أعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، الخميس، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي قتل أكثر من 25 ألف امرأة وطفل من الفلسطينيين، منذ بدء حربها على قطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

 

وجواباً عن سؤال بخصوص عدد الشهداء في قطاع غزة، خلال جلسة استماع أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب الأميركي، قال أوستن "إنه أكثر من 25 ألفاً"، بحسب "فرانس برس".

 

ولم تمض ساعات على كلام أوستن حتى خرجت المتحدثة باسم البنتاغون، سابرينا سينغ، لتقول إن أوستن استند إلى تقدير وزارة الصحة في غزة، وكان يشير إلى إجمالي القتلى الفلسطينيين وليس فقط النساء والأطفال. وأضافت، بحسب "رويترز"، في بيان: "لا يمكننا التحقق بشكل مستقل من أرقام القتلى في غزة".

 

عدد الشهداء تجاوز 30 ألفاً

 

وكانت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة قد أعلنت، الخميس، تجاوز عدد الشهداء في غزة عتبة الثلاثين ألفاً، إضافة إلى أكثر من 70 ألف مصاب مع دخول الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة يومها الـ146.

 

وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية، فإن 70 بالمئة من الضحايا هم من النساء والأطفال، مشيرة إلى أن 8 آلاف شخص اعتبروا في عداد المفقودين حتى 27 فبراير/ شباط الجاري.

 

وألحقت غارات الاحتلال الجوية والبرية طيلة 146 يوماً دماراً هائلاً في البنية المدنية بقطاع غزة، وتخللها إلقاء عشرات آلاف الأطنان من القنابل على البقعة الصغيرة الأكثر كثافة سكانية في العالم، حيث يوجد أكثر من 2.2 مليون شخص، في مساحة لا تتجاوز 365 كيلومتراً مربعاً، ومحاصرة من جميع الاتجاهات.

 

وسقط غالبية الضحايا جراء القصف الجوي والمدفعي الوحشي على أحياء سكنية ومراكز لجوء وتجمعات سكان، فيما استشهد عدد غير معروف جراء أعمال قتل وتصفية ميدانية وفظائع ارتكبها جنود الاحتلال الإسرائيلي خلال التوغل البري الذي طاول معظم مناطق القطاع.

 

وارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي صباح الخميس، مجزرة "رهيبة" في منطقة دوار النابلسي بشارع الرشيد في مدينة غزة، حيث استهدف طيران الاحتلال تجمعاً كبيراً للمواطنين الفلسطينيين كانوا ينتظرون توزيع مساعدات إغاثية في المنطقة، قبل أن تباغتهم قنابل الاحتلال متسببة في استشهاد أكثر من 112 مواطناً فلسطينياً، وإصابة أكثر من 760 آخرين بجراح.

 

وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إن الاحتلال كان على معرفة باحتشاد المواطنين في هذه المنطقة بانتظار المساعدات مؤكداً، في بيان، أنه "كانت لدى الاحتلال النية المبيتة لارتكاب هذه المجزرة المروعة، حيث قام بعملية إعدام هؤلاء الشهداء بشكل مقصود ومع سبق الإصرار والترصّد، في إطار الإبادة الجماعية والتطهير العرقي لأهالي قطاع غزة، كما أن جيش الاحتلال كان يعلم أن هؤلاء الضحايا كانوا قد وصلوا إلى هذه المنطقة للحصول على الغذاء وعلى المساعدات، إلا أنه قتلهم بدم بارد".

 

الموت يتربص بأطفال غزة

 

وكانت وكالات الأمم المتحدة قد حذرت، في 19 فبراير/ شباط الحالي، من أنّ النقص المُقلق في الغذاء وسوء التغذية المتفشّي والانتشار السريع للأمراض، هي عوامل قد تؤدّي إلى "انفجار" في عدد وفيات الأطفال في قطاع غزة.

 

وقال نائب المدير التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، تيد شيبان، إنّ غزّة على وشك أن تشهد "انفجاراً في وفيات الأطفال التي يُمكن تفاديها، وهو ما من شأنه أن يُضاعف مستوى وفيات الأطفال الذي لا يُطاق أصلاً".

 

ويتأثّر ما لا يقلّ عن 90% من الأطفال دون سنّ الخامسة في غزة بواحد أو أكثر من الأمراض المُعدية، وفق تقرير صادر عن "يونيسف" ومنظمة الصحّة العالميّة وبرنامج الأغذية العالمي، وكان 70% قد أصيبوا بالإسهال في الأسبوعين الماضيين، أي بزيادة قدرها 23 ضعفاً مقارنة بعام 2022.


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: فلسطين اسرائيل غزة واشنطن الكيان الصهيوني قطاع غزة أکثر من فی غزة

إقرأ أيضاً:

مدير عام الطب الشرعي بغزة: الاحتلال يطمس أدلة تثبت ارتكابه جرائم حرب

غزة- تنشغل مشرحة مجمع الشفاء الطبي هذه الأيام بمعاينة جثث الشهداء الذين اضطر ذووهم لدفنهم خلال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة داخل باحات المستشفيات وفي أماكن عامة، وذلك تمهيدا لنقلهم إلى المقابر المخصصة لدفن الموتى.

ويتولى الطب الشرعي مهمة استخراج جثث الشهداء والتأكد من هويات أصحابها، وتدوين كل الملاحظات الخاصة بطبيعة الإصابات التي أدت لوفاتهم في إطار استكمال توثيق ملفات الشهداء.

الجزيرة نت أجرت حوارا مع المدير العام للطب الشرعي والمعمل الجنائي في غزة خليل حمادة الذي تحدث عن ظروف العمل الصعبة التي تسببت فيها الحرب الإسرائيلية، وأثر منع قوات الاحتلال إدخال المعدات اللازمة على استكمال مهامهم.

كما رافقت الجزيرة نت المسؤول الطبي حين إتمامه تقرير وفاة مسن فلسطيني فارق الحياة على الفور بعد سماعه نبأ استشهاد أبنائه وأطفالهم عقب تدمير طائرات الاحتلال الحربية منزل العائلة فوق رؤوسهم.

وقال حمادة "هذه الحالة واحدة من مئات جرائم الحرب التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد سكان قطاع غزة".

معاينة جثة أحد الشهداء داخل مشرحة مجمع الشفاء الطبي(الجزيرة) طمس الأدلة

مع انطلاق شرارة الحرب على غزة تكدست عشرات الجثث داخل المشرحة المخصصة لمعاينة الشهداء وتوثيق طبيعة الأسلحة التي اخترقت أجسادهم وما نجم عنها من تهشيم وكسور، وحتى تحول بعضهم إلى أشلاء بسبب تعرضهم للصواريخ بشكل مباشر.

إعلان

ويركز الأطباء الشرعيون عملهم خلال الحروب على المعاينة الظاهرية للجثث وتوثيقها بالصور التي تكشف الآثار التي تركتها الأسلحة الإسرائيلية على أجساد الضحايا سواء تعرضهم لشظايا صواريخ أو قذيفة دبابة أو طلقات نارية، أو أصابتهم صواريخ الطائرات الحربية بشكل مباشر، مع تدوين جميع المعلومات المتاحة عن هؤلاء الشهداء بما فيها الملابس التي يرتدونها والعلامات المميزة على أجسادهم.

ويقول حمادة إن الأطباء الشرعيين تعرضوا لضغط هائل الأيام الأولى للحرب على غزة، وبقوا على رأس عملهم حتى اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي مجمع الشفاء الطبي في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، حينها خرجت المشرحة عن الخدمة قسرا.

وأوضح المدير العام للطب الشرعي أن جنود الاحتلال تعمدوا نثر ملفات معاينة الشهداء في ساحات المستشفى، وتدمير معدات العمل الخاصة بتشريح الجثث، مما زاد من صعوبة عمل الطواقم المختصة بعد انسحاب الآليات التي اقتحمت مجمع الشفاء الطبي مرتين خلال الحرب على غزة.

ويؤكد المسؤول الطبي أن جيش الاحتلال يريد طمس كل الوثائق والأدلة التي تثبت جرائم الحرب التي ارتكبها بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، كما اشتكى من ضعف الإمكانات المخصصة للعمل بسبب تدميرها ومنع ادخال المواد اللازمة لفحص الحمض النووي "دي إن إيه" (DNA) رغم أهميته في التعرف على جثث الشهداء مجهولي الهوية.

ولفت حمادة إلى أن الاحتلال دمر المستلزمات الأساسية لعمل الطب الشرعي من مناشير كهربائية وأجهزة الأشعة، ويمنع إدخال أجهزة فحص السموم.

وأضاف "نعاني من نقص كبير في الكادر البشري، حيث لا يوجد سوى 3 أطباء مختصين فقط في جميع محافظات قطاع غزة، مما زاد الأعباء الملقاة على الطب الشرعي".

انتشال جثث الشهداء من ساحة مستشفى الشفاء تمهيدا لنقلهم للمقابر (الجزيرة)  مجهولو الهوية

وبرز ملف الشهداء مجهولي الهوية خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة بشكل لافت، وشكل تحديا للطواقم المختصة التي اتخذت إجراءات يمكن أن تدل عليهم في وقت لاحق، كما يقول مدير عام الطب الشرعي.

إعلان

ويكمن أولى الإجراءات الخاصة بمجهولي الهوية في توثيق بياناتهم وتصويرها بشكل دقيق من حيث العلامات الظاهرة من شكل وألوان الملابس وحجم الحذاء وارتداء الشهيد أي إكسسوارات (ساعة، خاتم) وما يحمله في ملابسه من أوراق إن وجدت.

ويشمل التوثيق ما أحدثته صواريخ الاحتلال في أجساد الشهداء من كسور في العظام والجمجمة، ومن ثم تعريف الجثث المجهولة برموز، وذلك تمهيدا لتولي لجنة مختصة من وزارة الصحة والدفاع المدني ووزارة الأوقاف والشؤون الدينية لعملية الدفن وتوثيق أماكنهم لحين تعرف ذويهم عليهم.

ويشير حمادة إلى أن عشرات الجثث لا تزال مجهولة الهوية، ولم يتم التعرف عليها، ويعزو ذلك لعدة أسباب منها استشهاد جميع أفراد العائلة دفعة واحدة، وأخرى تتعلق بانقطاع الاتصالات بين الأهالي في ذروة الحرب وبالتالي لم يعرفوا أماكن ووجهة أبنائهم، كما أن جيش الاحتلال دفن عددا من الشهداء بعد قتلهم، وتحللت أجسادهم قبل العثور عليهم.

وقد استدعت ظروف الحرب القاسية -كما يقول المسؤول الفلسطيني- تشكيل لجنة توثيق الشهداء والمتوفين والمفقودين في قطاع غزة، سيما أن مئات الشهداء لم يتمكن ذووهم من نقلهم للمستشفيات لإصدار شهادات وفاة لهم قبل دفنهم بسبب خطورة الأوضاع الأمنية، مما يستدعي اتباع إجراءات خاصة لتوثيق وفاتهم.

جرائم حرب

وشكلت الجهات الرسمية في غزة لجنة لتوثيق جرائم جيش الاحتلال الإسرائيلي بغزة تمهيدا لملاحقته قانونيا، والعمل وفق نماذج لجمع كافة البيانات اللازمة للمحاكم الدولية.

وشدد حمادة على أن الاحتلال ارتكب جرائم حرب أدت في الكثير من الأحيان إلى تبخر أجساد الشهداء وفقدان جثثهم.

وقال مدير عام الطب الشرعي إن القوة النارية للصواريخ الثقيلة التي أطلقتها الطائرات الحربية الإسرائيلية على رؤوس الفلسطينيين أدت لتبخر أجساد عدد ممن سقطت الصواريخ عليهم بشكل مباشر.

إعلان

وأوضح أن درجة الحرارة المنبثقة عن الصواريخ تصل لآلاف الدرجات المئوية، وتعمل على تفتيت الأشخاص لقطع صغيرة، ومن ثم حرقها كاملا وتبخرها.

وذكر المسؤول ذاته أن الكثير من الحوادث والشهادات التي عايشوها واستمعوا لها أثبتت أن جثث عشرات الشهداء تبخرت ولم يجد ذووهم أثرا لها، مشددا على أن هذه جرائم حرب وإبادة ارتكبتها قوات الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

مقالات مشابهة

  • أعداد الشهداء تتصاعد والمستشفيات تعجز عن استيعاب الجرحى
  • إنتهاء المهلة .. إسرائيل تشنّ ضربات مكثفة على أهداف لحماس في غزة
  • إعلام فلسطيني: أكثر من 300 شهيد في غارات إسرائيلية عنيفة على قطاع غزة
  • عشرات الشهداء جراء القصف العنيف في غزة.. ونتنياهو يعلن استئناف الحرب
  • أكثر من 200 شهيد في قصف الاحتلال على كافة قطاع غزة
  • وزير الدفاع الإسرائيلي: إذا تجرأ الأعداء على رفع أيديهم ضد دولة إسرائيل مرة أخرى، فستُقطع هذه اليد
  • شهيد وإصابات في غزة ورفح إثر قصف لطائرات الاحتلال
  • الصحة الفلسطينية: ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 48،572
  • الطب الشرعي بغزة: الاحتلال يطمس أدلة تثبت ارتكابه جرائم حرب
  • مدير عام الطب الشرعي بغزة: الاحتلال يطمس أدلة تثبت ارتكابه جرائم حرب