منير أديب يكتب: صفقة حماس وصفعة إسرائيل
تاريخ النشر: 1st, March 2024 GMT
لا صفقة بين إسرائيل وحركات المقاومة الفلسطينية في القريب العاجل، وإذا حدثت فلن تصمد كثيرًا؛ خاصة وأنّ حماس تستعد لإعلان انتصارها الإستراتيجي على جيش الدفاع الإسرائيلي، الذي لم يُحقق أي انتصار عسكري غير أنه يتفاوض معها ويضغط من أجل ذلك.
الولايات المتحدة الأمريكية تضغط بقوة من أجل فرض صفقة على حماس، بعد أنّ فشلت إسرائيل في تحقيق أي انتصار عسكري بخلاف الاعتداء على المدنيين وتجويع مواطني غزة خلال الخمسة شهور الماضية؛ وهنا تعتقد إسرائيل أنّ الضغط العسكري قد يؤدي إلى التفاوض مع حماس، التي توعدت إسرائيل بالقضاء عليها!
إسرائيل فشلت في تحقيق انتصار عسكري، كما فشلت واشنطن في إمدادها بما يمُكنها من تحقيق هذا الانتصار والوصول إلى الرهائن؛ فباتت أمنية إسرائيل هو عقد صفقة مع حماس، رغم أنّ تصريحات رئيس الحكومة الإسرائيلية ما زالت تتوعد حماس ولكن على مستوى الخطب السياسية.
ولذلك التوصل لأي اتفاق قبيل شهر رمضان سوف تخترقة إسرائيل ولن يصمد كثيرًا؛ لأننا نتحدث عن اتفاق تضغط أمريكا لإنجازه سريعًا، اتفاق غالبًا سوف يكون على شروط حماس وليس على شروط إسرائيل، فالأخيرة فشلت في تحقيق أهدافها المعلنه سواء بإنهاء حكم حماس أو القضاء عليها.
فإسرائيل التي تتحدث عن القضاء على حماس هي نفسها التي تُجالسها وتضغط من أجل إنجاز صفقة معها، كما أنها تضغط على الوسطاء من أجل إقناعها بالتخفف من شروطها؛ وهنا اجتمع مجلس الحرب الإسرائيلي أكثر من مرة للنظر في قبول بعضًا من شروط حماس وليس لعرض ما حققه جيش الدفاع الإسرائيلي في المعركة التي استمرت أكثر من خمسة شهور وما زال الشعب الفلسطيني صامدًا فيها.
إسرائيل تضغط من أجل إنجاز صفقة مع حماس، وهي تعلم أنّ هذه الصفقة ما هي إلا صفعة على وجهها، ولكنها لا تملك وسيلة تحصل من خلالها على الأسرى الإسرائيليين إلا من خلال التوصل لصفقة تفرض حماس فيها شروطها.
حماس لا تطلب بأقل من صفقة تُبادل فيها كل الأسرى الإسرائيليين بكل الأسرى الفلسطينيين، مع شرط إنهاء الحرب لا وقفًا مؤقتًا لإطلاق النّار، وهو ما يُعني هزيمة إسرائيل في المعركة الحالية!
إسرائيل فشلت في تحرير أسراها، كما أنها فشلت في الوصول لمسؤول حركة حماس في غزة، يحيى السنوار، وادعت أنها تعرف مكانه وأنه محصن بكتلة بشرية من الأسرى؛ فإذا كانت إسرائيل تعرف حقيقة مكان أسراها فلماذا تبأطت في تحريرهم أو الانتقام لجيش الدفاع الإسرائيلي الذي لم يُحقق أيًا من أهدافه المعلنة أو غير المعلنة في الحرب الطويلة.
إذا كان الصراع الحالي في غزة مفصلي، فإنه سوف يكون حتمًا لصالح الشعب الفلسطيني وقضيته ولصالح حماس وحركات المقاومة، التي استطاعت أنّ تُحقق جزءًا كبيرًا من أهدافها، ولم تترك إسرائيل أي وسيلة أخلاقية أو غير أخلاقية تستطيع أنّ تضغط من خلالها على الفلسطينين وحماس إلا وفعلتها ورغم ذلك فشلت في تحقيق أيًا من أهدافها.
وإذا لم تحقق الحرب على غزة هدفًا سوى المصالحة الفلسطينية فكفى؛ فالإجماع الفلسطيني هو مقدمة لانتزاع كل الحقوق الفلسطينية، وعلى حماس وباقي حركات المقاومة أنّ تُدرك هذه الحقيقة وأنّ تتعامل معها كأولوية مرحلية بعد الحرب مباشرة، كما يجب على السلطة الفلسطينية أنّ تحتضن حماس وباقي الفصائل وأنّ تتعامل معها بشكل أبوي لا يقل عن الصورة التي تعاملت بها مع هذه الفصائل وقت الحرب.
قد تكون هناك بوادر صفقة مع حماس وقد تكون قبيل شهر رمضان ولكنها ستكون صفعة على وجه إسرائيل، ولن تصمد كثيرًا ولكنها سوف تكون مقدمه لحرب قادمة بعد خلافات عميقة بين المؤسسات السياسية والأمنية الإسرائيلية وداخل المؤسسات السياسية نفسها والتي تُشكل بنية النظام الإسرائيلي.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: فلسطين حماس صفقة الأسرى اتفاق حماس وإسرائيل غزة إنهاء الحرب في غزة فی تحقیق صفقة مع مع حماس فشلت فی من أجل التی ت
إقرأ أيضاً:
"فيديو المسعفين" يجبر إسرائيل على إجراء تحقيق جديد
أكد مسؤول إسرائيلي، السبت، أن الجيش الإسرائيلي فتح تحقيقاً جديداً في حادثة قتل 15 مسعفاً في مهمة إنقاذ بمدينة رفح جنوب قطاع غزة، بعد نشر مقطع فيديو فنّد ادعاءات سابقة للجيش بشأن الحادثة.
وقال مسؤول إسرائيلي لموقع "أكسيوس" الأمريكي: "يجري قائد المنطقة الجنوبية تحقيقاً جديداً في الحادث، وسيتم تقديم نتائجه إلى رئيس الأركان غداً، ويجري التحقيق في احتمال أن يكون جنود من القوات الموجودة في الميدان قد كذبوا في التحقيق الأول الذي جرى".
במשך כמה ימים בצה"ל מנסים לטייח את התקרית החמורה בדרום הרצועה בה נהרגו אנשי הסהר האדום הפלסטיני מירי של חיילים. אחת הטענות של הצבא היתה שהאמבולנסים ורכב הכיבוי הגיעו ללא אורות מהבהבים ולכן לא זיהו אותם. עכשיו יוצא סרטון שמראה שזו טענה שקרית pic.twitter.com/j20B8zfiPF
— Barak Ravid (@BarakRavid) April 5, 2025ونشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، السبت، مقطع فيديو التقط بواسطة هاتف محمول يظهر اللحظات الأخيرة في حياة بعض أفراد الطاقم الطبي الفلسطيني الخمسة عشر، الذين قتلوا بنيران القوات الإسرائيلية نهاية الشهر الماضي.
وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إن الفيديو تم العثور عليه في هاتف أحد فريق الإسعاف الذي قتلتهم إسرائيل، ويدعى رأفت رضوان، وتم تصويره من داخل مركبة الإسعاف التي كان يستقلها.
ويتضمن الفيديو مشاهد لسيارات الإسعاف ومركبة للدفاع المدني، وكانت جميعها تحمل علامات واضحة حول هويتها، إضافة لإضاءة مصابيح للتدليل على هويتها بشكل واضح، على عكس الرواية التي قدمها الجيش الإسرائيلي، والتي زعم فيها أن المركبات لم تكن تحمل دلالات حول هويتها.
وأظهر الفيديو، أن المسعفين تعرضوا لوابل من إطلاق من النار من قبل جنود إسرائيليين اقتربوا منهم بشكل كبير، وسمعت أصواتهم في مقطع الفيديو ذاته.
وقال باراك رافيد، مراسل موقع "أكسيوس"، إن "هذه الحادثة تشكل نقطة تحول بالغة الصعوبة في العلاقات بين الجيش الإسرائيلي ووسائل الإعلام الدولية، بعد أن كذب المتحدثون باسم الجيش على كافة وسائل الإعلام في العالم في ردهم الأولي على الحادثة".
האירוע הזה הוא נקודת שבר (נוספת) קשה ביותר ביחסים בין צה"ל לתקשורת הבינלאומית. הצבא ודובריו שיקרו לכל כלי התקשורת בעולם בתגובה הראשונית שלהם. הנזק שנגרם לישראל רק מהשקר הזה - עוד לפני התקרית עצמה שבה בוצעו לכאורה פשעי מלחמה - הוא עצום https://t.co/aH0vgucjT4
— Barak Ravid (@BarakRavid) April 5, 2025وأضاف: "الضرر الذي لحق بإسرائيل بسبب هذه الكذبة وحدها والتي حاولت التستر على جريمة حرب محتملة هائل"، مشيراً إلى أن الجيش الإسرائيلي حاول لعدة أيام التستر على الحادثة الخطيرة جنوب قطاع غزة، والتي قُتل فيها أفراد من الهلال الأحمر الفلسطيني بنيران جنود الجيش.