حميدتي في ليبيا بعد البرهان.. هل هناك دور ليبي في حل الأزمة؟
تاريخ النشر: 1st, March 2024 GMT
طرحت الزيارة المفاجئة التي قام بها قائد قوات الدعم السريع بالسودان محمد حمدان دقلو "حميدتي" إلى ليبيا بعض الأسئلة عن دلالة وأهداف الخطوة خاصة أنها جاءت بعد يومين من زيارة رئيس مجلس السيادية السوداني، عبدالفتاح البرهان لطرابلس.
والتقى حميدتي برئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبدالحميد الدبيبة الذي أعلن أنه ناقش مع ضيفه السوداني تطورات الأوضاع في السودان، وأن عمق العلاقات بين البلدين تحتم على ليبيا تقديم المساندة في الظروف الحالية، مشددا على ضرورة إنهاء الحرب والصراع والوصول إلى تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة"، وفق المكتب الإعلامي للدبيبة.
"لقاءات البرهان"
وقبل يومين زار رئيس مجلس السيادة السوداني، عبدالفتاح البرهان العاصمة الليبية طرابلس بدعوة رسمية من المجلس الرئاسي الليبي ورئيسه، محمد المنفي الذي كان في استقبال البرهان وسط تأكيدات منه على دعم الجيش هناك ودعم التهدئة وتحقيق الاستقرار.
ولم يكتفي البرهان بلقاء المنفي لكنه أيضا اجتمع مع رئيس الحكومة "الدبيبة" لمناقشة آخر التطورات في السودان، والتقى أيضا المفتي العام لليبيا، الصادق الغرياني الذي أثنى على الجيش السوداني وطالبهم بتحقيق الاستقرار.
وذكرت صحف سوداني مقربة من "حميدتي" أن "البرهان عقد صفقة تسليحية غير معلنة مع الدبيبة بقيمة 15 مليار دولار مقابل مده بالمدرعات والأسلحة لاستكمال المرحلة الثانية التي أعلن عنها الجيش السوداني لاستهداف قوات "حميدتي"، وأن البرهان وعد الدبيبة بضخ العملة الأجنبية لرفع الحصار عن حكومته التي تعاني من خنق البرلمان لها وكذلك مصرف ليبيا المركزي.
فهل تطرح ليبيا مبادرة لحل الأزمة في السودان؟ وما أوراق الضغط والتفاوض التي تملكها في أزمة السودان؟
"دعم دولي لمبادرة ليبيا"
من جهته، قال المتحدث السابق باسم مجلس الدلة الليبي، السنوسي إسماعيل الشريف إنه "من الصعب تصور إمكانية أن تتدخل ليبيا وحدها في الأزمة السودانية التي تم تدويلها والتي تمثل نموذجا لفشل الحلول السياسية ودخول البلاد في معادلة صفرية وحرب ضروس صاحبها فظائع واتساع نطاقها من العاصمة إلى إقليم دارفور المحاذي لليبيا" .
وقال في تصريحات لـ"عربي21": "لكن قد تصلح العاصمة طرابلس كمكان حيادي لاستضافة الحوار بين الأطراف السودانية وفقا لتفاهمات منبر حوار جدة على أن يكون الإشراف لدول ضامنة تمتلك مقومات القوة والضغط والتأثير على طرفي النزاع السوداني"، وفق تقديراته.
"تجهيز لعملية عسكرية جديدة"
في حين قال أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة الخرطوم، "الرشيد محمد إبراهيم إن "هناك تباين بين أجندة البرهان في زيارة ليبيا وبين زيارة حميدتي، كون زيارة البرهان تأتي في ظل انتهاء المرحلة الأولى من العمليات وبالتالي المرحلة الثانية تحتاج إلى التنسيق مع دول الجوار التي يتدفق عبرها السلاح والمرتزقة إلى السودان، لذا المحتوى العسكري الأمني في زيارة البرهان واضح جدا هو يعمل على الضغط".
وأكد في تصريحه لـ"عربي21" أن "هناك بروتوكول قديم موقع بين السودان وليبيا حول قوات حدودية وهي موجودة الآن في الولاية الشمالية، وربما تشمل هذه الزيارة تنشيط البروتوكول العسكري الذي يضمن عدم تدفق المرتزقة والسلاح من ليبيا إلى السودان خاصة من قبل "حفتر"، كما قال.
وبخصوص دور ليبي في الأزمة، قال: "لا أتوقع أن يكون هناك دور كبير لليبيا لأن الوساطة هذه ليست لديها أوراق ضغط تمارسها وليست لديها قدرة على تحفيز الأطراف في حالة الاستجابة والعقاب في حالة عدم الاستجابة، ولذلك هي أقرب للعلاقات العامة أو حسن النوايا"، وفق تعبيره.
وتابع: "كذلك ليس هناك تعويلا على أي دور سياسي أو تفاوضي للدبيبة لما يجري في الخرطوم خاصة إذا ما علمنا أن هناك اتفاقية جدة ومنبر جدة الذي ترعاه السعودية والولايات المتحدة الأمريكية".
"استغلال من الدبيبة"
مدير مركز رصد الصراعات في الساحل الأفريقي بباريس، محمد علي كيلاني قال من جانبه إن "الزيارة ليست مفاجأة، بل هي معلنة من الطرف اللليبي بتقديم دعوة للطرفين للتشاور حول الأزمة السودانية، والدبيبة يحاول ضمن الجهود الإقليمية لعب دور لكن ليس لديه رؤية أو تصور معين للحل في السودان، لاسيما بعد طرح مبادرات عديدة حول أزمة السودان".
وأوضح لـ"عربي21" أنه "ليس هناك شيئا جديدا يمكن معالجته في هذا المجال، بقدر ما تحاول "ليبيا الدبيبة" لعب دور في ملف حرب هي أيضا تعاني من أزمة مشابهة وفاقد الشيء لا يعطيه، والمصالح التي تربط ليبيا بالسودان هي الجغرافيا وعمليات التنسيق الأمني لمحاربة الهجرة السرية والتي كانت تشرف عليها قوات الدعم السريع قبل الحرب"، بحسب معلوماته.
وأضاف: "الدولة الليبية ذاتها تغوص في عباب متلاطم من المصاعب السياسية والأمنية، فليس هنالك دور كبير للدبيبة أن يلعبه في هذا الإطار غير أنه يحاول إعادة الزخم لحكومته منتهية الولاية"، كما صرح.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية دقلو حميدتي ليبيا السوداني البرهان ليبيا السودان حميدتي البرهان دقلو المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی السودان
إقرأ أيضاً:
البرهان يكشف عن المرحلة المقبلة في السودان
وجه قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، خطابا مؤثرا للسودانيين، أعلن فيه عن تحقيق "انتصار كبير وعظيم" بعد استعادة مدينة سنجة من قوات الدعم السريع
اقرأ ايضاًالعثور على جثة الحاخام تسفي كوغان في الإماراتوأكد البرهان، عزم القوات المسلحة السودانية على تحرير كل شبر من الأرض وطرد "العملاء والخونة" في إشارة إلى مليشيا الدعم السريع.
تحرير سنجة واستعادة قيادة الفرقة 17 مشاةووصل البرهان أمس السبت إلى مدينة سنجة، التي أعلن عن تحريرها من قوات الدعم السريع، مشيرا إلى أن الفرقة 17 مشاة قد استعادت السيطرة على المنطقة.
وفي كلمته، شدد البرهان على أن الجيش السوداني مستمر في مواجهة المليشيات الإرهابية، مؤكدا أن هدفه هو الحفاظ على وحدة السودان وسلامة أراضيه.
التهنئة والتأكيد على النصروفي رسالة تهنئة، أعرب البرهان عن فخره واعتزازه بالجيش السوداني وجميع القوات النظامية، بالإضافة إلى القوات المشتركة والمستنفرين، مشيدا بتضحياتهم العظيمة من أجل كرامة الوطن ووحدته. وقال البرهان:
"هذا الانتصار الكبير سيكون له ما بعده، وسنواصل جهودنا لاستعادة كل شبر من أرضنا التي دنستها هذه المليشيا المجرمة."
اقرأ ايضاً مئات آلاف الإسرائيليين في الملاجىء.. صواريخ حزب الله تسقط على حيفا و"تل أبيب" (فيديوهات)هدية النصر للشعب السودانيوأضاف البرهان، أن النصر الذي تحقق هو هدية للشعب السوداني الذي عانى من القتل والتشريد والنهب على يد مليشيا "آل دقلو"، مشددا على أن القوات المسلحة السودانية عازمة على تطهير الوطن من هذه المليشيات "الإرهابية".
خلفية الحرب في السودانوتأتي هذه التطورات في وقت تتواصل فيه الحرب في السودان بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، التي اندلعت في 15 أبريل 2023. ورغم محاولات الوساطة العربية والدولية، لا تزال المعارك مستمرة، وسط خسائر بشرية ومادية كبيرة.
وكانت الخلافات بين البرهان و"حميدتي" قد تصاعدت بعد توقيع الاتفاق الإطاري في ديسمبر 2023، الذي كان ينص على خروج الجيش من السياسة وتسليم السلطة للمدنيين.
© 2000 - 2024 البوابة (www.albawaba.com)
وسام نصر الله كاتب وصحفيكاتب وصحفي متخصص في الشؤون السياسية والدولية، وعضو في نقابة الصحفيين الأردنيين واتحاد الصحفيين العرب. يعمل محررا في قسم الأخبار في "البوابة" منذ عام 2011، حيث يتابع ويحلل ويغطي أبرز الأحداث الإقليمية والدولية.
الأحدثترند تشكيلة ليفربول المتوقعة ضد ساوثهامبتون اليوم في الدوري الإنجليزي 2024-25 البرهان يكشف عن المرحلة المقبلة في السودان الأردن: كشف تفاصيل جديدة حول الإشتباك قرب السفارة الإسرائيلية "إسرائيل" تطالب بإخلاء خمس بلدات جنوب لبنان وتنفذ غارات على صور والبقاع تشكيلة ريال مدريد المتوقعة ضد ليغانيس اليوم في الدوري الإسباني 2024-25 Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا فريقنا حل مشكلة فنية اعمل معنا الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTubeاشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن
© 2000 - 2024 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter