ما هي وظيفة التكنو-سياسي... محرك الدمى في النظام السياسي الروسي؟
تاريخ النشر: 1st, March 2024 GMT
إعداد: سيباستيان سايبت | حسين عمارة تابِع إعلان اقرأ المزيد
يرتبط اسمه بحملة التضليل الروسية الواسعة "دوبلغينغر"["الشبيه" باللغة الألمانية] في أوروبا وأمريكا الجنوبية. كما اتهمته كييف في ديسمبر/كانون الأول الماضي بتطوير خطة جديدة للحرب المعلوماتية في أوكرانيا؛ إنه إيليا غامباتشيدزه.
كل ذلك يكفي لإعطاء الانطباع بأن هذا الرجل الخفي يلعب دورا مركزيا في جهاز الدعاية الجديد الذي تديره موسكو على شبكة الإنترنت.
اقرأ أيضاإيليا غامباتشيدزه: جندي بسيط من جنود آلة التضليل الإعلامي الروسية أم قائد الكتيبة؟
رسميا، فإيليا غامباتشيدزه هو "تكنو-سياسي" مثله مثل المئات في روسيا. وهذه المهنة هي مهنة معروفة لدى الروس، الذين يشاهدون هؤلاء الخبراء كل يوم وهم يستعرضون البرامج السياسية على أجهزة التلفزيون، بيد أنها غير معروفة خارج حدود البلاد.
يعتبر التكنو-سياسي شخصية مركزية في الطيف السياسي في روسيا ويجسد بشكل متزايد قدرة موسكو على التأثير في العالم. أندرو ويلسون، خبير الشؤون الروسية في كوليدج أوف لندن، ومؤلف كتاب "التكنو-سياسة: عولمة التلاعب السياسي"، الذي نشر في ديسمبر/كانون الأول 2023، يقدم لنا تحليله لهؤلاء المتخصصين الروس في التواصل السياسي.
فرانس24: لنبدأ بسؤال عمن هو التكنو-سياسي؟
أندرو ويلسون: وفقا للتعريف الرسمي في روسيا، فإنه الشخص الذي يقدم حلولا هندسية سياسية [دعم القرار السياسي - أسرة التحرير] من أجل توفير ميزة حزبية لرب عمله.ولفهمٍ أكثر لما يغطيه هذا المنصب بالضبط من مهام، يجب أن نعود بالزمن إلى الوراء قليلا. تبلور الدور الحديث للتكنو-سياسي في عام 1990، بعد وقت قصير من سقوط النظام السوفييتي. كانت مهمته الرئيسية آنذاك هي مساعدة سيده السياسي على تجنب المشاكل. بهذا المعنى، قام فلاديمير بوتين بعمل التكنو-سياسي في عام 2000، قبل فترة وجيزة من أن يصبح رئيسا، لصالح الرئيس السابق بوريس يلتسين لضمان إفلاته من الإجراءات القانونية ضده.
ثم أصبحوا بعد ذلك من كبار المسؤولين عن هندسة الانتخابات. من الأمثلة الشهيرة على التكتيكات التي يستخدمها التكنو-سياسيون هو تكتيك ترشيح الجنرال ليبيد ضد بوريس يلتسين خلال الانتخابات الرئاسية لعام 1996. فالأفراد الذين مولوا حملة الرئيس الروسي المستقبلي كانوا أيضا، من وراء الكواليس، هم من دفعوا ألكسندر ليبيد لترشيح نفسه. واحتل هذا العسكري السابق المركز الثالث في السباق بحصوله على ما يقرب من 15 بالمئة من الأصوات في الجولة الأولى، ثم دعا جميع أنصاره بعد ذلك للتصويت لبوريس يلتسين.
توضح هذه الحالة الطريقة التي بدأ بها التكنو-سياسيون في السيطرة على عناصر النظام السياسي الروسي. ثم بالمال والنفوذ و"الكومبرومات" (بالروسية: استخدام طرق قذرة لابتزاز الضحايا)، أقاموا نظاما سياسيا أكبر بكثير، مثل رقعة الشطرنج التي باتوا يتحكمون من خلالها في حركة كل قطعة عليها.
ما هو الفرق بينهم وبين "أطباء التأثير" أو "المستشارين السياسيين" الموجودين في الغرب؟كان الدور الأصلي "لأطباء التأثير" هو الذهاب إلى وسائل الإعلام بعد نقاش سياسي ومحاولة إقناعها بأن مرشحهم قد فاز بالمناظرة. من المفترض أن يقوم المستشارون السياسيون أو المستشارون ببساطة بتقديم المشورة أو تحسين صورة المرشح الذي يعملون من أجله.
من الواضح أن هذه المفاهيم قد تطورت وهؤلاء الأفراد يقودون الآن جميع جوانب الحملة الانتخابية. لقد أنشأوا نظاما كاملا من البث الإعلامي، وحرصوا على جمع الأموال وتأسيس سرديات الحملة الانتخابية. بهذا المعنى، يمكن أن يكون ذلك قريبًا مما يفعله التكنو-سياسيون.
لكن السياق مختلف. في الولايات المتحدة مثلا، يعمل المرشحون في خدمة الممولين الخاصين لحملاتهم، واللجان الانتخابية ووسائل الإعلام التي تقترح واقعا بديلا مواتيا لهذا المرشح. السياسيون منغمسون في هذا العالم كله الذي أنشأه المستشارون السياسيون لتسليط الضوء عليهم.
في روسيا، السياسيون هم مجرد دمى في أيدي التكنو-سياسيين. فتكتيكاتهم جعلت بإمكانهم فرض سيطرة كاملة على العالم السياسي حيث يكون الجميع ممثلين يحترمون السيناريو والنص. كل ما يخرج من فم فلاديمير بوتين مثلا يقف وراءه تكنو-سياسي من أجل إنتاج التأثير المطلوب.
كيف تطورت هذه المهنة؟بعد سيطرتهم على النظام السياسي الروسي في 1990، صقل التكنو-سياسيون أساليبهم لمنع الدمى من الهروب من قبضتهم. ثم كان عليهم بعد ذلك مواجهة الاحتجاجات الشعبية ضد هذا النظام السياسي الخاضع للسيطرة. وهذا ما حدث، لا سيما مع مظاهرات 2011-2012 [في أعقاب عمليات التزوير الضخمة التي تم الكشف عنها خلال الانتخابات التشريعية - أسرة التحرير]. ثم طور التكنو-سياسيون وسائل لتحييد هذا التهديد. لقد نجحوا في تحقيق هذه الغاية لأن جميع مراكز السلطة اليوم باتت واقعة في قبضة هؤلاء التكنو-سياسيين.
ولكن إذا تم تزوير كل شيء تحت سمع وبصر الجميع، فلن يريد أحد المشاركة والتصويت بعد الآن. وهذا ما أضاف للتكنو-سياسيين قيمة أكبر وساهم في نمو سلطتهم: العمل بنجاح من أجل تحسين المشاركة الانتخابية.
منذ فبراير/شباط 2022، أصبحت روسيا أكثر قمعا تجاه المعارضة وبالتالي في حاجة إلى قدر أقل من الدراية الفنية للتكنو-سياسيين للتحكم بالنظام السياسي. لذا بدأ هؤلاء في إعادة تشكيل أنفسهم ومهنتهم وباتوا أكثر اهتماما بكل ما يتعلق بالسياسة، حتى خارج العملية الانتخابية.
وهذا هو التغيير الرئيس منذ انتخاب فلاديمير بوتين في عام 2000. لقد استولى التكنو-سياسيون تدريجيا على السردية التاريخية الروسية [من تأسيسها وحتى وصول بوتين إلى السلطة - أسرة التحرير]، وأعادوا كتابتها لجعلها أداة دعائية. وباتوا يولون عناية فائقة للسياسة الخارجية ويتدخلون في السياسة الدينية.
فلاديمير ميدينسكي، وزير الثقافة الحالي، خير مثال على هذا التطور. كان يطلق عليه أحيانا مؤرخ بوتين، وتم تعيينه في بداية الحرب ضد أوكرانيا للتفاوض مع كييف، وكان يعمل في شركة "تكنو-سياسية" في أعوام التسعينات.
هل يجب على الغرب الحذر من هؤلاء التكنو-سياسيين؟نعم. بالمناسبة، كان العنوان الأول الذي فكرت فيه لكتابي هو "اختراق الديمقراطية العالمية". بدأت العمل على هذا الكتاب بمناسبة الانتخابات الرئاسية الأمريكية في عام 2016. الطريقة التي سعت بها روسيا للتأثير على نتيجة هذه الانتخابات ليست أكثر من تطبيق على المسرح الدولي للأساليب التي يستخدمها التكنو-سياسيون على المستوى الوطني الروسي.
الطريقة الرئيسية هي ما يسمى "العدوى الثانوية". يبدأ التكنو-سياسيون بحقن معلومات خاطئة في النقاش العام، ثم يشرعون في تنفيذ "العدوى الثانوية" التي تتكون من تعميم هذه المعلومات في وسائل الإعلام التقليدية. وقد وقعت الصحف والقنوات التلفزيونية الأمريكية الرئيسية في هذه الأحبولة من خلال معالجة الموضوعات التي دفعها التكنو-سياسيون الروس في الأصل لإشعال النقاش.
ومنذ ذلك الحين، وجدنا تكنو-سياسيين يعملون في العديد من البلدان، وبخاصة في القارة الأفريقية. إنهم يحاولون التأثير على الأحزاب في هذه البلدان، وتدريب مراكز محلية على فن تزوير الانتخابات، وبشكل أعم، تنظيم التلاعب في استطلاعات الرأي. كما كانوا نشطين للغاية خلال حملة استفتاء الاستقلال في عام 2017 في كاتالونيا حيث لم يكن لدى موسكو، بداهة، أي مصلحة هناك... سوى إشعال الخلافات داخل بلد عضو مهم في الاتحاد الأوروبي.
النص الفرنسي: سيباستيان سايبت | النص العربي: حسين عمارة
المصدر: فرانس24
كلمات دلالية: الحرب بين حماس وإسرائيل الحرب في أوكرانيا الانتخابات الرئاسية الأمريكية ريبورتاج الروسية روسيا هجوم أمن المعلومات أوكرانيا الاتحاد الأوروبي يفغيني بريغوجين تجسس فلاديمير بوتين أخبار كاذبة للمزيد عقوبات الحرب بين حماس وإسرائيل غزة إسرائيل حصار غزة فلسطين الجزائر مصر المغرب السعودية تونس العراق الأردن لبنان تركيا النظام السیاسی فی روسیا فی عام
إقرأ أيضاً:
المراكز البحثية المصرية في 2024.. محرك رئيسي لمواجهة التحديات وتعزيز الاقتصاد الوطني
أظهرت المراكز والمعاهد البحثية التابعة لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي خلال عام 2024 التزاما قويا بتوجيه أبحاثها نحو معالجة التحديات الملحة التي تواجهها مصر والعالم، منها تغيرات المناخ، وأمن الغذاء، والطاقة المتجددة، إلى جانب سعيها الجاد لتحويل المخرجات البحثية لمنتجات قابلة للتصنيع مما ساهم في تعزيز الاقتصاد الوطني وتقليل فاتورة الاستيراد وخلق فرص عمل جديدة.
يأتي ذلك ضمن الاستراتيجية البحثية الطموحة التي تبنتها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والتي تركز على تحويل المؤسسات التعليمية والجهات البحثية إلى مؤسسات ابتكارية للصناعات المستقبلية التي تشهد منافسة عالمية شديدة، وفي مقدمتها السيارات الكهربائية حيث تم إنتاج أول 100 سيارة كهربائية منخفضة السرعة EV-Tech تجريبية بالمنطقة الصناعية بالتجمع الخامس وذلك بمكون محلى 60%، ومن المستهدف وصول نسبة المكون 83% خلال الـ 3 سنوات المقبلة لتقليل الاعتماد على الاستيراد، وتعزيز مكانة مصر كمركز رائد في مجال تصنيع السيارات الكهربائية.
كما تم إنتاج أجهزة تنفس صناعي معتمدة من الاتحاد الأوروبي وحاصلة على ترخيص هيئة الدواء المصرية، وذلك بتكنولوجيا مصرية 100% وجارى إنتاج 500 جهاز تنفس.
وفي إطار استراتيجية وزارة التعليم العالي الحالية بان يكون تحويل نتائج البحوث العلمية إلى ابتكارات ومنتجات شعار المرحلة القادمة، اطلق المركز القومي للبحوث، مبادرة "بديل المستورد" تستهدف في المقام الاول إعادة الثقة في المنتجات والابتكارات المصرية سواء للمستثمرين ورجال الصناعة او للجمهور بعد فترة طويلة من الاعتماد على المنتج المستورد، خاصة وان المركز يضم اكثر من 200 منتج مقدمة من 14 معهدا بحثيا بالمركز قابلة للتطبيق الصناعي في مختلف المجالات.
وحقق المركز القومي للبحوث في 2024 انجازا جديدا لإنتاج خام السيليمارين الدوائي المصري للعلاج والوقاية من أمراض الكبد، حيث يعد هذا الإنجاز خطوة مهمة نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي من الأدوية الخاصة بأمراض الكبد، وتوفير بديل مصري بأسعار مناسبة.
وفي مجال الفضاء، تخطو مصر حاليا بخطوات ثابتة نحو ملف توطين تكنولوجيا الفضاء، حيث تم الانتهاء من مركز التجميع والتكامل والاختبار بوكالة الفضاء المصرية، والذي يعد الأكبر من نوعه في إفريقيا والشرق الأوسط وتم تأسيسه في إطار الشراكة الإستراتيجية بين مصر والصين.
ونجحت وكالة الفضاء المصرية في إطلاق القمر الصناعي مصر سات 2 من الصين والذي تم تجميعه واختباره في مركز تجميع وتكامل واختبار الأقمار الصناعية، والذي يخدم أهداف التنمية المستدامة للدولة المصرية،
كما أطلقت مصر القمر الصناعي نكس سات 1، وهو أول قمر صناعي تجريبي للاستشعار عن بعد تم تطويره بالتعاون مع شركة BST الألمانية، والذي يمثل إنجازًا مهمًا في توطين تكنولوجيا تصنيع الأقمار الصناعية في مصر.
وجاري العمل حاليا لتأسيس شركة مساهمة لتصنيع مكونات الأقمار الصناعية، وشركة لتسويق منتجات الوكالة، بالإضافة إلى إطلاق منصة إلكترونية لتمكين المستخدمين من تصفح وشراء الصور الفضائية.
الجهود المبذولة للارتقاء بجودة مخرجات البحث العلمي والابتكار لخدمة الاقتصاد القومي.وفي مجالات الفلك، انتهى المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية من مرحلة تركيب أجهزة اختبارات المواقع لمشروع إنشاء المرصد الفلكي الجديد سيناء الذي يقع فوق قمة جبل الرجوم بجنوب سيناء، وهو واحد من أعلى عشرين قمة جبلية في مصر، ويبلغ ارتفاعه أكثر من 1600 متر.
ويعد مرصد سيناء من المشروعات القومية التي تتبناها مصر خلال الفترة الحالية، والتي يقوم المعهد بالعمل على تنفيذه بمنطقة جنوب سيناء ليكون بديلًا عن مرصد القطامية الحالي والمستمر في عمله بما يتبعه من محطات رصد، ويعتمد على أحدث ما وصلت إليه التكنولوجيا في مجال علوم الفلك، وسيتم تزويده بمنظار فلكي بمرآة قطرها 6.5 متر ليكون هو الأكبر من نوعه في منطقة الشرق الأوسط، مما يُعزز من قدرات مصر في الرصد الفلكي، والقيام بمزيد من الاكتشافات الفلكية.
وفي مجال علوم البحار، شهد عام 2024 افتتاح بنك الجينات والأصول الوراثية للأحياء المائية المصرية بالتعاون مع المعهد القومي لعلوم البحار والمصايد، وهو بنك حيوي ومصدر تجميع الأصول الوراثية بتمويل من أكاديمية البحث العلمي ومقره مركز أبحاث المياه الداخلية والمزارع السمكية التابعة للمعهد القومي لعلوم البحار والمصايد بالقناطر الخيرية في محافظة القليوبية، ويهدف إلى خلق تكنولوجيا حفظ الأصول الوراثية لأحياء المائية ولاسيما أنواع الأسماك الاقتصادية، وإنشاء أطلس تعريفي دقيق لأحياء المائية المصرية، بالإضافة إلى الاستفادة من المحتوى الوراثي لأحياء المائية في التطبيقات الصناعية والبيئية، كما تم إنشاء مركز التنمية الإقليمي لصون الحياة البحرية بمقر المعهد القومي لعلوم البحار والمصايد، فرع البحر الأحمر بمدينة الغردقة، بهدف ضمان استدامة البيئة البحرية الفريدة في البحر الأحمر، وتطبيق ممارسات صديقة للبيئة، بالإضافة إلى إنشاء محميات بحرية وبنك للجينات يثبت الهوية المصرية للأنواع البحرية النادرة.
وبالنسبة لمجالات الزراعة والبيئة، نجحت الهيئة القومية للاستشعار من البُعد وعلوم الفضاء بالتعاون مع وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي بإنتاج خريطة للمحاصيل الزراعية للموسم الزراعي الشتوي 2023/2024، باستخدام بيانات الاستشعار من البُعد والذكاء الاصطناعي في حصر وتصنيف المحاصيل الحقلية (الموسم الشتوي 2023-2024) والموسم الصيفي 2024 لمحافظات الجمهورية.
كما نجح علماء الهيئة في ابتكار نظام ذكي ساهم في تقليل 30% من استخدام المياه في زراعة محصول الأرز بالتعاون مع معهد بحوث الإلكترونيات ووزارة الزراعة وممول من أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا.
واستضافت مصر مؤخرا فعاليات المؤتمر الدولي الأفريقي الثالث للزراعة الدقيقة، الذي عقد بالتوازي في 9 دول افريقية بجانب مصر، وتم خلاله انتخاب رئيس شعبة التطبيقات الزراعية والتربة وعلوم البحار بالهيئة القومية للاستشعار من البعد وعلوم الفضاء رئيسا للجمعية الأفريقية للزراعة الدقيقة لمدة عامين.
وحققت اكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا إنجازا جديدا من خلال مشروع تقييم وإكثار سلالات جديدة من اللوبيا والثوم، الذي أسفر عن تسجيل صنفين من الثوم وثلاثة أصناف من اللوبيا، ونجح معهد بحوث البترول في تنفيذ مشروع بحثي لتوظيف الطحالب البحرية الكبيرة والذكاء الإصطناعي للتوليف الأخضر لمنتجات ذات قيمة مضافة ومواد نانوية من أجل بيئة نظيفة ومستدامة، بتمويل من هيئة تمويل العلوم والتكنولوجيا والابتكار.
وفي مجال الإلكترونيات، نجح معهد بحوث الإلكترونيات خلال 2024 في حصوله على اعتماد رسمي لمركز التدريب التابع له كمركز تدريب حكومي معتمد على المستوى القومي، وذلك بعد حصوله على شهادة الاعتماد من الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة مما يرفع من مستوى مهارات الكوادر المصرية، ويعزز جاهزيتها لمواكبة التحول الرقمي، ومتطلبات التنمية المستدامة، كما وقع المعهد عقد شراكة مع فريق عمل صنعتي، والذي يضم نخبة من رواد الأعمال المبتكرين بهدف إعادة إحياء صناعة الأثاث في مدينة دمياط ودعم حرفيها، من خلال منصة رقمية مُتكاملة تعمل كمنصة حرة للحرفيين المُتخصصين في صناعة الأثاث.
وبهدف مواجهة تحديات الصناعة المحلية وزيادة القيمة المضافة للمنتجات المصرية، وقعت مدينة الأبحاث العلمية والتطبيقات التكنولوجية 3 عقود اتفاق مع احدى الشركات لتصنيع المُنتجات الكيماوية، منها مخصب طبيعي 100% وذلك لدعم الزراعة المُستدامة باعتبارها آمنة، وهي غير مُكلفة، وفعالة، وصديقة للبيئة، فضلاً عن أنها تدعم زيادة محتوى التربة من المادة العضوية، والعناصر الغذائية في السنوات التالية لاستخدامها، كما أنها تحافظ على التنوع البيولوجي بها بما يُساعد في استصلاح الأراضي وزيادة الرقعة الزراعية بمصر.
ووقعت هيئة تمويل العلوم والتكنولوجيا والابتكار بروتوكولا للتعاون مع شركتي العربي للصناعات الهندسية وفريش إليكتريك للأجهزة المنزلية، لنقل وتوطين تكنولوجيا صناعة القوالب (الإسطمبات)، وإنشاء مركز تميز يربط احتياجات الصناعة بالبحث العلمي والتطوير، وبناء القدرات والمهارات الفنية للعاملين في هذا المجال، وتقديم الدعم التكنولوجي للورش والصناعات الصغيرة المكملة، بالإضافة إلى بدء العمل على إنتاج مصر لدواءين جديدين، أحدهما حاصل على براءة ألمانية دولية لعلاج أمراض الذكورة، والآخر لرفع المناعة وعلاج الفيروسات التنفسية، والذي حصل على إشادة دولية، نظرًا لارتباطه بأهداف التنمية المُستدامة لمنظمة الأمم المتحدة.
وواصلت أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا في عام 2024 جهودها لدعم مسيرة البحث العلمي والابتكار في مصر من خلال طرح العديد من المشروعات والمبادرات المهمة والتي تهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز مكانة مصر على الصعيد الدولي، ومنها استكمال مشروع "الجينوم المرجعي للمصريين وقدماء المصريين"، وهو اكبر مشروع بحثي في تاريخ مصر الحديثة حيث يعد بمثابة حجر الأساس للطب الشخصي والدقيق ومحور الأبحاث في المجال الطبي خلال العقد القادم، والذي يهدف إلى دراسة الجينات لتقديم خدمات طبية دقيقة، وتوقع الأمراض لتجنب الإصابة بها، و مشروع الجينوم للرياضيين للاستفادة من نتائج الجينوم المصري في الارتقاء بمستوى الرياضيين المصريين وانتقاء البارعين منهم، ومن المقرر تنفيذ مشروعات أخرى مماثلة للمشروع الرياضي للاستفادة من الجينوم البشري في مجالات مختلفة كالفن والأعمال والعلوم وغيرها.
ودعمت الأكاديمية 43 حاضنة في مختلف أقاليم مصر، تغطي أكثر من 24 مجالا، وبلغ عدد مكاتب دعم الابتكار ونقل التكنولوجيا 56 مكتبا في الجامعات والمراكز البحثية، بالإضافة إلى ذلك، وصل عدد نوادي ريادة الأعمال إلى 50 ناديا، وأطلقت برنامجًا لبناء القدرات في الملكية الفكرية للباحثات المصريات، بالتعاون مع المنظمة العالمية للملكية الفكرية، حيث سجلت 500 باحثة، وجرى اختيار 75 للمشاركة في ورشة عمل لتطوير مشروعاتهن البحثية وحمايتها.
ولتوظيف البحث العلمي لخدمة احتياجات الصناعة، والوصول لمنتجات فعلية تساهم في تقليل فاتورة الاستيراد، ودعم الاقتصاد الوطني، ودمج الابتكار مع احتياجات التنمية الشاملة، شهد عام 2024 تشكيل مجلس أمناء المبادرة الرئاسية تحالف وتنمية وعقد اجتماعها الاول بحضور أعضاء المجلس من الأكاديميين ورجال الصناعة وممثلي الجهات الحكومية والشخصيات العامة وقيادات الوزارة، والتي تستهدف تحقيق طفرة تنموية في الأقاليم الجغرافية المختلفة بمصر عبر خلق تكامل للجهود بين عناصر التحالف الرئيسية الثلاثة الجامعة والصناعة والدولة.
وفي مجالات الابتكار والنشر العلمي وريادة الأعمال، اسفرت جهود وزارة التعليم العالي والبحث العلمي خلال عام 2024 عن تحقيق إنجازات ملموسة ومنها تقدم مصر إلى المرتبة 86 عالميًا في مؤشر الابتكار العالمي، بزيادة 10 مراكز مقارنة بالأعوام السابقة، وظهرت منطقة القاهرة الكبرى ضمن أفضل 100 تجمع علمي وتكنولوجي عالميًا، محتلة المركز الأول إفريقيا، وبلغ التعاون البحثي الدولي في الأبحاث المنشورة 58.3%، فيما وصلت نسبة التعاون المؤسسي مع جهات دولية إلى 22%.
وشارك الباحثون المصريون مع ما يقرب من 150 ألف باحث عالمي في مشروعات بحثية حالية، مما يعكس دور هذه الجهود في ربط البحث العلمي بالصناعة، ويدعم الاقتصاد الوطني في مجالات متعددة مثل الطاقة، والإنتاج الحيواني، والصحة، والصناعات التحويلية، كما حصلت أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا على العضوية الكاملة بشبكة أكاديميات العلوم الإفريقية والتي تعكس الدور الريادي لمصر في دعم البحث العلمي والتنمية المستدامة على مستوى القارة الإفريقية.
وشهد عام 2024 إصدار منظمتي اليونسكو واليونسيف بشكل مشترك دراسة حالة شاملة حول منصة التعلم الرقمي الوطنية بنك المعرفة المصري EKB كمنصة رائدة للمعرفة ودعم التعلم في مصر، وهو الإصدار الأول ضمن مبادرة بوابات التعلم الرقمي العام، التي أطلقتها منظمة اليونسكو بالشراكة مع اليونيسف لرصد وتمكين المنصات العامة للتعلم الرقمي على مستوى العالم، وتسليط الضوء على النماذج الأكثر نجاحا، وتعزيز تبادل الخبرات بهدف جعل التعليم أكثر وصولًا وعدالة وتعزيز البيئات التي يمكن أن تزدهر فيها المعرفة.
وعكس صدور هذا التقرير حجم الإنجاز الذي حققه بنك المعرفة المصري وقيامه بدور أساسي في دعم المُتعلمين والمعلمين والمؤسسات، بما يوفره من ثروة من المحتوى التعليمي والعلمي، بالإضافة إلى تقديمه لدورات بناء القدرات لتحسين استخدام هذه الموارد، كما يؤكد التزام الدولة بتطوير وتعميم التعلم والوصول إلى المعرفة وتعزيز ثقافة التعلم مدى الحياة وبناء مجتمع معرفي مبدع، حيث يضم 7 الآف دورية علمية، 250 الف كتاب إلكتروني، و1400000 أطروحة بحثية، بالإضافة إلى تنظيم الف نشاط للخدمات المهنية السنوية، ويتيح البنك أيضًا 28 الف مورد رقمي بعدة لغات للطلاب من الروضة حتى المرحلة الثانوية وفي مجال دعم النشر.
وجاء هذا التقرير في أعقاب الزيارة الناجحة لوفود منظمة اليونسكو للقاهرة خلال شهر مايو الماضي، حيث شارك ممثلو اليونسكو واليونيسف، وكذا ممثلو 22 دولة من مختلف دول العالم على مدار ثلاثة أيام، لدراسة تأثير بنك المعرفة المصري المباشر والفاعل في نشر المعرفة ودعم وتمكين التعلم.
وشهد عام 2024 اعتماد المجلس التنفيذي لمنظمة اليونسكو لمشروع القرار الذي قدمه وفد مصر لدى المنظمة عن مبادرة بنك المعرفة المصري، حيث اعتبرته المنظمة أحد النماذج الرائدة والمتميزة في منطقتي إفريقيا والشرق الأوسط التي تهدف إلى تحقيق التطوير التقني في مجال التعليم وجعله أكثر شمولية، وتكوين أجيال من الطلاب والعلماء المُزودين بالأدوات العلمية الضرورية التي تساعدهم على التعلم والتفكير والابتكار.
وتضع وزارة التعليم العالي دعم العلماء والباحثين وتوفير المناخ العلمي الملائم لهم في مقدمة اولوياتها، وهو ما كشفت عنه قائمة جامعة ستانفورد الأمريكية بأسماء أعلى 2% من علماء العالم "الأكثر استشهادًا" في مختلف التخصصات التي اطلقتها سبتمبر الماضي، حيث تصدر المركز القومي للبحوث القائمة بتواجد 100 باحث بالقائمة، ثم جامعة القاهرة ب 76 باحثًا، وجامعة المنصورة ب 60 باحثًا، تلتها جامعة عين شمس ب 58 باحثًا، ثم جامعتي المنصورة والزقازيق ب 51 باحثًا، وجامعة طنطا ب 48 باحثًا، ثم جامعة الأزهر ب 43 باحثًا، فضلًا عن تواجد 29 باحثًا من جامعة بنى سويف، و 25 باحثًا من جامعة بنها، بالإضافة إلى إدراج 24 باحثًا من مركز بحوث وتطوير الفلزات، و11 باحثًا بجامعة السويس، و10 باحثين من جامعة الفيوم، و8 باحثين من جامعة دمياط، و6 باحثين من جامعة المنوفية، و6 باحثين من معهد تيودور بلهارس، وباحثًا من جامعة مصر للمعلوماتية، وباحثًا من المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية.
كما اعلنت الوزارة فوز 61 عالمًا بجوائز الدولة في العلوم لعام 2023، بما في ذلك جوائز النيل، التقديرية، التفوق، والتشجيعية، و منح 10 جوائز للرواد والمرأة في التعليم العالي والبحث، و40 جائزة للهيئات والأفراد.
وفي إطار الإستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي، التي تهدف إلى تهيئة بيئة محفزة على الابتكار والتميز مما يساهم في بناء قاعدة علمية وتكنولوجية قادرة على دفع الاقتصاد الوطني نحو التقدم المستمر، نظم صندوق رعاية المبتكرين والنوابغ في 2024 عدة مسابقات وبرامج ومبادرات لدعم الابتكار وريادة الأعمال في مصر، أبرزها مسابقة أولمبياد الشركات الناشئة، التي شارك فيها 976 فريقا من 91 جامعة ومعهدا بحثيّا، وتأهل 130 فريقا في مسار الطلاب، و65 في مسار الباحثين للمنافسة الإقليمية، حيث تأهل 117 فريقًا للمعسكر الختامي بجامعة الجلالة، وتأهل منهم 55 فريقًا للتصوير في برنامج Gen-Z 2024، الذي يعد من أكبر المسابقات الابتكارية في مصر بتمويل يصل إلى 100 مليون جنيه، بالتعاون بين الصندوق وشركة المتحدة للخدمات الإعلامية.
اقرأ أيضاً«القومي للبحوث» يتصدر المراكز والمعاهد البحثية المصرية في تصنيف «سيماجو» لهذا العام
اللجنة الوطنية المصرية تعلن فوز باحث مصري بجائزة «الألكسو» للإبداع 2024
وزير التموين يستعرض التجربة المصرية في تحقيق الأمن الغذائي