انتظار حذر للاقتصاد الأمريكي وضخ إضافي من أوبك يخفضان أسعار النفط
تاريخ النشر: 1st, March 2024 GMT
السومرية نيوز-اقتصاد
تراجعت أسعار النفط يوم الخميس إذ أشارت بيانات التضخم الأمريكية إلى تباطؤ أكبر اقتصاد في العالم مما قد يضعف الطلب على الخام، في حين يضغط ارتفاع إنتاج أوبك أيضا على الأسعار. وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت لشهر أبريل نيسان ستة سنتات إلى 83.62 دولار للبرميل عند التسوية، كما هبطت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 28 سنتا إلى 78.
وأظهرت بيانات مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي، مقياس التضخم المفضل لدى مجلس الاحتياطي الاتحادي، أن التضخم في شهر يناير كانون الثاني جاء متماشيا مع توقعات الاقتصاديين مما أبقى على التوقعات بخفض سعر الفائدة في يونيو حزيران.
وأشارت تقارير أسعار المستهلكين والمنتجين في وقت سابق من شهر فبراير شباط إلى استمرار التضخم ونهج حذر من جانب صناع السياسة في الاحتياطي الاتحادي مما جعل المستثمرين يتوقعون أن يتأجل خفض أسعار الفائدة إلى يونيو حزيران من مارس آذار.
وأظهرت بيانات من بعض أكبر الاقتصادات في منطقة اليورو أن التضخم هناك سجل مزيدا من الانخفاض هذا الشهر مما يعزز موقف البنك المركزي الأوروبي ببدء خفض أسعار الفائدة في وقت لاحق من هذا العام.
وساعدت أسعار الفائدة المرتفعة العديد من الاقتصادات الغربية الكبرى على الحد من التضخم، لكن هذا يؤدي إلى تراجع النمو الاقتصادي والطلب على النفط.
وبالنسبة للإمدادات، أظهرت بيانات رسمية يوم الأربعاء أن مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة، أكبر منتج في العالم، ارتفعت للأسبوع الخامس على التوالي، بزيادة بلغت 4.2 مليون برميل متجاوزة التوقعات بزيادتها 2.7 مليون برميل.
وتمديد التخفيضات الطوعية لإنتاج النفط من مجموعة أوبك+ مطروح أيضا على الطاولة.
وأظهر مسح أجرته رويترز أن منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ضخت 26.42 مليون برميل يوميا هذا الشهر، بزيادة 90 ألف برميل يوميا عن يناير كانون الثاني. وارتفع إنتاج ليبيا على أساس شهري 150 ألف برميل يوميا.
وفي الوقت نفسه، يحوم سعر خام برنت القياسي العالمي بشكل مريح فوق مستوى 80 دولارا لثلاثة أسابيع، ولم يكن للصراع في الشرق الأوسط تأثير يذكر على تدفقات النفط الخام.
المصدر: السومرية العراقية
إقرأ أيضاً:
«ماركت ووتش»: من المبكر استنتاج استمرار التضخم بأمريكا بسبب تعريفات ترامب الجمركية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
رأت "ماركت ووتش" - المتخصصة في بيانات سوق الأوراق المالية في تقرير أوردته الأحد - أنه من المبكر للغاية استنتاج ما إذا كان التضخم في أمريكا سيستمر أم لا من خلال التأثير المحتمل لرسوم ترامب الجمركية.
وقالت المنصة الاقتصادية إن مخاوف التضخم عادت لتطارد الأسواق المالية الأمريكية مع قلق المحللين بشأن ما إذا كانت التغييرات السياسية المحتملة في الولاية الثانية للرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، قد تؤدي إلى عودة ارتفاع الأسعار.
وتمثل ذلك القلق في ارتفاع عائدات سندات الخزانة القياسية لأجل 10 سنوات منذ فوز ترامب في السادس من نوفمبر الجاري، بنحو 14 نقطة أساس، وسط مخاوف من أن بعض سياساته المقترحة - بما في ذلك المزيد من التخفيضات الضريبية والتعريفات الجمركية على الواردات - قد تؤدي إلى عجز مالي أكبر وعودة التضخم، ما يؤدي إلى ارتفاع أسعار الفائدة.
ومع ذلك، تنفست مؤشرات الأسهم الأمريكية الصعداء على مدى الأسابيع الثلاثة الماضية، حيث ارتفع مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" بأكثر من 3% منذ فوز ترامب، كذلك ارتفع مؤشر "داو جونز الصناعي" بنحو 5% وحقق مؤشر "ناسداك المركب" مكاسب بنسبة 3% في الفترة نفسها.
ويحاول المستثمرون في الوقت الحالي معرفة ما إذا كان الإحباط العميق الذي يشعر به الأمريكيون بشأن التضخم سيستمر، وسط مجموعة مختلطة من الإشارات في الأسواق المالية من عدمه، مع رصد أداء الأصول الفردية بما في ذلك النفط والذهب والأسهم، مع تولي ترامب منصبه في يناير المقبل.
أما بالنسبة للنفط، فيرى المحللون أن السلع الأساسية حساسة للغاية للتضخم، خاصة وأن الارتفاع الحاد في أسعار الخام قد يؤدي إلى ارتفاع التضخم.
فيما يرى المسئول في "مجموعة باهنسن" الأمريكية لإدارة الثروات الوطنية، بريان سزيتل، أن الارتباط المعتاد بين أسعار الطاقة والتضخم قد يضعف في ظل سياسات ترامب المؤيدة للطاقة، موضحًا أنه مع قدوم الإدارة الجديدة وزيادة الحفر النفطي، فإنه من المرجح أن يكون هناك المزيد من إمدادات النفط التي قد تؤثر على أسعار الطاقة، وبالتالي فإن النموذج الطبيعي بين النفط والتضخم سيكون "مكتومًا" في ظل رئاسة ترامب، على حسب تعبيره.
أما الذهب، فغالبًا ما كان يُعتبر احتماءً ضد التضخم حيث يميل المعدن الثمين إلى الاحتفاظ بقيمته عندما يرتفع التضخم.
ومن المؤكد أن محللي السوق أرجعوا الارتفاع الأخير في أسعار النفط والذهب إلى التوترات المتزايدة بين روسيا وأوكرانيا - التي عزت المخاطر الجيوسياسية في السوق وأذكت الطلب على أصول الملاذ الآمن - وليس إلى مخاوف التضخم.
وكانت التوترات الجيوسياسية قد تصاعدت الأسبوع الماضي بعد أن ذكرت تقارير إخبارية أن روسيا ربما أطلقت صاروخًا باليستيًا عابرًا للقارات أثناء هجوم على مدينة /دنيبرو/ الأوكرانية، فيما نفى المسؤولون الغربيون هذا الادعاء، وفي الوقت نفسه، ورد أن أوكرانيا أطلقت يوم /الأربعاء/ الماضي صواريخ زودتها بها المملكة المتحدة.
وفيما يتعلق بأسهم القيمة مقابل أسهم النمو، قال المحللون إن أسهم القيمة تفوقت تاريخيًا على أسهم النمو خلال فترات التضخم، لذا فهي مؤشر جيد للتضخم في سوق الأسهم. ودليل على ذلك أن أسهم القيمة الكبيرة في الولايات المتحدة قد تفوقت على أسهم النمو خلال عام 2022، عندما ارتفع التضخم إلى أعلى مستوى له في أكثر من 40 عامًا، وذلك ما حدث الأسبوع الماضي حيث ارتفع مؤشر القيمة "راسل 1000" بنسبة 2.4٪، بينما ارتفع نظيره من أسهم النمو بنسبة 1.7٪ في نفس الفترة.