ثلاثي واشنطن وطهران والرياض منشغل عن لبنان
تاريخ النشر: 1st, March 2024 GMT
كتبت هيام قصيفي في" الاخبار": يُنقل عن ديبلوماسي أميركي رفيع قوله أخيراً، بعد جولات تفاوض شاقّة في المنطقة، إن الشرق الأوسط، من العراق الى سوريا ولبنان وفلسطين، لن يتوصل يوماً الى تسويات نهائية، وإن ما يمكن أن يصل إليه، بالحد الأقصى، تفاهمات مؤقتة في انتظار جولة جديدة من دورات العنف. تحديداً، هذا ما يجري حالياً في غزة، واستطراداً ما يمكن أن يحصل في لبنان الذي لم يحن بعد وقت إجراء تسوية كبرى فيه على غرار الطائف، بل مجرد تفاهمات وترتيبات كما جرى في الدوحة.
ولهذه العواصم الثلاث انشغالات أخرى تتعلق بما بعد حرب غزة. فالولايات المتحدة ستدخل في مرحلة الانتخابات الرئاسية، وهي تتعامل مع لبنان حالياً حصراً بالوضع الحدودي الذي يعنيها ربطاً بإسرائيل، لذا لا تزال - عبر ديبلوماسيّتها في بيروت وخارجها - تحصر تحرّكها في منع إسرائيل من توسيع رقعة القصف، من دون فتح أيّ ثغرة حالياً في الملف الرئاسي. وهي المعنية الأولى والأخيرة عن ملف التفاوض مع إسرائيل ربطاً بكل مندرجاته والتفاصيل الأمنية المنبثقة منه.
وإيران، من جهتها، تقف عند حافة الترقّب ودرس ما يمكن تقديمه وما يشكل دفعاً لإدارة الرئيس جو بايدن حتى لا تتكرر تجربة حكم الرئيس دونالد ترامب. وهي تمكّنت، في الأشهر الخمسة الأخيرة، من فرض إدارة مضبوطة، ولا سيما لبنانياً، كي لا ترفع من الأثمان التي يضغط عليها لتقديمها. كما أنها، بدورها، لا تضع ملف الرئاسيات على جدول أعمالها اليوم. إذ إن كل ما يشغلها محصور بالعنوان العسكري. وهي، وإن كانت معنية بما يجري من تفاوض حول مستقبل حزب الله وانتشاره في الجنوب، إلا أنها لا تزال تقدم معادلة تقليل المخاطر الكبرى على الخسائر التي تقع، من اليمن الى العراق وسوريا بعد تطورات عسكرية أخيرة. فلا تضطرّ في الوقت الفاصل بين إدارتين أميركيتين الى خوض معركة واسعة من دون أفق.
أما السعودية فتنتظر ما بعد الحرب لإعادة تقويم ما بدأته قبلها في اتجاه العلاقة مع إسرائيل، مما لا يبدو أن مساره قد توقف، وهذا أمر أساسي، بقدر انشغالها بعدم كسر الهدنة مع إيران على مستوى الخليج. أما لبنانياً، فهي من جهة تغضّ النظر عن تحرّك نواب محسوبين عليها، ومن جهة أخرى تعطي تطمينات لحلفائها بأنّ أيّ ترتيب لن يكون على حسابهم. لكن، أكثر من ذلك، صار واضحاً لكل من يزورها أو يلتقي مسؤولين على بيّنة مما يجري لدى قيادتها، أن الوضع اللبناني مجمّد حتى إشعار آخر. وفي ظل انشغال العواصم الثلاث، انحسرت حركة الموفدين الغربيين الى بيروت، لأن ما يجري على صعيد غزة سحب ملف لبنان الى مكان آخر. وكما أصبح مؤسفاً التعامل مع أحداث غزة لجهة تعداد من يسقطون يومياً في القصف الإسرائيلي وبحجم الدمار، من دون الكلام فعلياً عن الأزمة الكبرى وطرق حلّها في شكل نهائي، لا مجرد ترتيب ظرفي، أصبح الكلام عن لبنان مماثلاً.
ترتيب وضع غزة، قد ينتقل الى لبنان، ولكن فقط لجهة الوضع الجنوبي. أما الأزمة السياسية فلم يحن وقت حلّها بعد.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
بروتوكول ثلاثي بين جامعة النيل وصندوق عطاء ومؤسسة بصيرة لدعم ذوي الإعاقة
وقعت جامعة النيل بروتوكول تعاون مع صندوق عطاء للاستثمار الخيري لدعم ذوي الإعاقة، ومؤسسة بصيرة لذوي الاحتياجات البصرية.
يهدف البروتوكول إلى تعزيز التعاون بين الأطراف الموقعة عليه لدعم قضايا الأشخاص ذوي الإعاقة من خلال تقديم برامج تدريبية متخصصة لهم، وتطوير مشروعات تعليمية مبتكرة تسهم في تمكين ذوي الاحتياجات البصرية ودمجهم في المجتمع.
خلال مراسم توقيع البروتوكول تم الإعلان عن إطلاق "دبلومة الدراسات العليا لأخصائي الإعاقة البصرية والمكفوفين" و التي تنظمها كلية التعليم المستمر بجامعة النيل، وذلك في إطار الجهود المبذولة من الجامعة والكلية لتأهيل الكوادر المتخصصة في دعم ورعاية ذوي الاحتياجات البصرية بما يتماشى مع أحدث المعايير الدولية.
جامعة النيل تسعى للمساهمة في خدمة المجتمعوأكد الدكتور وائل عقل، رئيس جامعة النيل، أن الجامعة تسعى خلال رحلتها العلمية والبحثية والمجتمعية إلى تقديم حلول تعليمية مبتكرة تسهم في خدمة المجتمع، مشددًا على أهمية الشراكات مع المؤسسات الخيرية والأهلية لتعظيم الأثر المجتمعي.
في سياق متصل أعرب شريف سامي، رئيس صندوق عطاء للاستثمار الخيري لدعم ذوي الإعاقة، عن اعتزازه بهذا التعاون الثلاثي، مؤكدًا أن الصندوق يهدف إلى توسيع قاعدة الخدمات المقدمة لذوي الإعاقة من خلال مشروعات تعليمية متطورة.
وأوضحت دعاء مبروك، المدير التنفيذي لمؤسسة بصيرة لذوي الاحتياجات البصرية، أن بروتوكول التعاون الثلاثي يمثل خطوة مهمة نحو بناء قدرات الأخصائيين العاملين مع المكفوفين، مما ينعكس إيجابيًا على جودة حياة ذوي الاحتياجات البصرية في مصر.
بدورها أشارت الدكتورة نيفين عبد الخالق، عميد كلية التعليم المستمر بجامعة النيل، إلى أن دبلومة الدراسات العليا لأخصائي الإعاقة البصرية والمكفوفين تأتي استجابة للاحتياجات المتزايدة لتطوير المهارات والخبرات في هذا المجال الحيوي، داعية المهتمين إلى التسجيل للاستفادة من هذه الفرصة المتميزة.
جدير بالذكر أن البروتوكول قام بتوقيعه الدكتور وائل عقل، رئيس جامعة النيل، وشريف سامي، رئيس صندوق عطاء للاستثمار الخيري لدعم ذوي الإعاقة، ودعاء مبروك، المدير التنفيذي لمؤسسة بصيرة لذوي الاحتياجات البصرية، في حضور الدكتورة نيفين عبد الخالق، عميد كلية التعليم المستمر بجامعة النيل، ولفيف من مسؤولي وأعضاء العديد من الجمعيات الخيرية والأهلية المصرية العاملة في مجال دعم ذوي الإعاقة، وأعضاء هيئة التدريس بالجامعة وكلية التعليم المستمر.
يذكر أيضاً أن هذا التعاون الثلاثي يأتي في إطار التزام أطرافه على تعزيز دورهم في المجتمع من خلال التعليم والتأهيل المستدام