من روسيا.. إيران تطلق قمرا اصطناعيا وواشنطن تعلق
تاريخ النشر: 1st, March 2024 GMT
أعلنت إيران، الخميس، أنها أطلقت من روسيا قمرا اصطناعيا للاستشعار عن بعد والتصوير إلى المدار، وفق ما ذكرت وسائل إعلام رسمية، في خطوة نددت بها واشنطن مشيرة إلى أنها تعكس التعاون العسكري بين طهران وموسكو.
وبثّ التلفزيون الرسمي الإيراني مباشرة عملية إطلاق القمر "بارس 1" من منصة "سويوز 2" الروسية.
أطلق القمر الاصطناعي من "قاعدة فستوتشيني الروسية" على بعد حوالي 8000 كلم شرق موسكو، وفق ما أعلنت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا".
وأكد وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الإيراني، عيسى زارع بور، أن القمر الاصطناعي "صنع داخل البلاد بالكامل على يد المتخصصين وبالتعاون مع الشركات المعرفية في معهد بحوث الفضاء الإيراني"، وفق ما نقلت عنه "إرنا".
ولفت زارع بور إلى أن إيران نفذت خلال العامين الماضيين والشهر الماضي "12 عملية إطلاق للأقمار الاصطناعية" وهو عدد يتجاوز عمليات الإطلاق التي تمّت على مدى عقد من 2011 حتى يونيو 2021، على حد قوله.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، للصحفيين في واشنطن إن إطلاق القمر الاصطناعي "مؤشر آخر على الشراكة العسكرية العميقة بين إيران وروسيا".
وأضاف "هذه الشراكة ضارة بأوكرانيا وجيران إيران والمجتمع الدولي. لقد أظهرنا قدرتنا على التحرك ردا على ذلك".
وكانت إيران أعلنت في يناير أنها أطلقت ثلاثة أقمار اصطناعية إلى المدار بشكل متزامن بعد حوالي أسبوع على إطلاق الحرس الثوري قمرا اصطناعيا للأبحاث.
وحذرت حكومات غربية، بينها الولايات المتحدة، إيران مرارا من هذا النوع من العمليات، مشيرة إلى أنها قد توظف التكنولوجيا ذاتها لإطلاق صواريخ بالستية بما فيها تلك المصممة لحمل رؤوس حربية نووية.
شددت إيران بدورها على أنها لا تسعى لامتلاك أسلحة نووية وبأن عمليات إطلاق الأقمار الصناعية والصواريخ هي لأغراض مدنية أو دفاعية بحتة.
وفي أغسطس عام 2022، أطلقت روسيا قمر "خيام" الاصطناعي الإيراني للاستشعار عن بعد إلى المدار من كازاخستان في ظل الجدل بشأن إمكانية استخدامه من قبل موسكو لتعزيز مراقبتها الأهداف العسكرية في حرب مع أوكرانيا.
سعت موسكو لتعزيز تحالفاتها مع دول أخرى منبوذة من الغرب مثل إيران التي اتُّهمت بتزويد موسكو بمسيّرات قتالية من أجل هجومها في أوكرانيا.
وأعلنت الولايات المتحدة هذا الشهر بأنها ستفرض قريبا عقوبات جديدة على إيران على خلفية دعمها الغزو الروسي لأوكرانيا، وهو اتهام تنفيه طهران.
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
قطاع الموسيقى يسعى لمنع تجاوزات الذكاء الاصطناعي التوليدي
يبذل الفاعلون في القطاع الموسيقي جهدا في المنصات الرقمية والمحاكم لمنع أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي من سرقة المحتوى الموسيقي، إلا أنّ النتائج لا تزال غير مرضية.
تشير شركة "سوني ميوزك" إلى أنها طلبت حذف 75 ألف مقطع فيديو مزيف من الإنترنت، وهو رقم يعكس حجم الظاهرة.
لكن كثرا يؤكدون أن التكنولوجيا قادرة على رصد هذه المقاطع التي أنتجتها برامج قائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي، من دون مشاركة الفنان المعني.
وتقول شركة "بيندروب" المتخصصة في التعرف على الأصوات "حتى لو أنها تبدو واقعية، تتضمن الأغاني التي يتم إنشاؤها باستخدام الذكاء الاصطناعي، أخطاء بسيطة في التردد والإيقاع والتوقيع الرقمي لا تُرصد في الأعمال التي يبتكرها بشر".
لا يحتاج الأمر سوى لبضع دقائق لرصد أغنية راب مزيفة وأغنية بصوت أريانا غراندي التي لم تؤدّها مطلقا في الحقيقة.
يقول سام دوبوف رئيس السياسة التنظيمية في منصة "سبوتيفاي"، في مقابلة مع قناة "إندي ميوزيك أكاديمي" عبر موقع يوتيوب: "نتعامل مع الأمر بجدية ونعمل على تطوير أدوات جديدة في هذا المجال لتحسين" رصد الأعمال المزيفة بالذكاء الاصطناعي.
وأكّدت يوتيوب أنها "تعمل على تحسين تقنيتها مع شركائها"، وقد تعلن عن مستجدات في هذا الخصوص خلال الأسابيع المقبلة.
ويشير جيريمي غولدمان، المحلل في شركة "إي ماركتر"، إلى أن "الجهات السيئة تتقدم بخطوة واحدة" على القطاع الذي عليه "الردّ".
ويضيف "إنّ يوتيوب لديها مليارات الدولارات على المحك. لذا، يُتوقَّع أنها ستنجح في حلّ المشكلة".
رفع الضوابط
بالإضافة إلى التزييف العميق، يظهر القطاع الموسيقي قلقا إزاء الاستخدام غير المسموح به لمحتواه بهدف إنشاء برامج متخصصة قائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي.
في يونيو، رفعت شركات تسجيل كبرى دعاوى قضائية ضد الشركة الأم لـ"اوديو" أمام محكمة فدرالية في نيويورك، متهمة إياها بابتكار برنامجها مستخدمة "تسجيلات محمية بالملكية الفكرية بهدف جذب مستمعين ومعجبين ومستخدمين محتملين يدفعون مقابل الحصول على خدمتها".
بعد مرور أكثر من تسعة أشهر، لم يتم تحديد موعد لأي محاكمة محتملة، ولا لقضية مماثلة في "سونو" في ولاية ماساتشوستس.
وقد يحدّ مفهوم الاستخدام العادل (fair use)، الذي يخضع لجدل قانوني، من تطبيق حقوق الملكية الفكرية تحت شروط معينة.
يقول جوزف فيشمان، الأستاذ في القانون في جامعة فاندربيلت "نحن في حالة من الغموض" في ما يتعلق بالتفسير الذي سيعتمده القضاة لهذه المعايير.
لن تشكل الأحكام الأولى بالضرورة نهاية الفصل، لأن "المحاكم إذا بدأت تختلف" في آرائها، فقد تضطر المحكمة العليا إلى إصدار قرار، بحسب الأكاديمي.
في انتظار ذلك، يواصل اللاعبون الرئيسيون في مجال الذكاء الاصطناعي الموسيقي ملء نماذجهم بالبيانات المحمية، مما يثير تساؤلا بشأن ما إذا كانت المعركة قد خسرت أصلا.
ويقول جوزف فيشمان "لست متأكدا" مما إذا كان الأوان قد فات، مضيفا "جرى ابتكار عدد كبير من البرامج باستخدام مواد محمية بحقوق الطباعة والنشر، ولكن دائما ما تظهر أدوات جديدة"، على مبتكريها توقّع احتمال صدور حكم قضائي ملزم.
ولم تحقق شركات التسجيل أو الفنانون أو المنتجون حتى اليوم نجاحا كبيرا على الجبهة الثالثة من هذه المعركة، وهي المجال التشريعي.
وأقرّت ولايات أميركية عدة بينها تينيسي، قوانين تستهدف تحديدا التزييف العميق.
وترى العديد من شركات الذكاء الاصطناعي أنّ "الحكومة عليها أن توضح أنّ استخدام البيانات العامة لتطوير النماذج يندرج بشكل لا لبس فيه ضمن نطاق الاستخدام العادل".
والصورة ليست أفضل حال في المملكة المتحدة، إذ أطلقت الحكومة مشاورات بهدف تخفيف حدة قانون الملكية الفكرية لتسهيل عمل مبتكري برامج الذكاء الاصطناعي.