خلال الساعات القليلة الماضية، استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، بمطار القاهرة. 


هذا الأمر جعل رواد السوشيال ميديا يتساءلون سبب زيارة البرهان إلى القاهرة في ذلك التوقيت، حيث يري الخبراء أن تلك الزيارة تأتي في وقت مهم جدًا خصوصًا مع تقدم الجيش السوداني.


تعزيز التعاون المشترك


وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المستشار الدكتور أحمد فهمي أن الرئيس أكد خصوصية العلاقات الأخوية التاريخية بين مصر والسودان، مشددًا على حرص مصر على تعزيز التعاون المشترك بين البلدين بما يساهم في تحقيق مصالح الشعبين الشقيقين.

ما وراء اللقاء؟

كما شهد اللقاء استعراض تطورات الأوضاع في السودان، والجهود الرامية لتسوية الأزمة الجارية بما يضمن استعادة الاستقرار، ويحافظ على سيادة ووحدة وتماسك الدولة السودانية ومؤسساتها، ويلبي تطلعات الشعب السوداني الشقيق نحو تحقيق الأمن والاستقرار.

وقد شدد الرئيس على حرص مصر على أمن السودان الشقيق، ومواصلة تقديم الدعم الكامل لتحقيق الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي بالسودان، ودعم وحدة الصف السوداني وتسوية النزاع القائم، انطلاقًا من الارتباط الوثيق بين الأمن القومي للبلدين. كما أكد السيد الرئيس استمرار مصر في الاضطلاع بدورها في تخفيف الآثار الإنسانية للنزاع على الشعب السوداني.

دعم مصر إلى السودان 


وأضاف المتحدث الرسمي أن رئيس مجلس السيادة السوداني أكد تقدير بلاده الكبير للدعم المصري في ظل الظروف الحالية التي يمر بها السودان، مشيرًا إلى أن هذا الدعم يعكس الروابط التاريخية الممتدة التي تجمع بين البلدين الشقيقين، والتي انعكست في الدور المصري في استقبال المواطنين السودانيين وتخفيف آثار الأزمة.

القضايا ذات الاهتمام المشترك

كما تناول اللقاء آخر مستجدات القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، بما في ذلك الأوضاع في قطاع غزة، حيث تم تأكيد ضرورة وقف إطلاق النار وإنفاذ المساعدات الإنسانية بشكل فوري، كما تم التوافق على استمرار التشاور المكثف والتنسيق المتبادل في هذا السياق خلال الفترة المقبلة لما فيه المصلحة المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين.

 

 


دور مصر في إنهاء الصراع في السودان 


قال الدكتور رامي زهدي خبير الشئون الإفريقية، إن زيارة رئيس مجلس السيادة السوداني إلى القاهرة اليوم، جاءت في وقت مهم خصوصًا مع تقدم الجيش السوداني خلال الفترة الماضية مشيرًا إلى أن تلك الزيارة تأتي في إطار التنسيق المشترك بين الإدارة المصرية والسودانية من أجل إنهاء الأزمة السودانية.


و أضاف «زهدي» في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن الأزمة السودانية الاي اندلعت منذ ابريل الماضي لا يمكن استبعادها مما يحدث في منطقة الشرق الأوسط خلال تلك الفترة لذلك تسعي الإدارة المصرية إنهاء تلك الأزمة بالتعاون مع الإخوة السودانيين خصوصًا أن القاهرة أكبر المتأثرين منها.

أشار إلى أن البرهان يقوم بالعديد من الزيارة الإقليمية من أجل استعراض الموقف الحالي واستعداد الجيش السوداني إلى الحوار وأيضا عدم منع المساعدات الإنسانية إلى الشعب السوداني في الأماكن المسيطر عليها مليشيات الدعم السريع وكان قبل زيارة هو لقاء رئيس مجلس السيادة إلى ليبيا من أجل التنسيق مع الإخوة الليبيين من أجل السيطرة على الحدود من أجل منع المتسللين لدعم مليشيات حميدتي.

وأكد خبير الشئون الإفريقية أن الإدارة المصرية تستخدم أسلوب جيد جدًا منذ الأزمة السودانية من أجل منع تفاقم الأزمة وأيضا عدم التدخل في الشأن السوداني بالإضافة إلى التأكيد على أن الشعب السوداني هو من يحدد مصيره.

الدكتور رامي زهدي 
أهمية ودلالات زيارة البرهان

من جانبه أوضح المحلل السياسي السوداني، محمد الأمين أبوزيد، أن الزيارة تناقش القضايا التي تهم البلدين في إطار العلاقات المتميزة والتاريخية وتأتى قضية الحرب وتطوراتها في صدارة الموضوعات المطروحة للنقاش والتداول مشيرًا إلى أن تلك الزيارة هي الثانية للبرهان إلى مصر منذ نشوب الحرب في السودان في إبريل من العام الماضي.

وأضاف "أبوزيد" في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن تلك الزيارة مهمة جدًا خصوصًا في ظل أوضاع داخلية بالغة الصعوبة تمددت فيها الحرب إلى اقاليم عديدة في السودان وتنذر بحرب اهلية شاملة،فى ظل دعوات التجييش القبلي والشعبي من الطرفين بالإضافة إلى تفاقم  الأوضاع الإنسانية وبلغت مستويات كبيرة تنذر بمجاعة قادمة وفق تقارير الأمم المتحدة.

تابع، أن تلك الزيارة جاءت متلازمة مع تطورات في الموقف الأمريكي وفق ما أشار إليه بيان الخارجية الأمريكية الاخير الذى حمل الطرفين مسؤولية استمرار الحرب ودورهما في تعطيل وصول المساعدات الإنسانية، ودعوة مجلس الامن للتدخل العاجل.

كما أشار إلى أن الزيارة جاءت بدعوة من مصر بعد زيارة البرهان إلى ليبيا والمحاذير التي يبديها الجانب المصري تجاه التقارب السوداني مع ليبيا وإيران، لافتًا إلى اهمية الزيارة بعد حوار المنامة بين الفريق الكباشى ممثلا للجيش والفريق عبدالرحيم دقلو ممثلا للدعم السريع الذى شاركت فيه مصر وتوصل لتفاهمات مشتركة وتوقيع اتفاق مبادى سرعان ما تنصل عنه الجيش الامر الذى يثير انزعاج القاهرة.

محمد الأمين أبو زيد 

واستكمل، أن مصر تتحرك  من أجل وقف الحرب من نظرة استراتيجية لأهمية استقرار السودان وسيادته واستقلاله ولاعتبارات متعلقة بالأمن القومي المصري المرتبط بأمن السودان وسلامة أراضيه، وتتمتع بعلاقات متوازنة مع كل اطراف النزاع السوداني العسكرية والمدنية الامر الذى يرشحها للعب دور اكثر فاعلية وايجابية.

 

وأكد أن مصر دولة محورية وذات أهمية كبيرة في المنطقة بحكم موقعها وتاريخها ووزنها وحضورها الفاعل افريقيا وعربيا بضوء ذلك لا يمكن تجاوز مصر في أي نزاع في المنطقة.

 

واختتم المحلل السياسي السوداني، أن  هذه المؤشرات المذكورة تأخذ الزيارة دلالاتها المتعددة في هذا التوقيت الحاسم الذى يمثل وقف الحرب ورفع المعاناة عن كاهل الشعب السوداني المتضرر من استمرار الحرب اوجب الواجبات والمهام التي تتطلع بها مصر والشركاء الإقليمين  والدوليين، وأن  مصر  تمارس دور كبير في الضغط على الطرفين لإيقاف الحرب لما تتمتع به من قبول لطرفي النزاع.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: البرهان السيسي الجيش السوداني رئیس مجلس السیادة الشعب السودانی زیارة البرهان فی السودان خصوص ا من أجل إلى أن

إقرأ أيضاً:

الإسلاميون وراء تغذية النزاع بين كيكل والحركات

صلاح شعيب

•بعد ثورة ديسمبر طالب المكون المدني بدمج الدعم السريع والحركات المسلحة في الجيش عبر ترتيبات عسكرية معينة. وكان هدف الثوار الديسمبريين أن تبدأ البلاد عهداً جديداً يعيد الاعتبار للمهنية المنضبطة داخل المؤسسات النظامية، وكذلك مؤسسات الخدمة المدنية، وتحريرها من القبضة الأيديولوجية الإسلاموية التي أضرت بها، وأفقدتها الفاعلية. ولكن كان المكون العسكري يحرص باستمرار على عرقلة هذه الخطوات الضرورية للإصلاح داخل بنية مؤسسات الدولة. بل كان يحاول استخدام الدعم السريع، والحركات المسلحة، لتعويق عمل الحكومة المدنية بقيادة د. عبدالله حمدوك حتى أثمر التآمر عن انقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر 2025.
وبعد عامين من الحرب انتهى الجيش الذي يسيطر عليه المؤتمر الوطني إلى تفريخ أكثر من دستة من المليشيات، وضمها إليه لتعمل تحت قيادة البرهان – علي كرتي.
•الآن بدت بوادر حرب كلامية بين قوات درع الوطن التي يقودها أبو عاقلة كيكل وحركة تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي، وتساهم في تأجيج الفتنة بينهما منصات إعلامية منحازة لهذا الطرف، أو ذاك. فضلاً عن ذلك فإن هذا التنازع له منحازون من أطراف أخرى تؤيد استمرار الحرب، ولديها انتماءات إسلاموية، ومناطقية، وعسكرية.
الحقيقة أن المليشيات الداعمة للجيش لم تخض الحرب بدافع القناعة بمصطلح، ومضمون، “حرب الكرامة” وإنما خاضت فيها لتعزز أهدافها المتصلة بالأيديولوجيا، والقبلية، والمناطقية والانتهازية. ولهذا السبب وجد البرهان فرصته كقائد ظاهر للجيش ليراوغ بها من أجل الوصول إلى أهدافه في الحفاظ على حكم البلاد بعون مؤيديه من الإسلاميين.
•ولكن تأسياً بالتاريخ القريب فإن تعدد الأجندات وسط هذه المليشيات سوف يخلق صراعات أعمق مما نشاهد بوادرها الآن كلما غاصت الحرب في التصعيد، أو فقد الدعم السريع مناطق سيطرته نتيجة للدعم اللوجستي الذي يتلقاه الجيش من مصر، وإيران، وتركيا، وقطر، وروسيا.
•محللون سياسيون، وخبراء عسكريون، أشاروا إلى أن تكرار الجيش أخطاء تبني المليشيات الجاهزة في ظل ضعف تجنيده للمقاتلين سوف يعيد في كل مرة التجربة الماثلة أمامنا: حرب الدعم السريع على القوات المسلحة.
•ولكن مخاطر تكثيف الجيش لمليشياته بعد انتهاء شهر العسل بينه وبين الدعم السريع سيولد في المستقبل أكثر من حرب بين الجيش وهذه المليشيات التي يحتضنها بكل ما لديها من أهداف ليس من بينها وضع السلاح أرضاً في حال انتهاء الحرب بأي كيفية. فبعض قادة المليشيات الداعمين للحرب ينتظر أن تكون المكافأة اقتسام السلطة، والثروة، والنفوذ، وبعض منها ينتظر التخلص من البرهان نفسه، وهناك بعض آخر ربما يفكر في التخلص من البرهان، ومليشياته جميعها ليتسنى له حيازة كامل الدولة.
•إذا عدنا إلى رؤية الديسمبريين بقطاعاتهم كافة فهي كانت الأنسب للقوات المسلحة حتى تضطلع بمهام الدفاع من بعد تسريح، ودمج. ولكن البرهان، ومن خلفه المؤتمر الوطني، كانوا يفضلون مصالحهم على مصالح الوطن، ولذلك تآمروا على فكرة دمج الدعم السريع حتى وقعت الطامة الكبرى التي تمثلت في أن الأخير شب عن الطوق، وخرج عن سيطرة الجيش. وهذا ما كان ليحدث لولا أن القائد الأعلى للجيش نفسه سحب المادة “5” التي خلقت من الدعم السريع جهة اعتبارية مستقلة بذاتها.
•باختصار: الحرب أولها كلام. فالنزاع المكبوت حتى الآن بين درع الوطن والحركات المسلحة المساندة للحرب علامة على مستقبل قاتم ينتظر السودانيين بسبب الجهة التي أشعلت الحرب: المؤتمر الوطني المنحل. بل إننا نتوقع أنه إذا سارت الأمور على هذا المنوال فإن الحرب ستتحول إلى حروب فرعية تستقطب المزيد من الداعمين من المكونات العرقية، وعندئذ سيكون أغلب الإسلاميين قد نجحوا تماماً في تفريق دم إجرامهم على قبائل السودان جميعها. أولم يعترف البرهان أنهم صنعوا كيكل قبل الحرب؟!

الوسومصلاح شعيب

مقالات مشابهة

  • الإسلاميون وراء تغذية النزاع بين كيكل والحركات
  • قتلى بينهم أطفال في هجمات بالسودان والبرهان يتوعد الدعم السريع
  • البرهان: الجيش السوداني عازم على تحرير البلاد والقضاء على الدعم السريع  
  • البرهان : نجدد العزم على تحرير السودان والقضاء على مليشيا آل دقلو الإرهابية
  • دعاة الحرب والقتلة- سخرية الأقدار في زمن الخراب السوداني
  • البرهان والوثيقة الدستورية وهرج الأداء الحكومي
  • الخارجية السعودية تجري تعديلات في إجراءات طلب الزيارة للسودانيين عبر “تأشيرة” 
  • على طريق الانعتاق من الهيمنة المصرية «9 – 20»
  • على طريق الانعتاق من الهيمنة المصرية (9 – 20)
  • البرهان ينفي إمكانية التفاوض مع الدعم السريع ويؤكد استمرار القتال لإنهاء التمرد