إيجابية المعارضة إزاء مبادرة الاعتدال.. بين الجدية والمناورة!
تاريخ النشر: 1st, March 2024 GMT
بإيجابية لافتة، تتعامل قوى المعارضة مع المبادرة الرئاسية التي أطلقتها كتلة "الاعتدال" النيابية، منذ إعلان رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع موافقته عليها قبل أيام، على الرغم من أنّها تقوم في جانبٍ منها على شكلٍ من أشكال الحوار، الذي أشهرت "القوات" الفيتو في وجه كلّ طروحاته، حتى حين اجتهد الفرنسيّون لتجنّب هذا "الفيتو"، فأطلقوا عليه وصف "اجتماع العمل"، أو "اللقاء التشاوري".
وإذا كانت إيجابية المعارضة دفعت إلى "التفاؤل" بإمكان وصول المبادرة إلى حيث فشلت مبادرات أخرى، فإنّها طرحت علامات استفهام عن مدى "جدّيتها"، في ظلّ وجهة نظر تقوم على أنّ هذه الإيجابية قد لا تكون سوى "مناورة"، في إطار لعبة "تقاذف المسؤوليات" بين القوى السياسية، وبالتالي لا تهدف سوى لـ"إحراج" الفريق الآخر، وتحديدًا معسكر "حزب الله"، لاتهامه بتعطيل المبادرة، وعدم تلقّف "اليد الممدودة".
وفي السياق، ثمّة من يطرح المزيد من علامات الاستفهام، فإلى أيّ مدى يمكن أن تمضي المعارضة في إيجابيتها إزاء هذه المبادرة؟ وهل باتت مكوّناتها متفقة فعلاً على "المرشح الثالث" الذي تريد ان تخوض السباق بجدّية؟ وماذا لو وافق "حزب الله" على السير بالمبادرة وذهب إلى مجلس النواب متمسّكًا باسم مرشحه سليمان فرنجية؟ هل تتمسّك المعارضة باسم جهاد أزعور الذي أنهى التقاطع عليه مفعوله؟!
الكرة في ملعب "حزب الله"
لا يبدو جانب "تقاذف المسؤوليات" بعيدًا عن السياق العام للأمور، فأوساط المعارضة لا تتردّد عند سؤالها عن مسار مبادرة "الاعتدال" في طلب تحويل السؤال إلى الأطراف الأخرى، وتحديدًا "حزب الله"، الذي لم يجاهر حتى الآن بموقف مُعلَن وواضح من المبادرة، خصوصًا لجهة التعهدات المفترضة منه بموجبها، بعدم "تطيير" نصاب جلسة الانتخاب التي يفترض أن يدعو إليها رئيس البرلمان نبيه بري، بدورات "مفتوحة ومتتالية" كما وعد.
وتشير أوساط المعارضة إلى أنّه بعيدًا عن محاولة فريق "حزب الله" تحوير المبادرة عن أهدافها، وإيحائه بأنّ المعارضة هي التي تراجعت وتنازلت بقبولها، باعتبار أنّها وافقت على مبدأ الحوار في نهاية المطاف، إلا أنّ هذا الفريق لم يعلن صراحةً تجاوبه مع هذه المبادرة، بل إنّ المحسوبين عليه يطرحون الأسئلة والشكوك حولها، على الرغم من أنّ التعهد المطلوب كان رئيس المجلس قد قدّمه بشكل أو بآخر يوم أطلق مبادرته الحوارية الأخيرة، وفقًا لما يقوله هذا الفريق.
وفيما تشدّد هذه الأوساط على أنّ الكرة في ملعب "حزب الله"، يقول العارفون إنّ الواضح أنّه وبمعزل عن "حسن النوايا" للفريق الذي أطلق المبادرة، أنّ لعبة "شدّ الحبال" بين الفريقين هي التي لا تزال مسيطرة على المشهد، في ظلّ تبادل الاتهامات بين طرفين يرفضان تقديم أيّ تنازل ملموس وعملي يفضي إلى انتخاب رئيس، ولكنّهما يسعيان في الوقت نفسه إلى اقتناص أيّ فرصة لإبعاد تهمة التعطيل عن كاهلهما، ورميها عند الطرف الآخر.
"تفاهم" المعارضة.. هل تحقّق؟!
ومثلما كان مؤيدو "الثنائي الشيعي" يردّون على المشكّكين بالنوايا عندما أطلق رئيس مجلس النواب مبادرته، بدعوتهم إلى "اللحاق به إلى باب الدار"، ترد أوساط المعارضة اليوم على تشكيك الطرف الآخر بالنوايا المبيّتة لديها، وفقًا للمنطق نفسه، فتدعو فريق "حزب الله" إلى التعامل بإيجابية موازية مع مبادرة "الاعتدال"، والقبول بكل مندرجاتها، خصوصًا إذا كانت تعتقد أنّ ذلك سيؤدي إلى "إحراج" المعارضة غير المتفاهمة في ما بينها.
وإذا كانت أوساط المعارضة توحي بأنّ "تفاهمها" لن يكون مشكلة في هذه الحال، تمامًا كما توحي بأنّ انتخاب الرئيس "حتميّ" بمجرد الذهاب إلى جلسات مفتوحة، على الرغم من أنّ الوقائع لا تعطي أيّ مرشح أكثرية الأصوات المطلوبة، ولو اكتمل نصاب الجلسات، فإنّ العارفين يعتبرون أنّ "البحث الجدّي" بالاسم الثالث لم يبدأ بعد في صفوف المعارضة، التي تعلم أنّ ورقة "جهاد أزعور" استُنفِدت، وانتهى مفعولها منذ وقت طويل.
يقول العارفون إنّ "حسم" موقف المعارضة مؤجَّل، بانتظار موقف "حزب الله"، فإذا تمسّك باسم سليمان فرنجية كما هو واضح، ستبقى المعارضة على موقفها بعدم طرح أيّ اسم ثالث، حتى يحين الوقت المناسب لذلك، ولو أدّى ذلك إلى الذهاب للمجلس باسم جهاد أزعور الذي أضحى خارج المنافسة، على أن يتوازى ذلك مع اتصالات بين قوى المعارضة وسائر الأطراف تحت سقف البرلمان، للوصول إلى "الخاتمة السعيدة".
في الخلاصة، هي لعبة "شدّ الحبال" التي لم تنتهِ فصولاً بين الفريقين، حتى باتت أيّ مبادرة تلوح في الأفق، تشكّل "فرصة" لا لتحقيق الهدف المرجوّ وانتخاب الرئاسة، بل لتسجيل النقاط وتوزيع الاتهامات، لعبة يعتقد العارفون أنّها ستستمرّ، حتى تأتي "كلمة السرّ" التي ينتظرها كثيرون من خارج الحدود، ولو أنّ هناك من يتأمّل بأنّ مبادرة "الاعتدال"، بما تحمله من غطاء داخلي وخارجيّ، تشكّل "أملاً"، ولو بقي محدودًا ومتواضعًا!
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
قطر تطلق مبادرة لتزويد سوريا بإمدادات من الغاز تسهم بتوليد 400 ميغا واط من الكهرباء
ريف دمشق-سانا
أعلن القائم بأعمال السفارة القطرية في سوريا خليفة عبدالله آل محمود الشريف عن مبادرة قطرية لتوفير إمدادات من الغاز الطبيعي لسوريا، عبر الأراضي الأردنية، بهدف المساهمة في توليد طاقة كهربائية بمقدار 400 ميغاواط.
وأكد الشريف خلال اجتماعه مع وزير الكهرباء المهندس عمر شقروق في محطة توليد دير علي في ريف دمشق أن المبادرة تأتي تنفيذاً لتوجيهات أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وبدعم من صندوق قطر للتنمية، وبالتعاون مع وزارة الطاقة والثروة المعدنية الأردنية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي الذي سيشرف على مراحل التنفيذ.
بدوره، أعرب الوزير شقروق عن شكره لدولة قطر على هذه المبادرة في ظل الوضع الكهربائي السيئ الذي تعاني منه سوريا، مشيراً إلى أنه سيتم تزويد محطة دير علي بـ 2 مليون متر مكعب يومياً من الغاز الطبيعي، ما سيسهم بتوليد 400 ميغا واط إضافية من الكهرباء، وهي جزء من حاجة سوريا التي تقدر بنحو 6500 ميغا واط.
ولفت الوزير إلى أن الإمدادات ستزيد من ساعات التغذية الكهربائية اليومية بمقدار 2 إلى 4 ساعات، الأمر الذي سينعكس إيجاباً على الحياة اليومية للمواطنين ودعم القطاعات الحيوية في البلاد، موضحاً أن إمدادات الغاز ستنقل عبر الخط العربي للغاز الذي يمر من أراضي المملكة الأردنية الهاشمية.
من جانبه، أوضح مدير المؤسسة العامة لتوليد الكهرباء المهندس عمر بريجاوي أن الدعم بالغاز القطري سيترك أثراً إيجابياً على استقرار الشبكة الكهربائية في سوريا التي تأثرت خلال السنوات السابقة، لافتاً إلى أن البلوك الثاني في محطة دير علي جاهز للدخول في الخدمة بعد خضوعه لأعمال إعادة تأهيل خلال الأيام القليلة الماضية؛ استعداداً لاستقبال الغاز القادم من قطر.
من جهته، بين محمد مضاوي نائب الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي أنهم وضعوا خطة إستراتيجية لتطوير قطاع الكهرباء في سوريا، لافتاً إلى أن دورهم في هذه المبادرة هو تقديم المساعدة في حال وقوع أي طارئ في نقل الغاز، إضافة لصيانة الخط العربي داخل الأراضي السورية وتقديم المساعدات المالية والفنية لوزارة الكهرباء والشركة السورية للغاز.
وختم القائم بالأعمال زيارته للمحطة بجولة اطلع فيها على أقسامها وآلية عملها.
2025-03-13Hassan Nasrسابق أجواء الأمن والاستقرار تخيم على مدينة جبلة باللاذقية بعد انتهاء العملية العسكرية ضد فلول النظام البائد انظر ايضاً أجواء الأمن والاستقرار تخيم على مدينة جبلة باللاذقية بعد انتهاء العملية العسكرية ضد فلول النظام البائدآخر الأخبار 2025-03-13قطر تطلق مبادرة لتزويد سوريا بإمدادات من الغاز تسهم بتوليد 400 ميغا واط من الكهرباء 2025-03-13التعليم العالي تعلن مفاضلة الدراسات العليا ودبلومات وماجستيرات التأهيل والتخصص في الجامعات الحكومية 2025-03-13جامعة اللاذقية تؤجل امتحانات التعليم المفتوح إلى بعد عيد الفطر السعيد 2025-03-13تشييع عنصرين من الأمن العام ووزارة الدفاع في حماة استشهدا بمواجهات مع فلول النظام البائد 2025-03-13إصابة 3 أشخاص نتيجة عدوان إسرائيلي استهدف مبنى سكنياً في مشروع دمر 2025-03-13بدء المؤتمر الصحفي للجنة صياغة الإعلان الدستوري 2025-03-13الجامعة الافتراضية السورية تصدر نتائج مفاضلة المنح 2025-03-1330 مستثمراً جديداً في حسياء الصناعية منذ بداية التحرير 2025-03-13القائم بأعمال وزارة الصحة يؤكد أهمية اختصاصي الصحة العامة والنظم الصحية لتطوير القطاع الصحي 2025-03-13الهيئة الوطنية لتقانة المعلومات تواصل تقديم الخدمات ضمن المراكز التابعة لها
صور من سورية منوعات العرقسوس والتمر الهندي… عصائر رمضانية شعبية في حماة 2025-03-11 تيك توك تستأنف خدماتها في الولايات المتحدة بفضل ترامب 2025-01-20فرص عمل وزارة التجارة الداخلية تنظم مسابقة لاختيار مشرفي مخابز في اللاذقية 2025-02-12 جامعة حلب تعلن عن حاجتها لمحاضرين من حملة الإجازات الجامعية بأنواعها كافة 2025-01-23
مواقع صديقة | أسعار العملات | رسائل سانا | هيئة التحرير | اتصل بنا | للإعلان على موقعنا |