 100 ألف برميل يومياً ستغطي بالكاد عائداتها تكاليف إنتاج الكهرباء، لذا فإن محطات الغاز لتوليد الكهرباء هي الحل، أو المحطات الجيوحرارية.

 

بحسب بيانات رسمية فإن تكلفة الوقود الذي يتم شراؤه لتشغيل محطات الطاقة في عدن تصل إلى نحو 700 مليون دولار سنوياً، بينما النتيجة وفق قول جغمان؛ ساعة أو ساعتا إضاءة وست أو ثماني ساعات ظلام، في حين غاز اليمن يذهب لشركة توتال مقابل الفتات الذي تدفعه للحكومة بحسب العقود المبرمة قبل العام 2015.

 

فيما تستهلك محطات الطاقة الكهربائية في محافظة حضرموت التي تشهد نزاعا متواصلا بين مكونات الحكومة المعترف بها دولياً والمجلس الانتقالي الجنوبي ما يقرب من 400 مليون دولار سنوياً، بمعدل 35 مليون دولار شهرياً.

 

الناشط في محافظة حضرموت أوس باكثير، يقول لـ"العربي الجديد"، إن المزارعين والصيادين ومختلف الفئات المهنية أكبر المتضررين من هذه الوضعية للكهرباء والطاقة وأزمات الوقود، مشيرا إلى أن الكثير يعول على شهر رمضان كموسم رائج لمنتجات مثل العديد من الأعمال والأنشطة الاقتصادية لكن الكثير منهم يصطدم بهذه الوضعية المكلفة للكهرباء.

 

في السياق، أعلنت الحكومة اليمنية عن تشكيل لجنة متخصصة بمناقصات شراء وقود محطات توليد الكهرباء، وذلك بهدف تحقيق مبدأ الشفافية وكفاءة الإجراءات، وتجاوز أي إشكالات سابقة في جانب تزويد محطات توليد الكهرباء بالوقود.

 

تتولى اللجنة القيام بعدد من المهام أبرزها تلقي احتياجات محطات توليد الكهرباء من الوقود، المرفوعة من قبل وزارة الكهرباء والطاقة (المؤسسة العامة للكهرباء) ولجنة الإشراف والرقابة على الوقود بناءً على معدل الاستهلاك لكل محطة ونوع الوقود المطلوب وإدراجها ضمن خطة اللجنة، وإعداد المواصفات والشروط الخاصة بعملية شراء الوقود وتحديد الكميات المطلوب الإعلان عنها.

 


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن الكهرباء تعز الحكومة العربی الجدید شهر رمضان

إقرأ أيضاً:

كهرباء عدن تُحذر من التوقف التام لجميع محطات التوليد خلال الساعات القادمة

حذرت المؤسسة العامة للكهرباء في العاصمة المؤقتة عدن من التوقف التام لخدمة الكهرباء خلال 72 ساعة القادمة جراء نفاد الوقود.

وأعلنت المؤسسة خروج محطة الرئيس عن الخدمة فجر الجمعة، مع توقف جميع محطات التوليد العاملة بالديزل، في ظل عدم توفر كميات الوقود اللازمة للتشغيل.

وأشارت المؤسسة إلى أن محطة المنصورة الوحيدة الباقية في الخدمة حالياً لن تتمكن من الاستمرار لأكثر من ثلاثة أيام في حال عدم توفير مادة المازوت بشكل عاجل، ما ينذر بإطفاء كامل مرتقب.

وجددت المؤسسة مناشدتها لمجلس القيادة الرئاسي، ورئاسة الحكومة، وكافة الجهات المعنية، بسرعة التحرك وتوفير الوقود لضمان استمرار الخدمة وتخفيف معاناة المواطنين.

مؤكدة التزامها بإطلاع الجميع على المستجدات، معبّرة عن تقديرها لصبر السكان في ظل هذه الظروف الصعبة جراء ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة مع بدء دخول الصيف.

مقالات مشابهة

  • تجدد الاحتجاجات في عدن للمطالبة بإصلاح قطاع الكهرباء
  • أمير الحدود الشمالية: مسيرة تسابق الزمن
  • رؤية تتحقق بطموح استثنائي.. السعودية تسابق الزمن
  • الكهرباء تختفي في عدن.. 20 ساعة انقطاع وسط غياب الحلول وتفاقم الأزمة
  • الخارجية تندد بالجريمة الإرهابية التي ارتكبتها مليشيا الجنجويد ضد مركز إيواء المقرن بعطبرة ومحطة الكهرباء
  • عدن : المؤسسة العامة للكهرباء تعلن خروج محطة “بترومسيلة” وتحذر من توقف كلي للكهرباء خلال الساعات القادمة 
  • كهرباء عدن تعلن خروج محطة "بترومسيلة" وتحذر من توقف كلي للكهرباء بغضون 72 ساعة
  • كهرباء عدن تُحذر من التوقف التام لجميع محطات التوليد خلال الساعات القادمة
  • أمير الحدود الشمالية: مسيرة رؤية المملكة 2030 تسابق الزمن .. وتقريرها السنوي يبرهن على عمق التحوّل
  • أبرز محطات الكهرباء التي تعرضت للاستهداف في السودان