تمرّ المنطقة العربية والشرق الأوسط بمرحلة تاريخية استثنائية لم تشهدها منذ عقود، حسب تصريح المستشار أحمد فهمي، المتحدث باسم رئاسة الجمهورية في مصر.

شهدت المنطقة العربية مؤخرًا تصاعدًا في التوترات وانفجارًا في الأوضاع، وهو ما أكده المستشار أحمد فهمي خلال مداخلته الهاتفية ببرنامج "كل الزوايا" على قناة "أون" مساء الخميس.

وتشمل هذه الأحداث المؤلمة الأزمات في السودان وقطاع غزة، ومعاناة الشعب الفلسطيني.

موقف ثابت لمصر تجاه ضحايا الأحداث في السودان وغزة

أكدت مصر على موقفها الثابت تجاه ضحايا الأحداث في السودان وغزة، حيث لا ترى فيهم مجرد أرقام، بل تشعر بالحزن والألم لكل مصاب أو شهيد يسقط في أي مكان.

شددت مصر على ضرورة حلّ الأزمات في المنطقة العربية، مثل الأزمة في السودان والقضية الفلسطينية، من خلال تصحيح الأوضاع ووقف الاعتداءات والوصول لمسارات سياسية تقوم على التفاوض والحوار والمسار السلمي.

أوضحت مصر التزامها بدعم القضية الفلسطينية وحلّها سلميًا، وذلك من خلال العمل على إيجاد حل عادل وشامل يُحقق السلام والاستقرار في المنطقة.
وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي استقبل بمطار القاهرة الدولي، أمس الخميس، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني وأقيمت مراسم الاستقبال الرسمي بقصر الاتحادية، وتم استعراض حرس الشرف، وعزف السلامين الوطنيين.

وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المستشار أحمد فهمي أن الرئيس أكد خصوصية العلاقات الأخوية التاريخية بين مصر والسودان، مشدداً على حرص مصر على تعزيز التعاون المشترك بين البلدين بما يساهم في تحقيق مصالح الشعبين الشقيقين.

وشهد اللقاء استعراض تطورات الأوضاع في السودان، والجهود الرامية لتسوية الأزمة الجارية بما يضمن استعادة الاستقرار، ويحافظ على سيادة ووحدة وتماسك الدولة السودانية ومؤسساتها، ويلبي تطلعات الشعب السوداني الشقيق نحو تحقيق الأمن والاستقرار.

وشدد الرئيس على حرص مصر على أمن السودان الشقيق، ومواصلة تقديم الدعم الكامل لتحقيق الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي بالسودان، ودعم وحدة الصف السوداني وتسوية النزاع القائم، انطلاقاً من الارتباط الوثيق بين الأمن القومي للبلدين. كما أكد السيد الرئيس استمرار مصر في الاضطلاع بدورها في تخفيف الآثار الإنسانية للنزاع على الشعب السوداني.

وأضاف المتحدث الرسمي أن رئيس مجلس السيادة السوداني أكد تقدير بلاده الكبير للدعم المصري في ظل الظروف الحالية التي يمر بها السودان، مشيراً إلى أن هذا الدعم يعكس الروابط التاريخية الممتدة التي تجمع بين البلدين الشقيقين، والتي انعكست في الدور المصري في استقبال المواطنين السودانيين وتخفيف آثار الأزمة.

وتناول اللقاء آخر مستجدات القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، بما في ذلك الأوضاع في قطاع غزة، وتم تأكيد ضرورة وقف إطلاق النار وإنفاذ المساعدات الإنسانية بشكل فوري، كما تم التوافق على استمرار التشاور المكثف والتنسيق المتبادل في هذا السياق خلال الفترة المقبلة لما فيه المصلحة المشتركة للبلدين.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: المنطقة العربیة فی السودان مصر على

إقرأ أيضاً:

الحرب تعصف بالمتاحف وتلتهم التراث السوداني 

 

أدت الحرب المشتعلة منذ أكثر من 20 شهراً في السودان إلى تدمير بنية المتاحف القومية ومعالم التراث في مدن العاصمة الثلاث بحري وأم درمان والخرطوم، إلى جانب عدد من الولايات التي تشهد نزاعات مسلحة، إذ تعرضت المواقع لأضرار وبعضها ما زال في مرمى الخطر، والآخر بات مكشوفاً في ظل غياب الحماية ويواجه أخطار النهب والتدمير والحريق، وأثر الصراع بشكل مباشر على الموروث الثقافي. 

بورتسودان _ التغيير

وفي الخرطوم تعرض المتحف القومي للتخريب والنهب، بجانب متحف الخليفة عبدالله التعايشي، كما تعرض القصر الجمهوري القديم للتشوية والتدمير الجزئي، بجانب متحف التاريخ الطبيعي والمتحف الحربي

.

تقديرات أولية

كشف وزير الثقافة والإعلام السابق د. جراهام عبد القادر، عن جملة التقديرات الأولية والتي بلغت أكثر من (110) مليون دولار للمباني ومعينات العرض، هذا بخلاف المقتنيات الأثرية التي لا تقدر بثمن لأنها تجسد حضارة البلاد وتاريخها وهي الأهم، وفي ذات السياق ذكر تضرر المتاحف القائمة بالولايات التي دخلتها قوات الدعم السريع.

وأشار عبد القادر إلى أن “تداعيات الحرب أثرت على المتاحف في ولايات لخرطوم والجزيرة وجنوب دارفور وغرب دارفور) بالإضافة لقصف مباني متحف “علي دينار” بالفاشر ومتحف “شيكان بشمال كردفان، وشمل النهب والتدمير بالعاصمة الخرطوم المتحف القومي والمتحف الاثنوغرافيا ومتحف التاريخ الطبيعي ومتحف بيت الخليفة ومتحف القصر ومتحف الفولكلور، بالإضافة للمتاحف الخاصة.

سلسة إجراءات

وعن دور الحكومة في حماية الآثار أوضح جراهام أن الدولة اتخذت سلسلة من الإجراءات عبر هيئة الآثار والمتاحف ورئاسة الوزارء والشركاء لتأمين المتاحف في الولايات الآمنة، وتم تكوين لجان طوارئ بشأن حماية الاثار والتواصل مع الدول والمنظمات ذات الصلة.

نهب وتهريب

وقالت مدير المتحف القومي اخلاص عبد اللطيف، إن متحف السودان القومي قد تعرض لعملية نهب كبيرة، إذ خرجت شاحنات كبيرة محملة بكل مواد الأثرية المخزونة بمتحف السودان القومي، وخروجها عن طريق أم درمان متجهة نحو الغرب ثم توزيعها على مناطق الحدود وخاصة جنوب السودان.

وأشارت إخلاص، إلى تعرض متاحف أخرى للنهب، وكذلك التدمير، منها متحف نيالا بجنوب دارفور حيث تم نهب جميع الممتلكات والمجاميع المتحفية، بالإضافة للأثاث وفترينات العرض، كذلك متحف “الخليفة عبدالله التعايشي” المتعارف باسم بيت الخليفة بأمدرمان، الذي تعرض للسرقة وتدمير أجزاء من المبنى.

وذكرت عبد اللطيف في ذات السياق، إن المجاميع المتحفية ترجع إلى جميع العصور التاريخية القديمة، منذ عصر الحجري وحضارة كرمة ونبتة ومروي وما قبل المسيحية والمسيحية والاسلامية، حيث إن مخازن متحف السودان القومي تعتبر المستودع الرئيسي لكل آثار السودان

التي لا تقدر بقيمة مادية.

ولفتت إلى أن المعروض في المزادات العالمية ليست المواد المسروقة حتى الآن وربما ممتلكات شخصية أو تتبع لأي جهة تم اقتنائها قديماً في فترة الاستعمار.

متحف الخليفة

على صعيد متصل، قال ممثل الهيئة العامة للآثار والمتاحف المكلف جمال محمد زين العابدين، إن المواقع الأثرية بمنطقة أمدرمان غربي مباني هيئة الإذاعة والتلفزيون “بوابة عبدالقيوم” أنها لم تصب بأي ضرر وهي بحالة جيدة، أما “البوردين والطابية “الواقعة على النيل الأبيض وتطل على جزيرة توتي، لم يتمكن الفريق من الوصول إليها نسبة للتوجيهات الأمنية لوجودها بالقرب من النيل.

في ذات السياق قال ممثل هيئة الآثار إن عمليات النهب التي وقعت “بمتحف الخليفة” متمثلة في تعريض مبانيه وتكسير دواليب العرض وسرقة أهم آثاره، من قبل “قوات الدعم السريع” ومن أهم الآثار التي سرقت “سيف الإمام محمد أحمد المهدي قائد الثورة المهدية”، و”سيف الأمير عبدالرحمن النجومي” و”سيف الأمير أبوقرجة” و”كأس خاص بشرب الخليفة عبدالله مصنوع من قرن وحيد القرن ويقال أن به مفعول لأبطال السم” وأيضا تمت سرقة أنواط ونياشين ونجوم خاصة بالجنرال غردون باشا وكثير من العملة التي كانت تستخدم أثناء حكم الدولة المهدية وبعض الأسلحة النارية من بنادق ومسدسات ومذكرات يوسف ميخائيل عن الإمام المهدي وخليفته عبدالله.

وفيما يخص المعروضات الأثرية التي ظهرت على مواقع تجارة عالمية وما إن كانت من المفقودات، ذكر زين العابدين أنه من ناحية العاملين في مجال الآثار لا يخطر ببالهم موضوع تقييم الآثار ماديا لكن هناك دائما تجارة غير مشروعة يكون لها ثمنها على حسب نوع وشكل القطعة، رغم إن تقيم الآثاريين يختلف عن ذلك.

الهوية السودانية

ومن جهتها قالت منظمة اليونسكو عبر بيان لها، ان هنالك تقارير عن الاتجار غير المشروع بالتراث الثقافي.

وتعرب منظمة اليونسكو عن قلقها العميق إزاء التقارير الأخيرة عن احتمال نهب وإتلاف العديد من المتاحف والمؤسسات التراثية في السودان، بما في ذلك المتحف الوطني، من قبل الجماعات المسلحة، وتدعو المنظمة المجتمع الدولي إلى بذل قصارى جهده لحماية تراث السودان من الدمار والاتجار غيره المشروع.

وتجدد اليونسكو دعوتها للجمهور وسوق الفن المتورطين في تجارة الممتلكات الثقافية في المنطقة والعالم، إلى الامتناع عن اقتناء أو المشاركة في استيراد أو تصدير أو نقل ملكية الممتلكات الثقافية من السودان. وأي بيع غير قانوني أو نقل لهذه العناصر الثقافية من شأنه أن يؤدي إلى اختفاء جزء من الهوية السودانية.

بورتسودان – برعي صديق

مقالات مشابهة

  • جامعة الدول العربية تؤكد أهمية الدبلوماسية الرياضية في نقل صورة مشرفة عن الوطن العربي إلى العالم
  • سمير فرج: القلق الشعبي بشأن تطور الأوضاع في المنطقة مشروع
  • خلال اتصال هاتفي .. الرئيس السيسي يبحث مع ملك البحرين تطورات الأوضاع بالمنطقة
  • مساعد رئيس النواب الأردني: قمة الرئيس السيسي والملك عبد الله تؤكد الموقف الموحد إزاء القضايا العربية
  • الحرب تعصف بالمتاحف وتلتهم التراث السوداني 
  • أوضاع مأساوية يعيشها النازحون في غزة خلال أجواء الشتاء (شاهد)
  • السوداني والحكيم والقلق بشأن الوضع السوري الجديد
  • المعارضة في كوريا الجنوبية تعلن موقفها بشأن عزل القائم بأعمال الرئيس
  • لجنة الاتصال العربية تؤكد على الوقف الفوري للعمليات العسكرية في سوريا ودعم بناء الدولة
  • الإمارات تؤكد دعم جهود جامعة الدول العربية في التعامل مع الأزمات بالمنطقة