لقاء وزيري التجارة السعودي والصهيوني .. خطوة جديدة نحو التطبيع
تاريخ النشر: 1st, March 2024 GMT
يمانيون – متابعات
لم تخطئ المعلومات ولا التحليلات التي أكدت أن النظام السعودي يواصل فتح كافة طرق اتفاقيات التقارب والتطبيع الممكنة بين الرياض و”تل أبيب”، وما يعزز ذلك ما كشفته وسائل إعلام العدو الصهيوني، عن لقاء مصافحة وتبادل للحديث جرى الاثنين الماضي في أبو ظبي، بين وزير التجارة السعودي ماجد بن عبدالله القصبي ووزير الاقتصاد في حكومة العدو نير بركات.
ونقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الصهيونية في موقعها الإلكتروني عن بركات قوله للوزير السعودي: “إن “إسرائيل” مهتمة بإقامة السلام مع الدول العربية التي تسعى إلى السلام، وإننا يمكن أن نصنع التاريخ معًا”.
وقالت هيئة البث الصهيونية الرسمية: إن الاثنين “تبادلا أرقام الهواتف الشخصية ليكونا على تواصل مباشر”.. مضيفة: إن الوزيرين تحدثا عن التعاون الاقتصادي بين بلديهما.
من جانبه أشار موقع “رأی الیوم” أن اللقاء المصور مع وزير التجارة السعودي يعد حدثاً نادراً نظراً لعدم وجود علاقات رسمية بين الجانبين، على الرغم من أن الولايات المتحدة تسعى إلى التقريب بينهما.
ويُعتبر نير بركات أحد رموز الليكود ومرشحًا لخلافة نتنياهو، وكان أطلق مشاريع استيطان واسعة في القدس المحتلة عندما كان على رأس بلديتها الصهيونية.
وأثار هذا اللقاء استغراب المراقبين خاصة أن هذه المصافحة جاءت ولا يزال العدوان الصهيوني قائمًا على فلسطين، لأكثر من 146 يوماً مما أدى إلى استشهاد أكثر من 30 ألف مدني معظمهم من النساء والأطفال ونزوح أكثر من 90 في المائة من السكان.
وأمام استمرار مجازر العدو الصهيوني المرتكبة في حق سكان غزة فإن هذا اللقاء يشير بحسب المراقبين إلى عدم رغبة السعودية في التأثير على تفاهمات وخطوات التطبيع في الوقت الحالي، وتحييدها عن أدوات المواجهة لا سيّما أنه جاء بعد إقرار الخط البري الذي ينطلق من الموانئ الإماراتية عبر الأراضي السعودية ومروراً بالأردن قبل الوصول إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة؛ وهي خطوة قال وزير الاقتصاد الصهيوني في تصريح جديد: إنه جاء لتخفيف أعباء الملاحة في البحر الأحمر والتي تحظرها القوات المسلحة اليمنية.
واعتبر المراقبون أن هذا اللقاء جزء من إحدى الطعنات القاتلة التي يوجّهها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان للفلسطينيين، الذين يعتبرون اللقاء خيانة لهم، ومقدمة لمزيد من الجرائم الصهيونية عليهم.
وفي علامة محتملة على حساسية مسألة الكشف عن هذا اللقاء سارع النظام السعودي إلى نفيه ببيان عبر وكالة “واس” زعم فيه أن اللقاء كان بين وزير الخارجية السعودية ونظيره النيجري.
واعتبر المراقبون، ذلك النفي بمثابة عُذر أقبح من ذنب ودعاية ساذجة يُكذبها نشر الإمارات صور للقاء جمع وزير التجارة السعودي ونظيره الصهيوني خلال اجتماع رعاه محمد بن زايد.
وفي مقابل النفي الحذر من الرياض أفصح الرئيس الأمريكي جو بايدن عن خبايا خيانة حليفه السعودي بتأكيده أن الرياض لا تزال مصممة على مواصلة الجهود نحو التطبيع مع الكيان الصهيوني.
وقال الرئيس الأمريكي في تصريحات لشبكة “إن بي إس” الأمريكية الثلاثاء: إن هناك عدة دول عربية بينها السعودية أكدت استعدادها للتطبيع مع كيان العدو الصهيوني في إطار المساعي المتواصلة لإدارته بهذا الشأن.
وفي الفترة الأخيرة، تجددت زيارات المسؤولين الصهاينة إلى العاصمة السعودية الرياض في إطار المشاركة في مؤتمرات عالمية.
ففي سبتمبر الماضي، وصل وفد من وزارة الخارجية الصهيونية إلى السعودية للمشاركة في اجتماع لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو” نُظم في العاصمة السعودية، واعتُبرت هذه الزيارة الأولى الرسمية والعلنية لوفد حكومي صهيوني إلى السعودية.
كما زار الرياض وزير السياحة الصهيوني حاييم كاتس في الشهر عينه للمشاركة في مؤتمر لمنظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، ثمّ وزير الاتّصالات الصهيوني شلومو كرعي، بعد تلقّيه دعوة رسمية للمشاركة في “مؤتمر البريد العالمي” في الرياض أيضًا.
وجاء ترتيب هذه الزيارات خلال فترة قصيرة تحت ستار استضافة مؤتمرات دولية، في سياق تسريع عملية التطبيع بين الجانبين.. ويضاف ذلك إلى زيارات متلاحقة للعديد من الصهاينة إلى السعودية في هيئة “صحفيين” و”رجال أعمال” و”حاخامات يهود”.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: التجارة السعودی هذا اللقاء
إقرأ أيضاً:
"خذلت جيشك يا ريّس".. لقاء عون والشرع يفجّر غضب اللبنانيين ويُعيد إلى الأذهان معركة جرود عرسال
أثار اللقاء الأول بين الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع والرئيس اللبناني العماد جوزاف عون في القاهرة موجة من الغضب في الأوساط اللبنانية، وذلك على خلفية الأحداث الدامية التي شهدتها بلدة عرسال – شرق لبنان عام 2014، حينما كان الشرع، المعروف سابقًا بأبو محمد الجولاني، زعيمًا لجبهة النصرة.
وجاء هذا الاجتماع على هامش القمة العربية المخصصة لبحث المقترح المصري بشأن غزة، حيث أعلنت الرئاسة اللبنانية عبر منصة "إكس" أن اللقاء تناول "عددًا من المسائل العالقة، وتم الاتفاق على التنسيق عبر لجان مشتركة تُشكل بعد تأليف الحكومة السورية الجديدة، إضافة إلى التأكيد على ضرورة ضبط الحدود بين البلدين لمنع جميع أنواع التجاوزات". كما تبادل الطرفان التهنئة بمنصبيهما الجديدين.
لكن هذا اللقاء لم يمر مرور الكرام في لبنان، إذ شهدت مواقع التواصل الاجتماعي موجة من الاستنكار الحاد، وقد ذكّر كثيرون بالدور الذي لعبه الشرع في تلك المرحلة الدامية، حين قادت جبهة النصرة هجومًا عنيفًا على الجيش اللبناني، أسفر عن مقتل واختطاف عدد من الجنود، في وقت كان عون نفسه قائدًا للجيش، متعهدًا حينها بعدم التساهل مع من تورطوا في دماء العسكريين اللبنانيين.
وجاءت ردود الفعل عبر منصات التواصل لتُترجم هذا الغضب، حيث وصف أحد المغردين الاجتماع بأنه "خذلان" للمؤسسة العسكرية ولعناصرها وللجنود الذين قضوا في المواجهات ضد النصرة.
وذهب آخرون إلى اعتبار ما حصل نوع من التواطؤ السياسي على حساب العدالة، فكتب أحد المستخدمين: "عندما تكون المناصب أهم من دماء شهداء الجيش ومن المبادئ التي درسناها في التربية الوطنية. الجولاني قاتل جنود من الجيش اللبناني ذبحاً، أسرهم عدواناً عام 2014، اليوم يصافحه الرئيس جوزيف عون".
من جهته، وصف مغرد آخر المشهد بأنه جزء من مفارقات الزمن، قائلًا: "من نكد الدهر رئيس الجمهورية يجالس أبو محمد الجولاني قاتل وذابح عسكريي الجيش اللبناني عندما كانوا أسرى لدى جبهة النصرة. في نظرنا كإنسانيين بفطرتنا قبل كوننا بيئة حاضنة للمقاومة، الإرهابي يبقى إرهابي حتى لو لبس بدلة رسمية وشذب لحيته. ما هذا فخامة الرئيس!".
أما مغرد آخر، فاعتبر أن المشكلة لا تكمن في الانتقاد، بل في محاولات التبرير التي وصفها بأنها تشويه للمفاهيم. وكتب: "من الطبيعي أن يثار الجدل حول هذا اللقاء، لكن من غير الطبيعي التبرير. مهما سعوا إلى تلميع صورة الجولاني، فلن يستطيعوا محو تاريخه الدامي ومواجهته مع الجيش اللبناني، الذي كان قائده آنذاك جوزاف عون، وراح ضحيتها جنود قُتلوا ذبحًا".
وفي سياق مماثل، وجّه أحد الناشطين رسالة إلى الرئيس عون، متسائلًا إن كان قد نسي هوية من يجالسه اليوم. وكتب: "يا فخامة الرئيس، أحمد الشرع الذي تحاوره اليوم هو نفسه أبو محمد الجولاني، المطلوب دوليًا، وقاتل جنود الجيش اللبناني في عرسال، حين كنتَ أنت قائد الجيش. مجرد تغيير الاسم لا يمحو سجلّه الأسود".
هذا السيل من الانتقادات يعكس حجم الامتعاض الشعبي من اللقاء في القاهرة، والذي يبدو أنه لن يكون مجرد لقاء بروتوكولي عابر، بل ستبقى محطة مشحونة بالجدل حول طبيعة العلاقة المستقبلية بين بيروت ودمشق، وحول استعداد اللبنانيين لتقبل مرحلة جديدة مع شخصية لا تزال موضع انقسام ورفض داخل البلاد.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية جوزاف عون وأحمد الشرع على طاولة واحدة في القاهرة فهل تجبّ القمة ما قبلها؟ قمة عربية طارئة لتقديم مقترح بديل عن خطة ترامب بشان غزة وحضور لافت لأحمد الشرع الشرع: سوريا غير قابلة للتقسيم وليست حقلاً للتجارب سورياقتلأبو محمد الجولاني وسائل التواصل الاجتماعي جيشلبنان