استفادة الشركات من برامج الذكاء الاصطناعي: الطريق إلى الابتكار والفعالية
تاريخ النشر: 1st, March 2024 GMT
تعتبر برامج الذكاء الاصطناعي من أهم الابتكارات التكنولوجية في عصرنا الحالي، وقد أحدثت ثورة في مختلف المجالات، لا سيما في الأعمال التجارية. يتجه الكثيرون نحو تبني هذه التقنيات لتعظيم الابتكار وتحسين الفعالية في مختلف العمليات. في هذا السياق، يستعرض هذا المقال كيف يمكن للشركات الاستفادة من برامج الذكاء الاصطناعي لتحقيق التطور والنجاح.
1. التحليل البياني المتقدم: تقدم برامج الذكاء الاصطناعي إمكانيات تحليل بيانات فائقة الدقة وسرعة فائقة. يمكن للشركات استغلال هذه القدرات لتحليل البيانات الضخمة واستخراج رؤى قيمة. هذا التحليل يمكن أن يساعد في فهم سلوك العملاء وتوجيه استراتيجيات التسويق والمبيعات.
2. تحسين عمليات الإنتاج والتوريد: تستخدم الشركات برامج الذكاء الاصطناعي لتحسين عمليات الإنتاج والتوريد. يمكن تنبؤ الطلبات وتحسين تخطيط المخزون باستخدام الذكاء الاصطناعي، مما يقلل من التكلفة ويزيد من الكفاءة.
3. تحسين خدمة العملاء: تقدم برامج الذكاء الاصطناعي أنظمة دردشة ذكية وتحليلًا للمشاكل والاستفسارات. يمكن للشركات تحسين خدمة العملاء من خلال الرد الفوري على استفسارات العملاء وحل المشكلات بشكل أسرع.
4. تسهيل اتخاذ القرارات: توفر برامج الذكاء الاصطناعي تقارير وتحليلات دقيقة تسهل اتخاذ القرارات الاستراتيجية. يمكن للقادة في الشركات الاعتماد على بيانات دقيقة لاتخاذ قرارات مستنيرة وتحسين إدارة العمليات.
5. تطوير المنتجات والخدمات: تمكن برامج الذكاء الاصطناعي الشركات من فهم احتياجات السوق بشكل أفضل، وتحديد الاتجاهات وتطلعات العملاء. يمكن توجيه الابتكار نحو تطوير منتجات وخدمات تلبي توقعات العملاء بشكل أفضل.
6. حماية الأمان ومكافحة الاحتيال: تستخدم الشركات الذكاء الاصطناعي في تعزيز أمان الأنظمة والكشف الاحتيال. يمكن للبرامج الذكية التعرف على أنماط غير طبيعية واتخاذ إجراءات فورية لمنع الهجمات والاحتيال.
7. تحسين تجربة الموظفين: تقدم برامج الذكاء الاصطناعي أدوات لتحسين تجربة الموظفين. يمكن أن تسهم في تحسين إدارة المواهب وتوفير تدريب مخصص وفعّال لتطوير مهارات الموظفين.
التحديات:
قضايا الأمان والخصوصية: يتطلب استخدام الذكاء الاصطناعي اهتمامًا خاصًا بقضايا الأمان وحماية الخصوصية لضمان أن البيانات تُستخدم بشكل آمن وتحترم الخصوصية الفردية.
التكامل مع العمليات الحالية: يمكن أن يكون التكامل مع العمليات الحالية تحديًا، خاصة في الشركات ذات التاريخ الطويل والأنظمة التقنية المعقدة.
تأهيل العمال: يتطلب التبني الفعّال لبرامج الذكاء الاصطناعي تأهيلًا للعمال لتحقيق أقصى استفادة من تلك التقنيات المتطورة.
تعتبر برامج الذكاء الاصطناعي محورية لاستدامة الأعمال وتطويرها. تمثل هذه التقنيات جسرًا للابتكار والفعالية، ويجسد تبنيها تجربة فريدة لتحقيق تحول رقمي في عالم الأعمال. لذا، ينبغي على الشركات الاستفادة من إمكانيات الذكاء الاصطناعي لتعزيز تنافسيتها وتحسين أدائها في سوق الأعمال الدينامي.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: برامج الذكاء الاصطناعي الذكاء الاصطناعي برامج الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
اختبار «جوجل» الجديد ومواجهة أدوات الذكاء الاصطناعي
تواجه شركة «جوجل» مالكة أكبر وأشهر محرك بحث على شبكة الويب تحديا جديدا قد يعجل بنهاية سيطرتها على سوق محركات البحث في العالم. التحدي الجديد ليس قانونيا كما كان الحال منذ شهور وما زال مستمرا سواء داخل الولايات المتحدة أو خارجها ويسعى إلى تفتيت تلك الإمبراطورية الرقمية العملاقة، ولكنه تحد من داخل الصناعة نفسها. الأسبوع الماضي أعلنت شركة «اوبن ايه آي» للذكاء الاصطناعي عن إصلاح شامل لبرنامجها الشهير «شات جي بي تي» الذي تم إطلاقه في العام 2022، وبلغ عدد مستخدميه وفقا لوكالة رويترز نحو 200 مليون مستخدم نشط أسبوعيا، يمكّن روبوت المحادثة من البحث في الويب وتقديم إجابات بناءً على ما يجده على الشبكة، وهو ما يجعله في منافسة مباشرة مع «جوجل»، محرك البحث العملاق والأكثر استخداما في العالم. ويمكن أن تمثل هذه الخطوة بداية النهاية لمحركات البحث التقليدية وظهور محركات بحث جديدة تمزج بين وظائف البحث على الويب، وبين تقنيات الذكاء الاصطناعي، وهو ما قد يمثل فتحا جديدا في عالم الإعلام الرقمي. صحيح أن المنافسة مع «جوجل تبدو صعبة إن لم تكن مستحيلة، خاصة إذا علمنا أن محرك بحث «جوجل» هو الأكثر شعبية في العالم ويستخدمه حوالي 4.3 مليار مستخدم حول العالم ويتم إجراء أكثر من سبعين ألف عملية بحث عليه في كل ثانية، وهو ما يعادل حوالي 5.4 مليار عملية بحث يوميا، ومع ذلك فان إقدام «اوبن آي» على هذه الخطوة تمثل بداية قد تتلوها محاولات أخرى من شركات أخرى لمواجهة طغيان جوجل على سوق محركات البحث على الويب، ونقطة انطلاق لتطوير محركات بحث بديلة للعثور على المعلومات من الويب واستهلاكها. وتتمثل قيمة التحول الأخير في «اوبن آي» في كونه سوف يمكن المشتركون في «شات جي بي تي» من الحصول على المعلومات الأحدث أثناء الرد على استفساراتهم من خلال البحث في شبكة الويب عن المعلومات الجديدة وتلخيصها وعدم الوقوف عند حد البيانات القديمة كما كان الأمر سابقا. ابتداءً من الخميس الماضي، أصبح بمقدور المشتركين في «شات جي بي تي» تفعيل خاصية جديدة تتيح لأداة الذكاء الاصطناعي الرد على الاستفسارات من خلال البحث في الويب عن أحدث المعلومات وتلخيص ما تجده، وليس فقط تقديم إجابات بناءً على البيانات القديمة السابق تغذية روبوت المحادثة بها. وتعتمد وظيفة البحث الجديدة في «شات جي بي تي» على محرك البحث «بنج» التابع لشركة ميكروسوفت والذي صدرت نسخة جديدة منه في العام الماضي يحتوي على تقنية الذكاء الاصطناعي المستخدمة في «شات جي بي تي»، وصاحبة ثاني أكبر محرك بحث على الويب، والداعم الرئيس لـشركة «أوبن آي»، كما تعتمد أيضًا على أرشيفات كبار الناشرين الذين تم توقيع صفقات معهم وأهمهم مجموعة «نيوزكوربريشن الناشر لصحيفة «وول ستريت جورنال» ووكالة «الاسوشيتدبرس» أو «الصحافة المتحدة. ولعل هذا ما يجعل برنامج شركة الذكاء الاصطناعي أكثر قربا من محرك البحث التقليدي، وقادرة بالفعل على منافسة «جوجل» وغيها من الشركات المنافسة في سوق محركات البحث. لقد حاولت «جوجل» استجابة للمنافسة المتزايدة مع برامج الدردشة الآلية استباق الأحداث ودخول عالم برامج الذكاء الاصطناعي التوليدي عن طريق تقدم ملخصات يتم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي للمستخدمين لمحرك بحثها، جنبا إلى جنب مع تقديم نتائج البحث التقليدية، ومع ذلك فإن غالبية المستخدمين ما زالوا ينظرون إلى «جوجل» باعتباره محرك بحث يقودهم إلى مواقع أخرى على الويب، خاصة بعد الفشل الذي منيت به التجربة الأولى التي بدأتها مع بعض المستخدمين داخل الولايات المتحدة في مايو الماضي، وقررت بعد أسبوعين فقط من إطلاقها تقليص استخدام الإجابات التي يولدها الذكاء الاصطناعي بعد أن تهكم المستخدمون على بعض الإجابات الغريبة مثل نصح أحد المستخدمين بوضع الصمغ على البيتزا وتأكيد أن الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما كان مسلما، بالإضافة إلى إجابات تتعلق بالصحة وكانت كانت إحدى الإجابات توصي الناس بشرب كميات كبيرة من البول للمساعدة في التخلص من حصوات الكلى. وواجهت التجربة أيضا اعتراضات من الناشرين الذين تستعين «جوجل» بمحتوى مواقعهم وإعادة تقديمه للمستخدمين مباشرة في نتائج البحث لوهم ما يحرم هؤلاء الناشرين من حركة المرور على هذه المواقع وفقدان عائدات الإعلان. في تقديري أن التغيرات التي أدخلتها شركة «اوبن آي» على نسختها المدفوعة من «شات جي بي تي» وتحولها إلى محرك للبحث أيضا تجعل هذا البرنامج أكثر فائدة وأكثر دقة، ويقلل من أخطاء المعلومات في الرد على الأسئلة والاستفسارات إلى حد كبير. ولن يتوقف تأثير هذه الخطوة على اشتعال المنافسة بين شركات الذكاء الاصطناعي وشركات محركات البحث العملاقة فقط وإنما سوف يمتد إلى جميع محاور اقتصاديات الإنترنت، والإعلام الرقمي. وتبقى هناك بعض القضايا العالقة في هذا التحول الذي يمكن أن نصفه «بالتاريخي»، وأهمها القضايا الأخلاقية التي تثيرها برامج الذكاء الاصطناعي والتي قد تتضخم مع تحول هذه البرامج إلى محركات للبحث، وعلى رأسها قضية الملكية الفكرية والسطو على جهود أفراد ومؤسسات أخرى وسرقة المحتوى وانتحاله وهو ما يتهم به الناشرون ومطورو برامج الذكاء الاصطناعي. وقد أقامت بعض المؤسسات الإخبارية دعوى قضائية بالفعل ضد «أوبن آي» تتعلق بانتهاك حقوق النشر. لقد ظلت «جوجل» ولأكثر من عقد من الزمان البوابة الرئيسية إلى شبكة الويب بعد أن تخلصت من عدد كبير من شركات محركات البحث المنافسة من أشهرها محرك بحث نيتسكيب الذي كان يسيطر على سوق متصفحات الويب في تسعينات القرن الماضي وكانت تستحوذ على 90 بالمائة من السوق، ولكنها سرعان ما تراجعت وخرجت من السوق، لحساب متصفح «انترنت اكسبلورر» الذي أطلقته شركة مايكروسوفت، الذي تحول إلى متصفح «ايدج» وتم إطلاقه لأول مرة في عام 2015. فهل يجري عليها ما جرى لشركات محركات البحث الأخرى لصالح شركات وبرامج الذكاء الاصطناعي؟ الواقع إن إجابة هذا السؤال قد تتأخر لسنوات لأننا أمام عملاق يسيطر على نحو 92 بالمائة من سوق متصفحات الويب ولا يمكن هزيمته وإخراجه من السوق بسهولة. ما نعلمه يقينا أن التطورات التكنولوجية المتسارعة لن تتوقف وأن العالم لن يكف عن الإبداع والابتكار في مجال الإعلام الرقمي. كل يوم تقريبا هناك جديد نقف أمامه مندهشين ومتسائلين عن الحدود التي يمكن أن يصل لها التنافس المحموم بين شركات التقنية العملاقة للسيطرة على العالم الرقمي. |