أدانت دولة الإمارات بشدة استهداف القوات الإسرائيلية تجمعاً لآلاف الفلسطينيين من سكان قطاع غزة كانوا ينتظرون إيصال مساعدات إنسانية وإغاثية إليهم، ما أسفر عن قتل العشرات وإصابة المئات من المدنيين الأبرياء.

وطالبت الإمارات بتحقيق مستقل وشفاف ومعاقبة المتسببين، محذرة من الوضع الإنساني الكارثي بالغ الحساسية والخطورة، وفقا لوكالة أنباء الإمارات (وام).

وأعربت وزارة الخارجية، في بيان لها عن قلقها البالغ جراء تفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع والتي تهدد بوقوع المزيد من الخسائر في الأرواح بين المدنيين الأبرياء.

وشددت على أن الأولوية العاجلة هي إنهاء عمليات التصعيد العسكري والوقف الفوري لإطلاق النار.

كما جددت الوزارة التأكيد على موقف دولة الإمارات الداعي إلى أهمية توفير الحماية للمدنيين الأبرياء، وضمان وصول المساعدات الإنسانية والإغاثية للقطاع بشكل عاجل ومستدام وبلا عوائق، وعلى أهمية التنفيذ الكامل والعاجل لقراري مجلس الأمن الدولي رقمي 2712 و2720.

وحذرت وزارة الخارجية من استفحال الكارثة الإنسانية التي يشهدها قطاع غزة، وشددت على ضرورة منع وقوع المزيد من الخسائر في الأرواح، وتجنب تأجيج الوضع في الأرض الفلسطينية المحتلة، ومنع انجرار المنطقة لمستويات جديدة من العنف والتوتر وعدم الاستقرار، ودعت المجتمع الدولي إلى تعزيز كافة الجهود المبذولة لتحقيق السلام الشامل والعادل على أساس حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، بحسب وام.

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

تعاون مجتمعي حكومي.. كيف تصل المساعدات الماليزية إلى فلسطين؟

بوترا جايا- انخرط شهر الأمان محمد شعاري في مجال العمل الإنساني والإغاثي منذ أكثر من 15 عاما، وتنقل بين دول عدة، لكنه منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي كرّس كل جهده لمساعدة الشعب الفلسطيني، وعُين مديرا للمعاينة والتخطيط في "عملية الإحسان" الماليزية، التي أنيط بها تنسيق الجهود المشتركة بين الحكومة الماليزية والمؤسسات الأهلية العاملة في فلسطين.

ويقول شعاري للجزيرة نت إنه لم يكن بالإمكان تخطي العوائق الضخمة لإيصال المساعدات لفلسطين دون تعاون وتكامل وثيقين بين مئات المنظمات غير الحكومية والهيئات الحكومية، بما فيها مكتب رئيس الوزراء ووزارة الخارجية، حيث تواجه أعرق المنظمات الإنسانية الماليزية تضييقا شديدا على عملها في فلسطين.

شعاري يعتبر أن الدبلوماسية الحكومية ساهمت في تسهيل وصول مساعدات المنظمات الإنسانية الماليزية لقطاع غزة (الجزيرة) تكامل الجهود

تأسس صندوق مساعدة الشعب الفلسطيني عام 2002، لكن جهود العمل الإنساني الماليزي باتت تشهد تكاملا وتنظيما متناميين منذ بدء عملية طوفان الأقصى، حسب شعاري، حيث يؤكد أن إيصال المساعدات للفلسطينيين المتضررين من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة كان ثمرة جهد مشترك بين الحكومة والهيئات الإنسانية.

ويستشهد شعاري بتدشين وزير الخارجية محمد حسن، الأربعاء الماضي، دفعة جديدة من المساعدات الماليزية للشعب الفلسطيني، قُدرت قيمتها بنحو 20 مليون دولار، جمعتها المؤسسات الأهلية في إطار حملاتها الشعبية المتواصلة.

أما كمال نشار الدين بن مصطفى، رئيس "ماي كير" أكبر هيئة إغاثية أهلية في ماليزيا، فيرى حاجة ماسة لمواءمة البعدين السياسي والإنساني، بهدف إيصال المساعدات، وهو ما تسعى لتحقيقه "عملية الإحسان" التي انطلقت فور بدء حرب العدوان الإسرائيلي على غزة.

وشدد، في حديثه للجزيرة نت، على ضرورة استمرار الضغوط الدولية على الاحتلال الإسرائيلي، من أجل وضع حد للإبادة والجرائم بحق الإنسانية، باعتبارها الوسيلة الوحيدة لوقف الحرب، وفي الوقت نفسه تكثيف الجهود لتلبية الاحتياجات الإنسانية، بدءا من الغذاء والدواء.

ورغم إشادة بن مصطفى بجهود رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم على الصعيد الدولي لوقف الحرب وإيصال المساعدات، فإنه انتقد ما وصفها بالجهود الفردية لكل دولة، وقال إن هناك حاجة ماسة لتوحيد الجهود، مشيرا إلى أن منظمة التعاون الإسلامي بإمكانها القيام بدور أكثر فعالية بهذا الشأن، حسب تعبيره.

سبل الوصول

من جهته أعلن وزير الخارجية محمد حسن، الأربعاء الماضي، عن تقديم نحو نصف دفعة المساعدات الأخيرة عن طريق وكالات الأمم المتحدة، مثل وكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، ومكتب تنسيق المساعدات "أوتشا".

وشدد الوزير على أهمية التنسيق والتعاون مع دول جوار فلسطين، لا سيما الأردن ومصر، لإيصال المساعدات للشعب الفلسطيني، وقال إنه لم يعد هناك سوى جسر الملك حسين، الذي يربط الضفة الغربية بالأردن، بعد تدمير قوات الاحتلال معبر رفح مع مصر.

من ناحيته استبعد رئيس حملة عملية الإحسان جسمي جوهري مشاركة ماليزيا في عمليات إسقاط المساعدات من الجو لإنقاذ من يواجهون المجاعة في قطاع غزة، وقال للجزيرة نت إن الدول التي شاركت في المساعدات الجوية تنسق عملياتها مع سلطات الاحتلال، وهو ما يخالف إجماعا تشترك فيه الحكومة والمنظمات غير الحكومية في ماليزيا، بتجنب ما يمكن أن يفسر بأنه "تطبيع للعلاقات أو اعتراف غير مباشر بكيان الاحتلال".

وكان ممثلون لمؤسسة أهلية قد عبروا، في تصريحات للجزيرة نت، عن رغبتهم بإيصال المساعدات بأي وسيلة، بما فيها عن طريق الإسقاط من الجو بالتنسيق مع دول الجوار التي تقيم علاقات مع إسرائيل، رغم تمسكهم برفض التنسيق المباشر مع الاحتلال.

في حين أشار رئيس إدارة المعاينة في عملية الإحسان شعاري إلى زيارة نائب وزير الخارجية الماليزي محمد بن الأمين لمصر، في أبريل/نيسان الماضي، بهدف بحث سبل إيصال المساعدات الماليزية، واتصال رئيس الوزراء أنور إبراهيم في تلك الأثناء بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وهو ما سمح بدخول جزء من المساعدات الماليزية عبر معبر رفح آنذاك، لكن دخولها توقف بعد عملية رفح في مايو/أيار الماضي.

شمس الدين دعا الحكومة الماليزية للاستفادة من علاقاتها الجيدة مع الأردن ومصر لتسهيل وصول المساعدات (الجزيرة)

أما فهمي شمس الدين رئيس منظمة السلام العالمية الماليزية، فدعا الحكومة إلى استثمار علاقاتها الجيدة مع دول جوار فلسطين، لضمان وصول المساعدات إلى قطاع غزة بأية وسيلة، وقال للجزيرة نت إننا نعول كثيرا على التحركات السياسية لتجنب كارثة أكبر مما هو حاصل.

وأضاف أن المؤسسات الدولية كانت تصل للمتضررين في قطاع غزة مباشرة بعد ارتكاب الاحتلال أية جريمة، وتتجنب حدوث كارثة إنسانية، لكنها في هذا العدوان تقف عاجزة، وهنا لا بد من "تحرك سياسي لكسر الجدار"، بحسب تعبير رئيس المنظمة.

مقالات مشابهة

  • شاهد.. آلاف الأطنان من المساعدات الإنسانية المصرية للسودان
  • جمعية الصداقة الإيطالية العربية تدين جريمة استهداف 5 صحفيين وعائلاتهم في غزة
  • شاهد.. تقريرًا يعرض المساعدات الإنسانية المصرية للسودان منذ بدء الأزمة
  • الأونروا: إسرائيل تواصل عدوانها في غزة وقرارات الإخلاء تؤثر على ربع مليون شخص
  • الأونروا: إسرائيل تواصل عدوانها على مُختلف أنحاء غزة
  • "حماية الصحفيين" يدين إمعان الاحتلال في استهداف وقتل الصحفيين بغزة
  • تعاون مجتمعي حكومي.. كيف تصل المساعدات الماليزية إلى فلسطين؟
  • جمعية الاتحاد لحقوق الإنسان تنظم معرضاً دولياً بساحة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان
  • وزير الخارجية يبحث إيصال المساعدات الإنسانية ووقف إطلاق النار بغزة
  • الإمارات تقدم مساعدات إنسانية للنازحين من شرق خان يونس