غزة – نددت دول ومنظمات عربية وإسلامية، امس الخميس، بـ”مجزرة الطحين” التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق مدنيين عُزل في قطاع غزة، وسط مطالبات بتحقيق مستقل وتحرك مجلس الأمن.

جاء ذلك في بيانات منفصلة صادرة عنها، تعليقا على إطلاق قوات الجيش الإسرائيلي النار تجاه تجمع للفلسطينيين كانوا ينتظرون في منطقة دوار النابلسي جنوب مدينة غزة وصول شاحنات تحمل مساعدات من الطحين؛ ما أسفر عن مقتل 112، وإصابة 760 آخرين، وفق وزارة الصحة في القطاع.

واعتبرت وزارة الخارجية الفلسطينية، في بيان، ذلك الاستهداف “مجزرة بشعة، وجزءا لا يتجزأ من حرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها حكومة الاحتلال ضد شعبنا لإخلاء كامل منطقة شمال قطاع غزة من المواطنين”.

عربيًا، قالت السعودية، في بيان لخارجيتها، إنها “تُعرب عن إدانة واستنكار شديدين للاستهداف الإسرائيلي لتجمع المساعدات”، مؤكدة “رفض المملكة القاطع لانتهاكات القانون الدولي الإنساني من أي طرف وتحت أي ذريعة”.

وجددت السعودية “مطالبة المجتمع الدولي باتخاذ موقفٍ حازم بإلزام إسرائيل باحترام القانون الدولي الإنساني، والفتح الفوري للممرات الإنسانية الآمنة، والسماح بإجلاء المصابين”.

وأدانت الإمارات بشدة، في بيان لخارجيتها، الاستهداف الإسرائيلي، وطالبت بـ”تحقيق مستقل وشفاف ومعاقبة المتسببين”، محذرة من “الوضع الإنساني الكارثي بالغ الحساسية والخطورة” في غزة.

واعتبرت أن “الأولوية العاجلة إنهاء عمليات التصعيد العسكري والوقف الفوري لإطلاق النار” على القطاع.

وأدانت قطر بأشد العبارات، في بيان لخارجيتها، “المجزرة الشنيعة التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق مدنيين عزل”.

وأكدت أن “استمرار جرائم الاحتلال الوحشية، في إطار حربه الغاشمة على قطاع غزة، تثبت يوما بعد يوم الحاجة الملحة إلى تحرك دولي عاجل لإنهاء هذا العدوان غير المسبوق في التاريخ القريب فورا”.

ووصفت الكويت، في بيان لخارجيتها، الاستهداف الإسرائيلي بأنه “جريمة جديدة اقترفتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق عدد من المدنيين الفلسطينيين العُزل”، معربة عن إدانته لها.

وأكدت “ضرورة وقف إطلاق النار بشكلٍ فوري وعاجل، وضمان دخول المساعدات الإغاثية والإنسانية، للفلسطينيين المدنيين العُزل في القطاع المُحاصر”.

وأعربت سلطنة عمان، في بيان لخارجيتها، عن “إدانتها واستنكارها الشديدين” للاستهداف ذاته، واعتبرته “هجوما وحشيا”.

وأكدت أن “هذه الأفعال الإجرامية الممنهجة من قبل قوات الاحتلال، تُعد انتهاكًا صريحًا لكافة الأعراف والقوانين الدولية والإنسانية”.

وطالبت المجتمع الدولي بـ”التدخل العاجل والحازم لوضع حد للأوضاع الإنسانية المأساوية في قطاع غزّة وتحميل دولة الاحتلال كافة مسؤولياتها تجاه استهدافها للمدنيين وللمنشآت المدنية في قطاع غزّة”.

مصر أدانت بدورها الاستهداف الإسرائيلي المذكور، واعتبرته “جريمة مشينة وانتهاكا صارخا”.

كما طالبت، عبر بيان لخارجيتها، “الأطراف الدولية الرئيسية، ومجلس الأمن، لاسيما الدول التي تعيق قدرة المجلس عن المطالبة بوقف إطلاق النار، بتحمل المسؤولية الإنسانية والأخلاقية والقانونية عن وقف الحرب الإسرائيلية ضد قطاع غزة، وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني”.

فيما أفادت مصادر دبلوماسية جزائرية، لمراسل الأناضول، بأن الجزائر، العضو غير الدائم في مجلس الأمن الدولي، “طلبت اجتماعا عاجلا مغلقا للمجلس بخصوص آخر التطورات في غزة”.

وأدان الأردن، في بيان لخارجيته، الاستهداف الإسرائيلي، واصفاً إياه بـ”الوحشي”.

وجدد دعوته للمجتمع الدولي إلى “توفير الحماية الدولية للأشقاء الفلسطينيين، وتكثيف الجهود للتوصل لوقف فوري ودائم لإطلاق النار في غزة”.

وأدان العراق، في بيان لخارجيته، الاستهداف الاسرائيلي، ووصفته بأنه “مجزرة”.

وجدد مطالبته “المجتمع الدولي باستخدام الوسائل الممكنة كافة لحماية الشعب الفلسطيني الذي يعاني من أزمة إنسانية خطرة”.

على مستوى المنظمات الإقليمية، أعرب مجلس التعاون الخليجي عن إدانته للاستهداف، واعتبرته “عملا وحشيا استهدف أرواح المدنيين الفلسطينيين الأبرياء أثناء تواجدهم في شمال قطاع غزة، لاستلام المساعدات الإنسانية والإغاثية”.

وأكد أن “هذا العمل يعتبر جريمة من سلسلة الجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة”.

كما أدانت “رابطة العالم الإسلامي”، التي تضم دولا عربية وإسلامية، الاستهداف الإسرائيلي لتجمع المساعدات بـ”أشد العبارات”، ووصفته، عبر بيان، بأنه “استهداف وحشي لمدنيين العزل وانتهاك همجي متواصل لكل الأعراف والقوانين الإنسانية والدولية”.

كما أدانت منظمة التعاون الإسلامي التي تضم دولا عربية وإسلامية، في بيان، الاستهداف، واعتبرته “مجزرة بشعة”.

وجددت دعوتها الملحة للمجتمع الدولي لـ”لتدخل العاجل من أجل وقف جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي وتوفير الحماية الدولية للمدنيين الفلسطينيين، وضمان وصول الإمدادات الأساسية والاغاثة الإنسانية العاجلة الدائمة لهم.

وفي المغرب، أدانت مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين (غير حكومية) الاستهداف الإسرائيلي، بحسب كلمة لعبد الحفيظ السريتي، عضو المجموعة بمؤتمر صحفي بالرباط.

واعتبر السريتي، ما حدث “جريمة إبادة جماعية في حق الفلسطينيين”.

وتزامنت “مجزرة الطحين” مع تجاوز عدد الفلسطينيين الذين قتلهم الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة منذ بدء الحرب قبل نحو 5 أشهر إلى 30 ألفا.

وجراء الحرب وقيود إسرائيلية بات سكان غزة ولا سيما محافظتي غزة والشمال على شفا مجاعة، في ظل شح شديد في إمدادات الغذاء والماء والدواء والوقود، مع نزوح نحو مليوني فلسطيني من السكان القطاع الذي تحاصره إسرائيل منذ 17 عاما.

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة “الإبادة الجماعية”.

 

الأناضول

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: الاحتلال الإسرائیلی بحق الاستهداف الإسرائیلی قوات الاحتلال مجلس الأمن قطاع غزة فی قطاع

إقرأ أيضاً:

“هآرتس”: مشاهد عودة الفلسطينيين عبر نتساريم تهدم وهم الانتصار الإسرائيلي

يمانيون../
أكد المحلل العسكري في صحيفة هآرتس العبرية، عاموس هرئيل، أن الصور التي أظهرت الحشود الفلسطينية تعبر ممر “نتساريم” سيرًا على الأقدام باتجاه ما تبقى من منازلها شمال غزة، تعكس بشكل كبير نهاية الحرب بين الاحتلال وحركة حماس، وتحطم ادعاءات “النصر المطلق” التي روّج لها رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو ومؤيدوه على مدى الأشهر الماضية.

وأوضح هرئيل أن نتنياهو، رغم محاولاته عرقلة تنفيذ اتفاق الأسرى، اضطر في النهاية للموافقة على عبور مئات الآلاف من الفلسطينيين بعد ضغط حماس والوسطاء، مما كشف هشاشة موقفه.

وأشار المحلل الإسرائيلي إلى أن حماس قدمت “تنازلًا تكتيكيًا” بالسماح بتقدم صفقة الأسرى، لكنها حققت “إنجازًا استراتيجيًا” بعودة النازحين إلى مناطقهم، وهو ما سيجعل من الصعب على الاحتلال استئناف الحرب وإعادة تهجيرهم مستقبلًا، خاصة وأن كتائب القسام لم تتراجع كليًا عن شمال القطاع، وفق زعمه.

وأضاف هرئيل أن حماس تعرضت لضربات عسكرية كبيرة، لكنها لم تُهزم، مشيرًا إلى أن مسألة استئناف الحرب لم تعد بيد نتنياهو أو شركائه من اليمين المتطرف، بل تعتمد بشكل أساسي على الموقف الأمريكي، لا سيما مع استعداد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لاستضافة نتنياهو قريبًا في اجتماع مصيري.

وأكد أن إدارة ترامب لا تبدو مهتمة بإعادة إشعال الحرب بقدر ما تسعى إلى إنهائها، تمهيدًا لإتمام صفقة ثلاثية ضخمة بين واشنطن والرياض وتل أبيب، وربما الدفع نحو اعتراف – ولو شكلي – بدولة فلسطينية.

وختم هرئيل تحليله بالإشارة إلى أن نتنياهو، الذي يعاني من ضغوط سياسية وصحية وقضائية، قد يواجه في الأيام المقبلة أكبر ضغط أمريكي يفرض عليه منذ توليه السلطة.

مقالات مشابهة

  • “الجهاد” : “مجزرة طمون جريمة نازية لن تكسر شعبنا”
  • 10 شهداء في مجزرة ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي ببلدة طمون بالضفة
  • “هآرتس”: مشاهد عودة الفلسطينيين عبر نتساريم تهدم وهم الانتصار الإسرائيلي
  • “هيومن رايتس”: العدو الصهيوني تهدد حياة الحوامل والمواليد الجدد بغزة
  • “حماس” تطالب المجتمع الدولي بالضغط على الاحتلال لتسريع إدخال خيام الإيواء
  • جيش الاحتلال الإسرائيلي يقتل مدنيا يعمل لصالحه بالخطأ وسط غزة
  • فرنسا.. نزع وسم “صنع بالمغرب” من منتجات الخضر والفواكه التي مصدرها الصحراء الغربية
  • بدعوة من الجزائر..اجتماع لمجلس الأمن الدولي بشأن “الأونروا”
  • رفض عربي وإسلامي واسع لدعوة ترامب تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة
  • رفض عربي وإسلامي لخطة ترامب بشأن غزة ومطالب بإقامة دولة فلسطينية