إرسال الغرب مهمتين عسكريتين منفصلتين إلى البحر الأحمر يبرز اختلاف الرؤى في القضايا الدولية
تاريخ النشر: 1st, March 2024 GMT
تتواجد في البحر الأحمر وبحر العرب، مهمتان عسكريتان للجيوش الغربية لمواجهة الحوثيين، واحدة بقيادة الولايات المتحدة، والثانية بقيادة الاتحاد الأوروبي. ويحدث هذا لأول مرة في ملف يمس المصالح العميقة للغرب، مما يؤكد الشرخ الحاصل في صفوفه بشأن معالجة القضايا الدولية.
ومن مفاجآت الحرب الإسرائيلية ضد قطاع غزة، انضمام حركات مسلحة إلى الحرب لمؤازة الفلسطينيين الذين يتعرضون لاعتداءات وحشية، وأساسا الحوثيون في اليمن، والذين منعوا مرور السفن الإسرائيلية من البحر الأحمر، وكذلك السفن من جنسيات أخرى المتوجهة للموانئ الاسرائيلية.
ودخلت المهمة العسكرية الأولى والمعروفة باسم “حارس الرخاء” حيز التنفيذ بحراسة مياه البحر الأحمر ضد هجمات الحوثيين يوم 18 ديسمبر الماضي، وهي بزعامة الولايات المتحدة ومشاركة دول أنجلوسكسونية مثل بريطانيا وأستراليا ونيوزيلندا وكندا ثم دول أخرى.
فيما دخلت المهمة العسكرية الغربية الثانية وهي “عملية أسبيديس” للاتحاد الأووبي بزعامة فرنسا وألمانيا واليونان وإيطاليا حيز التنفيذ يوم 19 فبراير الجاري، وتستغرق سنة واحدة.
وكان الاتحاد الأوروبي قد رفض الانخراط في العملية التي تقودها الولايات المتحدة. ورغم أن البنتاغون يؤكد التنسيق بين الطرفين والتكامل، غير أن الأوروبيين يريدون أخذ مسافة من التصور السياسي لواشنطن في مواجهة الحوثيين. في هذا الصدد، يريد الاتحاد الأوروبي إرسال خطاب مفاده استقلالية القرار السياسي الأوروبي عن واشنطن في القضايا الدولية. وفي الوقت ذاته، عدم الانخراط في التصور الأنجلوسكسوني القاضي بضرورة الهجوم على الحوثيين في أراضي اليمن، حيث ينفذ سلاحا الجو البريطاني والأمريكي بين الحين والآخر طلعات لضرب مواقع الحوثيين.
وحول هذا الاختلاف، ينقل الموقع العسكري “غالكسيا ميليتاري” عن جوناثان لورد، مدير برنامج أمن الشرق الأوسط في “مركز الدراسات الأمن الأمريكي الجديد” ما مفاده: “يتمثل الفرق الرئيسي بين التحالفين في الأنشطة. فالتحالف الأوروبي ينخرط في أنشطة دفاعية بحتة، ويوفر التوعية بالمجال البحري، ومرافقة السفن، والمشاركة في الأعمال العسكرية الدفاعية. أما أعضاء مهمة الرخاء الاقتصادي بقيادة واشنطن، فقد شاركوا أو ساعدوا في هجمات باليمن تهدف إلى تعطيل قدرة الحوثيين على شن هجمات”.
ورغم وجود مهمتين عسكريتين، إلا أنهما لم تنجحا حتى الآن في وقف هجمات الحوثيين. ومن أبرز عناوين الفشل أن غالبية السفن تقوم بتغيير مسارها مرورا عبر جنوب أفريقيا. ويؤكد الحوثيون أنهم سيتوقفون عن ضرب السفن عندما تنهي إسرائيل الحرب ضد الفلسطينيين.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن أمريكا الحوثي البحر الأحمر الملاحة الدولية
إقرأ أيضاً:
شركات الأمن البحري: خروقات وقف إطلاق النار قد تُشعل هجمات من اليمن
يمانيون../
حذّرت شركات مختصة بالأمن البحري من أن أي خروقات أو تجاوزات لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة من قبل العدو الصهيوني قد تؤدي إلى استئناف الهجمات البحرية من اليمن، مما يهدد استقرار الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن.
ونقلت صحيفة فايننشال تايمز عن جاكوب لارسن، مسؤول الأمن البحري في “بيمكو”، أكبر جمعية شحن عالميًا، أن الوضع الراهن هش للغاية، وأن حتى الانحرافات الطفيفة عن الاتفاق قد تجرّ المنطقة إلى تصعيد جديد.
في السياق، أشارت شركة “أمبري” البريطانية للأمن البحري إلى أن السفن المرتبطة بالكيان الصهيوني، سواء المملوكة له أو التي ترفع علمه، لا تزال تواجه تهديدات متزايدة في البحر الأحمر وخليج عدن. وأكدت الشركة أن استئناف النشاط الملاحي الآمن يعتمد بشكل كبير على مدى التزام الأطراف بوقف إطلاق النار.
كما حذرت الشركة من أن التجارة البحرية الإسرائيلية معرضة لمخاطر أكبر مقارنة بتلك المرتبطة بالولايات المتحدة أو بريطانيا، مشددة على أن الوضع يتطلب مراقبة دقيقة في ظل هشاشة الهدنة واستمرار المفاوضات الجارية.
من جهته، أوضح مركز المعلومات البحرية المشترك “JMIC”، الذي تشرف عليه البحرية الأمريكية، أن التهديدات التي تواجه الشحن المرتبط بالكيان الصهيوني، الولايات المتحدة، أو المملكة المتحدة في البحر الأحمر وخليج عدن ستظل مرتفعة في الفترة المقبلة.