عرقلة نتنياهو لصفقة تبادل أسرى سيقود لصدام مع بايدن
تاريخ النشر: 1st, March 2024 GMT
قالت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية اليوم الجمعة الأول من مارس 2024 ، إن عدد من المسؤولين في واشنطن يدعون أن الإدارة الأمريكية تواصل الضغط بكل قوة من أجل التوصل لصفقة تبادل أسرى وهدنة إنسانية في غزة بين إسرائيل و حماس .
وأضاف المسؤولون أنه اذا تأكد للولايات المتحدة الأمريكية أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو يعرقل الصفقة لاسباب داخلية ، فإن الأمر سيقود الى صدام مباشر مع البيت الأبيض.
وتابع المسؤولون الأميركيون أن إسرائيل وحماس "لا تجعلان حياتنا سهلة، وهذا لن يثنينا ونحن مركزون على الصفقة".
وأضافوا أن "على نتنياهو أن يفعل أي شيء كي تكون هناك صفقة. وإذا توصلنا إلى استنتاج أنه لا يعمل بشكل منطقي ويعرقل الصفقة، فإن هذا سيكون صعبا بالنسبة لنا، ولن يكون هناك مفرا من الوصول إلى نقطة صدام".
وأشاروا إلى انتقادات بايدن ضد حكومة نتنياهو، وإلى أنه لم يعد يمتنع عن المطالبة بـ"وقف إطلاق نار"، واعتبروا أن "ما سمعناه من الرئيس هو البداية وحسب. وإذا توصلنا استنتاج أن رئيس الحكومة (نتنياهو) يماطل لأسباب سياسية داخلية، فسنسمع من بايدن أقوالا أشد بكثير".
وأشار المسؤولون الأميركيون إلى أن صفقة تبادل أسرى هي خطوة أولى ضرورية في خطة أكبر، هدفها تغيير وجه الشرق الأوسط، وتشمل تسوية مع لبنان بوساطة مبعوث بايدن إلى الشرق الأوسط، عاموس هوخشتاين، وتطبيع علاقات بين إسرائيل والسعودية، وبداية إعادة إعمار قطاع غزة وضلوع معين للسلطة الفلسطينية، واستمرار المسار نحو دولة فلسطينية.
وأضافوا أنه ليس متوقعا أن توافق إسرائيل قريبا على دولة فلسطينية، وأن "فكرة الدعوة إلى إقامة دولة فلسطينية هي رؤية، وتوجد خطوات كثيرة في الطريق نحوها، والسؤال هو ماذا سيحدث في غزة ودور السلطة الفلسطينية فيها. وأنت لا تخوض حربا على حل الدولتين بين ليلة وضحاها. ولذلك لن نسمح لنتنياهو بأن يعرقل هذا فقط لأنه يريد إرضاء بن غفير وقاعدة مؤيديه في الليكود. لكن من الواضح لجميعنا أنه من دون صفقة تبادل أسرى لن يحدث أي شيء، ولذلك فإن التركيز الآن على الصفقة".
المصدر : وكالة سواالمصدر: وكالة سوا الإخبارية
كلمات دلالية: تبادل أسرى
إقرأ أيضاً:
مطالب وشروط نتنياهو أبعد من مجرّد صفقة لوقف الحرب
كتب غاصب المختار في" اللواء": يتضح من كل المشهد السياسي الفولكلوري والعسكري الدموي، ان لا مجال لإقناع إسرائيل بوقف الحرب، خاصة في ظل «الدلع» الأميركي الزائد وغض النظر عن المجازر التي يرتكبها الاحتلال وعن التقدم البرّي الذي أدّى الى تدمير قرى بكاملها عند الحد الأمامي الجنوبي، ما أوحى لبعض الجهات السياسية المتابعة بأن الكيان الإسرائيلي ذاهب الى أبعد من مجرد مطالب وشروط أمنية وسياسية لضمان حدوده الشمالية وإعادة المهجرين من المستوطنات الحدودية. فظهر من كلام نتنياهو في الأسابيع الأخيرة ان هدف الحرب هو تغيير خريطة الشرق الأوسط وواقعه السياسي، وصولا الى ما يخطط له من استكمال التطبيع مع بعض الدول العربية وإقامة سلام في الشرق الأوسط وفق رؤيته لهذا «السلام» بالخلاص من كل يتسبب بإفشال مشروعه، من لبنان الى سوريا والعراق وإيران وحتى اليمن.
وفي صورة أوسع من المشهد الحالي القائم، لا بد من العودة الى وعود الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب بأنه سيعمل فور تسلّمه منصبه رسمياً على «تحقيق السلام في الشرق الأوسط بما يعيد الازدهار والاستقرار والامان الى شعوبه»، ويتضح ان السلام الذي يريده ترامب لا يختلف عن الذي يريده نتنياهو بل يتماهي معه الى حد التوافق التام. فأي سلام بالمفهوم الأميركي - الإسرائيلي يعني تغليب مصالح الدولتين على مصالح كل دول المنطقة الحليفة والصديقة منها كما الخصوم، بحيث تبقى إسرائيل هي المتفوّقة وهي المتحكّمة وهي التي تفرض الشروط التي ترتأيها على كل الراغبين بوقف الحرب وبتحقيق السلام الفعلي والشامل الذي يُفترض أن يعيد الحقوق الى أصحابها في فلسطين ولبنان وسوريا.
لذلك أي قراءة جيو - سياسية وعسكرية لوضع المنطقة الآن لا بد أن تأخذ بالاعتبار مرحلة حكم ترامب ومصير نتنياهو بعد الضغوط الدولية الكبيرة عليه، والتي تجلّت مؤخراً بإصدار المحكمة الجنائية الدولية أوامر بإعتقال نتنياهو ووزير حربه السابق يوآف غالانت بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية في غزة. فهل تبقى توجهات أميركا وإسرائيل هي ذاتها أم تكبح الضغوط الدولية السياسية والقانونية بعض الجموح والتطرف؟!
يتضح من موقف ترامب من قرار المحكمة الجنائية انه سيقف ضد أي إجراء بحق إسرائيل ونتنياهو شخصياً، وان مرحلة حكمه المقبلة ستكون مليئة بالتوترات في الشرق الأوسط لا سيما إذا استمر في السياسة العمياء بدعم إسرائيل المفتوح سياسيا وعسكريا والضغط على خصومها وأعدائها، والتوافق الى حد التماهي مع ما تريده إسرائيل ومحاولة فرض أي حل سياسي بالحديد والنار والمجازر.