العلي: الچنعدة مكانها «قمم الأقواع» و«الشعب المرجانية»
تاريخ النشر: 1st, March 2024 GMT
صفحة «بحري» تلتقي اليوم الحداق عبدالله العلي الذي حدثنا عن بداياته البحرية مع والده وتعلمه طرقاً جديدة في الصيد، وأكثر ما يُميز المحادق الجنوبية، وأفضل أماكن تواجد أسماك الچنعد، خصوصا أحجامها الكبيرة، وأفضل مواسم صيد الهامور وطرق صيده وييمته التي يفضلها، ولماذا دائما صيد النهار يكون محصوله أكثر من الليل، والأسباب التي جعلت سمكة النهاش نادرة في سوق السمك، كما أطلعنا العلي على تجربته في صيد سلطنة عُمان، ونقاط الاختلاف بين المحادق العُمانية والكويتية، وأكثر ما يميز محادق السلطنة، ومتى يبدأ موسم الصيد في سلطنة عُمان، والييمة المتعارف عليها في صيد بحر عُمان، وأهم أنواع الأسماك التي تتواجد في منطقتي الشويمية وخلوف، ومعلومات أكثر عن صيد المحادق الجنوبية الكويتية ومحادق سلطنة عُمان الحبيبة، فإلى التفاصيل:
في البداية يقول الحداق عبدالله العلي: عشقت البحر والصيد منذ الصغر، وكنت أرافق الوالد في ذلك الوقت خلال رحلات صيده للمحادق الجنوبية مثل قاروه وأم المرادم ومحادق جزيرة كبر، وقد تعلمت من الوالد كل شيء يخص البحر والصيد من حسبة المايات والموادع والترديع ومعرفة مواسم الاسماك، وبعد أن كبرت وكبرت هواية الصيد معي وازدادت خبرتي بالصيد باستخدام وسائل الصيد الحديثة ورافقت الأصدقاء برحلات بحرية كثيرة وتعلمنا من بعض أشياء متنوعة ساهمت وبشكل كبير في وفرة الصيد وبأقل جهد.
محادق الجنوب متنوعة
ويتابع قائلاً: من واقع خبرتي المتواضعة لا يوجد هناك موقع معين للصيد وإنما الأسماك تنتقل من موقع إلى آخر على حسب المرعى المتوافر والبيئة المناسبة وأيضا حرارة التيارات البحرية، وبما أنني من حداقة المحادق الجنوبية اجدها متنوعة بالاسماك وبأحجام طيبة تجد الشعري والنهاش والعندق والبالول والقطو والحمام وأنواعا أخرى كثيرة لها رغابة.
الچنعدة يميزها لحمها الأبيض
ويتابع العلي: سمچة الچنعد تعتبر من اسماك التونة لكن الذي يميزها ان لحمها أبيض، وتتواجد بجميع مناطق الكويت، وهي من الاسماك المهاجرة وصيدها يكون حول الشعب المرجانية وقمم الاقواع، واكبر احجامها يكون في البحر المفتوح والاماكن العميقة وكلما زادت حرارة الجو تتوافر احجامها الكبيرة والعكس صحيح وخلال فصل الشتاء نصطادها بطريقة البورد والقفشة وفي الصيف نستخدم التشخيط الحلي.
صيد الهامور بأكثر من طريقة
ويضيف العلي: الهامور والبالول ليس لهما موسم معين ومتواجدان طول السنة، ويتكاثران في الأماكن الصخرية وخصوصا الاقواع الجنوبية وينصاد الهامور بأكثر من طريقة بالمحايات والخيط والتشخيط والبالول كذلك وافضل ييمة للهامور المچوة والشعم والچم الصغير وايضا من الاماكن التي يتواجد بها هي الطبعانات سواء الشمالية او الجنوبية وصيده يكون بوقفة الماية واتعب على أنواع الخيوط الطبية.
صيد النهار أكثر
ويقول العلي: الصيد ارزاق يوزعها رب العالمين ودائما وابدا الخبرة تلعب دورا كبيرا وهي المفتاح لتصل الى افضل مواقع الاسماك، ولاشك في أن صيد النهار يكون أكثر والسبب يرجع الى ان الاسماك في هذا الوقت ترعى عكس الليل تماما الصيد فيه قليل ومن المعروف لدى جميع الحداقة ان صيد الشتاء له طابع خاص لأن الجو جميل وخصوصا في وقتنا هذا، ويجب على الحداق اختيار نوع السمكة التي يريد اصطيادها ويكون يعرف مكانها ويختار الوقت والماية المناسبين.
«النهاش» نادرة في السوق
ويضيف العلي: سمكة النهاش اصبحت من الاسماك النادرة وفي السابق كان يكثر في الاقواع الجنوبية وموسم صيده في شهر يناير وحتى نهاية شهر فبراير والعجيب في الأمر انه نادر في السوق، وبالنسبة لأسماك الفسكر موسمها يبدأ شهر اغسطس وايضا في شهر ديسمبر الى شهر مارس وتحصلها في جزيرة قاروة والارياق وكبر.
بحر عمان وتنوع الأسماك
وأكد ان الصيد في بحر عمان يختلف تماما عن صيد الكويت وهي منطقة مفتوحة على محيط وتعبر فيها جميع انواع الاسماك ومصنفة كـ (3) دولة في العالم بوفرة الاسماك وتنوعها، وهي تجربة ناجحة وحلوة ومحادقها طيبة وكل منطقة لها طريقة في الصيد بس لازم تكون تعرف وتسأل قبل لا تروح حتى تعرف ماذا تحتاجه هناك.
العومة سر صيد عمان
ويضيف العلي: مواسم الصيد في عمان تبدأ من منتصف شهر سبتمبر ولغاية شهر مايو، والمناطق الشرقية والجنوبية تتأثر بخريف صلالة من نصف شهر يونيو لغاية سبتمبر طبعا التأثير يكون بالأمواج والضباب على بعض المناطق، وبالنسبة للييم المستخدم دائما يكون العومة والخثاق و«السماري» يكون ضروري لسببين الاول اذا كانت الماية شادة وقوية في بعض المواقع والثاني في حالة بحثك عن مكان صيد جديد.
الشويمية وخلوف
وأشار العلي إلى أن أفضل اماكن الصيد في عمان الشويمية والحلانيات والرأس الحمر وخلوف وفيها الهامور والنهاش والشعم العود والشماهي والچنعد ويخلط معاك نقرور ونويبي والهامور قليل تحصله في منطقة خلوف وجزيرة مصيرة فيها سمچ وصيدها متنوع وهي عبارة عن جزيرة كبيرة فيما جميع الخدمات وتستطيع ان تحدق فيها على السيف وإذا كان فيها تيارات هوائية تقدر تغير مكانك وتروح للجهة الثانية وأمورك طيبة.
لا تجازف بحياتك
وقال العلي: البحر ما فيه كبير، دائما احرص على اجراءات السلامة سواء داخل الكويت أو خارجها واللايف جاكيت معهم بكل طلعة وطفاية الحريق شيء أساسي وتأكد دائما من حالة الجو ولا تجازف ابدا بحياتك لأجل سمچة.
ختامية
واختتم العلي قائلا: ارجو من اخواني الحداقة المحافظة على بحرنا وعدم رمي العلب والاكياس فقد اصبح بحرنا مدمرا من التلوث والقراقير وشباك الصيد «العديد» واصحاب المشابك، وافحص طرادك قبل أن تنزل للبحر واعمل له صيانة دورية، وربي يحفظ الجميع.
المصدر: جريدة الحقيقة
كلمات دلالية: الصید فی
إقرأ أيضاً:
متى يكون للحياة طعم؟
إسماعيل بن شهاب البلوشي
كثيرون هم الذين يسألون أنفسهم: متى يكون للحياة طعم؟ كيف نحيا ونشعر بلذة السعادة والراحة؟
لكن الأجوبة تختلف، والمواقف تتباين، تبعًا لطبيعة نظرة الإنسان إلى السعادة وسبل الوصول إليها. هناك من يرى أنَّ الحياة الطيبة مرهونة بالجلوس في المقاهي الفاخرة، أو بالسفر إلى البلدان البعيدة، أو بالعيش في أماكن راقية تزينها مظاهر الرفاهية. غير أن قليلًا منهم من يفكر كيف يصل إلى ذلك، كيف يجتهد، كيف يتعب، كيف يصنع لنفسه مقعدًا بين الناجحين، قبل أن يُطالب نفسه بثمار لم يزرعها.
إنّ للحياة طعمًا خاصًا لا يُدركه إلّا أولئك الذين عرفوا قيمة الجهد والتعب، الذين مرُّوا بمحطات الكد والسعي، وذاقوا مرارة الصبر قبل أن يتذوقوا حلاوة الراحة. هؤلاء حين يجلسون أخيرًا على مقاعد الراحة، لا يجلسون بأجسادهم فقط، بل تجلس أرواحهم قريرة مطمئنة، لأنهم يعرفون أنَّ ما وصلوا إليه لم يكن مصادفة ولا صدقة، بل كان نتاج سعيهم، ونصب أعينهم هدف رسموه بعقولهم وسقوه بعرقهم.
وعلى الضفة الأخرى، تجد أولئك الذين لم يبذلوا جهدًا حقيقيًا، لكنهم لا يكفون عن الشكوى واللوم. يعتقدون أنَّ سعادة الدنيا قد سُرقت منهم، وأن أيدي الآخرين قد اختطفت نصيبهم في متعة الحياة. ينسون- أو يتناسون- أنَّ السعادة لا تُهدى؛ بل تُنتزع انتزاعًا بالجد والاجتهاد. ينسون أن لحياة الطيبين المطمئنين أسرارًا، أولها أنهم لم يتكئوا على الأماني، ولم يحلموا بأطياف الراحة قبل أن تبلل جباههم عرق الاجتهاد.
ليس المطلوب أن يعادي الإنسان الراحة، ولا أن يرفض الجلوس في مكان جميل، ولا أن يمتنع عن السفر، ولكن المطلوب أن يعرف أن لكل متعة ثمنًا، وأن لكل راحة طريقًا.
الطريق إلى السعادة الحقة ليس معبّدًا بالكسل ولا مفروشًا بالاعتماد على الحظ أو الاتكالية على الآخرين، بل هو طريق طويل ربما ملأه التعب والسهر، وربما اختلط بالدموع والألم، لكنه الطريق الوحيد الذي يجعل للراحة طعمًا، وللحياة لونًا، وللسعادة معنى.
الحياة الحقيقية لا تطعم بالفراغ ولا تثمر بالركون إلى الأماني. متعة القهوة في المكان الراقي، ومتعة السفر، ومتعة الجلوس في الحدائق الجميلة، ليست في ذاتها، بل في الإحساس أنك وصلت إليها بجهدك، واستحققتها بكدك. حينها تصبح لكل رشفة طعم، ولكل لحظة لون، ولكل مكان ذاكرة تحمل عطر العناء الجميل.
هنا، يقف شخصان متقابلان؛ أحدهما عاشر التعب، وأرهقه السعي، فذاق الراحة بعد معاناة فكانت أطيب ما تذوق. والآخر ظل ينتظر السعادة تأتيه بلا عناء، فمات قلبه بالشكوى قبل أن تقترب إليه.
ما أجمل الحياة حين نحياها بالكد والعزم! وما أطيب طعمها حين ندرك أن اللذة الحقيقية ليست في المال الكثير ولا في الجاه العريض، بل في الرضا عن الذات، والشعور بأنك بذلت ما بوسعك، وقابلت النتائج بابتسامة الرضا لا تأفف الحاسد ولا حسرة المتكاسل.
فمتى يكون للحياة طعم؟
يكون لها طعم عندما نتذوق التعب ونحوله إلى لذة، ونحمل همّ الطريق ونتخذه رفيقًا لا عدوًا. يكون للحياة طعمًا حين نحيا بشغف، ونحب عملنا، ونسعى وراء أحلامنا مهما كانت بعيدة، وحين نصنع من كل يوم طوبة نبني بها صرح سعادتنا.
الحياة، في حقيقتها، ليست مجرد أيام تمضي، ولا متعٍ تُشترى. إنها قصة تُكتب بالتعب، وتُزيَّن بالأمل، وتُختم براحة الضمير وطمأنينة القلب.
حين نفهم هذه الحقيقة، ندرك أن طعم الحياة لا يُعطى هبةً، بل يُصنع بيدين متعبتين، وقلب مؤمن، ونفس طامحة لا تلين ولا تستسلم.
رابط مختصر