البوابة نيوز:
2025-02-03@01:06:53 GMT

منير أديب يكتب: صفقة حماس وصفعة إسرائيل

تاريخ النشر: 1st, March 2024 GMT

لا صفقة بين إسرائيل وحركات المقاومة الفلسطينية في القريب العاجل، وإذا حدثت فلن تصمد كثيرًا؛ خاصة وأنّ حماس تستعد لإعلان انتصارها الإستراتيجي على جيش الدفاع الإسرائيلي، الذي لم يُحقق أي انتصار عسكري غير أنه يتفاوض معها ويضغط من أجل ذلك.

الولايات المتحدة الأمريكية تضغط بقوة من أجل فرض صفقة على حماس، بعد أنّ فشلت إسرائيل في تحقيق أي انتصار عسكري بخلاف الاعتداء على المدنيين وتجويع مواطني غزة خلال الخمسة شهور الماضية؛ وهنا تعتقد إسرائيل أنّ الضغط العسكري قد يؤدي إلى التفاوض مع حماس، التي توعدت إسرائيل بالقضاء عليها!

إسرائيل فشلت في تحقيق انتصار عسكري، كما فشلت واشنطن في إمدادها بما يمُكنها من تحقيق هذا الانتصار والوصول إلى الرهائن؛ فباتت أمنية إسرائيل هو عقد صفقة مع حماس، رغم أنّ تصريحات رئيس الحكومة الإسرائيلية ما زالت تتوعد حماس ولكن على مستوى الخطب السياسية.

ولذلك التوصل لأي اتفاق قبيل شهر رمضان سوف تخترقة إسرائيل ولن يصمد كثيرًا؛ لأننا نتحدث عن اتفاق تضغط أمريكا لإنجازه سريعًا، اتفاق غالبًا سوف يكون على شروط حماس وليس على شروط إسرائيل، فالأخيرة فشلت في تحقيق أهدافها المعلنه سواء بإنهاء حكم حماس أو القضاء عليها.

فإسرائيل التي تتحدث عن القضاء على حماس هي نفسها التي تُجالسها وتضغط من أجل إنجاز صفقة معها، كما أنها تضغط على الوسطاء من أجل إقناعها بالتخفف من شروطها؛ وهنا اجتمع مجلس الحرب الإسرائيلي أكثر من مرة للنظر في قبول بعضًا من شروط حماس وليس لعرض ما حققه جيش الدفاع الإسرائيلي في المعركة التي استمرت أكثر من خمسة شهور وما زال الشعب الفلسطيني صامدًا فيها.

إسرائيل تضغط من أجل إنجاز صفقة مع حماس، وهي تعلم أنّ هذه الصفقة ما هي إلا صفعة على وجهها، ولكنها لا تملك وسيلة تحصل من خلالها على الأسرى الإسرائيليين إلا من خلال التوصل لصفقة تفرض حماس فيها شروطها.

حماس لا تطلب بأقل من صفقة تُبادل فيها كل الأسرى الإسرائيليين بكل الأسرى الفلسطينيين، مع شرط إنهاء الحرب لا وقفًا مؤقتًا لإطلاق النّار، وهو ما يُعني هزيمة إسرائيل في المعركة الحالية!

إسرائيل فشلت في تحرير أسراها، كما أنها فشلت في الوصول لمسؤول حركة حماس في غزة، يحيى السنوار، وادعت أنها تعرف مكانه وأنه محصن بكتلة بشرية من الأسرى؛ فإذا كانت إسرائيل تعرف حقيقة مكان أسراها فلماذا تبأطت في تحريرهم أو الانتقام لجيش الدفاع الإسرائيلي الذي لم يُحقق أيًا من أهدافه المعلنة أو غير المعلنة في الحرب الطويلة.

إذا كان الصراع الحالي في غزة مفصلي، فإنه سوف يكون حتمًا لصالح الشعب الفلسطيني وقضيته ولصالح حماس وحركات المقاومة، التي استطاعت أنّ تُحقق جزءًا كبيرًا من أهدافها، ولم تترك إسرائيل أي وسيلة أخلاقية أو غير أخلاقية تستطيع أنّ تضغط من خلالها على الفلسطينين وحماس إلا وفعلتها ورغم ذلك فشلت في تحقيق أيًا من أهدافها.

وإذا لم تحقق الحرب على غزة هدفًا سوى المصالحة الفلسطينية فكفى؛ فالإجماع الفلسطيني هو مقدمة لانتزاع كل الحقوق الفلسطينية، وعلى حماس وباقي حركات المقاومة أنّ تُدرك هذه الحقيقة وأنّ تتعامل معها كأولوية مرحلية بعد الحرب مباشرة، كما يجب على السلطة الفلسطينية أنّ تحتضن حماس وباقي الفصائل وأنّ تتعامل معها بشكل أبوي لا يقل عن الصورة التي تعاملت بها مع هذه الفصائل وقت الحرب.

قد تكون هناك بوادر صفقة مع حماس وقد تكون قبيل شهر رمضان ولكنها ستكون صفعة على وجه إسرائيل، ولن تصمد كثيرًا ولكنها سوف تكون مقدمه لحرب قادمة بعد خلافات عميقة بين المؤسسات السياسية والأمنية الإسرائيلية وداخل المؤسسات السياسية نفسها والتي تُشكل بنية النظام الإسرائيلي.

 

 

 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: فلسطين حماس صفقة الأسرى اتفاق حماس وإسرائيل غزة إنهاء الحرب في غزة فی تحقیق صفقة مع مع حماس فشلت فی من أجل التی ت

إقرأ أيضاً:

خبير: إسرائيل تتبنى سياسة التصعيد العسكري لمواصلة الحرب على غزة

أكد الدكتور محمد عزالعرب، الخبير بمركز الأهرام للدراسات، أن السلوك الإسرائيلي منذ هجمات 7 أكتوبر على غزة، اعتمد بشكل واضح على التصعيد العسكري، ما يعكس نهج الحكومة الإسرائيلية في التعامل مع الأحداث.

 

وأوضح عزالعرب، خلال مداخلة على قناة «القاهرة الإخبارية»، أن الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة اختارت التصعيد في غزة منذ اليوم التالي للهجمات بهدف فرض السيطرة على حركة حماس، لافتًا إلى أن المسؤولون الإسرائيليون يعتقدون أن هذا التصعيد يؤدي إلى إضعاف موقف حماس وبالتالي يفتح المجال لتقديم تنازلات في ملفات مثل تبادل الأسرى.

 

وأوضح الخبير بمركز الأهرام للدراسات، أن التصعيد الإسرائيلي لم يتوقف عند غزة، بل امتد إلى الضفة الغربية، وفور التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، بدأ التصعيد في الضفة الغربية، خصوصًا في جنين، مشيرًا إلى أن هذا التحرك، يبعث برسالة مفادها أن إسرائيل لا تزال ترفض تغيير سياستها في كافة الأراضي الفلسطينية.

 

ولفت الدكتور عزالعرب، إلى أن الشخصيات المتطرفة داخل الحكومة الإسرائيلية، مثل بنيامين نتنياهو ووزير الأمن القومي إيتمار بن جفير، ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، كانوا يعارضون الاتفاقات المبدئية لوقف إطلاق النار، مؤكدًا أنها تحاول التراجع عن تلك الاتفاقات إذا لم تلتزم حماس بشروط وقف إطلاق النار، ما قد يؤدي إلى تجدد التصعيد في غزة.

 

وأفاد عزالعرب، أن إسرائيل تحت الحكومة الحالية ترفض فهم لغة السلام أو التفاوض السلمي إلا في ظل الضغوط الدولية أو الداخلية، كما ظهر من خلال التنازلات التي اضطرت الحكومة لتقديمها تحت تأثير الضغوط الأمريكية، وكذلك من الداخل الإسرائيلي.

مقالات مشابهة

  • ‏حماس تطالب الوسطاء بإلزام إسرائيل بإدخال مواد الإغاثة التي نص عليها اتفاق غزة ووقف الانتهاكات
  • خبير: إسرائيل تتبنى سياسة التصعيد العسكري لمواصلة الحرب على غزة
  • حازم عمر: صفقة الهدنة الحالية بغزة تطبيق حرفي لوثيقة مايو 2024 التي رفضتها إسرائيل
  • القناة 12 العبرية: الوسطاء يبحثون تسريع صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس
  • أول تعليق من حماس حول تسليم أسرى إسرائيل أمام صور محمد الضيف
  • من هو المحتجز الأمريكي الإسرائيلي المفرج عنه في صفقة التبادل اليوم؟
  • منير أديب يكتب: عندما تغيب أمريكا عن دورها في مواجهة الإرهاب؟
  • باحث: اتفاق التهدئة ضرورة للطرفين رغم الشكوك في نوايا إسرائيل
  • سموتريتش: إذا انتهت الحرب دون تحقيق أهدافها فسأسقط الحكومة
  • منير أديب يكتب: التنظيمات الإسلاموية وأمن المنطقة العربية.. حماس نموذجًا