«أنا مش مدمن».. ظلت هذه العبارة راسخة فى ذهن «عبدالرحمن سليمان»، أحد المتعافين من أبناء منطقة المقطم، 27 سنة، تراود تفكيره لما يقرب من 10 سنوات وأكثر من ذلك، لذا شجعته كثيراً على الاستمرار فى رحلة الإدمان متحدياً كل نصائح والده وشقيقاته الثلاث.

تحدى «عبدالرحمن» لكل النصائح، وجد أرضاً خصبة خاصة مع حرصه على العمل لمجرد جمع المال للإنفاق على المخدرات، دون إعطاء أى اهتمام للمنزل أو الأمور الحياتية الطبيعية «مصاريف البيت كمساعدة لوالده الذى وصل إلى سن المعاش».

ترك «عبدالرحمن» المدرسة من الصف الأول الإعدادى، وقرر الاهتمام بالعمل الحر، وبدأ يتحصل على أموال تساعده لتحقيق رغباته فى اقتناء المخدرات التى تكفيه أو بالأدق «تظبط الدماغ» حسب حديثه لـ«الوطن»، لذا تعلّم سلوكيات سلبية عديدة من أبناء منطقته رسّخت فى ذهنه القيمة المهمة للمخدرات.

عمل الشاب العشرينى فى أحد الكافيهات وفى أوقات الأعياد، دائماً ما كان يرغب فى الاعتماد على أى مادة تساعده على السهر بشكل متواصل، يقول: «واحد صاحبى اقترح عليا المخدرات عشان أقدر أسهر وأشتغل وقت طويل»، حيث جرب مخدر الحشيش والبرشام وصولاً إلى المواد المصنعة مثل «الاستروكس»، واستمر فى رحلته مع الإدمان، إلى أن عانى من مشكلات أسرية كبيرة و«إخواته كانوا بيخافوا منه»، الأمر الذى جعله يفكر قليلاً فى التعافى مرة تلو الأخرى، ولم ينجح لقناعته بأنه «مش مدمن».

هذه القناعة التى تولدت فى «عبدالرحمن» شجعته على العمل لمدة 10 أيام من كل شهر وترك العمل بقية أيام الشهر فقط للتفرغ للمخدرات والإدمان، الأمر الذى وصل إلى نومه خارج المنزل لمدة تصل إلى شهرين، وهكذا استمرت حياته، إلى أن حدث تغير جذرى وكبير، حيث استسلم «عبدالرحمن» أخيراً لفكرة التعافى واستمع لنصيحة والده بطلب الخط الساخن لصندوق علاج ومكافحة الإدمان، وقرر الذهاب مع والده ليبدأ رحلة جديدة فى حياته أساسها التعافى والتركيز فى الأهداف وسبل تحقيقها، والعودة للجو الأسرى الذى تركه لفترة طويلة.

قضى «عبدالرحمن» 40 يوماً فى أحد المستشفيات للتعافى، وصف هذه الأيام بأنها الأجمل فى حياته: «كأنى اتولدت من جديد»، حيث أُتيحت لى الفرصة لتعلم سلوكيات جديدة إيجابية وكيفية تحديد الهدف وإدراك خطورة الإدمان وأهمية التعافى، فضلاً عن كيفية ترتيب الأولويات بدقة والعمل على تنفيذها. واكتسب خلال فترة التعافى، خبرة كبيرة فى الأمور الحياتية شجعته على الاستمرار فى التعافى والبعد عن المخدرات، خاصة بعد أن خسر أموراً كثيرة فى حياته، حيث هيأ له الأخصائيون فى المستشفى جواً مليئاً بالتفاؤل والأمل والإصرار والعزيمة، ويقول: «بقيت أحكى ليهم أى مشكلة تواجهنى»، موجهاً رسالة مهمة للمدمنين، قائلاً: «رسالتى للمدمنين.. جربت كل الطريق اللى أنت ماشى فيه وجربت كل حاجة فى المخدرات أنصحك خد قرار وبطل ولما تبطل مش هتندم».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الإدمان المتعافون علاج الدولة

إقرأ أيضاً:

القبض على مغتصب الطفلة ‘‘جنات’’ في صنعاء بعد ضغوط على والده لتزويجها منه

القبض على مغتصب الطفلة ‘‘جنات’’ في صنعاء بعد ضغوط على والده لتزويجها منه

مقالات مشابهة

  • 6 سنوات «حياة كريمة».. 45 ألف متطوع في خدمة أكثر من 4 ملايين مواطن
  • إحصائية مرعبة.. مركز معالجة الإدمان في العراق يستقبل 700 حالة خلال ستة اشهر
  • أماكن قوافل «حياة كريمة» بالمحافظات.. جميع التخصصات الطبية
  • مجدي الجلاد: حلمي المهني الحالي أن أقول رأيي للمسؤولين ومحدش يزعل (فيديو)
  • شيري عادل تكشف للمرة الأولى تفاصيل انفصالها مرتين
  • إيجابية 8 حالات في فحص تعاطي المخدرات بين السائقين
  • تعاطي وإتجار في المخدرات والسلاح.. الجنايات تقضي بمعاقبة عامل بالسجن المشدد
  • المشدد 6 سنوات لـ «صاحب محل دواجن» لاتهامه بترويج المخدرات في شبرا الخيمة
  • سليم عبدالرحمن يطالب بلقب «غرب آسيا»
  • القبض على مغتصب الطفلة ‘‘جنات’’ في صنعاء بعد ضغوط على والده لتزويجها منه