آرون بوشنل أثبت موقفاً إنسانياً من أمام سفارة الكيان في واشنطن
تاريخ النشر: 1st, March 2024 GMT
تناقلت جميع وسائل الإعلام الأمريكية والأجنبية والعربية نبأ استثنائياً جداً قادماً من واشنطن عاصمة الولايات المتحدة الأمريكية، مفاده أنه في يوم الإثنين الموافق 26/ فبراير / 2024م، أقدم الطيار الأمريكي / آرون بوشنل على إحراق نفسه بمادة شديدة الاشتعال وضعها على جسده، مردداً القول ( الحرية لفلسطين، ولن أكون متواطئا بعد الآن في الإبادة الجماعية ).
بهذه العبارة الواضحة المكثفة، نطق الطيار الأمريكي الشاب/ بوشنل آخر عباراته في الحياة، وهي بلا شك عبارة ذهبية خالدة، وسيخلدها التاريخ الإنساني برمته، لأنها قيلت من طيار أمريكي شاب امتنع أن يكون ضمن فيالق القتل والإبادة الجماعية التي تمارسها حكومات الولايات المتحدة الأمريكية بحق الشعب العربي الفلسطيني منذ 75عاماً تقريباً، كما أنها قيلت أمام سفارة الكيان الإسرائيلي الصهيوني العنصري في العاصمة واشنطن، وقيلت بعد حرب إبادةٍ تشُنها حكومته الأمريكية ضد المواطن الفلسطيني الأعزل من السلاح، ولدعم الكيان الإسرائيلي المحتل لفلسطين، كما أن هذه العبارة الذهبية قيلت بعد مُضيِّ 144 يوماً من العدوان الوحشي والإبادة الجماعية في حق الفلسطينيين في قطاع غزة , وبعد أن تجاوز عدد الشهداء والجرحى في قطاع غزة مائة ألف فلسطيني ( 100,000) معظمهم من الأطفال والنساء والشيوخ، وهناك عشرات الآلاف لازالوا تحت الأنقاض .
كيف يفهم الرأي العام العالمي معنى تضامن الشاب الأمريكي العنيف جداً جداً جداً ؟
في تقديري الشخصي أن حجم المأساة والكارثة الإنسانية، وحجم الدمار لمدن وضواحي قطاع غزة، وارتفاع الخسائر البشرية من الأطفال والنساء، وهي بمثابة إبادة جماعية للفلسطينيين العُزَّل، استطاع العالم والجمهور المشاهد أن يشاهدوها على مدار الساعة، وبلغات العالم الحية والمهملة، وعبر النقل المباشر والحي للقنوات الفضائية الأمريكية والعالمية وعبر منصات التواصل الاجتماعي واسعة الانتشار، كل هذه الوسائط مارست دوراً تنويرياً إعلامياً واسعاً لجميع المشاهدين وهم من مختلف شرائح المجتمع الإنساني.
لقد شهد الرأي العام العالمي والأمريكي حجم التناقض الهائل بين الأقوال المعسولة الصادرة من قادة بلدان دول حلف شمال الأطلسي وتحديداً قادة الـ USA حينما يعتلون منابر الخطابة وأمام عدسات الكاميرات وهم يتحدثون بجملٍ معسولة ومُغرية حول حقوق الإنسان، وحقوق الأطفال وحرية الرأي والكلمة والموقف السياسي في مجتمعاتهم ( الحُرة ) , ويتابعون بفهم نصوص قانون حقوق الإنسان الدولي والمحلي ( ووو…….. إلخ مما يرددونه أمام الكاميرات، وفي الجهة المقابلة يشترك الأمريكان والأوربيون والصهاينة الإسرائيليون في قتل أطفال ونساء فلسطين العُزَّل، ويقومون بمد جسرٍ جوي بطائراتهم لنقل المعدات الحربية والذخائر من جميع الأصناف ونقل المرتزقة من الفرنسيين والأمريكان والبريطانيين والألمان ومن بقية الدول الأوروبية .
كذلك يتابع الرأي العام العالمي تلك السفن الحربية والناقلة للمعدات العسكرية وهي تتجه صوب الموانئ الإسرائيلية الصهيونية بالإضافة إلى الغواصات النووية.
ذلك التناقض الفج والوقح بين القول الساذج المكرر للإعلام وبين فعلهم وقراراتهم التضامنية مع الكيان الصهيوني الإسرائيلي، يدفع شعوب المجتمعات الأوروبية والأمريكية إلى الخروج للاحتجاج المتواصل والمتضامن مع الضحايا من أطفال ونساء وشيوخ فلسطين المحتلة، ومع إطالة العدو لطُغيانه وصلفه ووقاحته وعنجهيته، ارتد ذلك سلباً في وعي ووجدان المواطنين المتضامنين مع المواطن الفلسطيني المشرّد بين مدن وضواحي قطاع غزة المنكوب.
وبالعودة إلى الموقف الإنساني العنيف للطيار/ آرون بوشنل فقد أعطى للعالم الإنساني وللشباب المسلم منهم تحديداً، أعطى لهم جرعات صاخبة من دروس الكرامة والنخوة ومن التبرؤ من الجرائم التي ترتكبها حكومته ودولته ومؤسسات القرار في أمريكا، وكأنه يريد أن يقول لهم :-
بموقفي الشخصي لن أُغير الكون ولن أُثني الحكومة المُتصهينة في البيت الأبيض ولا في الكونجرس الأمريكي، لكني أنا الإنسان الأمريكي الأبيض المسيحي/ بوشنل، حددت موقفي الشخصي من قضية الإبادة الجماعية للفلسطينيين، وأنتم كبشرٍ وعربٍ ومسلمين يُباد أهلكم وإخوانكم في فلسطين بينما أنتم في سُباتٍ عميقٍ ولعبٍ ولهوٍ وضياع، وأكيد أنه أضاف قبل أن يلفظ أنفاسه الطاهرة الأخيرة ليقول إن هناك شباب ٌعربيٌاً مسلمٌاً مقاومٌاً في فلسطين واليمن ولبنان وسوريا والعراق وإيران قد استشهدوا قبلي وسبقوني إلى محراب الحُرية الخالدة، دعماً لأرواح الشهداء والجرحى والمشردين والمكلومين في قطاع غزة، هكذا تتحدث أرواح ومواقف الأحرار في العالم أجمع.
ماهي العِبر والدروس التي سيستقيها الأحرار حول العالم من حادثة إحراق الشاب الطيار الأمريكي لجسده والتي سيبقى أثرها درساً خالداً خلود الدهر؟
أولاً :- لولا أن الوعي الإنساني، والحس الأخلاقي والثقافة المكتسبة والشجاعة البشرية الطافحة التي يمتلكها الشاب الطيار، هي من ألهمته ودفعته على الإقدام بذلك التصرف التضامني الإنساني العنيف، لكي يلفت أنظار المجتمع الأمريكي بأحراره وتراثه التاريخي المؤلم، كي لا تواصل الطبقة الأمريكية المثقفة تغولها وسذاجتها في دعم الكيان الصهيوني المجرم القاتل بحق أهلنا في فلسطين المحتلة وبالذات في قطاع غزة.
ثانياً : -يبعث الشاب برسالة قوية إلى المجتمعات الغربية وتحديداً الأوروبية بأن موته أو انتحاره، أو [استشهاده ] عبارة عن ناقوس خطر يجب أن يرنَّ في آذان النُخب السياسية والعسكرية والأمنية ويُنذرها بأن الانقياد الأعمى لقرارات الحركة الصهيونية بدعم الكيان الصهيوني الغاصب سيقود العالم إلى التهلكة المميتة، وإلى أُتون الحرب العالمية الثالثة والتي ستنتهي معها الدولة الإمبراطورية الأمريكية والأوروبية، وقد تنشأ دول جديدة تتناقض مصالحها مع مصالح أوروبا وأمريكا .
ثالثاً : -يبعث الشاب الطيار الأمريكي الأبيض برسالة ساخنة إلى الشباب العربي المسلم بأن قيمة الحياة هي في كرامتها وعزتها وشموخها، وأن اللهو والانشغال بالألعاب الإلكترونية والمسخرة لضياع الوقت الثمين يجب أن تتجه لنصرة المستضعفين الذين يواجهون صلف ووحشية آلة ( الأقوياء ) الصهيونية الأمريكية الأوروبية والتي مصيرها إلى الزوال لا محالة.
رابعاً :- تخيلوا معي للحظة واحدة، كم أحدث هذا الشاب الطيار بتصرفه الشخصي هذا من تأثيرٍ هائلٍ وعميقٍ على الرأي العام العالمي والأمريكي والإسلامي والعربي، إنه تصرف في وقعه وتأثيره يساوي آلاف المواقف من الشباب العربي المسلم، ويساوي آلاف اللقاءات الرسمية للحكام العرب والمسلمين والفلسطينيين من سُلطتها الفلسطينية المتكلسة، موقف شاب واحد يساوي مواقف جميع الحكام العرب والمسلمين في النظام الرسمي العربي الذي تنازل وباع علناً وتحت الطاولة القضية الفلسطينية برُمتها.
خامساً :- ما فائدة الأعداد المليونية من الشباب العرب والمسلمين في الدول المُطبعة مع الكيان الصهيوني؟ وما هو دورهم وموقفهم من حكوماتهم المطبعة والخانعة للنظام الأمريكي الأوروبي؟ وعليهم قياس ما أنجزوه طيلة زمن الحصار والعدوان الصهيوني على قطاع غزة، ما قيمة تلك الملايين والكتل اللحمية الموزونة بالأطنان أمام مواقف الشباب العربي والمسلم في جبهة المقاومة الذين جابهوا وقاتلوا العدو الصهيوني والأمريكي وجهاً لوجه ؟
سادساً :- تحية خاصة للمجاهدين المقاومين الأبطال من المقاومة الفلسطينية واللبنانية والعراقية الذين جرّعوا جيش الاحتلال الصهيوني والأمريكي كأس المرارة والهزائم طيلة أزيد من 144 يوماً من أيام الشرف والعزة لمعركة طوفان الأقصى المبارك، وتحية للقائدين المقاومين سماحة السيد / حسن نصر الله – الأمين العام لحزب الله اللبناني، وللقائد الفذ / إسماعيل هنيه أبو العبد – رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الفلسطينية [ حماس ]، وحركة الجهاد الإسلامي بقيادة المجاهد / زياد النخالة وبقية قيادات الفصائل الفلسطينية المقاومة البطلة.
سابعاً :- تحية لطلائع الجيش اليمني العظيم بقيادة الحبيب السيد / عبدالملك بن بدرالدين الحوثي – قائد الثورة اليمنية – حفظه الله ورعاه – الذي أغلق باب المندب وإلى الأبد في وجه سفن وبوارج العدو الصهيوني الأمريكي البريطاني، وقذف بالمفتاح في غياهب بحر حِمْيَر ( البحر الأحمر) وحتى يتوقف العدوان الوحشي الصهيوني على أهلنا في قطاع غزة.
الخلاصة :-
استطاع المجاهدون المقاومون الفلسطينيون الأحرار من إيقاظ الروح الثورية المقاومة في عالمنا العربي والإسلامي وحول العالم من خلال بطولاتهم منقطعة النظير وهم يقاتلون جيش الكيان الصهيوني طيلة أزيد من 144 يوماً، وهي فترة الحرب الوحشية التي قام بها جيش الكيان الصهيوني المحتل لأرض فلسطين كل فلسطين، ومن خلال صمود الأحرار الفدائيين الفلسطينيين الذين أيقظوا روح الحرية في ضمير ووجدان العالم أجمع بما فيهم روح الشاب الطيار الأمريكي الأبيض المستر / آرون بوشنل.
وفوق كل ذي علمٍ عليم
رئيس وزراء حكومة تصريف الأعمال
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
الفريق العدوان يكتب .. قدوة الكيان الصهيوني في حرب الإبادة البشرية . . !
#قدوة_الكيان_الصهيوني في #حرب_الإبادة_البشرية . . !
#موسى_العدوانانتهى الحكم الاسباني رسميا لجمهورية الفلبين، عقب توقيع معاهدة باريس عام 1898، بعد استعمار دام 333 عاما، فتنازلت اسبانيا عن الفلبين لصالح الولايات المتحدة، مقابل 20 مليو دولار. كان السلام في الفلبين هشا وكانت القوات الأمريكية تهيمن على العاصمة مانيلا بينما كانت القوات الفلبينية الأضعف تتمركز في محيطها الخارجي.
بتاريخ 11 أغسطس / آب 1901، وصل فوج المشاة الأمريكي التاسع إلى مدينة بالانجيجا الواقعة جنوبي شواطئ جزيرة سامار. وكانت مهمتها تتلخص بإغلاق الميناء البحري، لمنع وصول الإمدادات والمؤن للقوات الفلبينية في المناطق الداخلية.
وقبيل وصول هذه القوات قام الجنرال الفلبيني ( فسينت لوكبان ) والذي كان مسؤولا عن جزيرة سامار، بتوصية وجهاء وأعضاء مدينة بالانجيجا، بالتعامل مع القوات الأمريكية بكل ودّ ومحبة، لكي يأمنوا أية أعمال عدائية من سكان القرية المتواجدين فيها، ريثما تسنح الفرصة المناسبة، لتوجيه ضربة قوية للأمريكان.
مقالات ذات صلة برلمانات الديكور وأحزاب القوالب: حين تُهمّش إرادة الشعوب وتُغيّب العدالة 2024/11/18سارت الأمور بشكل سلس وطبيعي، وقام عمدة المدينة بتنفيذ أوامر وطلبات القوات الأمريكية، واستطاع سكان المدينة كسب ثقة الجنود الأمريكيين، ولم يتخلل هذه العلاقة الودية بين الطرفين ما يعكرها، عدا عن بعض الخلافات الناتجة عن اختلاف ثقافة وطريقة عيش كل من الطرفين. وفي وقت لاحق وصل إلى مدينة كالنجيجا الكابتن توماس كونيل لإدارة القوات الأمريكية الموجودة هناك.
وبعد مكوثه بضعة أيام، لاحظ “الكابتن كونيل ” أن الأراضي المجاورة للمدينة، يمكن أن تشكل مسلكا لتهريب المواد والمؤن للجيش الفلبيني، مما جعله يطلب من رجال المدينة، تنظيف الأراضي والأماكن المجاورة، وجمع النفايات وتخليصها من الحيوانات النافقة، بحجة قدوم أحد المفتشين الأمريكيين، لتفقد أوضاع القوات والتأكد من النظافة منعا لتفشي الأمراض.
إلاّ أن السكان ماطلوا بتنفيذ الأوامر الصادرة إليهم، لأنها كانت تتعارض مع أوامر الجنرال الفلبيني فسينت التي أصدرها إليهم سابقا. وهذه المماطلة أغضبت الكابتن الأمريكي كونيل، وأدت إلى بعض المشاحنات بين الطرفين.
على إثر ذلك، قام أحد رجال الجنرال الفلبيني فيسنت وهو ” الكابتن أويغينيو” بالالتقاء مع رئيس مركز الشرطة الفلبينية ” أبانادور” في بلدة بالانجيجا، حيث قاما بالتخطيط لتوجيه ضربة قوية للقوات الأمريكية، وقررا أن ينصبا لهم كمينا وإيقاعهم به. كما قرر السكان التحضير لاحتفال محلي تقليدي كبير، يزينوا فيه البلدة ويحضرون به الكثير من الشراب الفلبيني والكؤوس التقليدية، لكي يضمنوا بأن تكون عناصر الجيش الأمريكي في اليوم التالي بحالة سكر شديد.
وجاء هذا الاحتفال أيضا مناسبا لقدوم المفتش العام للجيش الأمريكي، حيث يتم تزيين المدينة لكي تبدو أكثر جمالا، مما يجعل الكابتن كونيل لا يعارض إقامة الاحتفال. وبعد أن تم التجهيز للأمر قام الرجال بإرسال نسائهم وأطفالهم بعيدا عن المدينة، وأقاموا الاحتفال بمشاركة الجنود الأمريكيين.
في صباح اليوم التالي أي بتاريخ 28 سبتمبر 1901، قامت مجموعة من رجال القرية بالتنكر بأزياء النساء وتوجهوا إلى كنيسة البلدة، حاملين معهم أكفانا تحتوي على أسلحة بيضاء من فؤوس وسواطير وسكاكين، وادّعوا بأنهم مجموعة من النادبات الحزينات على موت أطفالهن بداء الكوليرا.
وبعد أن وصلوا إلى الكنيسة بدأوا بالتسلح بأسلحتهم المحمولة معهم، وتسللوا إلى مكان تواجد الجنود الأمريكيين، الذين كانوا يتناولون طعام الإفطار، واستطاعوا قتل الحرس المسلحين، ثم قام رئيس مركز الشرطة أبانادور بإطلاق شارة البدء الهجوم.
وهكذا قام 200 رجل من رجال القرية، بالانقضاض على الجنود الأمريكيين، الذين كانوا يتناولون فطورهم وهم عزّل من أسلحتهم النارية، خاصة وأنهم لم يتوقعون مثل هذا الهجوم من سكان المدينة الودودين. واستطاع الرجال من قتل وجرح الكثيرين من الجنود الأمريكيين، من بينهم ” الكابتن كونيل ” الذي حاول التصدي للمهاجمين ولكن دون جدوى. وقد تمكن بعض الجنود الأمريكيين، من الوصول لأسلحتهم والتصدي للمهاجمين وإطلاق النار عليهم ثم لاذوا بالفرار.
كانت حصيلة هذا الكمين، أن قتل من الأمريكيين 54 جنديا وجرح 20 آخرين، من مجموع 78 جنديا فلم ينجُ منهم سوى 4 جنود. أما في الجانب الفلبيني فكان عدد القتلى 28 رجلا والجرحى 22 آخرين. هذه الحادثة سببت ضربة موجعة للقوات الأمريكية، وصدمة للشعب الأمريكي. أما الفلبينيون فقد اعتبروا الحادثة، عملا بطوليا من أشجع الاعمال، التي جرت طيلة فترة الحرب الفلبينية الأمريكية.
وثأرا لهذه العملية، تولى الجنرال الأمريكي جاكوب سميث، مهمة الرد على الكمين الذي نصبه الفلبينيون، وقام بتعيين ” الرائد ليتيلنون والر” ليقوم بتطير الجزيرة من الثوار المتمردين، باستخدام عناصر من كتيبة المارينز 315 وأعطاه الإمر التالي : ” لا أريد أسرى، وإنما أريد منك القتل والحرق، وكلما أكثرت من القتل والحرق، كلما كان ذلك أفضل . . أريد منك تحويل المناطق الداخلية لجزيرة سامار إلى برّية عوّاء . . اقتل كل فلبيني يبلغ من العمر أكثر من عشر سنوات “.
كما أمره باعتبار كل الفلبيين أعداء ومعاملتهم كما في التوصية، إلى أن تظهر إشارات وبوادر حقيقية، بأنهم أصبحوا متعاونين بشكل جادّ، ويزودونا بالمعلومات عن الثوار والمتمردين، وعن أماكن تواجدهم وإمداداتهم وطرق انتقالهم.
وبدأ تنفيذ الخطة، بقطع جميع طرق التجارة والملاحة البحرية تماما عن الجزيرة، بغية الضغط على السكان، عن طريق تجويعهم وحرمانهم من الإمدادات والمواد الضرورية، لينتهي بهم المطاف إلى الاستسلام والتعاون مع الأمريكيين، ومساعدتهم في القبض على المتمردين.
وهكذا قاموا بتنفيذ أوامر ” الكابتن جاكوب سمث “، وعملوا على حرق المنازل وقتل المدنيين الفلبينيين، الذين تبلغ أعمارهم أكثر من 10 سنوات. كما ذبحوا المواشي والحيوانات ودمّروا حقولها الزراعية. ويقول المؤرخون التاريخيون، بأن حصيلة عدد القتلى الفلبينيون في هذه الحادثة، يزيد عن 50 ألف مدني.
فما أشبه اليوم بالبارحة . . ! إن ما يجري في حرب الإبادة، التي تشنّها قوات #الاحتلال الإسرائيلي على غزة والجنوب اللبناني هذه الأيام، هي نسخة تماثل ما فعله #الأمريكيون في #الفلبين، ولكن بصورة أشد بشاعة وإجراما.
فبدلا من قتل كل من هو بسن يزيد على عشر سنوات في الحالة الأمريكية، يقوم الإسرائيليون بقتل المدنيين صغارا وكبارا، باستخدام صواريخ الطائرات الأمريكية من زنة 500 إلى 2000 رطل، لهدم المنازل فو ق رؤوس الأطفال الرضّع والنساء والشيوخ، مطبقين سياسة الأرض المحروقة، وضاربين بعرض الحائط كل القوانين والأعراف الدولية والإنسانية.
كما يتفاخرون بالحصار البري والبحري الخانق، وحرب الجوع التي يفرضونها على سكان قطاع غزة بكل ظلم ووحشية. ولكن الله لهم بالمرصاد كما جاء في قوله تعالى في محكم كتابه :
﴿ وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ۚ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَار ُ﴾
التاريخ : 18 / 11 / 2024