الشعبانية إرث دينيٌ أصيل وموروثٌ يمنيُ عريق: مناسبة دينية تحررت من قيود الجماعات الوهابية المتطرفة
تاريخ النشر: 1st, March 2024 GMT
تتنوع المظاهر والأساليب الإحتفائية من مكان إلى آخر
الثورة / عبدالباسط النوعة
لازال التراث اليمني حافلاً بالكثير من التميز والثراء ، الذي يفاجئنا بأصالته وعراقته وتنوعه ، وشموليته فما بين معالم التاريخ وآثار الحضارات الغابرة ، مورثات شعبية ذات قيمةٍ وحضورٍ ومكانة بعضها ما هو مرتبطٌ كعادات وتقاليد متوارثة منذ عقود من الزمن ، في مجالات حياتية وأنشطة تجارية أو زراعية وأهمها وأبرزها ما هو مقترنٌ بإحياء مناسباتٍ دينية ، وإن كانت الافكار والاعتقادات المندسة وفي مقدمتها الفكر الوهابي ، قد دأب وعلى مدى عقود من الزمن في تشويه ومحاربة تلك العادات، التي حرص الكثير من الناس على الالتزام بها في إحياء مناسباتهم الدينية كونها عادات لا تخلو من ذكر وتلاوة وتسبيح ، وتحت وطأة الحروب الوهابية تأثرت الكثير من العادات المناسباتية، بيد أن شريحة من الناس ظلت متمسكة ومداومة على تلك العادات متحملةً في سبيلها الكثير من الصعاب والمتاعب .
الشعبانية، هي إحدى المناسبات التي كان يحرص الكثير من الناس على إحيائها والاحتفاء بها بطقوسٍ عباداتية وفلكلور ديني فريد ..
«الثورة» كانت حاضرة في أحد الأماكن التي اعتادت على إحياء الشعبانية بطقوسٍ صوفية متوارثة وعادات جسدت أهمية هذه المناسبة وفرادة الاحتفاء بها خاصةً لدى التيار الصوفي في اليمن ..
الشعبانية مناسبة باتت حاضرة
وكما احتفل أحمد محمد هزاع باعلوي الذي تجاوز العقد السادس من العمر، بالرجبية ها هو يحتفي بالشعبانية ويدعو الكثير من الناس سواءً كانوا متصوفين أو غيرهم للمشاركة ، يقول : الشعابية وهي ليلة المنتصف من شعبان، مناسبة اكثر أهمية ومكانة من الرجبية ويزداد فيها الاحتفاء من حيث المدة والفقرات، حيث تقام الولائم ويكثر فيها من تلاوة القرآن الكريم والتسبيح والتركبير والتحميد والاستغفار والموالد الممزوجة بموشحات يمنية أصيلية فيها من الذكر والسيرة النبوية والقصص والحكم ما يعمق بالنفس الارتباط بالله ورسوله ..
وأشار إلى أن إحياء مناسبة الشعبانية تحررت بفضل المسيرة القرآنية من قيودٍ ظلت ولسنوات تمارس جاثمة على صدور الناس، وإن كان إحياء هذه المناسبة يختلف من مكان إلى آخر، خاصةً في أوساط المتصوفين، إلا أن الناس باتوا أكثر حرية في إحياء هذه المناسبة مهما اختلفت الطرق والأساليب ..
افكار وهابية متطرفة
اما الوالد علي المغربي الذي يعيش في العقد الثامن من عمره، فقد ابدع مسامع الحاضرين بصوته الهادئ والجميل واتقن بفرادة منقطعة النظير موشحات ذات ايقاعات وألحان متعددة بصحبة الدف (الطار)، يؤكد انه وطوال سنوات عمره المديد لم يتخلف عن مناسبة ولم يترك مجلساً تقام فيه الموالد ويدعى إليه وهي عادته مذ كان في طفولته وصولا لريعان صباه وكهولة شيخوخته، وهذا عهده وميراثه من والده وأجداده، وبصحبة والد باعلوي وابنه من بعده ..
وفي حديثه لـ “الثورة” هاجم ( المغربي) بشدة تلك الأفكار المتطرفة المستندة على فكر محمد عبدالوهاب والتي سعت ولعقود من الزمن على محاربة مثل هذه الموالد وملاحقة اتباعها وبث سموم التحريض والتكفير والبدعة بين أوساط الناس، مؤكدا ان المضايقات استمرت ومعها واصل أصحاب الموالد صمودهم وتحملهم حتى بزغ فجر جديد، أفل فيه نجم تلك الجماعات المتطرفة والتكفيرية، ليبدأ عهد جديد تنفس فيه الناس الصعداء سيما المتصوفيين والمحافظين على إحياء هذه المناسبات مع المسيرة القرآنية بقيادة السيد / عبدالملك بدر الدين الحوثي حفظه الله ، لتبدأ هذه الموالد في العودة والظهور وبشكل قوي وواسع ..
مناسبات وموالد
وبدوره عدد عبدالله مؤنس البالغ من العمر قرابة 70 عاما ، أهم وابرز المناسبات الدينية التي يتم إحياؤها وعلى رأسها بل وأفضلها ذكرى المولد النبوي الشريف على صاحبه وآله افضل الصلاة وأتم التسليم، وأيضا الشعبانية ليل النصف من شعبان ، والرجبية ليلة السابع والعشرين من رجب ، اما رمضان فكل لياليه موالد من بدايته وحتى نهايته ..
وأوضح ان الشعبانية تتفرد بثراء فقراتها ومضامين أنشطتها وتنوع أنشطتها، التي تتشابه إلى حد كبير مع الموالد الأخرى ولكنها تختلف في بعض موشحاتها التي عادةً ما يتم اختيارها وفق الكلمات التي تتناسب مع الشعبانية ، وفيها أيضا طريقة فريدة للدخول الجماعي مع الاهازيج التي يرددها الجميع وبصحبة الدفوف وبصفوفٍ متساوية ومتماسكة ..
عشنا ساعات من السعادة وحاولنا ان نوثق كثيرا من جوانب ومظاهر الاحتفاء بالشعبانية التي بدأت من صباح الرابع عشر من شعبان واستمرت حتى ساعات الصباح الباكر من يوم الخامس عشر من شعبان، وتنوعت مجالاتها بين تلاوة القرآن والأذكار المتنوعة والدعاء وفروض الصلاة الجماعية في أوقاتها والموشحات والتراتيل التعبدية بألحان تلامس الروح من افواهٍ يزين معظم أصحابها بياض لحاهم وتجاعيد الزمن المديد الذي عاشوه، وهم على هذا النحو يجتمعون وفي هذه الموالد حاضرون وحافظون.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: الکثیر من من الناس من شعبان
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة تحذر: قيود الدعم السريع على تسليم المساعدات قد تؤدي إلى أسوأ أزمة إنسانية في السودان
يعاني مئات الآلاف من سكان دارفور الغربية من خطر المجاعة، خاصة في المناطق التي نزح إليها السكان بسبب النزاعات المستمرة
في خطوة قد تضاعف من معاناة ملايين السودانيين، فرضت قوات الدعم السريع (RSF)، قيودًا مشددة على تسليم المساعدات الإنسانية إلى المناطق التي تسعى لتعزيز سيطرتها عليها.
وبينما يتصاعد الجوع والأمراض في هذه الأراضي، تحذر المنظمات الإنسانية من أن هذه السياسات الجديدة قد تؤدي إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة.
صراع السيطرة والشرعية
وتأتي هذه القيود في ظل سعي قوات الدعم السريع لتشكيل "حكومة موازية" في غرب السودان، بينما تخسر بسرعة مواقعها الاستراتيجية في العاصمة الخرطوم، حيث استعاد الجيش السيطرة على مناطق حيوية مثل القصر الرئاسي.
وهذه التطورات تنذر بتعميق الانقسامات في البلاد التي انفصلت عن جنوب السودان عام 2011، مما يجعل الوضع أكثر تعقيدًا.
بالإضافة إلى ذلك، يعاني مئات الآلاف من سكان دارفور الغربية من خطر المجاعة، خاصة في المناطق التي نزح إليها السكان بسبب النزاعات المستمرة.
وتقول الأمم المتحدة إن الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع أدت إلى "أسوأ أزمة إنسانية في العالم"، حيث يعاني حوالي نصف سكان السودان البالغ عددهم 50 مليون نسمة من الجوع الحاد، بينما اضطر أكثر من 12.5 مليون شخص إلى الفرار من منازلهم.
القيود الجديدة على المساعدات
وفقًا لعمال الإغاثة الذين تحدثوا إلى وكالة رويترز شريطة عدم الكشف عن هوياتهم، بدأت قوات الدعم السريع منذ أواخر العام الماضي في فرض رسوم أعلى وإجراءات بيروقراطية صارمة على المنظمات الإنسانية العاملة في مناطق سيطرتها. ومن بين هذه الإجراءات:
- فرض رسوم مرتفعة على العمليات الإنسانية، بما في ذلك توظيف الموظفين المحليين ونقل الإمدادات.
- إجبار المنظمات الإنسانية على توقيع "اتفاقيات تعاون" مع وكالة السودان للإغاثة والعمليات الإنسانية (SARHO)، وهي الذراع الإداري لقوات الدعم السريع.
- مطالبة المنظمات الدولية بإنشاء عمليات مستقلة في مناطق سيطرة قوات الدعم السريع.
وعلى الرغم من تعليق هذه التوجيهات مؤقتًا حتى أبريل، إلا أن عمال الإغاثة أكدوا أن القيود لا تزال قائمة، مما يعرقل وصول المساعدات إلى المحتاجين.
وتشير بيانات منظمات الإغاثة إلى أن نسبة المنظمات التي تواجه تأخيرات في الحصول على تصاريح السفر إلى مناطق سيطرة قوات الدعم السريع ارتفعت بشكل كبير خلال الشهرين الماضيين، لتصل إلى 60٪ في يناير، مقارنة بـ 20-30٪ العام الماضي. ورغم تعليق SARHO لتوجيهاتها مؤقتًا في فبراير، انخفضت النسبة فقط إلى 55٪.
الأوضاع في مخيمات النازحين حول مدينة الفاشر، آخر معاقل الجيش في دارفور، تزداد سوءًا يومًا بعد يوم. وأفادت تقارير بأن المجاعة قد تم تأكيدها رسميًا في ثلاثة مخيمات رئيسية: زمزم وأبو شوك والسلام، حيث يعتمد السكان على أكل الأوراق بسبب نقص الغذاء. كما تعرضت هذه المخيمات للقصف من قبل قوات الدعم السريع في الأسابيع الأخيرة.
وقال هارون آدم، أحد سكان المخيم البالغ من العمر 37 عامًا، "الوضع في مخيم زمزم صعب للغاية. نحن جائعون وخائفون. لم نحصل على أي نوع من المساعدات".
اتهامات متبادلة
ويتبادل الطرفان المتحاربان الاتهامات بشأن عرقلة وصول المساعدات. ويقول عمال الإغاثة إن مقاتلي قوات الدعم السريع نهبوا المساعدات خلال أكثر من عامين من الحرب، بينما يتهمون الجيش بمنع أو تعطيل الوصول إلى المناطق التي تسيطر عليها RSF.
من جهته، نفى عبد الرحمن إسماعيل، رئيس SARHO، هذه الاتهامات، قائلاً إن الوكالة تمارس حقوقها القانونية بموجب القانون الدولي الإنساني. وأضاف أن السلطات في الإدارة المدعومة من الجيش في بورتسودان تضغط على المنظمات الدولية لعدم التعامل مع SARHO.
استغلال الإغاثة لتحقيق المكاسب السياسية
ويرى محللون أن تشديد الرقابة البيروقراطية ليس فقط جزءًا من استراتيجية قوات الدعم السريع لكسب الشرعية الدولية، بل هو أيضًا وسيلة لجمع الأموال في ظل خسائرها العسكرية.
وقالت خلود خير، محللة سودانية ومديرة شركة Confluence Advisory، إن هذا النهج يعكس "مؤشرًا لما ستبدو عليه حكومة قوات الدعم السريع إذا تمكنت من السيطرة على البلاد".
وأشارت إلى أن هذا النهج يعتمد على نفس السياسات التي استخدمتها الحكومات السابقة لاستغلال الإغاثة لأغراض سياسية.
تحديات أمام المنظمات الإنسانيةوتضع هذه السياسات المنظمات الإنسانية في "موقف مستحيل". فرفض الامتثال لتوجيهات SARHO يؤدي إلى تأخير أو رفض تصاريح السفر، بينما الامتثال قد يؤدي إلى طرد المنظمات من قبل الجيش والحكومة في بورتسودان.
"إما أن نتوقف عن تقديم المساعدات المنقذة للحياة أو نواجه الطرد"، قال الأمين العام لمنظمة أطباء بلا حدود كريستوفر لوكيير خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي في وقت سابق من هذا الشهر.
مع تجميد تمويل USAID وزيادة القيود المفروضة على المنظمات الإنسانية، تواجه وكالات الإغاثة صعوبة متزايدة في تقديم المساعدات الأساسية.
وقد حذرت المنظمات غير الحكومية من أن هذه العوائق قد تؤدي إلى كارثة إنسانية أكبر، خاصة في المناطق التي تعاني من مجاعة مثل دارفور. مؤكدة أن الوقت ينفد لإنقاذ ملايين السودانيين الذين يواجهون الجوع والمرض.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية واشنطن تفرض رسوما جمركية بنسبة 25% على مستوردي النفط الفنزويلي والصين أبرز المتضررين "المراهقة": كيف يتحول الشباب إلى التطرف عبر وسائل التواصل الاجتماعي حرائق مستعرة في غرب اليابان تؤدي لإجلاء السكان وتسبب أضرارًا مادية معتبرة قوات الدعم السريع - السودانجمهورية السودانالخرطومجرائم حرب