البوابة نيوز:
2024-09-18@23:01:50 GMT

منير أديب يكتب: صفقة حماس وصفعة إسرائيل

تاريخ النشر: 1st, March 2024 GMT

لا صفقة بين إسرائيل وحركات المقاومة الفلسطينية في القريب العاجل، وإذا حدثت فلن تصمد كثيرًا؛ خاصة وأنّ حماس تستعد لإعلان انتصارها الإستراتيجي على جيش الدفاع الإسرائيلي، الذي لم يُحقق أي انتصار عسكري غير أنه يتفاوض معها ويضغط من أجل ذلك.

الولايات المتحدة الأمريكية تضغط بقوة من أجل فرض صفقة على حماس، بعد أنّ فشلت إسرائيل في تحقيق أي انتصار عسكري بخلاف الاعتداء على المدنيين وتجويع مواطني غزة خلال الخمسة شهور الماضية؛ وهنا تعتقد إسرائيل أنّ الضغط العسكري قد يؤدي إلى التفاوض مع حماس، التي توعدت إسرائيل بالقضاء عليها!

إسرائيل فشلت في تحقيق انتصار عسكري، كما فشلت واشنطن في إمدادها بما يمُكنها من تحقيق هذا الانتصار والوصول إلى الرهائن؛ فباتت أمنية إسرائيل هو عقد صفقة مع حماس، رغم أنّ تصريحات رئيس الحكومة الإسرائيلية ما زالت تتوعد حماس ولكن على مستوى الخطب السياسية.

ولذلك التوصل لأي اتفاق قبيل شهر رمضان سوف تخترقة إسرائيل ولن يصمد كثيرًا؛ لأننا نتحدث عن اتفاق تضغط أمريكا لإنجازه سريعًا، اتفاق غالبًا سوف يكون على شروط حماس وليس على شروط إسرائيل، فالأخيرة فشلت في تحقيق أهدافها المعلنه سواء بإنهاء حكم حماس أو القضاء عليها.

فإسرائيل التي تتحدث عن القضاء على حماس هي نفسها التي تُجالسها وتضغط من أجل إنجاز صفقة معها، كما أنها تضغط على الوسطاء من أجل إقناعها بالتخفف من شروطها؛ وهنا اجتمع مجلس الحرب الإسرائيلي أكثر من مرة للنظر في قبول بعضًا من شروط حماس وليس لعرض ما حققه جيش الدفاع الإسرائيلي في المعركة التي استمرت أكثر من خمسة شهور وما زال الشعب الفلسطيني صامدًا فيها.

إسرائيل تضغط من أجل إنجاز صفقة مع حماس، وهي تعلم أنّ هذه الصفقة ما هي إلا صفعة على وجهها، ولكنها لا تملك وسيلة تحصل من خلالها على الأسرى الإسرائيليين إلا من خلال التوصل لصفقة تفرض حماس فيها شروطها.

حماس لا تطلب بأقل من صفقة تُبادل فيها كل الأسرى الإسرائيليين بكل الأسرى الفلسطينيين، مع شرط إنهاء الحرب لا وقفًا مؤقتًا لإطلاق النّار، وهو ما يُعني هزيمة إسرائيل في المعركة الحالية!

إسرائيل فشلت في تحرير أسراها، كما أنها فشلت في الوصول لمسؤول حركة حماس في غزة، يحيى السنوار، وادعت أنها تعرف مكانه وأنه محصن بكتلة بشرية من الأسرى؛ فإذا كانت إسرائيل تعرف حقيقة مكان أسراها فلماذا تبأطت في تحريرهم أو الانتقام لجيش الدفاع الإسرائيلي الذي لم يُحقق أيًا من أهدافه المعلنة أو غير المعلنة في الحرب الطويلة.

إذا كان الصراع الحالي في غزة مفصلي، فإنه سوف يكون حتمًا لصالح الشعب الفلسطيني وقضيته ولصالح حماس وحركات المقاومة، التي استطاعت أنّ تُحقق جزءًا كبيرًا من أهدافها، ولم تترك إسرائيل أي وسيلة أخلاقية أو غير أخلاقية تستطيع أنّ تضغط من خلالها على الفلسطينين وحماس إلا وفعلتها ورغم ذلك فشلت في تحقيق أيًا من أهدافها.

وإذا لم تحقق الحرب على غزة هدفًا سوى المصالحة الفلسطينية فكفى؛ فالإجماع الفلسطيني هو مقدمة لانتزاع كل الحقوق الفلسطينية، وعلى حماس وباقي حركات المقاومة أنّ تُدرك هذه الحقيقة وأنّ تتعامل معها كأولوية مرحلية بعد الحرب مباشرة، كما يجب على السلطة الفلسطينية أنّ تحتضن حماس وباقي الفصائل وأنّ تتعامل معها بشكل أبوي لا يقل عن الصورة التي تعاملت بها مع هذه الفصائل وقت الحرب.

قد تكون هناك بوادر صفقة مع حماس وقد تكون قبيل شهر رمضان ولكنها ستكون صفعة على وجه إسرائيل، ولن تصمد كثيرًا ولكنها سوف تكون مقدمه لحرب قادمة بعد خلافات عميقة بين المؤسسات السياسية والأمنية الإسرائيلية وداخل المؤسسات السياسية نفسها والتي تُشكل بنية النظام الإسرائيلي.

 

 

 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: فلسطين حماس صفقة الأسرى اتفاق حماس وإسرائيل غزة إنهاء الحرب في غزة فی تحقیق صفقة مع مع حماس فشلت فی من أجل التی ت

إقرأ أيضاً:

عاجل | ديوان رئاسة الوزراء الإسرائيلي: المجلس السياسي الأمني يصدق على أهداف الحرب لتشمل إعادة سكان الشمال لبيوتهم

وسعت إسرائيل الأهداف المعلنة لحرب غزة لتشمل تميكن السكان الإسرائيليين في الشمال من العودة إلى مساكنهم، وذلك رغم التحذيرات الأميركية من توسيع الحرب.

وذكر مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن مجلس الوزراء الأمني المصغر وافق على القرار.

وجاء ذلك بعد يوم من اجتماع وزير الدفاع الإسرائيلي الإسرائيلي يوآف غالانت مع المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين لبحث التطورات على الحدود الإسرائيلية مع لبنان، في ظل تصاعد الخلاف داخل حكومة الاحتلال بشأن توسيع العملية العسكرية في لبنان.

وقالت القناة الـ12 الإسرائيلية إن غالانت اجتمع مع هوكشتاين في محاولة أخيرة لمنع حدوث تصعيد كبير على الجبهة الشمالية، وأفادت بأن غالانت قال للمبعوث الأميركي إن العمل العسكري هو السبيل لإعادة سكان الشمال.

وأفادت أيضا بأن هوكستين قال لغالانت إن معركة واسعة ضد لبنان لن تعيد الأسرى وستعرض إسرائيل للخطر.

وأضافت أن التقديرات في إسرائيل تشير إلى أن فرصة التوصل إلى تسوية في لبنان، من دون وقف إطلاق النار في غزة، ضئيلة.

من جانبه، قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للمبعوث الأميركي إن تل أبيب تقدر دعم واشنطن، لكنها ستفعل ما يلزم لإعادة السكان شمالا وحماية أمنها، مضيفا أنه لا يمكن إعادة السكان إلى الشمال دون تغيير جذري في الوضع الأمني.

وكان هوكشتاين وصل إلى إسرائيل في وقت سابق أمس الاثنين، وبعد وصوله إلى تل أبيب، أبلغ وزير الدفاع الإسرائيلي نظيره الأميركي لويد أوستن، في اتصال هاتفي، أن فرص التوصل إلى تسوية تنهي المواجهات مع لبنان تتلاشى مع استمرار حزب الله في ربط نفسه بحركة المقاومة الإسلامية (حماس).

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية خلال الأيام الماضية أن واشنطن تريد منع اندلاع حرب قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية المقررة في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

وزادت في الأيام الأخيرة الدعوات في إسرائيل لشن حرب على حزب الله في لبنان، بالتزامن مع تصاعد هجماته الصاروخية على مستوطنات الشمال بينها ما لم يسبق إخلاؤها من المستوطنين.

وبينما تحاول واشنطن التوسط في اتفاق تهدئة بين إسرائيل ولبنان، قال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في العاشر من يوليو/تموز الماضي إن حماس تفاوض عن نفسها وبالنيابة عن كل الفصائل الفلسطينية، وما تقبل به حماس نقبل به جميعا.

مقالات مشابهة

  • خالد مشعل لـنيويورك تايمز: لا تنازل عن شروط المقاومة للوصول إلى صفقة تبادل
  • الدويري .. القائد الإسرائيلي السابق لفرقة غزة يعترف بصدق السنوار
  • كيف أقر القائد الإسرائيلي السابق لفرقة غزة بصدق السنوار؟.. الدويري يجيب
  • وسائل الإعلام الألمانية تطالب إسرائيل بالسماح لها بالدخول إلى غزة
  • خالد مشعل: الجيش الإسرائيلي في حالة استنزاف
  • عاجل | القائد السابق لفرقة غزة بالجيش الإسرائيلي: حماس تنتصر في هذه الحرب
  • عاجل | ديوان رئاسة الوزراء الإسرائيلي: المجلس السياسي الأمني يصدق على أهداف الحرب لتشمل إعادة سكان الشمال لبيوتهم
  • السنوار يؤكد جاهزية حماس لـ"معركة استنزاف طويلة" مع إسرائيل في غزة
  • صحف إسرائيلية: تحديات رئيسية تواجه إسرائيل بعد الهجوم الصاروخي الحوثي
  • لبيد: جبهات الحرب يمكنها الانتظار لكن الأسرى بغزة لا ينتظرون