كشف المجلس الأعلى للحسابات، وهو مؤسسة دستورية مغربية، تختص بالمساهمة في عقلنة الأموال العامة، الأربعاء، عن تقرير حول "تدقيق حسابات الأحزاب السياسية وفحص صحة نفقاتها برسم الدعم العمومي للسنة المالية 2022"، الصادر في كانون الأول/ دجنبر 2023.

وقام المجلس الأعلى للحسابات، الذي ترأسه زينب العدوي، بـ"تدقيق الحسابات السنوية للأحزاب السياسية وفحص نفقاتها بخصوص الدعم العمومي للسنة المالية 2022 الممنوح لها، للمساهمة في تغطية مصاريف تدبيرها ومصاريف تنظيم مؤتمراتها الوطنية العادية والمصاريف المترتبة على المهام والدراسات والأبحاث" وفقا للتقرير الذي وصل "عربي21" نسخة منه.



وأوضح التقرير الذي يُنشر تطبيقا لأحكام الدستور ومقتضيات مدونة المحاكم المالية، أن المجلس الأعلى للحسابات "قد وضع رهن إشارة الأحزاب السياسية منصة رقمية من أجل تيسير عملية تقديم حساباتها السنوية، بحيث أدلى 26 حزبا بحساباته من خلال هذه المنصة، فيما قدّم ثلاثة أحزاب حساباتها بطريقة مادية لدى المجلس". 

199 ملاحظة للأحزاب 
وسجّل المجلس، في التقرير نفسه، 199 ملاحظة، تخص تدبير الأحزاب السياسية المغربية لمهامّها، موضّحا أن "بعض الأحزاب لم تقدّم التبريرات الكافية بخصوص إرجاع مبالغ الدعم إلى الخزينة ومحتوى الحسابات السنوية المدلى بها وتقارير الخبراء المحاسبين واحترام القواعد المحاسبية وصحة تحصيل الموارد وصرف النفقات وكيفيات تحصيل الموارد أو أداء النفقات وأوجه صرف الدعم السنوي الإضافي".

وفي أبرز الملاحظات والتوصيات، كشف التقرير الذي اطلعت عليه "عربي21" أنه "بخصوص موارد ونفقات الأحزاب السياسية التي قدمت حساباتها (29 حزبا من أصل 34) بلغ مجموع الموارد المصرح بها ما يناهز 152.97 مليون درهم، موزعة بين الدعم الممنوح من طرف الدولة بنسبة 53 في المئة والموارد الذاتية بنسبة 47 في المئة". 


وأشار التقرير، إلى أن "الدعم الممنوح من طرف الدولة سجّل ارتفاعا بنسبة 38 في المائة مقارنة بسنة 2021 (خارج مساهمة الدولة في تمويل الحملات الانتخابية)"، مردفا أن "الدعم السنوي الإضافي الممنوح لسبعة أحزاب، بلغ 20،10 مليون درهم، تم صرفه بين شهري أيلول/ شتنبر وتشرين الثاني/ نونبر 2022، لفائدة كل من حزب التجمع الوطني للأحرار، والأصالة والمعاصرة، والاستقلال، والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، والتقدم والاشتراكية، والاتحاد الدستوري، ثم العدالة والتنمية. 


كذلك، سجّل المجلس الأعلى للحسابات انخفاضا في الموارد الذاتية للأحزاب بنسبة 22 في المائة مقارنة مع سنة 2021؛ وتتوزع هذه الموارد أساسا بين واجبات الانخراط والمساهمات بنسبة 73 في المئة.

في المقابل، سجل المجلس أن 19 حزبا لم يقم بعد بإرجاع مبالغ دعم تناهز 29،21 مليون درهم إلى الخزينة، تتعلق بمبالغ غير مستحقة (3،73 مليون درهم)، أو لم يتم استعمالها، أو استعملت لغير الغايات التي منحت من أجلها (7,58 مليون درهم)، أو نفقات لم يتم إثبات صرفها بوثائق الإثبات المنصوص عليها في القوانين والأنظمة ذات الصلة (17,90 مليون درهم)، وتتكون هذه المبالغ من مساهمة الدولة في تمويل الحملات الانتخابية المتعلقة بالاستحقاقات الانتخابية لسنوات 2015 و2016، و2021، وكذا مساهمة الدولة في تغطية مصاريف التدبير لسنوات 2017 و2020 و2021 و2022.


وسجّل التقرير، أن 26 في المئة من النفقات المصرح بها من طرف الأحزاب السياسية، لم يتم دعمها بوثائق الإثبات القانونية.

تجدر الإشارة إلى أن تدقيق حسابات الأحزاب وفحص نفقاتها، تأتي في إطار المهام والاختصاصات المنوطة بالمجلس بمقتضى دستور المملكة (الفصل 147) والقانون التنظيمي المتعلق بالأحزاب السياسية (المادة 44) والقانون المتعلق بمدونة المحاكم المالية (المادة 3).

أي إنجازات للأحزاب؟ 
أبرز التقرير نفسه، أن الأحزاب المعنية، "التزمت بإنجاز 44 مهمة أو دراسة أو بحث في مجالات اقتصادية واجتماعية وبيئية ومؤسساتية، غير أنها لم تدل بما يثبت لجوءها للمنافسة لانتقاء الخبراء المؤهلين لإنجازها".

وأكد أن "هذه الوضعية تُخالف مقتضيات المخطط المحاسبي الموحد للأحزاب السياسية الذي ينص على تبرير أتعاب الخبراء العاملين لحساب الحزب بعدة وثائق من بينها إعلان الترشيح، ومقرر اختيار أعضاء اللجنة المشرفة على اختيار الخبير وتقييم الخدمة المقدمة، ومحضر اختيار الخبير، والعقد المبرم معه. ويتعلق الأمر بكل من حزب التجمع الوطني للأحرار وحزب الأصالة والمعاصرة وحزب الاستقلال وحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وحزب العدالة والتنمية". 

"كما قامت أربعة أحزاب بأداء تسبيقات لفائدة مقدمي الخدمات في مخالفة لقاعدة الأداء المشروط بإنجاز الخدمة بما مجموعه 4,35 مليون درهم، أي ما يمثل 28% من الدعم السنوي الإضافي المخصص لهذه الأحزاب. ويتعلق الأمر بكل من حزب التجمع الوطني للأحرار (2,70 مليون درهم) وحزب الأصالة والمعاصرة (1 مليون درهم) وحزب الاستقلال (0,51 مليون درهم) وحزب العدالة والتنمية (0,14 مليون درهم)" يوضّح التقرير نفسه، الذي وصل "عربي21" نسخة منه.

ويتابع: "كما قام كل من حزب التجمع الوطني للأحرار وحزب الأصالة والمعاصرة وحزب العدالة والتنمية بأداء مبالغ من الدعم السنوي الإضافي قدرها على التوالي 2,40 مليون درهم و(1) مليون درهم و552.400,00 درهم لفائدة مكاتب الدراسات لتغطية مصاريف الدراسات خلال سنة 2023 عوض سنة 2022، وهو ما يعني تنفيذ النفقات المتعلقة بهذا الدعم خارج الإطار السنوي لصرفه، أي بعد متم السنة المعنية".


"لم تدل الأحزاب السياسية المعنية بجل مخرجات وتقارير المهام والدراسات والأبحاث المنجزة، مبررة ذلك بصعوبة تنفيذ الدراسات خلال السنة المعنية بالدعم اعتبارا لأن تاريخ منحه تم ما بين شهري شتنبر ونونبر 2022، أي على بعد شهرين فقط من متم السنة" يردف التقرير.

تجدر الإشارة إلى أن المجلس، خلال تقريره المقبل حول تدقيق حسابات الأحزاب السياسية برسم السنة المالية 2023، سيضمن نتائج فحص وضعية الإدلاء بمخرجات وتقارير المهام والدراسات والأبحاث الملتزم بإنجازها في إطار الدعم السنوي الإضافي لسنة 2022، باعتبارها وسيلة إثبات العمل المنجز.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية المجلس الأعلى للحسابات المغربية المغرب المجلس الأعلى للحسابات الأحزاب المغربية المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المجلس الأعلى للحسابات العدالة والتنمیة الأحزاب السیاسیة ملیون درهم فی المئة

إقرأ أيضاً:

"الأعلى للقضاء" يرد على مزاعم مواطن

 

مسقط- الرؤية

قال المجلس الأعلى للقضاء إنه تابع المقطع المرئي الذي نشره أحد المواطنين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مصورا بعض أفراد أسرته في إحدى الخيام زاعما من خلاله عدم حصوله على العدالة بما يظهر أنه تم اخراجه من منزله بسبب حكم قضائي.

وأكد المجلس الأعلى للقضاء أنه وأسرته يعيشون في منزلهم و أن ما ذكره المواطن غير صحيح إطلاقًا؛ حيث أوضح بالتحقيق معه انه قام بفعل ذلك لكسب التعاطف من الجمهور.

ودعا المجلس الجمهور الكريم إلى أخذ الحقيقة من مصادرها، مؤكداً التزامه بتحقيق العدالة الناجزة وترسيخ سيادة القانون من خلال توفير بيئة قانونية عادلة تحفظ الحقوق والحريات للمجتمع وللأفراد.

وأكد المجلس على تعزيز قيم الحق والإنصاف في جميع القضايا المعروضة وبأعلى معايير العدالة والنزاهة والشفافية،حيث أن القانون قد رسم الطرق القانونية لإجراءات التقاضي وطرق الطعن على الأحكام والقرارات القضائية والتظلم منها وسبل الشكوى الأخرى المتعلقة بالتفتيش على أعمال القضاة.

مقالات مشابهة

  • مؤتمر الأحزاب العربية: الموقف اليمني التاريخي أعاد للأمة كرامتها وعزتها ومجدها
  • "الأعلى للقضاء" يرد على مزاعم مواطن
  • لقطات ترصد ترامب لحظة استهداف الحوثي ينشرها البيت الأبيض بتعليق: القائد الأعلى
  • مؤتمر الأحزاب العربية يُدين العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن
  • حزب الجيل ينظم حفل سحوره السنوي بحضور رؤساء الأحزاب والكيانات السياسية
  • الشهابي: الأحزاب السياسية دورها مهم في صياغة سياسات فعالة تساعد صناع القرار
  • بحضور الأحزاب والكيانات السياسية.. الجيل الديمقراطي ينظم سحوره السنوي
  • برعاية رئيس الدولة.. المهرجان الختامي السنوي لسباقات الهجن العربية الأصيلة “فئة الحقايق” ينطلق اليوم
  • غياب التفاهمات يعمق الأزمة السياسية في ديالى
  • غياب التفاهمات يعمق الأزمة السياسية في ديالى - عاجل